أوراق في حياتنا
في حياتنا أوراق كتبناها بأيدينا ، وطويناها صفحة بعد صفحة ، فمنها ما كان ناصع البياض ، ومنها ما كان أسود اللون كاتماً على القلب ، فمهما كان اللون .. فنحن من كتبها .. ولوّنها بكتاب طريق الزمن ! وجاء الوقت لتمزيقها ، والتخلص منها ، حتى نستطيع إكمال حياتنا ومسيرتها
.. إليكم الأوراق ..
.
.
.
.
الورقة الأولى
عندما نضحي ونحرق عصب عروقنا ،
ونغلي دمائنا ، ونشغل بالنا وفكرنا ،
ونجند أنفسنا لغيرنا ، ونحرم أجسادنا وقلوبنا
من مرح الدنيا وجمالها ، ونغضب ونقهر ليفرح
من معنا ، ونقلق ونتقلب لينام حبيبنا ،
وتتفجر أجسامنا ألف مرة في اللحظة الواحدة
، ونناضل ونعارك ، وتموت طموحاتنا ثم نعود
من أجلهم ، فيكون بديل كل ذلك بالجحود ،
وليكون بديله المزيد من الاستنزاف دون
العطاء ، ويكون بديله الخداع والقتال ، عندما
نحتاج إلى وقوفهم بجانبنا ، ويحقر ويصغر
صورتك ، في اعتقاده بأن ذلك يزيد من جمال
صورته ، ليضع كل ما بينه وبينك تحت أقدامه
لإذلالك ، تكون هذه الورقة السوداء في حياتنا
، ومن الصعب علينا الرجوع إليها والنظر فيها ..
ورقة لا بد أن نمزقهـــا.
.
.
.
.
الورقة الثانية
عندما نخجل ممن أمامنا ، فنعمل لأننا نحب
العمل معهم ، فنتنازل عن حقوقنا ، وفي
اعتقادنا بأن الوجه سوف يخجل ، ويقدر
جهودنا ، وعندما نرى حقوقنا تضيع بسببهم
ومن أجلهم ، وعندما نرى المستقبل مظلم
لأننا ندعمهم ، وعندما يفسر عطاؤك بالواجب
وتجنّد نفسك من أجلهم ، فتعوض بعد ذلك
بغطرسة وغرور الإنسان الضعيف ، ويفسر
خجلك بالضعف والجهل بحقوقك ، فتغسل
وتستنزف ، ليشرب المزيد من دمك ، وأنت
تخجل وقد رفع هو غطاء الحياء والخجل ،
فستكون هذه الورقة السوداء في حياتنا ،
ومن الصعب علينا الرجوع إليها والنظر فيها ..
ورقة لا بد أن نمزقهـــا.
.
.
.
.
الورقة الثالثة
مقربون مقربون ، شئنا أم أبينا مقربون ،
نقدم ونتنازل ونخلص ، ونكون أصحاب
المواقف معهم ، وفي النهاية نحن معدمون ،
مقربون منهم وهم غرباء عنا ، نقف بمصائبهم
وحاجاتهم ، ليكون هو الواجب علينا ، فيقفون
بجوارنا ليكون المقابل بالنسبة ، وبعدد معلوم
، مقربون وهم يكرهون الخير لك ، مقربون
وهم ينظرون للقمة العيش !
التي كان صاحب الفضل فيها هو رب العزة
والجلالة ،
مقربون وهم يتمنون الخير لغيرك ،
أو أن تحرق ، ولا تصل ليدك وجيبك ،
فهم المقربون والحاسدون ،
والورقة السوداء في حياتنا ،
ومن الصعب علينا الرجوع إليها والنظر فيها ..
ورقة لا بد أن نمزقهـــا.
.
.
.
.
الورقة الرابعة
طيبتنا مع ناس لا يستحقون ذرة طيبة ،
نقنع أنفسنا بأنهم سوف يقدرون ما نفعل
من أجلهم ، ونصبر أنفسنا قائلين :
سيفهمون ما نفعله غدا ،
ولكن دون جدوى ودون إحساس ،
فنسبقهم في عمل واجباتهم ،
لا ننتظر كلمة شكر وكل ما نريده هو ....
لمسة إحساس ....
تجعلنا نصبح أكبر من كل هذا الكون ،
ولكن يتضح في النهاية ، أن ما نفعله في
وجهة نظرهم ، هو واجب علينا ويجب أن
نفعله من دون شكر ، فستكون هذه الورقة
السوداء في حياتنا ، ومن الصعب علينا
الرجوع إليها والنظر فيها ..
ورقة لا بد أن نمزقهـــا.
.
.
.
.
وآخر ورقة
إن كنت تريد أن ترتاح ....
كن معتدلاً في عطاءك ....
فأعطي من يستحق ....
على قدر عطاءه لك ....
كلماااااااات اعجبتني
واتمنى ان تعجبكم
تحياااااااااااااااااتي للجميييييييييع
تعليق