رد: ** ~~ @@ (( _ــ دماء على زاوية الحب ــ_)) @@ ~~ **
الأعزة
السلام عليكم ..
لكل من شجعني .. لكل من تابعني .. لكل أفراد المنتدى الكرام ..
وتفضلوا العيدية ..
عبارة عن حلقتين من الرواية .. أتمنى أن تعجبكم ..
* *
* * {{ ~~ قطّعت قلبي ~~ }} * *
* *
انتظرت ردها بفارغ الصبر .. وأخيرا نطقت تلك الكائنة
" مرحبا .. أو مساء الخير "
أنظر إلى الساعة الآن , إنها الواحدة صباحاً .. يجدر بها أن تقول (صباح الخير) ليس مساء الخير
" صباح الخير ,, هند "
يبدو أنها تداركت الموقف فقالت
" عذرا لم أنظر للساعة ,, عموماً ,, جميلة الرسالة وتشكر عليها "
إذا .. لم تنزعج ...
هذا رائع !
" أأعجبتك ؟؟ "
" نعم .. ولكن تمنيت أن تكون من القلب !! "
ازداد الكلام تأثيراً .. وامتلأ بعلامات الاستفهام التي حطت ..
أسئلة كثيرة تولدت
في عقلي حول جملتها الأخيرة ( تمنيت أن تكون من القلب ) !!
ماذا تقصد ؟؟ بعد تفكير طويل رميت بالكلمة
" طبعاً "
ولكنها استنكرت وقالت بوضع يوحي للسامع بالتعجب والاستنكار
" طبعا ماذا ؟؟ "
إنها ترمي بكلامها لتصيب الهدف مباشرة .. في الصميم
" أقصد , طبعا من القلب , إن لم يكن يزعجك ذلك .. "
" بتاتا ,, لا يزعجني "
جاءتني جرأة استجمعتها من ضوء القمر المتهلل أمامي مباشرة , فقلت
" إذا .. يسعدك ؟؟!! "
أجزم أنها استغربت لذلك قالت
" ما بالك اليوم .. يامن ؟؟ "
هنا ,, نفذت الطاقة التي كنت قد استجمعتها منذ قليل ( طاقة لا تكفي ) ,, فلم أعقب ..
يبدو أنها انتظرت ردي ولكنها لم تحصل على أية كلمة .. فقالت
" حسنٌ ,, شكرا لك .. أتمنى أن تصبح بخير بعد العملية "
هنا ,, عاد الكلام إلى مجراه الطبيعي الخالي من الكلمات المؤثرة الممزوجة بالحب
فأنا في هذا الوضع فيلسوف ( أستطيع أن أتكلم ) , لذلك قلت
" بل ,, أنا من يشكرك على اتصالك ,, "
" هيا ,, إذا ,, عليك أن تنام الآن .. تصبح على خير "
" تصبحين على خير "
وانتهت هكذا محادثتنا ..
إنني غارق ,, إنني كئيب .. لا بد أن أحدد موقفي من الفتاتين بأن أختار إحداهما ..
ولكن ,, إذا سألت نفسي : من أحب أنا ؟؟
إنه سؤال صعب جدا جدا ..
ستجيبه الأيام القادمة بإذن الله ..
********************************************
********************************************
لم أستطع النوم تلك الليلة من شدة التفكير ..
خالد ابن خالتي يلمح كثيرا على أنه يريد خطبتي ..
ولكنه ليس في قلبي .. – بصراحة - !!
إن من يحتل قلبي وعقلي وتفكيري هو ذلك الشاب ..
نعم انه يامن ابن عمي .. لكن المشكلة أنه .. أنه لا يهتم !
إنه يركز جل اهتمامه لتلك الفتاة .. ( هند ) .. لا أعلم لماذا؟؟
مع أنها مغرورة ..
وأنا لا ينظر إلي البتة !
