تويت
وفاة جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
وفاة جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
عمان - محافظات - الحياة الجديدة - وكالات - غيب الموت مساء أمس(26/1/2008) في العاصمة الاردنية عمان الدكتور جورج حبش (83 عاما) مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحكيم الثورة.
ونعى الرئيس محمود عباس إلى أبناء شعبنا القائد التاريخي الدكتور جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة القوميين العرب. وسيتقبل الرئيس التعازي باستشهاد حبش اليوم في مقر الرئاسة
بمدينة رام الله ما بين الساعة السادسة مساء وحتى الثامنة مساء. وأمر الرئيس بتنكيس الأعلام لمدة يوم واحد في جميع المؤسسات الفلسطينية حدادا على رحيل هذا القائد الكبير وإعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام .
الرئيس واللجنة التنفيذية ينعيان: كان مدافعا لا تلين له قناة عن منظمة التحرير
كما نعى الرئيس واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في بيان صحفي إلى شعبنا والأمة العربية والعالم القائد التاريخي الدكتور جورج حبش. وقال الرئيس واللجنة التنفيذية في البيان "برحيل القائد التاريخي الدكتور جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة القوميين العرب خسر الشعب الفلسطيني واحدا من كبار المناضلين وجيل المؤسسين الطليعين للحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، الذين بعثوا فلسطين من تحت رماد النكبة الأولى، وأنقذوا شعبا مشردا ولاجئا من مؤامرة التغييب والتذويب، وأعادوه الى خارطة شعوب المنطقة كشعب مناضل من أجل حقه في الحرية والاستقلال".
واضاف البيان "لقد كرس الدكتور جورج حبش حياته ونضاله، وبذل عمره كاملا من مطالع شبابه وحتى الرمق الأخير من حياته الزاخرة بالعطاء والنضال في سبيل فلسطين ومن أجل شعبها، وحقوقه الوطنية الثابتة والمشروعة في الحرية والاستقلال".
وتابع "إن خسارتنا وخسارة شعبنا بغيابه في هذه اللحظات الصعبة التي تمر بها قضيتنا فادحة وفجيعتنا بفقدانه لا تعوض، فقد كان واحدا من سواري الوحدة الوطنية العالية، ومدافعا لا تلين له قناة عن منظمة التحرير الفلسطينية، ممثل شعبنا الشرعي والوحيد، فلم ينحرف بصره، ولم تضل بصيرته يوما عندما كانت الأخطار والخطوب تحدق بشعبنا وبوحدته وبمؤسساته الشرعية من أية جهة كانت، فقد كان يحسن الإصغاء إلى صواب قلبه، وإلهام عقله وفطرته الوطنية الفلسطينية الصادقة والأصيلة". وقال البيان "رحل القائد الكبير في هذه اللحظات بالغة الدقة والخطورة من تاريخ شعبنا، رفيق درب القائد الرمز ياسرعرفات ورفاقه أبو جهاد وأبو إياد وغيرهم الكثيرون من قادة شعبنا ومناضليه الذين حملوا على عاتقهم عبء عقود من النضال والحروب والمعارك وهم في طريقهم إلى فلسطين".
واضاف "إن القائد الكبير جورج حبش الذي حمل في عنقه حلم قيامة فلسطين، كان في ذات الوقت ومن عين المكان مناضلا وقائدا قوميا عربيا، لا يراها إلا في ارتباطها بالامتداد العربي وانتمائها وشعبها إلى الفضاء القومي الرحب". وختم البيان بالقول "إن فلسطين التي تودع القائد جورج حبش اليوم يمثل خسارة فادحة لا تعوض لشعبنا ولأمتنا العربية واحدا من أبرز القادة الذي اضطلعوا بدور تاريخي في الحركة الوطنية الفلسطينية والحركة القومية العربية، فقد كان من ذلك الصنف من الرجال والقادة الذين يثيرون حسد الجبال، رحل الدكتور جورج حبش ولم يغب لأنه أحد أسماء فلسطين".
وكان مصدر رسمي اردني اكد لوكالة فرانس برس ان الدكتور جورج حبش (83 عاما) توفي أمس في عمان حيث كان يقيم منذ سنوات عدة. من جهته،اكد السفير الفلسطيني في عمان عطا الله خيري لفرانس برس ان "حبش توفي مساء اليوم (أمس) بعيد الساعة 00ر20 بالتوقيت المحلي (00ر18 ت غ) في مستشفى الاردن في عمان". واوضح ان "حبش كان ادخل المستشفى قبل عشرة ايام بعد ان عانى من صعوبات ومشكلات في القلب".
ابو ردينة: خسارة للشعب الفلسطيني
وقال نبيل ابو ردينة لوكالة فرانس برس "ان الرئيس عباس يعتبر وفاة جورج حبش خسارة للشعب الفلسطيني خاصة في هذه الظروف التي يمر بها شعبنا .. وخسارة للقضية الفلسطينية التي ناضل حبش من اجلها اكثر من ستين عاما".
الشعبية تنعى مؤسسها وتؤكد تمسكها بمسيرته
ونعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القائد الوطني والقومي والأممي الكبير د. جورج حبش . وقالت في بيان لها " إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهي تنعى الشهيد الكبير فإنها تؤكد على تمسكها بمسيرته وميراثه الثوري التقدمي القومي والوطني والإنساني وستناضل مع كل الوطنيين الفلسطينيين والعرب لتحقيق الأهداف التي ناضل من أجلها". واضاف البيان "وفاء للحكيم تعلن الجبهة عن تقبل التعازي في مدينة غزة بمركز رشاد الشوا الثقافي ابتداء من يوم الأحد (اليوم) ولمدة ثلاثة أيام وذلك من الساعة الحادية عشرة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر ومن الرابعة عصرا حتى الثامنة مساء".
واعلنت الجبهة بالضفة انها ستتقبل التعازي اليوم الأحد من الساعة 11 صباحا حتى 2 بعد الظهر في قاعة متنزه البيرة ومن الساعة 6 مساء حتى 8 مساء في مقر الرئاسة برام الله ، كما ستتقبل التعازي يومي الاثنين والثلاثاء في قاعة متنزه البيرة من الثالثة عصرا حتى التاسعة مساء.
مسيرة حاشدة في رام الله
وخرج آلاف المواطنين من كوادر وأنصار الجبهة الشعبية الليلة الماضية في مسيرة عفوية حاشدة جابت شوارع مدينة رام الله للتعبير عن الحزن الشديد برحيل القائد الوطني الكبير. وحمل المتظاهرون أعلام فلسطين والجبهة الشعبية وصور القائد الراحل جورج حبش والرئيس محمود عباس والزعيم الخالد الرمز الشهيد ياسر عرفات ورددوا الهتافات التي تعبّر عن حزنهم الشديد برحيل القائد حبش الذي أفنى سنوات حياته في خدمة قضية شعبنا. ودعا المتظاهرون أبناء شعبنا إلى السير على خطى الفقيد الكبير حبش الذي كان صمام أمان لوحدتنا الوطنية في وجه المؤامرات الاسرائيلية الخبيثة.
