رد: ..[ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ]..
لا بد للباحث مهما كان فرعه العلمي من أي يصادف اسم نيوتن في مراجعه، فمن هو نيوتن؟ وما هي أهم إنجازاته؟
إن نيوتن هو مؤسس العلم، لقد سبقت نيوتن إنجازات علمية كثيرة، لكن الإنجازات المذكورة كانت تأتي ممزوجة بأطروحات متحدرة من مصادر غير علمية، كان العلم قبل نيوتن لقطة في سياق منهج فلسفي أو منظومة فكرية بعيدة عن العلم، تختزل مأثرة نيوتن في حقيقته أن إنجازاته الكثيرة حددت النهج العلمي ووضعت فواصل بينه وبين ما سواه، من هنا كان نيوتن مؤسس العلم بحق، لقد أبدع نيوتن قوانينه الثلاثة المشهورة في الحركة وعمم قوانين كبلر إذ عزاها كما هو معروف إلى الجذب الثقالي، فكل شيء في الكون يجذب كل شيء آخر بقوة تتناسب طرداً مع جداء كتلتيهما وعكساً مع مربع المسافة بينهما، كان نيوتن يصنع أدوات تجاربه بنفسه، إنه لم يخرج في رياضة ولم ينشغل بهواية، كان يعمل ويعمل فقط، أراد نيوتن أن يمتلك تلسكوباً يستطيع بواسطته أن يرصد المذنبات والكواكب، وكان نوع التلسكوب الوحيد المستخدم في أيامه هو التلسكوب الكاسر، وقد بناه غاليله واضعاً عدسة كبيرة في مقدمته في الطرف الأمامي لتجميع الضوء، أما نيوتن فقد كان يمقت كاسر الضوء هذا، وقادته دراساته الواسعة للبصريات إلى أن مكسر الضوء يسبب زيغاناً لونياً يسيء إلى الرصد الفلكي، فاخترع نوعاً جديداً من التلسكوبات تجاوز به هذا النقص بأن استخدم مرآة لتجميع الضوء بدل العدسة، أثبت اختراع نيوتن الذي عرف فيما بعد بالعاكس النيوتوني أنه تلسكوب فعال ومؤثر ورخيص وسرعان ما غدا أكثر التلسكوبات شعبية في العالم بأسره، تعتمد كل تلسكوبات العالم اليوم على فكرة نيوتن هذه، اخترع نيوتن في سياق تطوير أبحاث حساب التفاضل والتكامل، لقد كان فتحاً هائلاً في الرياضيات فلأول مرة يخترق نيوتن حاجزاً أصماً في الفكر البشري، غذ طرح إمكانية القسمة على كميات بالغة الضآلة تطابق الصفر في أقدراها، لا بد من أن نشير هنا إلى أن لايبنتز وفي نفس الوقت خط الموضوعات الأولى لحساب التفاضل والتكامل، لكن إنجاز نيوتن كان أهم وأعمق، فبينما انطلق لايبنتز من تصورات تذهنية صرفة، اندفع نيوتن من حاجاته الملحة في دراسة الحركة والضوء صوب إيجاد التعاريف الضرورية في التفاضل والتكامل، إن كل ما تلا نيوتن كان استكمالاً للطريقة النيوتونية وتوسيعاً لما لم يستطع نيوتن عمله أثناء حياته، بقي نيوتن مثلاً في حيرة من أمره حتى نهاية حياته إزاء قانون الجذب الثقالي الذي أبدعه بنفسه: ما هي الآلية التي تنفذ الأجسام بواسطتها فعل الجذب المتبادل عن بعد، تطلب الأمر مرور قرنين إلى أن قدم آينشتاين وفسر المعضلة بأن الكتلة تغير البنيوية الهندسية للفضاء، مجبرة الكتل الأخرى على الانصياع للمسارات التي تحددها تلك البنيوية واتباعها مظهرة في حركتها آثار الجذب المتبادل.
عمل نيوتن بجد في الكيمياء ويقال أنه سمم نفسه أثناء تجاربه الكيميائية إذ كانت بعض أعراض الانهيار العقلي الذي أصابه عام 1693 مما ثلة لأعراض التسمم الحاد بالزئبق.