لكن في محادثته الأخيرة قال لي ( أيتها الغالية ) !
هل أنا غالية حقاًّ في موازين قلبه ؟؟!
آمل ذلك .. لقد سررت كثيرا من تلك الكلمة ..
**
*
صبيحة اليوم التالي حدث ما كنت أخشاه ..
جاءتني أمي ..
" كاترينا ابنتي .. أتاك عريس ! "
هذا ما كنت أخشاه فعلا .. وأعرف من هو العريس .. نعم .. أعرفه
جيدا .. وأعزه كثيرا ولكنني لا أحبه !!
" أمي .. لا أريد الزواج ! "
" ما هذا الكلام ؟؟ إنها سنة الحياة .. ثم إنه ليس بغريب .. إنه من لحمنا
ودمنا .. خالد ابن خالتك لا سواه "
كانت أمي مسرورة جداً .. ولكنني عبست وحولت فرحها إلى تعاسة ..
" أمي .. قلت لك .. لا أريد الزواج الآن "
" حسناًَ .. إذاً .. الخطوبة الآن "
" لا "
" ما بك بنيتي ؟؟ ما به خالد ؟؟ أخبريني بدون أية معارضات أو
احتجاجات .. لماذا ترفضين الزواج بمعلم ذي مكانة في المجتمع
ومن ثم أولا وأخيرا هو ابن خالتك ؟؟!! "
ماذا أٌقول لها ؟؟ أأقول لها ( لأنني أحب يامن )
كلا .. أكون حمقاء إذا نطقت بذلك .. ولكنني في مأزق كبير.. ماذا أقول
" أمي .. خالد ابن خالتي .. رجل ونعم الرجال .. معلم ذو مكانة عالية ..
مرح .. طموح .. نعم أنا معك يا أمي في ذلك كله .. ولكنني يا أمي لا أحسه
إلا كأخ لي لأنني لا إخوة لدي .. أفهمتي يا أمي ؟؟ إنه مجرد أخ عزيز
بالنسبة لي .. أمي رجاء أنهي الموضوع على هذا المنطلق "
لاحظت أثر الارتباك والتوتر على أمي .. نعم .. فهي لم تقتنع بكلامي
ولكنها فهمت أنني .. أنني ( لا أحبه ) !!
وأسفا على ما قلت .. قد أكون مخطئةً .. ولكنني فعلا
ليس ( لا أحبه ) .. بل ( ليس الأحب لدي )
..
بعد قليل .. عادت أمي وقالت
" كاترينا .. خالد يريد أن يحدثك "
" كلا أمي .. لا أريد "
" لا بل ستحدثينه .. يكفي إحراج .. "
" حسن .. كما تشائين أمي "
خرجت أمي من الغرفة .. وما هي إلا لحظات .. حتى سمعت طرقات خفيفة
على الباب ..
" تفضل "
فُتح الباب ..
كان وجهه محمرا .. كان يرتدي زي المناسبات .. مهندما مرتباً ..
لباساً يوحي للناظر إليه بأهمية المناسبة التي لُبس لها ..
ولكنني .. حطمت تلك المناسبة .. يبدو أنه كان متأكداً من موافقتي ..
ولكنه صُدم ..
مسكين أنت يا خالد .. ليس ذنبك أنك تحبني ..
وأنا أيضا .. ليس ذنبي أنني .. أنني أحب يامن !
" تفضلي "
كانت وردة حمراء قدمها إلي ..
ماذا يقصد ؟؟
" كاترينا .. لكن .. لماذا ؟؟ "
تلعثمت وما كدتُ أنطق إلا أنني وبعد جهد جهيد قلت
" خالد .. يبدو أن أمي قد أخبرتك .. إنك أخي "
ولكنه رد بسرعة
" لست أخاك ... "
أطرق برأسه باتجاه الأرض ..
يبدو أنه يبكي ..