فتح : شكل على الدوام صمام أمان في كل مراحل العمل الوطني
ونعت حركة فتح لشعبنا والأمة والعربية المجيدة المناضل القومي والقائد الوطني الكبير الدكتور حبش. وتقدم فهمي الزعارير المتحدث باسم حركة فتح باسم كوادر وقيادات وأعضاء الحركة وقطاعاتها الجماهيرية والنقابية والشبابية بخالص التعازي لرحيل القائد الوطني د.حبش الذي كان حيكما للثورة الفلسطينية، يحرص على وحدتها ويدرك حجم التحديات والأنواء التي تواجهها، فلم يستكن ولم يهن ولم يقبل لفلسطين الهوان. وقال الزعارير "إن حركة فتح تفتقد وشعبنا العربي الفلسطيني وكل مناضلي وأحرار الأمة والعالم، هذا الرجل الكبير والقائد العظيم، في هذه المرحلة التاريخية الصعبة التي تواجه قضيتنا الوطنية، حيث شكل على الدوام صمام أمان في كل مراحل العمل الوطني، وعزز العمق القومي العربي والدولي الأممي لصالح القضية الفلسطينية، وتحقيق تطلعات شعبه في الحرية والعودة والاستقلال، مناضلا صلبا وقائدا ثوريا شجاعا".
واضاف " إن شعبنا لن ينسى لهذا القائد مآثره ومناقبه ودوره الوطني، حيث حرص على تعزيز الثورة ومواصلة دربها لتحقيق الأهداف التي قضى من اجلها القادة والشهداء". وعاهدت فتح القائد حبش وكل القيادات ومناضلي الثورة الفلسطينية أنها لن تحيد عن ما اختطته دماؤهم من حقوق وآمال وأهداف وطنية وقومية.
كما نعت حركة فتح-إقليم نابلس القائد الوطني الكبير. وقالت الحركة في بيان لها "إن الدكتور القائد جورج حبش قد مثل طوال مراحل النضال القائد التاريخي صاحب المبادئ, والمناضل المتمسك بحقوق شعبه وثوابته وكان محط احترام كل الشرفاء والأحرار". وأكّدت الحركة ان الدكتور حبش ترك إرثا نضاليا كبيرا "فمن مواقفه يستمد الأحرار طهارة النضال ومن أفكاره يستمد شعبنا مواقف الوحدة والتواصل".
وأشارت الحركة "إلى أن الدكتور حبش سيبقى رمزا وطنيا وثوريا لشعبنا وأمتنا ولأحرار العالم, وان الأهداف التي ناضل من أجلها وفي مقدمتها الحرية والعودة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ستواصل ثورتنا الباسلة والنضال بكافة أشكاله حتى تحقيقها بإذن الله". وتقدّمت فتح في نابلس بالتعزية للرئيس محمود عباس ولأسرة المناضل القائد جورج حبش وإلى الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا التي كان للدكتور حبش بصماته التاريخية فيها ومن كافة الأحرار والشرفاء في العالم الذين ساروا على درب الحرية والعزة والكرامة.
النائب جمال الطيراوي : فقدنا معلما وطنيا مهما
ونعى النائب الأسير جمال الطيراوي الشهيد الدكتور جورج حبش. وقال الطيراوي في برقية تعزية "إن الأمة العربية والإسلامية وحركات التحرر في العالم فقدت معلما وطنيا مهما ومن ركائز النضال الوطني الحر ليس في فلسطين فقط وإنما في انحاء العالم برمته". وتقدم النائب الطيراوي بأحر التعازي القلبية من زوجة القائد حبش وعائلته ومن الرفيق الأسير أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مطالبا القيادة الحالية في الجبهة الشعبية بالمضي على طريق الراحل الكبير.
النائب دحلان :كان موضع احترام كافة الشرفاء والأحرار في العالم
ونعى النائب محمد دحلان عضو المجلس الثوري لحركة فتح القائد الوطني والمناضل الكبير الدكتور جورج حبش. وقال دحلان في بيانٍ صحفي "برحيل القائد الوطني الكبير خسر الشعب الفلسطيني أحد أعمدة النضال الفلسطيني ودعائمه الرئيسية كما خسر حكيما نفتقد إلى حكمته في هذه الظروف حالكة السواد التي يعيشها الشعب الفلسطيني" مؤكدا أن رحيل هذا القائد الوطني الذي كان على الدوام أحد دعائم الوحدة واللحمة الوطنية يعتبر خسارة كبيرة لشعبنا وللحركة الوطنية الفلسطينية وحركات التحرر العربية والعالمية. وأضاف دحلان "إن الدكتور القائد جورج حبش مثل طوال مراحل النضال القائد التاريخي صاحب المبادئ, والمناضل المتمسك بحقوق شعبه وثوابته وكان موضع احترام كافة الشرفاء والأحرار في العالم". وتقدم النائب دحلان بالتعزية إلى أسرة القائد المناضل جورج حبش وإلى الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, وإلى أبناء شعبنا على خسارة هذا القائد الوطني الكبير.
الجبهة الديمقراطية : أفنى عمره وفكره في خدمة الشعب والثورة
ونعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بكافة هيئاتها القيادية والقاعدية في الوطن والشتات الدكتور حبش أحد الرموز الكبيرة والخالدة لنضال شعبنا وثورته. وأشادت الجبهة في بيان لها بمناقب الشهيد الكبير الذي أفنى عمره وفكره في خدمة الشعب والثورة وواكب أصعب المراحل في حياة هذا الشعب مشاركا في كافة معارك الدفاع عن فلسطين وقضيتها وشعبها وكان له دور بارز في اضطلاع المقاومة الفلسطينية المسلحة وفصائلها الثورية بالمسؤولية المباشرة السياسية والعملية عن مصير الشعب وقضيته. واعتبرت الجبهة أن رحيل القائد الكبير جورج حبش خسارة لشعبنا وحركته الوطنية ولعموم حركة التحرر العربية والعالمية مؤكدة في الوقت نفسه ان الإرث الغني الذي تركه حكيم الثورة خاصة في انحيازه المطلق لمصالح شعبنا وفي الحرص على العمل الوحدوي وتغليب التناقض مع الاحتلال على كل ما عداه من تناقضات وخلافات ثانوية سيبقى نبراسا يرشد الأجيال تلو الأجيال من المناضلين نحو أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال.
وتقدمت الجبهة الديمقراطية بأحر العزاء لأسرة القائد التاريخي الراحل ولرفاقه في الجبهة الشعبية خاصة للمناضل الأسير أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية ولكل أبناء شعبنا. ودعت الجبهة إلى استلهام سيرة القائد الكبير وذكراه العطرة في سبيل توحيد الصف الفلسطيني ووضع حد للانقسام والانشقاق الحاصل في الساحة الفلسطينية.
