اللهم صلي على محمد ماتعاقب الليل والنهار
وصلي على محمد ماذكره الذاكرون الأبرار
وصلي على محمد عدد مكاييل البحار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى { كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ{18}
وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ{19}
كِتَابٌ مَّرْقُومٌ{20}يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ{21}
إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ{22}
عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ{23}
تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ{24}
يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ{25}
خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ{26} سورة المطففين
الجنة أيها المؤمنون أعظم مقصود ما
انقلب أحد على جنبه ولا قعد أحد من فراشه
ولا رفع أحد يديه إلى الله يسأله شيئاً أعظم من الجنة ...
أسأل الله بمنه وكرمه أن يدخلنا وإياكم الجنة ،
أخبر الله جل وعلا أن الصالحين من خلقه كانوا يسألونها
ربهم قال الله جل وعلا مخبراً عن كثير من الصالحين في
آية جامعة مانعة { كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُولاً }
أي الجنة وعداً أعطاه الله عباده ويسأله عباده إياه وقال
صلى الله عليه وسلم في الصحيح لما ذكرت له عائشة
عبدالله بن جدعان وما كان يصنع في الجاهلية قال
إنه لم يقل يومأ من الدهر ربي أغفر لي خطيئتي يوم الدين .
المقصود من هذا أن الجنة لها ثمانية أبواب
أبوابها أفقيه وأبواب النار رأسية ,
جاء في الحديث أن لها ثمانية أبواب
لهذه الأمة باب خاصُ بها والنبي صلى الله عليه وسلم
حث أمته بكل وسيلة على أن يسعوا إلى الدخول إلى جنات النعيم
وفي هذا الآيات الكريمات يخبر الله {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ}
وكتاب الأبرار هو مجمع أرواحهم
ذلك أن الروح إذا قبضت يتبعها البصر
ثم تستقر أرواح المؤمنين في عليين ,
وأرواح الفجار في سجين فإذا استقرت
أرواح المؤمنين في عليين وأذن الله أن ينفخ
في الصور النفخة الثانية خرجت تلك الأرواح
من مستقرها إلى الأجساد التي خرجت منها فإذا
التئم الجسد مع الروح دبت فيه الحياة فيخرجون
من القبور كما قال الله في كتابه
{ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ }
وقال في سورة ياسين { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ{51}
قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} .
تكون أمور وأمور قبل أن يدخل أهل الجنة
الجنة فإذا دخلوها نُحر لهم ثور الجنة الذي كان
يأكل من أطرافها ثم رأوا من نعيم الله وعظيم
آلائه ما لم يخطر لهم على بال قال الله
{ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
ومما أخفاه الله جل وعلا لهم هذا الرحيق المختوم وينبغي أن يفرق
ما بين مختوم في رحيق ٍ مختوم وما بين ختامه في الآية التي تليها
فمن ذهب من أهل التفسير إلى أن المعنى في سياق ٍ واحد في ظننا أنه قد أبعد النجعة ,
وإنما الأصل في فهم الآية أن الله يخبر أن هؤلاء الأبرار أعد الله لهم رحيقاً
هذا الرحيق مختوم أي من أعلاه فلم يفكه ولم يفتحه أحد قبلهم كما قال الله عن النساء
{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ } .
هذا من أعلاه لم يفتح لأحد قبلهم فإذا شربوه فإنها
جرت سنة الله القدرية في خلقه في الأشربة أن
آخر الشراب يكون كدراً كما أن آخر الطعام يكون كدراً قد لا تستسيغه النفس ,
ولذلك من آتاك من ضيف من ضيوفك وأردت أن تسقيه قهوة مثلاً
فإنك تأنف وتربى به أن تسقيه حثالة القهوة آخرها لأن آخرها ليس بحسن ,
ليس كل الناس تستسيغه فالله كما أخبر أن الغطاء مختوم لم يفتحه أحداً قبلهم
أخبر أن الختام أي الأخير مسك خلاف ما عليه أشربة الناس في الدنيا فإذا كان
آخر الشراب في الدنيا أسوأ ما فيه فإن شراب الجنة سقانا الله وإياكم منه يكون
مخلوطاً ممزوجاً بالمسك يُلعق في اللسان فلا يظن بنو آدم إذا شربوه أن فيه شيئاً من كدر
قال الله جل وعلا { خِتَامُهُ مِسْكٌ }
فلما ذكر الله الجائزة رغب فيها سبحانه فقال
{ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }
والإنسان إذا رأى نعمة من نعم الله على غيره
فلا تخلو تلك النعمة من أحد حالين فإذا كانت نعمة
دنيوية وتمناها لنفسه دون أن يتمنى أن تزال عن غيره
فهذه غبطة لكنها غبطة مباحة ولا نقول غبطة محمودة
أما إذا كانت نعمة دينية منّ الله بها على بعض خلقه فرأها
العبد فتمنى مثله لنفسه دون أن يتمنى زوالها عن أخيه فهذه
غبطة ليست مباحة كالأولى لأن الأولى في شؤون الدنيا
وإنما هي غبطة محمودة وهي معنى قول الله جل وعلا { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }
ختامه مسك - للشيخ صالح المغامسي
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم أغفرلي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والاموات
وصلي على محمد ماذكره الذاكرون الأبرار
وصلي على محمد عدد مكاييل البحار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى { كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ{18}
وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ{19}
كِتَابٌ مَّرْقُومٌ{20}يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ{21}
إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ{22}
عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ{23}
تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ{24}
يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ{25}
خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ{26} سورة المطففين
الجنة أيها المؤمنون أعظم مقصود ما
انقلب أحد على جنبه ولا قعد أحد من فراشه
ولا رفع أحد يديه إلى الله يسأله شيئاً أعظم من الجنة ...