تحدث بصوت متقطع قطَّع قلبي
" كاترينا .. حياتي كلها مرت أحزاناً .. حتى قابلتك وكبرنا سوياً وشيئًا
فشيئاً تطورت العلاقة بيننا .. وأصبحتُ دائما أتصل بك .. وأحدثك ..
وألمح لك .. بأنني .. بأنني سأخطبك .. والذي كان يفرحني دائماً هو
أنني تخيلت أنك موافقة .. نعم .. كنت دائما أضحك على القدر .. فطالما
ذقت مرار اليتم .. وطالما كنت حزيناً .. حتى ظننت أن قدري هو الحزن
ولكن بعد أن أحببتك .. أضاءت الدنيا في عينيْ .. فضحكت ضحكة
المنتصر .. نعم .. حينها ضحكت على القدَر .. ظننت أنني غلبته اليوم ..
ولكن للأسف كاترينا .. ها هو القدر يسخر مني .. يسخر مني ويعلو
بالحزن ليعلن الانتصار على الفرح الذي ملأ قلبي مدة من الزمن ..
كالحلم الجميل .. واليوم استيقظت منه .. مات الغرام .. مات القلب الطيب
كاترينا .. آسف إن كان كلامي هذا قد أزعجك .. ولكن إن لم أقل
لك .. فلمن أقول ؟؟! .. "
لقد غرقت في بحر من الدموع .. نعم حاولت أن أتماسك .. ولكنني
سرعان ما انهرت بين يدي خالد أبكي .. خالد سامحني يا خالد ..
ما هذا القلب الكبير يا خالد ؟؟ !
ولكن ماذا بيدي أنا ؟؟ ماذا بيدي ..
هنا رأيته يبتسم ويقف ثم يقول
" كاترينا .. لا تبكي .. يكفي .. إن كنت تبكين على قصتي .. فكفي البكاء
لأنني معتاد على الحزن .. نعم .. فالفرح بالنسبة لي من الأمور المحظورة
والمحرَّمة .. أخشى إن فرحت يوماً أن أموت .. لأنني لم يسبق لي وأن
فرحت .. "
بصوت يملأه الحزن والأسى قلت
" ولكنك يا خالد .. دائما ما تكون فرحا مرحاً "
" نعم يا كاترينا .. أنت على حق .. المحروم من شيء دائما يحاول
أن يظهر للجميع بأنه ليس محروما منه .. فأنا أوهم نفسي بالفرح
.. هكذا فقط .. من باب التخفيف على نفسي .. "
تابع يقول
" لكن كاترينا .. لماذا ؟؟ لماذا .. ما الذي لم يعجبك في شخصيتي ؟؟!
أظن أنني لم أخطئ معك في شيء أبداً .. وأظن أنني كنت دائما أسهر
على راحتك .. ولكن لماذا ؟؟ لا تقولي لي أنك مثل أخي و ... لست مغفلا
إلى هذه الدرجة .. عموما يا كاترينا يا ابنة خالتي يا من أحببت أيتها
الغالية العزيزة .. أتمنى لك السعادة مع الشخص الذي تحبينه .. "
يبدو أن الفرح للرجل هذا ممنوع !
يبدو أن خالداً هم بالرحيل .. نعم فكلمته الأخير تنم على أنه يعرف أنني
أحب شخصا آخر .. نعم فقد قال لي ( لست مغفلا ) .. ,أيضا قال لي
( أتمنى لك السعادة مع الشخص الذي تحبينه )
قام قاصدا الخروج ..
" خالد .. لحظة أرجوك "
توقف ونظر إلي .. رأيت الدموع تتجمع في عينيه بشكل يثير الشفقة ..
لم أر في حياتي منظراً كهذا . .
لقد كدت أستسلم وأرتمي في أحضانه وأقول بصوت عالٍ
( إنني موافقة .. تزوجني ! )
لكنني تماسكت ما أن تذكرت صورة ابن عمي ( يامن )
.. آهٍ منك يا يامن .. ألهذه الدرجة تمتلك قلبي ؟!