"التحرير الفلسطينية" : كان يختلف ويتفق مع الآخرين ولكن داخل البيت الواحد
ونعى الدكتور واصل أبو يوسف أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية ومنسق القوى الوطنية والإسلامية المناضل التاريخي الشهيد جورج حبش. وقال أبو يوسف "برحيل المناضل الكبير والقائد التاريخي جورج حبش (حكيم الثورة) نفتقد قائدا بارزا نحن بأمس الحاجة إليه في هذه الظروف المعقدة والدقيقة التي تمر بها قضيتنا في ظل حالة الانقسام واستمرار الانقلاب في قطاع غزة وتصعيد العدوان الإسرائيلي. وأوضح ابو يوسف "ان حبش كان ينحاز للمصلحة العليا للشعب الفلسطيني وحافظ على علاقة وطيدة مع الجميع وجسد الحد الأدنى من اللقاء مع مختلف الفصائل الفلسطينية". وأضاف "رحل عنا حكيم الثورة، ولكن يبقى ارثه النضالي الغني، ومواقفه الوطنية الشجاعة التي لا تنسى، وكذلك دفاعه عن منظمة التحرير الفلسطينية". وأكد أن ما ميز الراحل "انه كان يختلف ويتفق مع الآخرين ولكن دائما داخل البيت الواحد، وكان حريصا دائما على تعزيز الوحدة الوطنية". وتقدم أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية بأحر التعازي لشعبنا ولأسرة القائد الراحل ولرفاقه في الجبهة الشعبية.
المبادرة الوطنية : شكل رمزا للاستقامة والنقاء الثوري
ونعى الامين العام للمبادرة الوطنية الدكتور مصطفى البرغوثي وكوادر واعضاء المبادرة الى شعبنا المناضل الكبير جورج حبش. واكدت المبادرة في بيان لها "ان رحيل المناضل الوطني حبش هو خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني وحركته الوطنية وحركات التحرر العربية والعالمية" . واضافت المبادرة "ان الراحل الكبير شكل رمزا للاستقامة والنقاء الثوري ورمزا للدفاع عن الحقوق الوطنية الفلسطينية الثابتة ولعب دورا بارزا في النضال الفلسطيني منذ انطلاق الثورة الفلسطينية وقبلها عندما عمل على تأسيس حركة القوميين العرب التي كان لها دور وطني وقومي على صعيد النضال ضد الاحتلال".
وقالت المبادرة انها "واذ تنعى الى شعبنا القائد التاريخي الدكتور حبش لتتقدم بأحر التعازي الى اسرته والى الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" مؤكدة ان شعبنا سيواصل مسيرة النضال من اجل الانعتاق من الاحتلال وسيدافع عن الثوابت الوطنية التي افنى الراحل عمره دفاعا عنها.
وعددت المبادرة مناقب القائد الكبير الذي أفنى عمره وفكره في خدمة الشعب والثورة، وواكب أصعب المراحل في حياة شعبنا مشاركا في كافة معارك الدفاع عن فلسطين وقضيتها. واكدت المبادرة ان الفكر التحرري والإرث الغني الذي تركه حكيم الثورة ودفاعه عن المصالح العليا لشعبنا وتعزيز وحدته الوطنية سيبقى خالدا في الأجيال حتى تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال.
محافظ خان يونس ينعي
ونعى الدكتور أسامة الفرا محافظ خان يونس القائد الوطني الكبير. وتقدم المحافظ باسمه وباسم محافظة خان يونس بتعازيهم القلبية الحارة برحيل القائد حبش داعين المولى عز وجل أن يتغمد روح الفقيد بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.
الحكومة المقالة : كان دوما معول بناء
ونعت الحكومة المقالة بمزيد من الحزن والاسى القائد الوطني الكبير الدكتور جورج حبش وتقدمت من الاخوة في الجبهة الشعبية وعموم شعبنا بأحر التعازي على هذا المصاب الجلل مشيرة الى ان الراحل كان دوما معول بناء وداعية صمود ومقاومة.
كما نعى رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية القائد الوطني الكبير جورج حبش الذي قضى حياته بعيداً عن أرض الوطن مدافعا عن فلسطين ورافضا لكل محاولات التنازل عن الحقوق الوطنية لشعبنا وقضيته.
لجان المقاومة الشعبية : كان العاشق لفلسطين الأرض والهوية
ونعت القيادة المركزية للجان المقاومة الشعبية في فلسطين المناضل الكبير. وتقدمت قيادة لجان المقاومة في بيان لها من الرفاق في الجبهة الشعبية بالتعزية الخالصة بفقيد الوطن الكبير, والذي ساهم في محطات نضال شعبنا واستحق لقب حكيم الثورة لما يتمتع به من فكر وقدرة على التحليل العلمي والسياسي وعطاء كفاحي بطولي, فكان العاشق لفلسطين الأرض والهوية والتي رافقته في حله وترحاله. واعتبرت اللجان ان حكيم الثورة في حياته شكل نموذجا وطنيا يرسم لوحة رائعة لوحدة الوطن والشعب في مواجهة المحتل الإسرائيلي, وكيف أن مسيرة النضال تتسع لكل أبناء شعبنا المخلصين حيث أن الفقيد لم يكن طارئا على مسيرة نضال الشعب, بل كان من أهم المكونات السياسية والنضالية وشارك في صنع القرار الفلسطيني في مراحل مختلفة ودافع عنه.
الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة: عاشت ملامح الوطن في ثنايا جسده وذاكرته وعقله
ونعى عضو الكنيست محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة القائد الفذ الحكيم جورج حبش. وتقدم بركة في بيان نعي باسمه وباسم الجبهة بأحر التعازي القلبية والمواساة الصادقة إلى الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني عموما. وجاء في البيان " إن فقيدنا الحكيم المؤسس التاريخي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هو أحد المؤسسين البارزين للحركة الوطنية الفلسطينية بعد النكبة ولمنظمة التحرير الفلسطينية ونذكر دائما العلاقة المميزة التي ربطت بين الحكيم والجبهة الشعبية، بالجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة". واضاف البيان "إن الحكيم كان فلسطينيا بامتياز، عاش ملامح الوطن بكل جوارحه وعاشت ملامح الوطن في ثنايا جسده وذاكرته وعقله. وتابع البيان " ان الشعب الفلسطيني سيذكر الحكيم دوما كصاحب قلب كبير ومناضل صلب من أجل الحقوق الثابتة وللشعب الفلسطيني وكشخصية وطنية متحيزة لوحدة الشعب الفلسطيني متمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية على أسس ثوابت الحق الفلسطيني، وكوطني يساري متحيز للفكر التقدمي". واعتبر البيان" ان رحيل القائد الكبير جورج حبش خسارة فادحة للشعب الفلسطيني عموما ولكل أنصار الحرية في العالم".
محطات في حياة حكيم الثورة
جورج نقولا رزق حبش فلسطيني من مواليد عام 1925 في مدينة اللد، لعائلة من الروم الأرثوذكس وهاجر في حرب 1948 من فلسطين.
ترعرع مع سبعة أفراد، بعائلة لوالد تاجر، أكمل دراسته الابتدائية بمدارس اللد، والثانوية بمدارس يافا والقدس، وامتهن التدريس في مدارسهما وهو لم يتجاوز السادسة عشرة من العمر، غادر فلسطين عام 1944 متجها لبيروت التي تخرج منها طبيبا عام 1951 حيث درس في كلية الطب في الجامعة الأميركية متخصصا في طب الأطفال.