كيف تأثر نيوتن بمن سبقه؟
كان نيوتن مرهف الحساسية لإيقاعات الطبيعة، وبنفس القدر لم يكن مكترثاً بما يجري حوله في الحياة اليومية، لقد صنع ساعة عادية وساعات شمسية وكان مازال طفلاً وعرف بمقدرته على تحديد الوقت بمجرد النظر إلى موقع الشمس في السماء، لكنه ما فتئ ينسى مواعيد واجباته الاجتماعية، وهي عادة ظل يمارسها طيلة حياته، إذ كان نيوتن قد تعلم كثيراً من مبادئ الفلسفة لديكارت والتي شملت فيما شملت التأكيد على أن العطالة تنطوي على مقاومة تغيير الموضع، فلم يكن نيوتن ليستشعر السعادة إلا إذا خرج بأفكار جديدة، إن استهجان ديكارت للنظرية الذرية عمل على تحويل نيوتن إلى مناصر لها ونظرية الدوامة لديكارت التي تتناول المجموعة الشمسية تمخضت عن تنبيه نيوتن إلى أن هذه النظرية لا تستطيع تعليل قوانين كبلر وكان لا بد من طرح قانون الجذب الثقالي. من ناحية أخرى، إن تأكيد ديكارت على ضرورة رسم الحركة جبرياً شجع نيوتن على ابتكار ديناميكية مكتوبة بمصطلحات هندسية وجبرية، من هنا كان إسهامه الواسع في الهندسة التحليلية، إن المحاولات المعاصرة لتوحيد قوى الطبيعة الأربع في صيغة واحدة، إنما تعزى في جوهرها إلى نيوتن.
كان نيوتن السباق إذ وجد القوانين التي تسير الأرض والأجسام السماوية فقال إن التفاحة تقع على الأرض لنفس السبب الذي يجعل القمر يدور حول الأرض، والأرض تدور حول الشمس، كان نيوتن مثالاً فائقاً في المثابرة، فلم يعرف في حياته إلا العمل فقط، كان يأكل لماماً، يقول المؤرخون إنه نسي مراراً أن يأكل، ذكر أحد أصدقائه إنه دخل غرفته فوجد طعامه قد تُرك جانباً وأهمل كلياً وحين نبه الصديق إلى ذلك، أجاب نيوتن وهل فعلت ذلك حقاً. ولم يكن يتوجه إلى غرفة العشاء إلا فيما ندر، وإذا فعل تذكر فجأة أنه سها في أحد حساباته فيترك القدر ويعود إلى أوراقه ناسياً العشاء بشكل كامل، عاده بعض الأصدقاء ذات مرة وكان عليه أن يذهب إلى الغرفة المجاورة كي يجلب لهم بعض أنواع الضيافة، نسي في الغرفة المجاورة الأصدقاء وعاد إلى أوراقه، فما كان منهم إلا ترك المنزل بعد فترة! لم يكون نيوتن أسرة وعاش 85 سنة، ولد عام 1642 وتوفي عام 1727.
إن نيوتن هو مؤسس العلم، لقد سبقت نيوتن إنجازات علمية كثيرة، لكن الإنجازات المذكورة كانت تأتي ممزوجة بأطروحات متحدرة من مصادر غير علمية، كان العلم قبل نيوتن لقطة في سياق منهج فلسفي أو منظومة فكرية بعيدة عن العلم، تختزل مأثرة نيوتن في حقيقته أن إنجازاته الكثيرة حددت النهج العلمي ووضعت فواصل بينه وبين ما سواه، من هنا كان نيوتن مؤسس العلم بحق، لقد أبدع نيوتن قوانينه الثلاثة المشهورة في الحركة وعمم قوانين كبلر إذ عزاها كما هو معروف إلى الجذب الثقالي، فكل شيء في الكون يجذب كل شيء آخر بقوة تتناسب طرداً مع جداء كتلتيهما وعكساً مع مربع المسافة بينهما، كان نيوتن يصنع أدوات تجاربه بنفسه، إنه لم يخرج في رياضة ولم ينشغل بهواية، كان يعمل ويعمل فقط، أراد نيوتن أن يمتلك تلسكوباً يستطيع بواسطته أن يرصد المذنبات والكواكب، وكان نوع التلسكوب الوحيد المستخدم في أيامه هو التلسكوب الكاسر، وقد بناه غاليله واضعاً عدسة كبيرة في مقدمته في الطرف الأمامي لتجميع الضوء، أما نيوتن فقد كان يمقت كاسر الضوء هذا، وقادته دراساته الواسعة للبصريات إلى أن مكسر الضوء يسبب زيغاناً لونياً يسيء إلى الرصد الفلكي، فاخترع نوعاً جديداً من التلسكوبات تجاوز به هذا النقص بأن استخدم مرآة لتجميع الضوء بدل العدسة، أثبت اختراع نيوتن الذي عرف فيما بعد بالعاكس النيوتوني أنه تلسكوب فعال ومؤثر ورخيص وسرعان ما غدا أكثر التلسكوبات