الملاحم والقدرْ

تشكلّ مدينة القدس مكاناً هاماً لدى أصحاب الديانات الثلاث الإسلام والمسيحية واليهود , فقد كانت منطقة صراع وسيطرة على مدى التاريخ قديماً وحديثاً.. فهي تمثل للمسلين القبلة الأولى ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم ومن مسجدها الأقصى عُرج به صلى الله عليه وسلم إلى السماء وصلى به إماماً للأنبياء .. وهي عند المسيحيين تعتبر مزاراً للأماكن المقدسة لديهم .. تلك الأماكن التي شهدت حياة السيد المسيح صلى الله عليه وسلم .. وأما اليهود فهي عندهم أنها أرض الميعاد ويدّعون أن لهم أحقية فيها حيث هيكل سليمان الذي يزعمون أنه تحت المسجد الأقصى ويتمسكون بها عاصمة لدولتهم الصهيونية الحديثة .
وها نحن نشهد في الأعوام الأخيرة عدداً من الأمور المقلقة التي لا تنذر بخير , الأول : التناقض الدولي في التعامل مع إسرائيل مع الحفاظ عليها في نفس الوقت كدولة عسكرية ودينية في الوطن العربي , والثاني : التوجه العنصري ضد المسلمين في أوروبا , الثالث : زرع الخوف في قلوب الناس عن طريق إشاعة وقوع حرب في نهاية 2012 م , الرابع : تزايد رغبات الشباب العربي والمسلم في الهجرة إلى الدول الغربية متى ما سنحت لهم الفرصة لذلك نظراً لحالة الإحباط من أوضاعهم المعيشية والذاتية , الخامس : الفساد السريع منقطع النظير والمتعاقب لبني إسرائيل مقرّه ومبتدأه من الأرض المقدسة ولا يكاد يُعرف مثلُه في تاريخ الأمم كلّها مصداقاً لقول الله تعالى في سورة الإسراء التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة إلى المدينة { وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتُفسِدُنّ في الأرض مرتين ولتعْلُنّ عُلواً كبيرا ( 4 ) فإذا جاء وعدُ أُولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أُولي بأسٍ شديدٍ فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً ( 5 ) ثم رددنا لكم الكرّة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ( 6 ) إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعدُ الآخرة ليسُوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أوّل مرة وليتبّروا ما علوا تتبيرا ( 7 ) عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ( 8 ) } .
ومما ترسّخ في الأذهان أنّ الحرب مع اليهود أو الملحمة الكبرى مع الروم ( وهما من أشراط الساعة الصغرى ) تكون في آخر الزمان قبل قيام الساعة وهذا الكلام غير دقيق لأن الحرب والملحمة تكونان قبل ظهور أشراط الساعة الكبرى التي هي علامات قيام الساعة , وقبل الحرب والملحمة وبعدهما أمور لا بد من ذكرها :
1-أنّ الخلافة ستعود إلى أرض الشام : فقد روى الإمام أحمد والبزار رحمهما الله عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون , ثم يرفعها الله إذا شاء الله أن يرفعها , ثم تكون خلافة على منهاج النبوة , فتكون فيكم ما شاء الله أن تكون , ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها , ثم تكون ملكاً عاضّاً فيكون ما شاء الله أن تكون , ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها , ثم يكون ملكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون , ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة , ثم سكت ) .
وروى الشيخان و أبو داود والترمذي رحم الله الجميع عن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه سلم يقول ( لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلّهم تجتمع عليه الأمة ) فسمعت كلاماً من النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لأبي ما يقول ؟ قال ( كلّهم من قريش ) .
قال ابن كثير رحمه الله معنى هذا الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحاً يقيم الحق ويعدل فيهم , ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم بل قد وجد أربعة على نسق واحد وهم الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ومنهم عمر بن عبدالعزيز بلا شك عند الأئمة , وبعض بني العباس , ولا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لا محالة , والظاهر أنّ منهم المهدي المبشر به في الأحاديث . ا هـ .
وروى أبو داود عن عبدالله بن حوالة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يا بن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام ) .
