-فارس قبيل الفجر-
هاهو نديم الترحال,,يسير برفقة الهلال,,
فارسُ الفجرِ تَرَجّل,, لمح سدرة فأقبل,,
اتخذها سترة وكبّر, فتعالت: (الله أكبر),,
نشيجهُ وحمحماتُ الخيل تدغدغ سكون الليل البهيم,,
أتم ما كتب له من الركعات, ثم رأى أن يقضي قبيل الفجر ببعض
السبات,,
أسند رأسه إلى السرج,, وهام في نوم كالموج,,
راح في خِضم الرؤى,, فيا ترى ماذا رأى؟!!
رأى أنه هناك,, نعم هناك,,
حيث القعقعات والنجيع,,
حيث ينطق الحجر والشجر,, ويختبئ النذل وراء الغرقد،،
وإذا بالسماء تناغي الكون بإيماض البرق وهزيم الرعود,,
صدره بات كمرجل,, كبّر هناك وجلجل,,
وتحقق الوعد المبجل: (تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم),,
فجأة... تحول المشهد غير المشهد,, والمكان غير المكان,,
وإذا بالجند زُرافاتٍ ووحدانا,, تتردد بينهم كلمات لم يسمعها منذ
زمن:
غرناطة,, أشبيلية,, قرطبة!!
وسمع الشاعر الذي كان يَبكي ويُبكي بقوله: لمثل هذا يذوب القلب
من كمد,,
إذا به منتشيا يردد:
لمثل هذا يطير القلب من فرحٍ ... إن كان في القلب إسلام وإيمانُ
ومن على المنابر تعالى الأذان يشنّف الآذان,,
غلبته عبرات دفينة,,
ودمعت عيناه وهو في المنام..!!
أيقظه نوحُ حمامة على الغصن,, فامتطى صهوة الخيل,, وعجّل,,
وسار نحو الفجر القريب,, وهو يترنّم شادياً:
وحين أجيء للأقصى... كما يوماً أخي أوصى
سأدفع عندها الرشاش... يجعله الأمير عصا
...........
يظل عليه متكئاً... ليعلن من رُبى القدسِ
رجعنا اليوم للأقصى... فهبوا نحو أندلسِ.
------------------------------------------------------------------
حامد كابلي
هاهو نديم الترحال,,يسير برفقة الهلال,,
فارسُ الفجرِ تَرَجّل,, لمح سدرة فأقبل,,
اتخذها سترة وكبّر, فتعالت: (الله أكبر),,
نشيجهُ وحمحماتُ الخيل تدغدغ سكون الليل البهيم,,
أتم ما كتب له من الركعات, ثم رأى أن يقضي قبيل الفجر ببعض
السبات,,
أسند رأسه إلى السرج,, وهام في نوم كالموج,,
راح في خِضم الرؤى,, فيا ترى ماذا رأى؟!!
رأى أنه هناك,, نعم هناك,,
حيث القعقعات والنجيع,,
حيث ينطق الحجر والشجر,, ويختبئ النذل وراء الغرقد،،
وإذا بالسماء تناغي الكون بإيماض البرق وهزيم الرعود,,
صدره بات كمرجل,, كبّر هناك وجلجل,,
وتحقق الوعد المبجل: (تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم),,
فجأة... تحول المشهد غير المشهد,, والمكان غير المكان,,
وإذا بالجند زُرافاتٍ ووحدانا,, تتردد بينهم كلمات لم يسمعها منذ
زمن:
غرناطة,, أشبيلية,, قرطبة!!
وسمع الشاعر الذي كان يَبكي ويُبكي بقوله: لمثل هذا يذوب القلب
من كمد,,
إذا به منتشيا يردد:
لمثل هذا يطير القلب من فرحٍ ... إن كان في القلب إسلام وإيمانُ
ومن على المنابر تعالى الأذان يشنّف الآذان,,
غلبته عبرات دفينة,,
ودمعت عيناه وهو في المنام..!!
أيقظه نوحُ حمامة على الغصن,, فامتطى صهوة الخيل,, وعجّل,,
وسار نحو الفجر القريب,, وهو يترنّم شادياً:
وحين أجيء للأقصى... كما يوماً أخي أوصى
سأدفع عندها الرشاش... يجعله الأمير عصا
...........
يظل عليه متكئاً... ليعلن من رُبى القدسِ
رجعنا اليوم للأقصى... فهبوا نحو أندلسِ.
------------------------------------------------------------------
حامد كابلي
تعليق