" ماذا أردت .. كاترينا ؟؟ "
ماذا لي أن أقول ؟؟
" خالد .. لا .. لا أريد منك أن .. أن تكرهني أو تحقد علي ! "
فاجأني رده
" فقط !َ .. حسناً اطمئني من هذه الناحية .. فلن أكرهك
ولن أحقد عليك يوما مادام فيني عرق ينبض .. كاترينا .. "
استدار مرة أخرى وفتح الباب .. ثم تراجع ونظر إلي وقال
" كاترينا .. لكن .. قبل أن أرحل .. أريد أن أسألك سؤالاً "
تسارعت نبضات قلبي .. ترى ماذا ينوي أن يقول الآن ؟؟
" اسأل "
" الذي أحببته وفضلته علي .. فيم أفضل مني ؟؟ صدقيني .. لو
تزوجت أي رجل في هذا الكون .. صدقيني .. لن تجدي رجلاً يحبك
الحب الذي أعطيتك إياه ,, لكن فكري ملياً .. حبيب القلب بم يتفوق
علي ؟؟ لا أريد جواباً ,, ولكن أريد أن تفكري .. فقط .. الوداع "
رمى بهذه الكلمات ثم هم خارجاً ..
مسكين يا خالد .. الكل يعاني .. وأنا أعاني قبلك !
***********************************
*********************************
*******************************
أكاد أطير فرحاً ..
اليوم .. حبيب القلب .. ( يامن ) .. أخذ معي موعداً ..
نعم لقد أخبرني في اتصاله أنه يريد أن يفاتحني في موضوع ..
أياًّ كان هذا الموضوع إلا أنه سيكون أهم من كل الموضوعات
التي يحكيها لي السيد (بيتر) !
تجهزت التجهيز الأمثل لمناسبة عظيمة كهذه ..
اتجهت إلي حيث يجلس والدي يناقش بعضاً من أمور العمل مع
السيد بيتر ..
ولأنني أعرف أن والدي يدللني كثيراً ولا يرفض لي طلباً .. قلت
" أبي .. أود الخروج الآن .. "
" كما تريدين .. ولكن إلى أين ؟ "
" أوه أبي إنه زميلي في العمل .. نريد أن نتباحث في موضوع ما
يخص العمل "
هنا تحدث السيد بيتر
" ولكن .. ألا تلاحظين أن ما ترتدينه مخالفاً لقواعد العمل !! "
وما شأنه هذا ؟؟
" لا .. أبداً "
" حسناً .. هل أوصلك ؟؟ "
" حبذا لو فعلت .. "
انطلقت بالسيارة لكي أقابل السيد يامن الذي أصر على مقابلتي ..
أثناء الطريق .. سألني السيد بيتر
" ومن هو الشاب الذي ستقابلينه ؟؟ "
" إنه السيد يامن .. "
" ولكنه في المستشفى .. "
" نعم سأقابله في المستشفى .. "
" حسنٌ .. ولكن هل أجريت له العملية ؟؟ "
" أظن ذلك .. "
فترة سادها الصمت ..
" آنسة هند .. انتبهي لنفسك من يامن .. "
يبدو أنه يغار !
هنا وصلنا للمشفى ونزلت متجهة إلى غرفة رقم 13 قسم العظام
الغرفة التي يستقلها السيد يامن .. العسل!!
{{ يتبع }}
تقبلوا خالص التحيات / أحمد الفــFARRAـــرا ..
• كيف سيكون موقف خالد من كاترينا بعد ما حصل ؟؟
• من سيختار يامن من الفتاتين ؟؟
• لماذا أصر السيد يامن على مقابلة هند ؟؟
• ما موقف السيد بيتر من هند بعد أن يعرف أنها ستقابل يامن؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأعزة
السلام عليكم ..