2-أن خروج المهدي مرتبط بخروج اليهود من فلسطين : روى أبو داود عن عبدالله بن حوالة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يا بن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام ) لأن الخلافة لا يمكن أن تكون قائمة في الشام في فلسطين واليهود موجودن .
ولن يكون للمهدي خلافة حتى يكتمل العدد المشار إليه في حديث جابر بن سمرة , ويحصل قتال بين أبناء ثلاثة من الخلفاء فقد روى ابن ماجة في سننه عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قِبل المشرق فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج ) .
والقتال مع اليهود على مرحلتين الأولى : مرحلة هزيمة وطرد لهم , ويحصل هذا عند تحقق الإفساد الثاني مع العلو في الأرض قال تعالى في سورة الإسراء الآية رقم ( 104 ) { وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جآء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا } وقال تعالى في سورة الإسراء آية رقم ( 7 ) { فإذا جاء وعدُ الآخرة ليسُوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أوّل مرة وليتبّروا ما علوا تتبيرا } قال الإمام ابن عاشور رحمه الله: هذه الآيات تشير إلى حوادث عظيمة بين بني إسرائيل وأعدائهم ا.هـ .
قال الإمام ابن عطية رحمه الله : وتلخيص الكلام عندي أنّ هذا الأمر هو ممّا قضاه الله تعالى في أمّ الكتاب ( اللوح المحفوظ ) على بني إسرائيل وألزمهم إياه ثم أخبرهم به في التوراة على لسان موسى عليه الصلاة والسلام ا . هـ . .وفي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ) فمبتدأ القتال يكون من قبل المسلمين .والمرحلة الثانية : وهي التي يكون فيها اليهود مع المسيح الدجال يقاتلون معه المسلمون .
3-خروج المهدي وخلافته لأرض الشام :روى أبو داود والترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ) وفي رواية لأحمد ( يعيش سبعاً أو ثمانياً , يعني : حجة ) .
ويخرج في زمان فُرقة بين الناس فقد روى أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أبشركم بالمهدي يُبعث على اختلاف من الناس وزلازل .... ) .
ومن أمارات قرب المهدي الحصار على العراق والشام فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي نضرة قال كنا عند جابر بن عبدالله رضي الله عنه فقال يوشك أهل العراق أن لا يُجبى إليهم قفيز ولا درهم , قلنا من أين ذاك ؟ قال من قبل العجم يمنعون ذاك , ثم قال يوشك أهل الشام أن لا يُجبى إليهم دينار ولا مدى , قلنا من أين ذاك ؟ قال من قبل الروم ثم أسكت هنية ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثياً لا يعده عدداً ) .
فإذا اقترب موعد خلافته أصلحه الله فتاب عليه ووفقه وألهمه رشده وهيئه لها في ليلة واحدة كما روى ابن ماجة وأحمد عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المهدي منّا أهل البيت يُصلحه الله في ليلة ) .
فإذا تهيأ للخلافة خرج من المدينة التي وقع فيها الاختلاف إلى مكة هارباً من الفتن لأنها مأمن كل من التجأ إليها فيأتيه أهل مكة بعد ظهور أمره فيخرجونه من بيته ويبايعونه على الخلافة بين الحجر الأسود ومقام إبراهيم عليه السلام وهو كاره لها فقد روى أبو داود وابن حبان وأحمد عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يكون اختلاف عند موت خليفة – وهذا الاختلاف هو المذكور في حديث ثوبان في اقتتال ثلاثة من أبناء الخلفاء - فيخرج رجل من قريش من أهل المدينة هارباً إلى مكة , فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ) .
فإذا بويع على الخلافة وانتشر أمره جاءه جيش من الشام لقتاله فيعاقبهم الله تعالى , ففي الحديث السابق يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( .... ويُبعث إليه بعثٌ من الشام فيُخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة ) .
فإذا خُسِف بهم عرف الناس أنه المهدي الذي بشّر به النبي صلى الله عليه وسلم فيأتيه الصالحون من أهل الشام وخيار القوم من أهل العراق ليبايعونه ففي الحديث السابق ( ...... فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال أهل الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه بين الركن والمقام ) .
