\
/
\
بعد غياب ،!
اشتقتُ لكم ،،!
\
/
\
تَجَرّدتُ مِنْ حَواسْي سِوى وَاحِدة ،،!
كانت عقارب الساعة تمارس عادتها اليومية بالسير المنتظم ثانية تلو اخرى ،،!
اما الجو خارجا فقد كان مشمسا مبتسما ،،تعانق سماه الشمس ،،ونذوب نحن دفئا وحنينا ،،!
وتلك الارض ،،حكاية اخرى ،،!
ارض حبلى ،،في رحمها جنينا ،،!
لكنني لا اذكر بأي شهر هي بالضبط ،،! فكل ما اعرفه ان موعد ميلادها لم يحن بعد ،،!
لكن المفاجأة الكبرى ،،!
كانت في ليله غبرى ،!
فعلى حين غرة جاءها الم المخاض ،،!
والوجع فيها المعارك قد خاض ،،!
كان الوجع يتلوى بها ،،!
والالم يسلط مدفعايته عليها ،،!
اما ذاك الصراخ فقد كان يستنجد متمتما ،،فالصوت لم يعد يُسمع ،،!
كل ما حولها من شجر وحجر ،،وسماء ونجم ،،نهر وبحر ،،قط وجرو ،،!
كان جامدا يـتأملها من بعيد ،،!
احيانا كنت اسمع وشوشات بصوت خافت ،،!
كـــ ( اعانها الله \ حماها الله \ وما باليد حيلة ) !
تلك الحروف هي اكثر ما تكررت وتكررت في اذني ،،!
حتى ثُقب السمع لدي ،،!
فأي حاجة الى حاسة كهذه ان بات الكلام اخرس ،،!
تلك هي اولى حواسي التي فَقَدْتْ ،،!
~~~~
بقيتْ على هذا الحال ساعات واكثر ،،!
حتى بات الاخضر فيها احمر ،،!
غرقت بدمع سكري مالح مر ،!
لا تسألوني كيف اجتمعن ثلاثتهن ،،!
فقد اصبح كل ما يستوعب اجتماعه مستحيلا ،،!
وكل ما يستحيل لقاؤه يتلاقى ،،!
وهنا البصر بات عندي يتلاشى ،!
فالعين بالرمش تحنى الى ان تتلاقى ،،!
وتلك الصورة البشعة من ام تغتصب ودم يراق ،،!
يتمنى فيها الانسان ان يحين له مع البصر فراق ،،!
لم اعد املك من الخمس سوى ثلاث ،،!
حس ،،وشم ومذاق ،،!
جلستُ على ركبتيّ ،،!
لامست ترابها البني ،،ّ
قربته من شفتي ،،فنفر مني ،،!
صعقتُ حقا ،،!
رعدتُ وبرقتُ بل امطرْت ،،!
وبعد قليل ايقنت ،،!
ان ذاك التراب تشردقني ،،لأنه لم يعد يصدق احدا ،،!
فكم من قصائد فيه كتبت ،،واشعار غزلت ،،وكلمات نشرت ،،!
لكنها عذرا ،،!
لم تكن سوى حبر على ورق،،!
في الكذب قد غرق ،،!
كرهت تلك الحاسة ،،!
وكرهت طعم السكر قبل المر ،،!
~~~~~
يقولون ان حينما نكثر من شمّ اشياء بكثرة ،،تضعف تلك الحاسة لدينا شيئا فشيئا ،!
وتلك نهايتي مع حاستي الرابعة
فقد اعتدت على شم رائحة قهوة عربية ( والتي لن انعتها بالاصيلة ،،فكل ما في العرب تخلى عن الاصالة )
ولن اطيل عليكم ،،!
اعتدت شم تلك القهوة المرة ممتزجة بدمٍ ،،وخبز عٌجن بقطرات دمع الفٍ ومرة ،،!
~~~~~
بت انا واحساسي ،،!
متجردة من اي حاسة اخرى ،،!
فتكفيني هي ،،!
فالكثير منهم متجردون منها ،،!
يتمتعون بالنظر والسمع ،،!
وقلوبهم مقفلُ عليها بالشمع ،،!
\
/
\
انثى المطر ،،!
تعليق