وفي نهاية حزيران 1948 وفي وهج الهجرة الفلسطينية عاد حبش إلى مدينته اللد تحت مفاجأة أهله ووالديه من عودته، لكنه أبى إلا العودة ليعمل بين أهله وشعبه، وعمل طبيبا في مشفى اللد، واشتدت الهجمة الصهيونية ضد شعبنا فلم تثنه وفاة أخته التي دفنت بجوار المنزل لعدم مقدرتهم على دفنها تحت وطأة الحصار والقتل الاسرائيلي عن التشبث بالأرض والوطن.
تنقلت أسرة القائد الراحل بين اللد ويافا ورام الله وعمان... وعمل طبيبا في مخيمات الأردن، حتى خرج مع المقاتلين الفلسطينيين بعد (أيلول الأسود) إلى لبنان.
عمل في العاصمة الأردنية عمان والمخيمات الفلسطينية، في العام 1952 عمل على تأسيس حركة القوميين العرب التي كان لها دور في نشوء حركات أخرى في الوطن العربي، وظل يعمل في مجال دراسته حتى عام 1957، فر بعدها من الأردن إلى العاصمة السورية دمشق وصدرت بحقه عدة أحكام بين الأعوام 1958 و 1963. انتقل بعدها من دمشق إلى بيروت. وفي العام 1961 تزوج من فتاة مقدسية هي ابنة عمه هيلدا حبش، وأنجبا بنتين. وبعد أحداث أيلول الأسود، انتقل حبش إلى لبنان كغيره من الشخصيات الفلسطينية في العمل النضالي في تلك الفترة، وخرج منها عام 1982 ليستقر في دمشق.
لعب الدكتور حبش ورفاقه دورا قياديا في التظاهرات الطلابية التي عمت لبنان أواخر تشرين الأول عام 1951 تأييدا لموقف حكومة مصطفى النحاس زعيم حزب الوفد المصري، التي قامت بإلغاء المعاهدة المصرية ? البريطانية. والهبت خطوة الوفد الشجاعة مشاعر الجماهير العربية ولقيت الدعم في معظم البلدان العربية خاصة بلدان المشرق العربي.
ثم تابع الدكتور حبش النشاط السياسي في الأردن عام 1952، ومارس مهنة الطب هناك مع الدكتور وديع حداد، وأقاما عيادة وسط عمان وقدما علاجا مجانيا للطبقة المسحوقة من أبناء المخيمات. وكانت هذه العيادة مركزا للتعبئة والتوعية السياسية ونشر أفكار حركة القوميين العرب، حيث كان هناك هامش من الحريات في الأردن في ذلك الوقت. سرعان ما تعرض بعدها للملاحقة، ما أضطره للعمل السري والاختفاء لمدة عامين في الأردن، وبعدها انتقل إلى سوريا ليمارس نشاطه السياسي والجماهيري في دمشق.
الحدث الأبرز عام 1952 كان قيام الضباط الأحرار في مصر بإعلان الثورة على النظام الملكي، وبدأ المد القومي بالتنامي بدعم من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وصولا لإعلان الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، الأمر الذي أعطى زخما كبيرا لحركة القوميين العرب، حيث كانت هناك روابط متينة وعلاقة متميزة مع الرئيس عبد الناصر.
تعرض الدكتور حبش للمطاردة والملاحقة ومحاولات الاعتقال من قبل القوى التي قامت بالانفصال عام 1961، ومن القوميين البعثيين الذين استطاعوا استلام السلطة عبر ثورة آذار بسبب الخلافات التي نشبت بينهم وبين الناصريين، الذين قاموا بدورهم (أي الناصريون) بمحاولة انقلاب فاشلة، نتج عنها حملة اعتقالات ومحاكمات واعدامات، وكان حبش ممن أصدر البعثيون بحقهم حكم الإعدام بتهمة المشاركة مع الناصريين بمحاولة الانقلاب الفاشلة.
كانت هذه المرحلة الممتدة من 61-64 من المراحل بالغة الصعوبة والقاسية من نضاله السياسي، إذ تميزت بطابعها السري، نتيجة اشتداد حملات المطاردة والملاحقة لاعتقاله، ترافق ذلك مع بداية حياته الزوجية، ما اضطره عام 1964 للانتقال سرا من دمشق إلى بيروت ومواصلة نضاله من هناك.
وكان لهزيمة 1967 والكارثة الكبرى بسقوط القدس واحتلال ما تبقى من الأراضي الفلسطينية بالغ الأثر في نفس الدكتور حبش، وكان لها أثر كبير أيضا في انحسار المد القومي بشكل عام. كما كانت الهزيمة سببا في التحول الايديولوجي من حركة قوميين عرب إلى حزب ماركسي لينيني دون أن يتعارض هذا التحول مع الانتماء القومي، حيث تم تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1967 وبدأ الإعداد الجدي للكفاح المسلح.
اعتقل عام 1968 في سوريا لمدة عام، ثم نفذت بعدها عملية اختطاف لتهريبه من السجن خطط لها ونفذها الدكتور وديع حداد. وعندما أصبح خارج السجن عام 1969 وجد نفسه أمام انشقاق سياسي تنظيمي.
انتقل إلى الأردن سرا عام 1969، حيث كانت مرحلة المقاومة الفلسطينية في الأردن، التي شهدت الكثير من المصادمات مع الجيش الأردني أدت إلى معارك ضارية في أيلول عام 1970 "أيلول الأسود" وخروج المقاومة الفلسطينية من عمان إلى أحراش جرش. وفي عام 1971 خرج المقاتلون والقيادة إلى لبنان.
في العام 1972 تعرض لنوبة قلبية كادت تودي بحياته. وفي نفس العام استشهد غسان كنفاني على يد الموساد الاسرائيلي، وكان للحادث وقع الصاعقة على الحكيم. وفي العام 1973 دارت معارك طاحنة مع الجيش اللبناني، وفي نفس العام تعرض الدكتور حبش لمحاولة اختطاف حيث قامت اسرائيل بخطف طائرة "ميدل إيست" اللبنانية كان يفترض وجود الحكيم على متنها، لكنه نجا منها بأعجوبة نتيجة لإجراء أمني احترازي اتخذ باللحظات الأخيرة قبل إقلاع الطائرة.
عام 1975 انفجر الوضع في لبنان بين القوى الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية وبين الكتائب والقوى اللبنانية اليمينية المتعاونة مع إسرائيل تحت غطاء حرب أهلية طائفية، انتهت بكارثة أدت إلى دمار البلد واستشهاد أكثر من مائة ألف مواطن.
تعرض الدكتور حبش عام 1980 لنزيف دماغي حاد، ولكنه استطاع أن يتغلب على المرض واستمر على رأس عمله يمارس مهماته كأمين عام للجبهة الشعبية حتى استقالته من الأمانة العامة للجبهة عام 2000.
عام 1982 توجت الحرب اللبنانية بالاجتياح الإسرائيلي للبنان، وتوجهت القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى تونس، أما الدكتور حبش فقد اختار دمشق كمقر جديد له وللجبهة الشعبية.