ثم يظهر رجل من قريش أخواله من قبيلة كلب أي أنّ أمّه كلبية فيستعين بأخواله لقتال أتباع المهدي فينصر الله جيش المهدي ففي الحديث السابق ( .... ثم ينشأ رجل من قريش أخوالُهُ كلبٌ فيبعثُ إليهم بعثاً فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب , والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب , فيقسِمُ المال – أي المهدي – ويعملُ في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويُلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض – كناية عن استقرار الإسلام وثباته – فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون).
الحديث السابق بتمامه : روى أبو داود وابن حبان وأحمد عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من قريش من أهل المدينة هارباً إلى مكة , فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويُبعث إليه بعثٌ من الشام فيُخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال أهل الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه بين الركن والمقام ثم ينشأ رجل من قريش أخوالُهُ كلبٌ فيبعثُ إليهم بعثاً فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب , والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب , فيقسم المال ويعملُ في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويُلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ) .
ثم تنتقل خلافة المهدي إلى الأرض المقدسة فلسطين ففي الحديث الذي رواه أبو داود وأحمد رحمهم الله عن ابن زغب الإيادي قال نزل عليّ عبدالله بن حوالة الأزدي رضي الله عنه فقال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا فرجعنا فلم نغنم شيئاً وعرف الجَهْدَ في وجوهنا فقام فينا فقال ( اللهم لا تكلهم إليّ فأضعف عنهم , ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها , ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم . – ثم وضع يده على رأسي أو قال هامتي – ثم قال ( يا بن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام , والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه على رأسك ) .
روى ابن ماجة وابن خزيمة والحاكم عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قالت أم شريك للنبي صلى الله عليه وسلم - تسأله عن العرب أين هم عند حصول الأمور العظام - فأين العرب يا رسول الله يومئذ ؟ قال (هم يومئذ قليل وجُلّهم ببيت المقدس وإمامهم مهدي رجل صالح ) .
وروى الحاكم رحمه الله عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال يأتي على الناس زمان لا يبقى فيه مؤمن إلا لحق بالشام .
وروى الترمذي عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة ) .
وروى الحاكم رحمه الله عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه إنّي رأيت كأن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فاتبعته بصري فإذا هو نور ساطع عُمد به إلى الشام , ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام ) .
وروى الحاكم رحمه الله عن عبدالله بن حواله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إنّ الله عز وجل تكفّل لي بالشام وأهله ) .
روى الإمام أحمد رحمه الله عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين , لعدوهم قاهرين , لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قالوا: يا رسول الله وأين هم قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
4-الملحمة الكبرى مع النصارى الروم تكون بعد تثبيت أركان خلافة المهدي على الشام كله : روى نعيم في الفتن عن أبي ثعلبة الجهني رضي الله عنه قال إذا رأيت الشام مأدبة أو مائدة رجل وأهل بيته فعند ذلك فتح القسطنطينية , وفي لفظ آخر يقول رضي الله عنه إذا رأيت ما بين العريش إلى الفرات مأدبة أهل بيت واحد فذلك علامة الملاحم .
وعند استقرار وتمكين الخلافة بالشام تخرب المدينة النبوية ويعمر بيت المقدس روىالإمام أحمد وأبو داود عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( عمران بيت المقدس خراب يثرب , وخراب يثرب خروج الملحمة , وخروج الملحمة فتح القسطنطينية , وفتح القسطنطينية خروج الدجال ) , ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدثه أو منكبه ثم قال ( إنّ هذا الحق كما أنّك ههنا أو كما أنّك قاعد ) ,
5- الصلح مع النصارى الروم والقتال معهم ضد عدو : روى الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجة رحم الله الجميع عن ذي مخبر ابن أخي النجاشي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( تصالحون الروم صلحاً آمنا حتى تغزوا أنتم وهم عدوّا من ورائهم فتنصرون وتغنمون وتنصرفون ) .روى نعيم في الفتن عن أبي عامر الألهاني يقول خرجت مع تبيع -ابن امرأة كعب الأحبار- قال كعب رحمه الله فتصالحونهم على عشر سنين وفي ذلك الصلح تقطع المرأة الدرب آمنة , وتغزون أنتم الروم من وراء خلف القسطنطينية إلى عدو لهم فتنصرون عليهمثم تغزون أنتم والروم أيضاً بعض أهل المشرق – وفي رواية فارس وفي رواية أخرى الترك وكرمان – قال كعب فتنصرون عليهم .