شعبية في العالم بأسره، تعتمد كل تلسكوبات العالم اليوم على فكرة نيوتن هذه، اخترع نيوتن في سياق تطوير أبحاث حساب التفاضل والتكامل، لقد كان فتحاً هائلاً في الرياضيات فلأول مرة يخترق نيوتن حاجزاً أصماً في الفكر البشري، غذ طرح إمكانية القسمة على كميات بالغة الضآلة تطابق الصفر في أقدراها، لا بد من أن نشير هنا إلى أن لايبنتز وفي نفس الوقت خط الموضوعات الأولى لحساب التفاضل والتكامل، لكن إنجاز نيوتن كان أهم وأعمق، فبينما انطلق لايبنتز من تصورات تذهنية صرفة، اندفع نيوتن من حاجاته الملحة في دراسة الحركة والضوء صوب إيجاد التعاريف الضرورية في التفاضل والتكامل، إن كل ما تلا نيوتن كان استكمالاً للطريقة النيوتونية وتوسيعاً لما لم يستطع نيوتن عمله أثناء حياته، بقي نيوتن مثلاً في حيرة من أمره حتى نهاية حياته إزاء قانون الجذب الثقالي الذي أبدعه بنفسه: ما هي الآلية التي تنفذ الأجسام بواسطتها فعل الجذب المتبادل عن بعد، تطلب الأمر مرور قرنين إلى أن قدم آينشتاين وفسر المعضلة بأن الكتلة تغير البنيوية الهندسية للفضاء، مجبرة الكتل الأخرى على الانصياع للمسارات التي تحددها تلك البنيوية واتباعها مظهرة في حركتها آثار الجذب المتبادل.
عمل نيوتن بجد في الكيمياء ويقال أنه سمم نفسه أثناء تجاربه الكيميائية إذ كانت بعض أعراض الانهيار العقلي الذي أصابه عام 1693 مما ثلة لأعراض التسمم الحاد بالزئبق.
كيف تأثر نيوتن بمن سبقه؟
كان نيوتن مرهف الحساسية لإيقاعات الطبيعة، وبنفس القدر لم يكن مكترثاً بما يجري حوله في الحياة اليومية، لقد صنع ساعة عادية وساعات شمسية وكان مازال طفلاً وعرف بمقدرته على تحديد الوقت بمجرد النظر إلى موقع الشمس في السماء، لكنه ما فتئ ينسى مواعيد واجباته الاجتماعية، وهي عادة ظل يمارسها طيلة حياته، إذ كان نيوتن قد تعلم كثيراً من مبادئ الفلسفة لديكارت والتي شملت فيما شملت التأكيد على أن العطالة تنطوي على مقاومة تغيير الموضع، فلم يكن نيوتن ليستشعر السعادة إلا إذا خرج بأفكار جديدة، إن استهجان ديكارت للنظرية الذرية عمل على تحويل نيوتن إلى مناصر لها ونظرية الدوامة لديكارت التي تتناول المجموعة الشمسية تمخضت عن تنبيه نيوتن إلى أن هذه النظرية لا تستطيع تعليل قوانين كبلر وكان لا بد من طرح قانون الجذب الثقالي. من ناحية أخرى، إن تأكيد ديكارت على ضرورة رسم الحركة جبرياً شجع نيوتن على ابتكار ديناميكية مكتوبة بمصطلحات هندسية وجبرية، من هنا كان إسهامه الواسع في الهندسة التحليلية، إن المحاولات المعاصرة لتوحيد قوى الطبيعة الأربع في صيغة واحدة، إنما تعزى في جوهرها إلى نيوتن.
كان نيوتن السباق إذ وجد القوانين التي تسير الأرض والأجسام السماوية فقال إن التفاحة تقع على الأرض لنفس السبب الذي يجعل القمر يدور حول الأرض، والأرض تدور حول الشمس، كان نيوتن مثالاً فائقاً في المثابرة، فلم يعرف في حياته إلا العمل فقط، كان يأكل لماماً، يقول المؤرخون إنه نسي مراراً أن يأكل، ذكر أحد أصدقائه إنه دخل غرفته فوجد طعامه قد تُرك جانباً وأهمل كلياً وحين نبه الصديق إلى ذلك، أجاب نيوتن وهل فعلت ذلك حقاً. ولم يكن يتوجه إلى غرفة العشاء إلا فيما ندر، وإذا فعل تذكر فجأة أنه سها في أحد حساباته فيترك القدر ويعود إلى أوراقه ناسياً العشاء بشكل كامل، عاده بعض الأصدقاء ذات مرة وكان عليه أن يذهب إلى الغرفة المجاورة كي يجلب لهم بعض أنواع الضيافة، نسي في الغرفة المجاورة الأصدقاء وعاد إلى أوراقه، فما كان منهم إلا ترك المنزل بعد فترة! لم يكون نيوتن أسرة وعاش 85 سنة، ولد عام 1642 وتوفي عام 1727.
تعليق