لكل من شجعني .. لكل من تابعني .. لكل أفراد المنتدى الكرام ..
(( كل عام وأنتم بخير جميعاً ))
وتفضلوا العيدية ..
عبارة عن حلقتين من الرواية .. أتمنى أن تعجبكم ..
الحلقة التاسعة ( 9 ) /
* *
* * {{ ~~ قطّعت قلبي ~~ }} * *
* *
انتظرت ردها بفارغ الصبر .. وأخيرا نطقت تلك الكائنة
" مرحبا .. أو مساء الخير "
أنظر إلى الساعة الآن , إنها الواحدة صباحاً .. يجدر بها أن تقول (صباح الخير) ليس مساء الخير
" صباح الخير ,, هند "
يبدو أنها تداركت الموقف فقالت
" عذرا لم أنظر للساعة ,, عموماً ,, جميلة الرسالة وتشكر عليها "
إذا .. لم تنزعج ...
هذا رائع !
" أأعجبتك ؟؟ "
" نعم .. ولكن تمنيت أن تكون من القلب !! "
ازداد الكلام تأثيراً .. وامتلأ بعلامات الاستفهام التي حطت ..
أسئلة كثيرة تولدت
في عقلي حول جملتها الأخيرة ( تمنيت أن تكون من القلب ) !!
ماذا تقصد ؟؟ بعد تفكير طويل رميت بالكلمة
" طبعاً "
ولكنها استنكرت وقالت بوضع يوحي للسامع بالتعجب والاستنكار
" طبعا ماذا ؟؟ "
إنها ترمي بكلامها لتصيب الهدف مباشرة .. في الصميم
" أقصد , طبعا من القلب , إن لم يكن يزعجك ذلك .. "
" بتاتا ,, لا يزعجني "
جاءتني جرأة استجمعتها من ضوء القمر المتهلل أمامي مباشرة , فقلت
" إذا .. يسعدك ؟؟!! "
أجزم أنها استغربت لذلك قالت
" ما بالك اليوم .. يامن ؟؟ "
هنا ,, نفذت الطاقة التي كنت قد استجمعتها منذ قليل ( طاقة لا تكفي ) ,, فلم أعقب ..
يبدو أنها انتظرت ردي ولكنها لم تحصل على أية كلمة .. فقالت
" حسنٌ ,, شكرا لك .. أتمنى أن تصبح بخير بعد العملية "
هنا ,, عاد الكلام إلى مجراه الطبيعي الخالي من الكلمات المؤثرة الممزوجة بالحب
فأنا في هذا الوضع فيلسوف ( أستطيع أن أتكلم ) , لذلك قلت
" بل ,, أنا من يشكرك على اتصالك ,, "
" هيا ,, إذا ,, عليك أن تنام الآن .. تصبح على خير "
" تصبحين على خير "
وانتهت هكذا محادثتنا ..
إنني غارق ,, إنني كئيب .. لا بد أن أحدد موقفي من الفتاتين بأن أختار إحداهما ..
ولكن ,, إذا سألت نفسي : من أحب أنا ؟؟
إنه سؤال صعب جدا جدا ..
ستجيبه الأيام القادمة بإذن الله ..
********************************************
********************************************
لم أستطع النوم تلك الليلة من شدة التفكير ..
خالد ابن خالتي يلمح كثيرا على أنه يريد خطبتي ..
ولكنه ليس في قلبي .. – بصراحة - !!
إن من يحتل قلبي وعقلي وتفكيري هو ذلك الشاب ..
نعم انه يامن ابن عمي .. لكن المشكلة أنه .. أنه لا يهتم !
إنه يركز جل اهتمامه لتلك الفتاة .. ( هند ) .. لا أعلم لماذا؟؟
مع أنها مغرورة ..
وأنا لا ينظر إلي البتة !