6- الملحمة مع النصارى الروم : روى نعيم في الفتن عن كعب الأحبار رحمه الله تعالى في الروم ثلاث ذبائح أولهنّ اليرموك والثانية فينيقس يعني التمرة وهي حمص والثالثة الأعماق .
قال الذهبي رحمه الله في السير في ترجمة كعب الأحبار الحميري اليماني رحمه الله اليهودي أسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقدم المدينة من اليمن في أيام عمر رضي الله عنه فجالس أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فكان يحدّثهم عن الكتب الإسرائيلية ويحفظ عجائب وكان حسن الإسلام متين الديانة من نبلاء العلماء خبير بكتب اليهود له ذوق في معرفة صحيحها من باطلها في الجملة ا . هـ وإن عنده علمُ الكتاب الأول ( يعني به التوراة ) .
وروى أبو داود رحمه الله عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنّ فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام ومن خير منازل المسلمين يومئذ ) .وروى الإمام مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق - موضعان بالشام قرب حلب - فيخرج لهم جيش من المدينة -من مدن الشام – من خيار أهل الأرض يومئذ ) وروى ابن ماجة والحاكم ونعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثاً من الموالي أكرم العرب فرساً وأجودهم سلاحاً يؤيّد الله بهم الدين ).
روى الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجة رحم الله الجميع عن ذي مخبر ابن أخي النجاشي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( تصالحون الروم صلحاً آمنا حتى تغزوا أنتم وهم عدوّا من ورائهم فتنصرون وتغنمون وتنصرفون ) روى نعيم في الفتن عن أبي عامر الألهاني عن تبيع عن كعب أنه قال ثم تغزون أنتم والروم أيضاً بعض أهل المشرق – وفي رواية فارس وفي رواية أخرى الترك وكرمان – قال كعب فتنصرون عليهم فتسبون الذرية والنساء وتأخذون الأموال , ثم إنكم تنزلون إذا قفلتم منزلا حتى تلوا قسمة غنائمكم , فتقول الروم أعطونا حظنا من الذراري والنساء , فيقول المسلمون إنّ هذا لا يسعنا في ديننا ولكن خذوا من سائر الأشياء , فتقول الروم لا نأخذ إلا من كل شيء , فيقول المسلمون إنّ هذا شيء لا تصلوا إليه أبداً , فيقول الروم إنما غلبتم بنا وبصليبنا , فيقول المسلمون بل بنصر الله تعالى دينه , فبينما هم كذلك يتنازعون إذا رفعوا الصليب فيغضب المسلمون فيثب إليه رجل فيكسره , فينحاز بعض القوم من بعض وكان بينهم قتال يسير ,روى الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجة رحم الله الجميع عن ذي مخبر ابن أخي النجاشي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيقول قائل من الروم غلب الصليب ويقول قائل من المسلمين بل الله غلب فيثور المسلم إلى صليبهم وهو منه غير بعيد فيدقه وتثور الروم إلى كاسر صليبهم فيضربون عنقه ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون فيكرم تلك العصابة من المسلمين بالشهادة فتقول الروم لصاحب الروم كفيناك العرب فيجتمعون للملحمة فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا ) روى نعيم في الفتن عن أبي عامر الألهاني عن تبيع عن كعب أنه قال فينصرف الروم غضاباً حتى يأتوا ملكهم فيقولون إنّ العرب غدرت بنا ومنعونا حقنا وكسروا صليبنا وقتلوا فينا , فيغضب ملكهم غضباً شديداً ويجمع جمعاً عظيماً من الروم ويصالح من استطاع من الأمم فتجيش عليهم الألسنة المختلفة وتجتمع إليهم أهل رومية والقسطنطينية وأرمينية حتى الرعاة والحراثون يغضبون لملك الروم فيقبل بأمم كثيرة سوى الروم ملوك عشرة يبلغ جميعهم مئة