ـــ[الفصل الأول]ـــ
....لمْ يكُن الوقتُ حينها آيلاً لِلسُقُوطْ؛. ولمْ تُستحالُ الوقائِعُ ضمن مساحاتٍ مترامية الأطراف للغةٍ ترفِضُ طعم الكلمات، وتُصِّرُ على أنها سُبيلٌ ذو أرصِفةٍ عاجيةْ.
....اللحظةُ بالنِسبَةِ لهُما شفقٌ؛ وأحْياناً أُخْرى دائِرَةً تَرَبْعتْ بِعَرشِ كتابْ. تُخالطهُما سُحبٌ بدون مداركْ، ولا حتى الطرقاتْ. وما تبقى مِنهُما أصابعاً تلعثمت بهذيانٍ ومشنقةً لزمَانِ الكلماتْ.
....لِمَا هيَّ؟! .الضَائِعةُ بِزَمنِ اللامكانَ يحويه؛ وهو رجُلْ الانعكاساتْ في زمنِ وَحْدانِيَّةْ القَدَرِ وَالقلبْ لِسَطوةِ المَصيرْ.
....لما هي، أو هو؛ وما بين ماهيتُِهُما.. مائيةٌٌ عانقَتْ المسالكَ، وعَبَرَتْ الحينَ لتنّْفَضََّ على شُرفاتٍ بدون طريق.
....هوَ قال: الشجرةُ تكادُ لا تلمِسُ شغفها إلا حينّ المساء.
....هيَّ تُعانِقُ الساعةً القادِمة لحينِ لُقياهْ. حتى وإنّ فتحتْ نافِذةَ الذاكِرة.. هبتْ نسائِمُ العِطر مِنّ جنبات الدهرِ في جبينهْ؛ تضُمها بنشوةٍ كعبقِ زهرةٍ مسائية تُقتَلُ ألفُ مرةٍ لحينِ الضوء.
....هي؛ إنتظارُ الهديلِ في جناحيه؛ هي طيورُ الحمامِ في سمائِه.
....هوَ؛ أو هيّ وما بينهُما مدائنٌ أعلنت الضياعَ والإستقلال دونَ الضياءَ في بياضِ أوراقهمْ.
....العفراءُ؛ الضائِعةُ في لحنِ كتابٍ ذو انكساراتٍ كسلى؛ تفضحُ سرَهُما؛ فيقرأهُما كُلُ عابرٍ في علامة اللونِ بالمشسْ.
....العفراءُ؛ لونُ الؤلؤِ في بحره، في مده؛ في جزر غيابِهْ.. في رائِحة الشمس لرملِ جسده. في الغِياب؛ كانتْ تجمعُهُ مِن لفائِف القدر بصورة قيثارة فتُراقِص بأصابِعها صوتُ الحُبِّ في عزفه؛ حتى وإنّ كادَ البُكاءُ يُكمِلُ الحِكاية. قامتْ لترقص.
....وهوَ رجُلُ الإنكساراتِ في قدره. كلامُهُ الصمتْ؛ ولُغة القولِ لهُ الجسد؛ يُكلِمُها مِن يديهْ؛ تقرأهُ مِن نفسِهْ. مِن العُرسِ في عينيه.
....***
....الزمان لا يعُود؛ وأنتم من اعتدتُمْ أن تُطالعوا الماضي غائباً بين صفحاتِ الأرض؛ وشواهِدُهُ تَكادُ تُقرأُ بكُلِ اللُغات. وكأنَّ التاريخَ ينتظِرُ الآن شهيدينْ ليُضفي ألوانَ الحَواس على صفحاتِهْ الورقيةْ؛ فتفيضُ بِها جنباتُ ما مضى بالفراشاتْ.
تعليق