أسأل الله بمنه وكرمه أن يدخلنا وإياكم الجنة ،
أخبر الله جل وعلا أن الصالحين من خلقه كانوا يسألونها
ربهم قال الله جل وعلا مخبراً عن كثير من الصالحين في
آية جامعة مانعة { كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُولاً }
أي الجنة وعداً أعطاه الله عباده ويسأله عباده إياه وقال
صلى الله عليه وسلم في الصحيح لما ذكرت له عائشة
عبدالله بن جدعان وما كان يصنع في الجاهلية قال
إنه لم يقل يومأ من الدهر ربي أغفر لي خطيئتي يوم الدين .
المقصود من هذا أن الجنة لها ثمانية أبواب
أبوابها أفقيه وأبواب النار رأسية ,
جاء في الحديث أن لها ثمانية أبواب
لهذه الأمة باب خاصُ بها والنبي صلى الله عليه وسلم
حث أمته بكل وسيلة على أن يسعوا إلى الدخول إلى جنات النعيم
وفي هذا الآيات الكريمات يخبر الله {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ}
وكتاب الأبرار هو مجمع أرواحهم
ذلك أن الروح إذا قبضت يتبعها البصر
ثم تستقر أرواح المؤمنين في عليين ,
وأرواح الفجار في سجين فإذا استقرت
أرواح المؤمنين في عليين وأذن الله أن ينفخ
في الصور النفخة الثانية خرجت تلك الأرواح
من مستقرها إلى الأجساد التي خرجت منها فإذا
التئم الجسد مع الروح دبت فيه الحياة فيخرجون
من القبور كما قال الله في كتابه
{ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ }
وقال في سورة ياسين { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ{51}
قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} .
تكون أمور وأمور قبل أن يدخل أهل الجنة
الجنة فإذا دخلوها نُحر لهم ثور الجنة الذي كان
يأكل من أطرافها ثم رأوا من نعيم الله وعظيم
آلائه ما لم يخطر لهم على بال قال الله
{ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
ومما أخفاه الله جل وعلا لهم هذا الرحيق المختوم وينبغي أن يفرق
ما بين مختوم في رحيق ٍ مختوم وما بين ختامه في الآية التي تليها
فمن ذهب من أهل التفسير إلى أن المعنى في سياق ٍ واحد في ظننا أنه قد أبعد النجعة ,
وإنما الأصل في فهم الآية أن الله يخبر أن هؤلاء الأبرار أعد الله لهم رحيقاً
هذا الرحيق مختوم أي من أعلاه فلم يفكه ولم يفتحه أحد قبلهم كما قال الله عن النساء
{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ } .
هذا من أعلاه لم يفتح لأحد قبلهم فإذا شربوه فإنها
جرت سنة الله القدرية في خلقه في الأشربة أن
آخر الشراب يكون كدراً كما أن آخر الطعام يكون كدراً قد لا تستسيغه النفس ,
ولذلك من آتاك من ضيف من ضيوفك وأردت أن تسقيه قهوة مثلاً
فإنك تأنف وتربى به أن تسقيه حثالة القهوة آخرها لأن آخرها ليس بحسن ,
ليس كل الناس تستسيغه فالله كما أخبر أن الغطاء مختوم لم يفتحه أحداً قبلهم
أخبر أن الختام أي الأخير مسك خلاف ما عليه أشربة الناس في الدنيا فإذا كان
آخر الشراب في الدنيا أسوأ ما فيه فإن شراب الجنة سقانا الله وإياكم منه يكون
مخلوطاً ممزوجاً بالمسك يُلعق في اللسان فلا يظن بنو آدم إذا شربوه أن فيه شيئاً من كدر
قال الله جل وعلا { خِتَامُهُ مِسْكٌ }
فلما ذكر الله الجائزة رغب فيها سبحانه فقال
{ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }
والإنسان إذا رأى نعمة من نعم الله على غيره
فلا تخلو تلك النعمة من أحد حالين فإذا كانت نعمة
دنيوية وتمناها لنفسه دون أن يتمنى أن تزال عن غيره
فهذه غبطة لكنها غبطة مباحة ولا نقول غبطة محمودة
أما إذا كانت نعمة دينية منّ الله بها على بعض خلقه فرأها
العبد فتمنى مثله لنفسه دون أن يتمنى زوالها عن أخيه فهذه
غبطة ليست مباحة كالأولى لأن الأولى في شؤون الدنيا
وإنما هي غبطة محمودة وهي معنى قول الله جل وعلا { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }
ختامه مسك - للشيخ صالح المغامسي
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم أغفرلي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والاموات
تعليق