في عام 1983 عقد المجلس الوطني بعد الخروج من بيروت دورته السادسة عشرة في الجزائر، كان للحكيم فيه كلمة تاريخية أعلن فيها الإصرار على استمرار المقاومة بشتى الوسائل.
في عام 1986 تعرض لمحاولة اختطاف ثانية عندما أقدمت إسرائيل على خطف الطائرة الليبية الخاصة التي كان على متنها من دمشق إلى ليبيا، وكان من المفترض أن يعود على نفس الطائرة، لكنه أجل سفره في اللحظات الأخيرة فنجا بأعجوبة.
عام 1987 اندلعت الانتفاضة الأولى داخل فلسطين ما جعل الدكتور حبش يجند كل طاقاته لدعمها ومساندتها، وكان له دور بارز في إدارتها.
عاد إلى عمان عام 1990 بعد غياب عشرين عاما للمشاركة في المؤتمر الشعبي لمساندة العراق أثناء حرب الخليج التدميرية.
عام 1992 توجه إلى فرنسا للعلاج بعد موافقة الحكومة الفرنسية، لكن سرعان ما تحولت زيارة العلاج إلى قضية سياسية كبيرة. فقد تم احتجازه من قبل القوات الخاصة "بمكافحة الإرهاب" تحت ضغط اللوبي الصهيوني حيث احتشد الآلاف من اليهود في ساحة المستشفى. وطلبت إسرائيل من فرنسا تسليمه لها، بينما أرادت الحكومة الفرنسية تحويله للقضاء بتهمة "الإرهاب". إلا أنه غادر فرنسا وفشلت كل هذه المحاولات فشلا ذريعا، وذلك بسبب الضغوط الشعبية العربية وبعض الأنظمة الرسمية، خاصة دور الجزائر ، حيث توجهت طائرة رئاسية جزائرية إلى فرنسا من أجل تأمين عودته وضمان سلامته.
جورج حبش... حكيم الثورة ومفكرها
شكل مع زملائه ومنهم الشهيد وديع حداد مجموعة عمل طلابي، حتى تم تشكيل (كتائب الفداء العربي) التي كان جل عملها ضرب المصالح الانجليزية والصهيونية والعملاء المتعاونين معهما.. ولكنها لم تحقق طموحات ورغبات هذا الثائر، فبدأ يفكر بكيان سياسي يسعى لتحرير فلسطين، فكان تأسيس (حركة القوميين العرب) التي شكلت نواة للعديد من الحركات القومية العربية، ولعبت دورا مؤثرا في تأجيج المشاعر الوطنية لدي الشعوب العربية. وفي كانون الأول من العام 1967 أسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع مصطفى الزبري "أبو علي" وآخرين وظل أمينا عاما لها حتى العام 2000، حيث ترك موقعه ليخلفه فيه أبو علي مصطفى الذي اغتالته قوات الاحتلال في رام الله.
جورج حبش .. أبو عمار .. ولقب "حكيم الثورة"
أمضى الحكيم مسيرة نضالية طويلة وشاقة، لم تخل من التناقضات والاختلافات على الصعيد الداخلي، خاصة مع الشهيد ياسر عرفات الذي أطلق عليه لقب حكيم الثورة لما يتمتع به من فكر وقدرة على التحليل العلمي والسياسي، وعطاء كفاحي بطولي، اختلفا كثيرا، وتناقضا كثيرا، ولكنهما لم يتناحرا، بل جمعتهما فلسطين الوطن، ورغم ذلك كان الحكيم هو الشاهد على عقد زواج الشهيد ياسر عرفات، تجسيدا على ان الاختلاف السياسي لا يعني تناحرا عقائديا أو سياسيا. اختلفا لكنهما لم يتناحرا، وهذا ما ميز القائد الراحل حبش الذي لم يشرع البندقية سوى لصدر العدو متجاوزا أية تناقضات داخلية.
كما مثل هذا القائد عشقه للوطن والثورة في سياق رده على مناقشة اتفاق السلام مع اسرائيل الذي قال عنه الشهيد ياسر عرفات "إن هذا الاتفاق هو الممكن" فرد عليه حبش "إن الثورة الفلسطينية قامت لتحقق المستحيل لا الممكن" .
وكان حبش يعاني منذ سنوات من المرض وقد اختار الاردن مقرا له.
عمان - محافظات - الحياة الجديدة - وكالات - غيب الموت مساء أمس(26/1/2008) في العاصمة الاردنية عمان الدكتور جورج حبش (83 عاما) مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحكيم الثورة.
ونعى الرئيس محمود عباس إلى أبناء شعبنا القائد التاريخي الدكتور جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة القوميين العرب. وسيتقبل الرئيس التعازي باستشهاد حبش اليوم في مقر الرئاسة
بمدينة رام الله ما بين الساعة السادسة مساء وحتى الثامنة مساء. وأمر الرئيس بتنكيس الأعلام لمدة يوم واحد في جميع المؤسسات الفلسطينية حدادا على رحيل هذا القائد الكبير وإعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام .
الرئيس واللجنة التنفيذية ينعيان: كان مدافعا لا تلين له قناة عن منظمة التحرير
كما نعى الرئيس واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في بيان صحفي إلى شعبنا والأمة العربية والعالم القائد التاريخي الدكتور جورج حبش. وقال الرئيس واللجنة التنفيذية في البيان "برحيل القائد التاريخي الدكتور جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة القوميين العرب خسر الشعب الفلسطيني واحدا من كبار المناضلين وجيل المؤسسين الطليعين للحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، الذين بعثوا فلسطين من تحت رماد النكبة الأولى، وأنقذوا شعبا مشردا ولاجئا من مؤامرة التغييب والتذويب، وأعادوه الى خارطة شعوب المنطقة كشعب مناضل من أجل حقه في الحرية والاستقلال".
واضاف البيان "لقد كرس الدكتور جورج حبش حياته ونضاله، وبذل عمره كاملا من مطالع شبابه وحتى الرمق الأخير من حياته الزاخرة بالعطاء والنضال في سبيل فلسطين ومن أجل شعبها، وحقوقه الوطنية الثابتة والمشروعة في الحرية والاستقلال".
وتابع "إن خسارتنا وخسارة شعبنا بغيابه في هذه اللحظات الصعبة التي تمر بها قضيتنا فادحة وفجيعتنا بفقدانه لا تعوض، فقد كان واحدا من سواري الوحدة الوطنية العالية، ومدافعا لا تلين له قناة عن منظمة التحرير الفلسطينية، ممثل شعبنا الشرعي والوحيد، فلم ينحرف بصره، ولم تضل بصيرته يوما عندما كانت الأخطار والخطوب تحدق بشعبنا وبوحدته وبمؤسساته الشرعية من أية جهة كانت، فقد كان يحسن الإصغاء إلى صواب قلبه، وإلهام عقله وفطرته الوطنية الفلسطينية الصادقة والأصيلة". وقال البيان "رحل القائد الكبير في هذه اللحظات بالغة الدقة والخطورة من تاريخ شعبنا، رفيق درب القائد الرمز ياسرعرفات ورفاقه أبو جهاد وأبو إياد وغيرهم الكثيرون من قادة شعبنا ومناضليه الذين حملوا على عاتقهم عبء عقود من النضال والحروب والمعارك وهم في طريقهم إلى فلسطين".
