فُقدَان ذَاكِرة
(1)
لا وَقتَ لِلحُبِّ
وَهُناكَ مُتسعٌ منْ الوقتِ
لِيَهبِطَ الموتُ والنُعاس في آن
لا أشجَارَ تَنْبُتُ
ولا أَغصانَ تُورّقُ
وحتى زهرُ الريحان.
فالنملُ يتسكعُ في الحاناتِ
يشربُ خمراً؛ يُصفّقُ للنَحَلاتِ الرَاقِصَات
وحبّاتُ القَمحِ تَحصِدُها الغُربان
(2)
النحّلُ يفتقدُ ذاكرةَ العسلِ
العصافير تطرحُ أسئلةً
عن مساكِنِها.
عن أطعمتها.
وتقف بالقربِ من خرافٍ ميّته
تتساءلُ: كيف تؤكلُ لُحُومَها؟.
النسور تحاول التحليق مُجدّداً
وفِراخُها..
سقطت جوعاً
في قعرِ الوديان.
(3)
لم يعُد الموت يُخيفني
فالموت صار حُلو المذاقِ
في وقتٍ افْتَقَدَ فيهِ ذاكرةَ سكراتِه
وراح ينبِشُ القبوُر
يبحث فيها عن ذاكرةِ قتلاه
يسألُهم عن رُفاتِ امرأة أحبها
أين سُجِّيت التُراب؟!
يُريدُ قتلها مُجدداً.
أيّ موتِ سيُرهِبُني!
أذلك الموت الذي ينسى قتلاه؟!
(4)
لا القيامةُ تُدهِشُني
ولا تُذهِلُني
فتلك الحُبلى بالحُبِّ
لم تُسقط من أحشائِها جنِينَها
وتلك التي تُرضعُ البحرَ من ثديها
ما ذُهلت!
وراحت تسألُ البحرَ متى القيامة.
أين القيامة؟!
فذُهل الجبلً وصار رُكاماً
ودُهشت القيامة!.
(5)
لم يعُد يَهُمُّني
أن أموتَ أو أن أُصبِح..
حفنةَ تُراب
تنبتُ منها سنديانة
عظيمة..
تكسوا أغصانَها أوراقٌ..
بحَجمِ الكون.
أو أنْ أُصبِح مَسَاكِنَ شعبيّة للنَمْل
لم يَعد يَهُمُّني تخبُطُ الموت
ولا أرضٌ تخلى عنها الربّ
ولا حتى أنتِ
ولا نفسي!
ولا أبي أو أُمي.
وهؤلاءِ العاشقين
ولا عددُ النُجومِ في الأفق
لِمَ أكترث؟!
إن طردت قصصُ الحُبِّ..
أبطالها.
أو إنْ لم يقُل درويشَ شِعراً
ولا حتى بطاقةِ تعريفِ حنظلة
ما دامت الأديانُ...
والمساجد والكنائس
وأنتِ..
تفتقدون لذاكرةِ الحُبّ!.
تعليق