[ أُماه ]
طال بعدكِ عن مأواكِ ..
وزاد الشوقُ إلى لقياكِ ..
طال بكائي .. وطال نحيبي ..
حتى القلم .. لم ينساكِ ..
[ فحين ذهبتِ ]
أخذت أدونُ خواطر الشوقِ ..
على دفاتري ومذكراتي ..
ودموعي تناجيه حين يتذمر ..
ويتوقف فجأة عن إطلاق عِنانه للورق ..
ويَنْطلق حِبْرهُ الباكي ..
أرأيتِ ؟ لست أنا وحدي المشتاق ..
فكلُ شيءٍ في بعدكِ يشتاق ..
الحي والساكن .. كل شيءٍ باتَ يهواكِ ..
[ وحين ذهبتِ ]
لم أجد من يمسح من عيني دموعي ..
ولم أجد أناملاً .. أرق من أناملكِ لتلامس ضلوعي ..
ففي بعدكِ النورُ ظلام .. والطريقُ ظلام ..
تعاليّ يا زهرتي .. وأزيحي من دربي أشواكي ..
قولي ابني ..
اشتقتُ لسماعها من فاكِ ..
يا أيتها الملاك الطاهر ..
ويا ربةُ أنقى المشاعر ..
دعيني أقترب منكِ .. دعيني أقبلُ يمناكِ ..
\
/
\
يا مَنْ في عينيكِ .. الجمالُ تَكللْ ..
ويا مَنْ على راحتيكِ .. أحيا .. وأُقتلْ ..
[ أمي ]
أرى فيكِ أفقاً ثانٍ ..
أرى كل الحنان عندكِ يتكتلْ ..
أحبها .. ويا غريبُ لا تسألْ ..
فهذه أمي .. مَنْ تنحني لها كلماتي وتتجلَّلْ ..
[ هذه الزهرة ]
مَنْ عليها النحل تنقَّلْ ..
ومن غير رحيقها .. فراشات الكونِ تذبَلْ ..
لا تسألني عن حب أمي .. تمهلْ .. تمهَّلْ ..
لا تسألني عن حبها .. فجوابي الآن مؤجَّلْ ..
إقرا هذه الكلمات .. وفيها تأملْ وتأمَّلْ ..
وعندها ستعرف من هي ..
تعليق