واضاف "إن القائد الكبير جورج حبش الذي حمل في عنقه حلم قيامة فلسطين، كان في ذات الوقت ومن عين المكان مناضلا وقائدا قوميا عربيا، لا يراها إلا في ارتباطها بالامتداد العربي وانتمائها وشعبها إلى الفضاء القومي الرحب". وختم البيان بالقول "إن فلسطين التي تودع القائد جورج حبش اليوم يمثل خسارة فادحة لا تعوض لشعبنا ولأمتنا العربية واحدا من أبرز القادة الذي اضطلعوا بدور تاريخي في الحركة الوطنية الفلسطينية والحركة القومية العربية، فقد كان من ذلك الصنف من الرجال والقادة الذين يثيرون حسد الجبال، رحل الدكتور جورج حبش ولم يغب لأنه أحد أسماء فلسطين".
وكان مصدر رسمي اردني اكد لوكالة فرانس برس ان الدكتور جورج حبش (83 عاما) توفي أمس في عمان حيث كان يقيم منذ سنوات عدة. من جهته،اكد السفير الفلسطيني في عمان عطا الله خيري لفرانس برس ان "حبش توفي مساء اليوم (أمس) بعيد الساعة 00ر20 بالتوقيت المحلي (00ر18 ت غ) في مستشفى الاردن في عمان". واوضح ان "حبش كان ادخل المستشفى قبل عشرة ايام بعد ان عانى من صعوبات ومشكلات في القلب".
ابو ردينة: خسارة للشعب الفلسطيني
وقال نبيل ابو ردينة لوكالة فرانس برس "ان الرئيس عباس يعتبر وفاة جورج حبش خسارة للشعب الفلسطيني خاصة في هذه الظروف التي يمر بها شعبنا .. وخسارة للقضية الفلسطينية التي ناضل حبش من اجلها اكثر من ستين عاما".
الشعبية تنعى مؤسسها وتؤكد تمسكها بمسيرته
ونعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القائد الوطني والقومي والأممي الكبير د. جورج حبش . وقالت في بيان لها " إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهي تنعى الشهيد الكبير فإنها تؤكد على تمسكها بمسيرته وميراثه الثوري التقدمي القومي والوطني والإنساني وستناضل مع كل الوطنيين الفلسطينيين والعرب لتحقيق الأهداف التي ناضل من أجلها". واضاف البيان "وفاء للحكيم تعلن الجبهة عن تقبل التعازي في مدينة غزة بمركز رشاد الشوا الثقافي ابتداء من يوم الأحد (اليوم) ولمدة ثلاثة أيام وذلك من الساعة الحادية عشرة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر ومن الرابعة عصرا حتى الثامنة مساء".
واعلنت الجبهة بالضفة انها ستتقبل التعازي اليوم الأحد من الساعة 11 صباحا حتى 2 بعد الظهر في قاعة متنزه البيرة ومن الساعة 6 مساء حتى 8 مساء في مقر الرئاسة برام الله ، كما ستتقبل التعازي يومي الاثنين والثلاثاء في قاعة متنزه البيرة من الثالثة عصرا حتى التاسعة مساء.
مسيرة حاشدة في رام الله
وخرج آلاف المواطنين من كوادر وأنصار الجبهة الشعبية الليلة الماضية في مسيرة عفوية حاشدة جابت شوارع مدينة رام الله للتعبير عن الحزن الشديد برحيل القائد الوطني الكبير. وحمل المتظاهرون أعلام فلسطين والجبهة الشعبية وصور القائد الراحل جورج حبش والرئيس محمود عباس والزعيم الخالد الرمز الشهيد ياسر عرفات ورددوا الهتافات التي تعبّر عن حزنهم الشديد برحيل القائد حبش الذي أفنى سنوات حياته في خدمة قضية شعبنا. ودعا المتظاهرون أبناء شعبنا إلى السير على خطى الفقيد الكبير حبش الذي كان صمام أمان لوحدتنا الوطنية في وجه المؤامرات الاسرائيلية الخبيثة.
فتح : شكل على الدوام صمام أمان في كل مراحل العمل الوطني
ونعت حركة فتح لشعبنا والأمة والعربية المجيدة المناضل القومي والقائد الوطني الكبير الدكتور حبش. وتقدم فهمي الزعارير المتحدث باسم حركة فتح باسم كوادر وقيادات وأعضاء الحركة وقطاعاتها الجماهيرية والنقابية والشبابية بخالص التعازي لرحيل القائد الوطني د.حبش الذي كان حيكما للثورة الفلسطينية، يحرص على وحدتها ويدرك حجم التحديات والأنواء التي تواجهها، فلم يستكن ولم يهن ولم يقبل لفلسطين الهوان. وقال الزعارير "إن حركة فتح تفتقد وشعبنا العربي الفلسطيني وكل مناضلي وأحرار الأمة والعالم، هذا الرجل الكبير والقائد العظيم، في هذه المرحلة التاريخية الصعبة التي تواجه قضيتنا الوطنية، حيث شكل على الدوام صمام أمان في كل مراحل العمل الوطني، وعزز العمق القومي العربي والدولي الأممي لصالح القضية الفلسطينية، وتحقيق تطلعات شعبه في الحرية والعودة والاستقلال، مناضلا صلبا وقائدا ثوريا شجاعا".
واضاف " إن شعبنا لن ينسى لهذا القائد مآثره ومناقبه ودوره الوطني، حيث حرص على تعزيز الثورة ومواصلة دربها لتحقيق الأهداف التي قضى من اجلها القادة والشهداء". وعاهدت فتح القائد حبش وكل القيادات ومناضلي الثورة الفلسطينية أنها لن تحيد عن ما اختطته دماؤهم من حقوق وآمال وأهداف وطنية وقومية.
كما نعت حركة فتح-إقليم نابلس القائد الوطني الكبير. وقالت الحركة في بيان لها "إن الدكتور القائد جورج حبش قد مثل طوال مراحل النضال القائد التاريخي صاحب المبادئ, والمناضل المتمسك بحقوق شعبه وثوابته وكان محط احترام كل الشرفاء والأحرار". وأكّدت الحركة ان الدكتور حبش ترك إرثا نضاليا كبيرا "فمن مواقفه يستمد الأحرار طهارة النضال ومن أفكاره يستمد شعبنا مواقف الوحدة والتواصل".
وأشارت الحركة "إلى أن الدكتور حبش سيبقى رمزا وطنيا وثوريا لشعبنا وأمتنا ولأحرار العالم, وان الأهداف التي ناضل من أجلها وفي مقدمتها الحرية والعودة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ستواصل ثورتنا الباسلة والنضال بكافة أشكاله حتى تحقيقها بإذن الله". وتقدّمت فتح في نابلس بالتعزية للرئيس محمود عباس ولأسرة المناضل القائد جورج حبش وإلى الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا التي كان للدكتور حبش بصماته التاريخية فيها ومن كافة الأحرار والشرفاء في العالم الذين ساروا على درب الحرية والعزة والكرامة.