لكن في محادثته الأخيرة قال لي ( أيتها الغالية ) !
هل أنا غالية حقاًّ في موازين قلبه ؟؟!
آمل ذلك .. لقد سررت كثيرا من تلك الكلمة ..
**
*
صبيحة اليوم التالي حدث ما كنت أخشاه ..
جاءتني أمي ..
" كاترينا ابنتي .. أتاك عريس ! "
هذا ما كنت أخشاه فعلا .. وأعرف من هو العريس .. نعم .. أعرفه
جيدا .. وأعزه كثيرا ولكنني لا أحبه !!
" أمي .. لا أريد الزواج ! "
" ما هذا الكلام ؟؟ إنها سنة الحياة .. ثم إنه ليس بغريب .. إنه من لحمنا
ودمنا .. خالد ابن خالتك لا سواه "
كانت أمي مسرورة جداً .. ولكنني عبست وحولت فرحها إلى تعاسة ..
" أمي .. قلت لك .. لا أريد الزواج الآن "
" حسناًَ .. إذاً .. الخطوبة الآن "
" لا "
" ما بك بنيتي ؟؟ ما به خالد ؟؟ أخبريني بدون أية معارضات أو
احتجاجات .. لماذا ترفضين الزواج بمعلم ذي مكانة في المجتمع
ومن ثم أولا وأخيرا هو ابن خالتك ؟؟!! "
ماذا أٌقول لها ؟؟ أأقول لها ( لأنني أحب يامن )
كلا .. أكون حمقاء إذا نطقت بذلك .. ولكنني في مأزق كبير.. ماذا أقول
" أمي .. خالد ابن خالتي .. رجل ونعم الرجال .. معلم ذو مكانة عالية ..
مرح .. طموح .. نعم أنا معك يا أمي في ذلك كله .. ولكنني يا أمي لا أحسه
إلا كأخ لي لأنني لا إخوة لدي .. أفهمتي يا أمي ؟؟ إنه مجرد أخ عزيز
بالنسبة لي .. أمي رجاء أنهي الموضوع على هذا المنطلق "
لاحظت أثر الارتباك والتوتر على أمي .. نعم .. فهي لم تقتنع بكلامي
ولكنها فهمت أنني .. أنني ( لا أحبه ) !!
وأسفا على ما قلت .. قد أكون مخطئةً .. ولكنني فعلا
ليس ( لا أحبه ) .. بل ( ليس الأحب لدي )
..
بعد قليل .. عادت أمي وقالت
" كاترينا .. خالد يريد أن يحدثك "
" كلا أمي .. لا أريد "
" لا بل ستحدثينه .. يكفي إحراج .. "
" حسن .. كما تشائين أمي "
خرجت أمي من الغرفة .. وما هي إلا لحظات .. حتى سمعت طرقات خفيفة
على الباب ..
" تفضل "
فُتح الباب ..
كان وجهه محمرا .. كان يرتدي زي المناسبات .. مهندما مرتباً ..
لباساً يوحي للناظر إليه بأهمية المناسبة التي لُبس لها ..
ولكنني .. حطمت تلك المناسبة .. يبدو أنه كان متأكداً من موافقتي ..
ولكنه صُدم ..
مسكين أنت يا خالد .. ليس ذنبك أنك تحبني ..
وأنا أيضا .. ليس ذنبي أنني .. أنني أحب يامن !
" تفضلي "
كانت وردة حمراء قدمها إلي ..
ماذا يقصد ؟؟
" كاترينا .. لكن .. لماذا ؟؟ "
تلعثمت وما كدتُ أنطق إلا أنني وبعد جهد جهيد قلت
" خالد .. يبدو أن أمي قد أخبرتك .. إنك أخي "
ولكنه رد بسرعة
" لست أخاك ... "
أطرق برأسه باتجاه الأرض ..
يبدو أنه يبكي ..
