بسم الله الرحمن الرحيم
منذُ بضعة أيام كنت هنا على جهازى
أجوب صفحات النت طولاً وعرضاً
ولا أكترث بشىء
لعل الله إستجاب لدعائى
عندما دعوته أن يفقدنى حاسة الإحساس
وفجأه شعرتُ وكأن الأرض تدور من حولى
أعتقدتُ أننى إصبتُ بالعمى
لا أعلم كيف عدتُ لسريرى
كل ما أعلمه أن دقات الساعه أشارت إلى العاشره ونصف مساءً
لم أشعر بشىء
إلا حينما وجدو أنوار غرفتى مضاءه
وجهازى لازال يعمل
حتى هذه اللحظه فى الثانيه ونصف من صباح اليوم التالى
أول شعور لى حينما شعرتُ بيداً تَلمس وجهى
وكأن هذه اليد أُخرجت من ثلاجه درجتها تحت الصفر بمراحل
كنت أسمع الحوار ولا أستطيعُ الإجابه
فى لحظات إكتظت غرفتى بالكثيرون جيران وأقارب
وإزداد الهمس
كنت أشعر أننى متُ وأن روحى هيا التى تصحبهم الأن
حينَ آتى الطبيب وقال حرارتها عاااليه جداً
منذُ متى وهيا على هذه الحاله؟
لا أحد يدرى
قال لهم لو لم تنخفض الحراره سوف تؤثر على شرايين المخ
وقلتُ فى نفسى أى مخٍ هذا
فأنا أشعر أنهم إستبدلو لى رأسى بقطعه من الخشب
وهناكـ مجموعه يجيدون الدق عليها
وبأن بطنى بها سكاكين تقطع طولاً وعرضاً
ألم فوق طاقتى
ومع ذلكـ
كنتُ مستسلمه تماماً
حتى عندما آتو بكمدات من الثلج لم أنتفض
كان الحوار غير مألوفاً لى
فهناكـ من يقول ربما إصيبت بأنفلونزا......
وهناكـ من يقول هل ستنجو
والأمر لا يعنينى
ولا أستطيع أن أفتح عيونى وكأنها أُغلقت بالشمع
كانت أمى تُطبق على يدى بكل حنان
وتضع وجهها على وجهى
حتى دمعاتها كانت تسقط بارده على وجهى
شىء بداخلى رافض أن يستجيب
وكأننى أرحبُ بالموت
عاهدتُ أمى تلكـَ القويه الصامده
التى لانرى دمعاتها فى أحلكـ المواقف
وكأنها تتوارى من الحضور
وتقولُ (ياااارب)
هيا إبنتى الوحيده
من خرجتُ بها من الحياه
يارب (هيا تحويشة عمرى)
لازال أمامها عمراً طويلاً
خُذنى ودعها تنعم بعمرها
ودون اراده وجدتنى إطبق بيدى على يدها
وكأننى أدعوها لتستغفر الله
وهي بكل حنان تضع يدى على وجهها
وتقبلها كثيراً
وتقول هي أحنُ الناسِ على
فاشفيها وإذهب ما بها
أبى كعادته فى هذا الوقت
يقرأ فى كتاب الله
ولأول مره بشكل مغاير
تخنقهُ العبره وهو يتمتم بأيات القرآن
ويصمت بين الحينِ والحين ويسأل كيفَ أصبحت؟
وأنا لازلتُ على وضعى
حتى أنهم تمادو فى المحاليل والأبر
وكل شىء كما هو لم تنخفض الحراره
ولم يسكن الألم
حتماً هيا النهايه
لم تتوقف دمعاتُ أمى
ودعواتُ أبى
فى خضم كل هذا
تخيلتُ ماذا لو متُ الأن؟
هل ستتوقف الحياه؟
ماهذا الهراء!!
صمتاً
ستستمر بى وبدونى
كيف أواجه رباً كريم؟
هل لو متُ على هذا الحال سأدخل الجنه؟؟
أم سيُلقى بى فى قعر جهنم؟
يا إلهى؟
سيذهب الجميع حتى أمى وأبى
لن تنالنى منهم سوا بعض الدعوات
عندما يتركوننى فى قبرى
وأنا أستمع صوت أقدمهم يختفى شيئاً فشيئاً
ماذا سأقول عن ما فرط فى حق الله؟
وماذا سأقول عن صلواتى فى غير مواعيدها؟
وكأننى أستعيدُ شريط حياتى لحظه بلحظه
وصرخت صرخه بأعماقى
ربى إرجعون لعلى أعمل صالحاً
ربى إرجعون لعلى أعمل صالحاً
ربى إرجعون لعلى أعمل صالحاً
نعم كانت سكراتُ الموت
تعلمتُ أن الموت ليسَ له عمر
لا يستأذن أحد
وتذكرت هذه الأبيات
تزود من الدنيا فإنك لا تدري.... اذا جن ليل هل تعيش الى الفجر
كم من صحيحا مات من غير علة . وكم من سقيما عاش حين من الدهر
وكم من صغارا يرتجى طول عمرهم. وقد ادخلت اجسامهم ظلمة القبر
وكم من عروسا زينوها لزوجها... وقد نسجت اكفانها وهى لا تدري
اللهم إشفِ كل مريض
وإغفر لى ولوالدى يوم يقوم الحساب
يا من وسعت رحمتكـ كل شىء
أحسن خاتمتنا جميعاً
وإجعل خير أعمالى خواتيمها
أمى الحبيبه أعتذر فقد أتعبتُ قلبكـ
تعليق