النائب جمال الطيراوي : فقدنا معلما وطنيا مهما
ونعى النائب الأسير جمال الطيراوي الشهيد الدكتور جورج حبش. وقال الطيراوي في برقية تعزية "إن الأمة العربية والإسلامية وحركات التحرر في العالم فقدت معلما وطنيا مهما ومن ركائز النضال الوطني الحر ليس في فلسطين فقط وإنما في انحاء العالم برمته". وتقدم النائب الطيراوي بأحر التعازي القلبية من زوجة القائد حبش وعائلته ومن الرفيق الأسير أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مطالبا القيادة الحالية في الجبهة الشعبية بالمضي على طريق الراحل الكبير.
النائب دحلان :كان موضع احترام كافة الشرفاء والأحرار في العالم
ونعى النائب محمد دحلان عضو المجلس الثوري لحركة فتح القائد الوطني والمناضل الكبير الدكتور جورج حبش. وقال دحلان في بيانٍ صحفي "برحيل القائد الوطني الكبير خسر الشعب الفلسطيني أحد أعمدة النضال الفلسطيني ودعائمه الرئيسية كما خسر حكيما نفتقد إلى حكمته في هذه الظروف حالكة السواد التي يعيشها الشعب الفلسطيني" مؤكدا أن رحيل هذا القائد الوطني الذي كان على الدوام أحد دعائم الوحدة واللحمة الوطنية يعتبر خسارة كبيرة لشعبنا وللحركة الوطنية الفلسطينية وحركات التحرر العربية والعالمية. وأضاف دحلان "إن الدكتور القائد جورج حبش مثل طوال مراحل النضال القائد التاريخي صاحب المبادئ, والمناضل المتمسك بحقوق شعبه وثوابته وكان موضع احترام كافة الشرفاء والأحرار في العالم". وتقدم النائب دحلان بالتعزية إلى أسرة القائد المناضل جورج حبش وإلى الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, وإلى أبناء شعبنا على خسارة هذا القائد الوطني الكبير.
الجبهة الديمقراطية : أفنى عمره وفكره في خدمة الشعب والثورة
ونعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بكافة هيئاتها القيادية والقاعدية في الوطن والشتات الدكتور حبش أحد الرموز الكبيرة والخالدة لنضال شعبنا وثورته. وأشادت الجبهة في بيان لها بمناقب الشهيد الكبير الذي أفنى عمره وفكره في خدمة الشعب والثورة وواكب أصعب المراحل في حياة هذا الشعب مشاركا في كافة معارك الدفاع عن فلسطين وقضيتها وشعبها وكان له دور بارز في اضطلاع المقاومة الفلسطينية المسلحة وفصائلها الثورية بالمسؤولية المباشرة السياسية والعملية عن مصير الشعب وقضيته. واعتبرت الجبهة أن رحيل القائد الكبير جورج حبش خسارة لشعبنا وحركته الوطنية ولعموم حركة التحرر العربية والعالمية مؤكدة في الوقت نفسه ان الإرث الغني الذي تركه حكيم الثورة خاصة في انحيازه المطلق لمصالح شعبنا وفي الحرص على العمل الوحدوي وتغليب التناقض مع الاحتلال على كل ما عداه من تناقضات وخلافات ثانوية سيبقى نبراسا يرشد الأجيال تلو الأجيال من المناضلين نحو أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال.
وتقدمت الجبهة الديمقراطية بأحر العزاء لأسرة القائد التاريخي الراحل ولرفاقه في الجبهة الشعبية خاصة للمناضل الأسير أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية ولكل أبناء شعبنا. ودعت الجبهة إلى استلهام سيرة القائد الكبير وذكراه العطرة في سبيل توحيد الصف الفلسطيني ووضع حد للانقسام والانشقاق الحاصل في الساحة الفلسطينية.
"التحرير الفلسطينية" : كان يختلف ويتفق مع الآخرين ولكن داخل البيت الواحد
ونعى الدكتور واصل أبو يوسف أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية ومنسق القوى الوطنية والإسلامية المناضل التاريخي الشهيد جورج حبش. وقال أبو يوسف "برحيل المناضل الكبير والقائد التاريخي جورج حبش (حكيم الثورة) نفتقد قائدا بارزا نحن بأمس الحاجة إليه في هذه الظروف المعقدة والدقيقة التي تمر بها قضيتنا في ظل حالة الانقسام واستمرار الانقلاب في قطاع غزة وتصعيد العدوان الإسرائيلي. وأوضح ابو يوسف "ان حبش كان ينحاز للمصلحة العليا للشعب الفلسطيني وحافظ على علاقة وطيدة مع الجميع وجسد الحد الأدنى من اللقاء مع مختلف الفصائل الفلسطينية". وأضاف "رحل عنا حكيم الثورة، ولكن يبقى ارثه النضالي الغني، ومواقفه الوطنية الشجاعة التي لا تنسى، وكذلك دفاعه عن منظمة التحرير الفلسطينية". وأكد أن ما ميز الراحل "انه كان يختلف ويتفق مع الآخرين ولكن دائما داخل البيت الواحد، وكان حريصا دائما على تعزيز الوحدة الوطنية". وتقدم أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية بأحر التعازي لشعبنا ولأسرة القائد الراحل ولرفاقه في الجبهة الشعبية.
المبادرة الوطنية : شكل رمزا للاستقامة والنقاء الثوري
ونعى الامين العام للمبادرة الوطنية الدكتور مصطفى البرغوثي وكوادر واعضاء المبادرة الى شعبنا المناضل الكبير جورج حبش. واكدت المبادرة في بيان لها "ان رحيل المناضل الوطني حبش هو خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني وحركته الوطنية وحركات التحرر العربية والعالمية" . واضافت المبادرة "ان الراحل الكبير شكل رمزا للاستقامة والنقاء الثوري ورمزا للدفاع عن الحقوق الوطنية الفلسطينية الثابتة ولعب دورا بارزا في النضال الفلسطيني منذ انطلاق الثورة الفلسطينية وقبلها عندما عمل على تأسيس حركة القوميين العرب التي كان لها دور وطني وقومي على صعيد النضال ضد الاحتلال".
وقالت المبادرة انها "واذ تنعى الى شعبنا القائد التاريخي الدكتور حبش لتتقدم بأحر التعازي الى اسرته والى الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" مؤكدة ان شعبنا سيواصل مسيرة النضال من اجل الانعتاق من الاحتلال وسيدافع عن الثوابت الوطنية التي افنى الراحل عمره دفاعا عنها.
وعددت المبادرة مناقب القائد الكبير الذي أفنى عمره وفكره في خدمة الشعب والثورة، وواكب أصعب المراحل في حياة شعبنا مشاركا في كافة معارك الدفاع عن فلسطين وقضيتها. واكدت المبادرة ان الفكر التحرري والإرث الغني الذي تركه حكيم الثورة ودفاعه عن المصالح العليا لشعبنا وتعزيز وحدته الوطنية سيبقى خالدا في الأجيال حتى تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال.