ألف وثمانين ألفاً ولتمندهم يومئذ الجزيرة بثلاثين ألف نصراني يترك الرجل فدانه يقول أذهب أنصر النصرانية, وتنزوي العرب بعضها إلى بعض من أقطار الأرض ويجتمع الجناحان مصر والعراق بالشام وهي الرأس , وحرامٌ على أحد يرى عليه حقّاً للإسلام أن لا ينصر الإسلام يومئذ ولله تعالى في اليمن كنزان جاء بأحدهما يوم اليرموك كانت الأُزدُ يومئذ ثلث الناس ويجيء بالآخر يوم الملحمة سبعون ألفاً حمائل سيوفهم المسد, فهذا أول ملحمة العظمى , ثم يسيرون فتنزل الروم بسهل عكا وتغلب على فلسطين وبطن الأردن وبيت المقدس فينفر إليهم المسلمون وخليفتهم يومئذ اليماني , كان كعب يقول هو يماني وهو من قريش – وفي لفظ ما المهدي إلا من قريش وما الخلافة إلا في قريش غير أنّ له أصلاً ونسباً في اليمن , فيقتتلون في مقدم الأرض فيكون للروم الشف - الربح والزيادة – على المسلمين حتى يخرجونهم من معسكرهم , وكذلك كلما التقوا يكون للروم الشف على المسلمين , وكذلك تبلغ الأخبار حمص فلا يزالون كذلك حتى يعاين أهل حمص الغبرة والهرج-القتل – فعند ذلك ينجفل أهل حمص الذراري والنساء ومن كان فيها من ضعفة الناس هاربين نحو دمشق , فيموت ما بين حمص وثنية العقاب ألوف من الناس من الحفاء والوغاء يعني العطش , حتى أن المرأة لتُنشدُ كما تُنشدُ الفرس ألا من رأى فلانة بنت فلان فيقول رجل يا عبدالله لقد رأيتها في مكان كذا وكذا قد عصبت قدمها بخمارها قد اختضبت دماً , قال كعب فمن أدرك ذلك منكم فعليه بالطريق الشرقية من حمص إلى سربل ومن سربل إلى الخميراء ومن الخميراء إلى الذخيرة ومن الذخيرة إلى النيك ومن النيك إلى القطيفة ومن القطيفة إلى دمشق فمن أخذ هذه الطريق لم يزل في مياه متصلة , ويشتدّ القتال بين المسلمين والروم ويُحبسُ النصر ويسلّط السلاح بعضه على بعض فلا ينبو عن شي أصابه , ويُقتل خليفة المسلمين يومئذ في سبعين أميراً في يوم واحد ويبايع الناس رجلاً من قريش فلا يبقى صاحب فدان ولا عمود إلا لحق بالروم وتلحق قبائل بأسرها وراياتها بالروم ويصبر المسلمون إلى أن تلحق فرقة بالكفر وتُقتل فرقة وتفرّ فرقة وتُنصرُ فرقة , ثم تقول الروم يا معشر العرب إنّا قد علمنا أنكم قد كرهتم قتالنا هلموا أسلِموا إلينا من كان أصله منا والحقوا بأرضكم ومواليكم فتقول العرب للروم ها هم قد سمعوا ما تقولون فهم أعلم , فعند ذلك تغضب الموالي وهي حمية الموالي التي كانت تُذكر , فتقول الموالي للعرب أظننتم أن في أنفسنا من الإسلام شيء فيبايعون رجلا منهم ثم ينحازون فيقاتلون من ناحيتهم وتقاتل العرب من ناحية , روى ابن ماجة والحاكم ونعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثاً من الموالي أكرم العرب فرساً وأجودهم سلاحاً يؤيّد الله بهم الدين ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم إني والله لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ أو من خير فوارس ظهر الأرض يومئذ ) رواه مسلم . قال كعب فيقوم رجال على سروجهم على متون خيولهم فينادون بالصوت العوالي يا معشر المسلمين إنّ الله لم يرد هذا الفتح أبداً حتى تكونوا أنتم تنصرفون عنه ما تنتظرون قوموا فادخلوا الجنة كما دخلها إخوانكم فينزل الله نصره ويغضب لدينه ويضرب بسيفه ويطعن برمحه ويرمي بسهمه ويهلك ملك الروم عن ذلك وينهزم الروم, ويلحقهم المسلمون ويضربون أقفاءهم مدبرين ويقتلونهم في كل سهل وجبل , لا يحل لمطمورة أن تمتنع ولا مدينة حتى ينزلوا القسطنطينية ويوافى المسلمون عند ذلك أمة من قوم موسى يشهدون الفتح معهم يكبر المسلمون من ناحية منها فينصدع الحائط فيقع وينهض الناس فيدخلون القسطنطينية فيومئذ يقتل مقاتلتها ويُفتض عذارها ويأمرها الله فتظهر كنوزها فآخذ وتارك فيندم الآخذ ويندم التارك قالوا كيف تجتمع ندامتهما؟ قال يندم الآخذ أن لا يكون ازداد ويندم التارك ألاّ يكون أخذ , قالوا إنّك لترغبنا في الدنيا في آخر الزمان ؟ قال إنّه يكون ما أصابوا منها عوناً لهم على سنين شداد وسنين الدجال – روى ابن ماجة وابن خزيمة والحاكم رحم الله الجميع عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنّ قبل خروج الدجال ثلاث سنين شداد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله السماء السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها ثم يأمر السماء في السنة الثاثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تبنت خضراء فلا تبقى ذات ظلفٍ - كالبقر والجاموس والشياه - إلا هلكت إلا ما شاء الله ) فيخرج المسلمون بما قد أصابوا حتى ينزلوا الفرقدونة فبينما هم يقتسمون ما أفاء الله عليهم إذ سمعوا أنّ الدجال قد خرج بين ظهري أهليكم فينصرفون فيجدون الخبر باطلاً فيلحقون ببيت المقدس فتكون معقلهم إلى خروج الدجال . كما روى مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (.... فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علّقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إنّ المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل )
7- فتح روما : روى الإمام أحمد والدارمي وابن أبي شيبة رحم الله الجميع عن أبي قبيل قال كنا عند عبدالله بن عمرو بن العاص وسئل أي المدينتين تفتح أولاً : القسطنطينية أو رومية ؟ فدعا عبدالله بصندوق له حلق قال فأخرج منه كتاباً قال فقال عبدالله بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولاً : القسطنطينية أو رومية ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مدينة هرقل تفتح أولاً يعني القسطنطينية ) .
8-غزو الهند : روى النسائي وأحمد رحمهما الله عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار : عصابة تغزو الهند , وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم عليه السلام ) . وروى نعيم بن حماد في الفتن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه سلم قال ( ليغزون الهند لكم جيش يفتح الله عليهم حتى يأتو بملوكهم مغللين بالسلاسل يغفر الله ذنوبهم فينصرفون حين ينصرفون فيجدون ابن مريم بالشام )
9-خروج الدجال وهو أول أشراط الساعة الكبرى : روى نعيم وأبو عمر و الداني عن عبدالله بن يسار قال أخذ عبدالله بن بشر المازني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني فقال يا ابن أخي لعلّك تدرك فتح القسطنطينية فإيّاك إن أدركت فتحها أن تترك غنيمتك منها فإنّ ما بين فتحها وبين خروج الدجال سبع سنين .
روى نعيم عن يزيد بن خُمير ويزيد بن شريح وجبير بن نفير والمقدام بن معدي كرب وعمرو بن الأسود وكثير بن مرة قالوا جميعا ليس الدجال إنسان , إنما هو شيطان في بعض جزائر البحر موثق بسبعين حلقة لا يُعلم من أوثقه أسليمان أم غيره فإذا كان أوّل ظهوره فكّ الله عنه في كل عام حلقة .
ثم يخرج الدجال كما روى مسلم عن حفصة أنها قالت لابن عمر رضي الله عن الجميع أما عملت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنّما يخرج من غضبة يغضبها .
ويكون أوّل خروج الدجال من طريق بين الشام والعراق كما روى مسلم ونعيم في الفتن عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يخرج الدجال من خلة بين الشام والعراق ) .
