الأمر لا يتعلق بالمال أو بأي مشكلة مع انتر ميلان ولكن افتقاد الاحترام ربما يكون السبب الذي يدفع المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو إلى الرحيل من منصب المدير الفني لانتر رغم النتائج المتميزة التي حققها مع الفريق على مدار الموسمين الماضي والحالي.
وفي منتصف الطريق بين الفوز مع الفريق باللقب الثاني في الدوري الإيطالي لكرة القدم يوم الأحد الماضي وخوض المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا يوم السبت المقبل ، أعرب مورينيو عن خيبة أمله لطريقة التعامل التي يجدها في كرة القدم الإيطالية.
وقال مورينيو "المشكلة هي الشعور بالاحترام في بلد عانيت فيه من مشاكل عدة على مدار عامين.. انتر ليس بإمكانه فعل المزيد لإسعادي ولجعلي أشعر بالأهمية. اللاعبون رائعون. النادي كان رائعا معي. ليست هناك أي مشكلة في العقد أو المال. أتقاضى مالا كثيرا بل إنني أشعر ببعض الخجل لهذا الراتب الكبير في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية".
ورغم كل ذلك ، قال مورينيو إنه سيكون بحاجة ليومين بعد المباراة النهائية لدوري الأبطال المقررة يوم السبت المقبل ليفكر في مستقبله وفي الانتقال لريال مدريد الذي أشارت إليه وسائل الإعلام الأسبانية كثيرا.
وإذا كانت القضية هي افتقاد الاحترام ، في ظل حصوله على راتب سنوي من انتر يبلغ 11 مليون يورو (4ر13 مليون دولار) ، قد يحتاج مورينيو لوقت طويل لتفسير ما يقصده بافتقاد الاحترام.
ويبدو أن مصادر الإهانة تأتي من المدربين المنافسين له في الدوري الإيطالي ومن الصحفيين الذين يخالفونه وينتقدونه ومن المحكمة الرياضية التي فرضت عليه إيقافات وغرامات مالية بعد بعض التصريحات والإيماءات المثيرة للجدل.
وبالنظر إلى ما يعتبره مورينيو سوء حظ بالنسبة له في إيطاليا ، وبغض النظر عن إمكانياته التدريبية الرائعة ، يتذكر كثيرون أول مؤتمر صحفي لمورينيو في إيطاليا وذلك في صيف 2008 عندما أكد أنه يشعر بأنه "خاص" وأشار بالإيطالية إلى أنه ليس "أحمق".
وفي الوقت الذي أظهر فيه إجادته للغة الإيطالية وأدهش وسائل الإعلام بكلمته التي تندرج تحت اللغة العامية في إيطالي ، برهن مورينيو على أنه لم يتعلم المثل الإيطالي القائل بأن "الثناء على النفس ليس مطلوبا".
وفي ظل قائمة الإنجازات التي حققها مورينيو رغم مسيرته التدريبية القصيرة نسبيا ، فإنه كان من الممكن أن يصبح مدربا أسطوريا لدى رجال الصحافة ولكنه حظي بنفور من الصحفيين ثم انقطع عن التعامل معهم وربما كان السبب في ذلك هو طرح أسئلة صحفية عليه هو لا يرغبها.
وساءت علاقة مورينيو بالمدربين المنافسين الذين اعترضوا على عدم حضوره المؤتمرات الصحفية وهو ماظهر عندما تطرق للحديث عن المدرب ماريو بيريتا المدير الفني لفريق ليتشي حيث سخر من اسمه ثم انتقد كلاوديو رانييري المدير الفني لفريق روما على ضعف معرفته باللغة الإنجليزية عندما كان رانييري مدربا لتشيلسي الإنجليزي.
كما دخل مورينيو في صدام مع أحد المراسلين ووجه إهانات إلى بعض الحكام وأشار إلى وجود مؤامرات ضد انتر.
أما آخر سقطات هذا المدرب ، الذي يتوق للاحترام ، فكانت إشارته إلى أن روما يجدر به أن يدفع المال إلى فريق سيينا المتواضع إذا نجح سيينا على الأقل في التعادل مع انتر في المرحلة الأخيرة الحاسمة من الدوري الإيطالي.
وإلى جانب الانتصارات ، اتسمت مسيرة مورينيو في إيطاليا بصراع التصريحات وحرب الكلمات وتضمنت بالنسبة له بعض الغرامات المالية والإيقافات. والاحترام الذي يشير إلى أنه يفتقده كان من الممكن أن يكتسبه.
تعليق