تحدث بصوت متقطع قطَّع قلبي
" كاترينا .. حياتي كلها مرت أحزاناً .. حتى قابلتك وكبرنا سوياً وشيئًا
فشيئاً تطورت العلاقة بيننا .. وأصبحتُ دائما أتصل بك .. وأحدثك ..
وألمح لك .. بأنني .. بأنني سأخطبك .. والذي كان يفرحني دائماً هو
أنني تخيلت أنك موافقة .. نعم .. كنت دائما أضحك على القدر .. فطالما
ذقت مرار اليتم .. وطالما كنت حزيناً .. حتى ظننت أن قدري هو الحزن
ولكن بعد أن أحببتك .. أضاءت الدنيا في عينيْ .. فضحكت ضحكة
المنتصر .. نعم .. حينها ضحكت على القدَر .. ظننت أنني غلبته اليوم ..
ولكن للأسف كاترينا .. ها هو القدر يسخر مني .. يسخر مني ويعلو
بالحزن ليعلن الانتصار على الفرح الذي ملأ قلبي مدة من الزمن ..
كالحلم الجميل .. واليوم استيقظت منه .. مات الغرام .. مات القلب الطيب
كاترينا .. آسف إن كان كلامي هذا قد أزعجك .. ولكن إن لم أقل
لك .. فلمن أقول ؟؟! .. "
لقد غرقت في بحر من الدموع .. نعم حاولت أن أتماسك .. ولكنني
سرعان ما انهرت بين يدي خالد أبكي .. خالد سامحني يا خالد ..
ما هذا القلب الكبير يا خالد ؟؟ !
ولكن ماذا بيدي أنا ؟؟ ماذا بيدي ..
هنا رأيته يبتسم ويقف ثم يقول
" كاترينا .. لا تبكي .. يكفي .. إن كنت تبكين على قصتي .. فكفي البكاء
لأنني معتاد على الحزن .. نعم .. فالفرح بالنسبة لي من الأمور المحظورة
والمحرَّمة .. أخشى إن فرحت يوماً أن أموت .. لأنني لم يسبق لي وأن
فرحت .. "
بصوت يملأه الحزن والأسى قلت
" ولكنك يا خالد .. دائما ما تكون فرحا مرحاً "
" نعم يا كاترينا .. أنت على حق .. المحروم من شيء دائما يحاول
أن يظهر للجميع بأنه ليس محروما منه .. فأنا أوهم نفسي بالفرح
.. هكذا فقط .. من باب التخفيف على نفسي .. "
تابع يقول
" لكن كاترينا .. لماذا ؟؟ لماذا .. ما الذي لم يعجبك في شخصيتي ؟؟!
أظن أنني لم أخطئ معك في شيء أبداً .. وأظن أنني كنت دائما أسهر
على راحتك .. ولكن لماذا ؟؟ لا تقولي لي أنك مثل أخي و ... لست مغفلا
إلى هذه الدرجة .. عموما يا كاترينا يا ابنة خالتي يا من أحببت أيتها
الغالية العزيزة .. أتمنى لك السعادة مع الشخص الذي تحبينه .. "
يبدو أن الفرح للرجل هذا ممنوع !
يبدو أن خالداً هم بالرحيل .. نعم فكلمته الأخير تنم على أنه يعرف أنني
أحب شخصا آخر .. نعم فقد قال لي ( لست مغفلا ) .. ,أيضا قال لي
( أتمنى لك السعادة مع الشخص الذي تحبينه )
قام قاصدا الخروج ..
" خالد .. لحظة أرجوك "
توقف ونظر إلي .. رأيت الدموع تتجمع في عينيه بشكل يثير الشفقة ..
لم أر في حياتي منظراً كهذا . .
لقد كدت أستسلم وأرتمي في أحضانه وأقول بصوت عالٍ
( إنني موافقة .. تزوجني ! )
لكنني تماسكت ما أن تذكرت صورة ابن عمي ( يامن )
.. آهٍ منك يا يامن .. ألهذه الدرجة تمتلك قلبي ؟!