من أرض يقال لها كوثى كما روى ابن أبي شيبة ونعيم رحمهما الله عن الهيثم بن الأسود قال قال لي عبدالله بن عمرو وهو عند معاوية رضي الله عن الجميع : تعرفون أرضاً من قبلكم يقال لها كوثى كثيرة السباخ ؟ قلت نعم قال منها يخرج الدجال . وكوثى هي كوثى ربا من ناحية بابل بأرض العراق .
ثم يظهر الدجال عياناً للناس من جهة المشرق من خراسان – خراسان بلاد واسعة في جهة المشرق وتشتمل على عدة بلدان منها نيسابور وهراة ومرو وبلخ وغيرها من المدن دون نهر جيحون - من يهودية أصبهان – وهي بالموضع المعروف بـ جي وهو الآن يعرف بشهرستان - كما روى مسلم رحمه الله عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال (ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قِبلِ المشرق ما هو , من قبل المشرق ما هو , وأومأ بيده إلى المشرق ). وروى الترمذي رحمه الله عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان ). وروى أحمد رحمه الله عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يخرج الدجال من يهودية أصبهان معه سبعون ألفاً من اليهود).
فيذهب إلى المدينة فيطرد فينتقل إلى الشام روى الحاكم رحمه الله عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حتى يأتي المدينة فيغلِبُ على خارجها ويمنع داخلها ثم يأتي جبل إيلياء _ بيت المقدس – فيحاصر عصابة من المسلمين ويلقى المؤمنون شدة شديدة ).
* وبعد ذلك هل من الممكن تداركُ الأمور .. إيقاف الحروب .. الدمار .. القتل .. ؟ أم أنّ ما قدّره الله عزّ وجلّ وأخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم نافذ لا تبديل ولا تغيير فيه ؟ يقول توماس مان ( لا سبيل أحياناً لتلافي الحرب ) ويقول رومان رولان ( إننا على عتبة عصر جديد سوف يتبدل فيه كل شيء , ذلك ما تنذر به الأحداث يوماً بعد يوم , ولن يكون عصر الحروب التي يتحدّث عنها الناس على الرغم من أنّ فكرة الحرب لاتفارق الأذهان , ولكنّني أخشى أن يكون التاريخ صادقاً في تنبؤاته القائلة بأن الحرب تولّد حروباً ) .
ولكن بعد البحث والنظر اتضح لي رأي آخر .. وهو أننا كأمم ودول وأصحاب ديانات وشعوب إذا أردنا تغيير شيء فنحن قادرون عليه , وإيقاف الحروب يدخل تحت مقدرتنا . يقول الله تعالىفي سورة الرعد { يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب }وقال الإمام الشوكاني رحمه الله في تفسيره لهذه الآية " وظاهر النظمالقرآني العموم في كل شيء مما في الكتاب فيمحو ما يشاء محوه من شقاوة أوسعادة أو رزق أو عُمرْ أو خير أو شر ويبدّل هذا بهذا ويجعل هذا مكان هذا { لايسأل عما يفعل وهم يسألون } وإلى هذا ذهب عمر بن الخطاب و عبدالله بنمسعود وابن عباس وأبو وائل وقتادة والضحاك وابن جريج وغيرهم وقوله {وعنده أم الكتاب} أي أصله وهو اللوح المحفوظ .. فالمراد من الآية أنه يمحو ما يشاء مما في اللوح المحفوظ فيكون كالعدمويثبت ما يشاء مما فيه فيجري فيه قضاؤه وقدره على حسب ما تقتضيه مشيئته .. وهذا لا ينافي ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من قوله ( جفّ القلم ) وذلكلأن المحو والإثبات من جملة ما قضاه الله سبحانه وتعالى " . ا. هـ كلامه .
ومما يدل على صحة ما ذكره الشوكاني ما رواه ابن جرير رحمه الله في تفسيره عن كعب الأحبار رحمه الله أنه قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ( يا أمير المؤمنين لولا آية في كتاب الله لأنبأتك بما هو كائن إلى يوم القيامة , فقال عمر وما هي , فقال { يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب } ) . والله أعلم .