" ماذا أردت .. كاترينا ؟؟ "
ماذا لي أن أقول ؟؟
" خالد .. لا .. لا أريد منك أن .. أن تكرهني أو تحقد علي ! "
فاجأني رده
" فقط !َ .. حسناً اطمئني من هذه الناحية .. فلن أكرهك
ولن أحقد عليك يوما مادام فيني عرق ينبض .. كاترينا .. "
استدار مرة أخرى وفتح الباب .. ثم تراجع ونظر إلي وقال
" كاترينا .. لكن .. قبل أن أرحل .. أريد أن أسألك سؤالاً "
تسارعت نبضات قلبي .. ترى ماذا ينوي أن يقول الآن ؟؟
" اسأل "
" الذي أحببته وفضلته علي .. فيم أفضل مني ؟؟ صدقيني .. لو
تزوجت أي رجل في هذا الكون .. صدقيني .. لن تجدي رجلاً يحبك
الحب الذي أعطيتك إياه ,, لكن فكري ملياً .. حبيب القلب بم يتفوق
علي ؟؟ لا أريد جواباً ,, ولكن أريد أن تفكري .. فقط .. الوداع "
رمى بهذه الكلمات ثم هم خارجاً ..
مسكين يا خالد .. الكل يعاني .. وأنا أعاني قبلك !
***********************************
*********************************
*******************************
أكاد أطير فرحاً ..
اليوم .. حبيب القلب .. ( يامن ) .. أخذ معي موعداً ..
نعم لقد أخبرني في اتصاله أنه يريد أن يفاتحني في موضوع ..
أياًّ كان هذا الموضوع إلا أنه سيكون أهم من كل الموضوعات
التي يحكيها لي السيد (بيتر) !
تجهزت التجهيز الأمثل لمناسبة عظيمة كهذه ..
اتجهت إلي حيث يجلس والدي يناقش بعضاً من أمور العمل مع
السيد بيتر ..
ولأنني أعرف أن والدي يدللني كثيراً ولا يرفض لي طلباً .. قلت
" أبي .. أود الخروج الآن .. "
" كما تريدين .. ولكن إلى أين ؟ "
" أوه أبي إنه زميلي في العمل .. نريد أن نتباحث في موضوع ما
يخص العمل "
هنا تحدث السيد بيتر
" ولكن .. ألا تلاحظين أن ما ترتدينه مخالفاً لقواعد العمل !! "
وما شأنه هذا ؟؟
" لا .. أبداً "
" حسناً .. هل أوصلك ؟؟ "
" حبذا لو فعلت .. "
انطلقت بالسيارة لكي أقابل السيد يامن الذي أصر على مقابلتي ..
أثناء الطريق .. سألني السيد بيتر
" ومن هو الشاب الذي ستقابلينه ؟؟ "
" إنه السيد يامن .. "
" ولكنه في المستشفى .. "
" نعم سأقابله في المستشفى .. "
" حسنٌ .. ولكن هل أجريت له العملية ؟؟ "
" أظن ذلك .. "
فترة سادها الصمت ..
" آنسة هند .. انتبهي لنفسك من يامن .. "
يبدو أنه يغار !
هنا وصلنا للمشفى ونزلت متجهة إلى غرفة رقم 13 قسم العظام
الغرفة التي يستقلها السيد يامن .. العسل!!
{{ يتبع }}
تقبلوا خالص التحيات / أحمد الفــFARRAـــرا ..
• كيف سيكون موقف خالد من كاترينا بعد ما حصل ؟؟
• من سيختار يامن من الفتاتين ؟؟
• لماذا أصر السيد يامن على مقابلة هند ؟؟
• ما موقف السيد بيتر من هند بعد أن يعرف أنها ستقابل يامن؟؟
تعليق