محافظ خان يونس ينعي
ونعى الدكتور أسامة الفرا محافظ خان يونس القائد الوطني الكبير. وتقدم المحافظ باسمه وباسم محافظة خان يونس بتعازيهم القلبية الحارة برحيل القائد حبش داعين المولى عز وجل أن يتغمد روح الفقيد بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.
الحكومة المقالة : كان دوما معول بناء
ونعت الحكومة المقالة بمزيد من الحزن والاسى القائد الوطني الكبير الدكتور جورج حبش وتقدمت من الاخوة في الجبهة الشعبية وعموم شعبنا بأحر التعازي على هذا المصاب الجلل مشيرة الى ان الراحل كان دوما معول بناء وداعية صمود ومقاومة.
كما نعى رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية القائد الوطني الكبير جورج حبش الذي قضى حياته بعيداً عن أرض الوطن مدافعا عن فلسطين ورافضا لكل محاولات التنازل عن الحقوق الوطنية لشعبنا وقضيته.
لجان المقاومة الشعبية : كان العاشق لفلسطين الأرض والهوية
ونعت القيادة المركزية للجان المقاومة الشعبية في فلسطين المناضل الكبير. وتقدمت قيادة لجان المقاومة في بيان لها من الرفاق في الجبهة الشعبية بالتعزية الخالصة بفقيد الوطن الكبير, والذي ساهم في محطات نضال شعبنا واستحق لقب حكيم الثورة لما يتمتع به من فكر وقدرة على التحليل العلمي والسياسي وعطاء كفاحي بطولي, فكان العاشق لفلسطين الأرض والهوية والتي رافقته في حله وترحاله. واعتبرت اللجان ان حكيم الثورة في حياته شكل نموذجا وطنيا يرسم لوحة رائعة لوحدة الوطن والشعب في مواجهة المحتل الإسرائيلي, وكيف أن مسيرة النضال تتسع لكل أبناء شعبنا المخلصين حيث أن الفقيد لم يكن طارئا على مسيرة نضال الشعب, بل كان من أهم المكونات السياسية والنضالية وشارك في صنع القرار الفلسطيني في مراحل مختلفة ودافع عنه.
الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة: عاشت ملامح الوطن في ثنايا جسده وذاكرته وعقله
ونعى عضو الكنيست محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة القائد الفذ الحكيم جورج حبش. وتقدم بركة في بيان نعي باسمه وباسم الجبهة بأحر التعازي القلبية والمواساة الصادقة إلى الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني عموما. وجاء في البيان " إن فقيدنا الحكيم المؤسس التاريخي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هو أحد المؤسسين البارزين للحركة الوطنية الفلسطينية بعد النكبة ولمنظمة التحرير الفلسطينية ونذكر دائما العلاقة المميزة التي ربطت بين الحكيم والجبهة الشعبية، بالجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة". واضاف البيان "إن الحكيم كان فلسطينيا بامتياز، عاش ملامح الوطن بكل جوارحه وعاشت ملامح الوطن في ثنايا جسده وذاكرته وعقله. وتابع البيان " ان الشعب الفلسطيني سيذكر الحكيم دوما كصاحب قلب كبير ومناضل صلب من أجل الحقوق الثابتة وللشعب الفلسطيني وكشخصية وطنية متحيزة لوحدة الشعب الفلسطيني متمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية على أسس ثوابت الحق الفلسطيني، وكوطني يساري متحيز للفكر التقدمي". واعتبر البيان" ان رحيل القائد الكبير جورج حبش خسارة فادحة للشعب الفلسطيني عموما ولكل أنصار الحرية في العالم".
محطات في حياة حكيم الثورة
جورج نقولا رزق حبش فلسطيني من مواليد عام 1925 في مدينة اللد، لعائلة من الروم الأرثوذكس وهاجر في حرب 1948 من فلسطين.
ترعرع مع سبعة أفراد، بعائلة لوالد تاجر، أكمل دراسته الابتدائية بمدارس اللد، والثانوية بمدارس يافا والقدس، وامتهن التدريس في مدارسهما وهو لم يتجاوز السادسة عشرة من العمر، غادر فلسطين عام 1944 متجها لبيروت التي تخرج منها طبيبا عام 1951 حيث درس في كلية الطب في الجامعة الأميركية متخصصا في طب الأطفال.
وفي نهاية حزيران 1948 وفي وهج الهجرة الفلسطينية عاد حبش إلى مدينته اللد تحت مفاجأة أهله ووالديه من عودته، لكنه أبى إلا العودة ليعمل بين أهله وشعبه، وعمل طبيبا في مشفى اللد، واشتدت الهجمة الصهيونية ضد شعبنا فلم تثنه وفاة أخته التي دفنت بجوار المنزل لعدم مقدرتهم على دفنها تحت وطأة الحصار والقتل الاسرائيلي عن التشبث بالأرض والوطن.
تنقلت أسرة القائد الراحل بين اللد ويافا ورام الله وعمان... وعمل طبيبا في مخيمات الأردن، حتى خرج مع المقاتلين الفلسطينيين بعد (أيلول الأسود) إلى لبنان.
عمل في العاصمة الأردنية عمان والمخيمات الفلسطينية، في العام 1952 عمل على تأسيس حركة القوميين العرب التي كان لها دور في نشوء حركات أخرى في الوطن العربي، وظل يعمل في مجال دراسته حتى عام 1957، فر بعدها من الأردن إلى العاصمة السورية دمشق وصدرت بحقه عدة أحكام بين الأعوام 1958 و 1963. انتقل بعدها من دمشق إلى بيروت. وفي العام 1961 تزوج من فتاة مقدسية هي ابنة عمه هيلدا حبش، وأنجبا بنتين. وبعد أحداث أيلول الأسود، انتقل حبش إلى لبنان كغيره من الشخصيات الفلسطينية في العمل النضالي في تلك الفترة، وخرج منها عام 1982 ليستقر في دمشق.
لعب الدكتور حبش ورفاقه دورا قياديا في التظاهرات الطلابية التي عمت لبنان أواخر تشرين الأول عام 1951 تأييدا لموقف حكومة مصطفى النحاس زعيم حزب الوفد المصري، التي قامت بإلغاء المعاهدة المصرية ? البريطانية. والهبت خطوة الوفد الشجاعة مشاعر الجماهير العربية ولقيت الدعم في معظم البلدان العربية خاصة بلدان المشرق العربي.
ثم تابع الدكتور حبش النشاط السياسي في الأردن عام 1952، ومارس مهنة الطب هناك مع الدكتور وديع حداد، وأقاما عيادة وسط عمان وقدما علاجا مجانيا للطبقة المسحوقة من أبناء المخيمات. وكانت هذه العيادة مركزا للتعبئة والتوعية السياسية ونشر أفكار حركة القوميين العرب، حيث كان هناك هامش من الحريات في الأردن في ذلك الوقت. سرعان ما تعرض بعدها للملاحقة، ما أضطره للعمل السري والاختفاء لمدة عامين في الأردن، وبعدها انتقل إلى سوريا ليمارس نشاطه السياسي والجماهيري في دمشق.
الحدث الأبرز عام 1952 كان قيام الضباط الأحرار في مصر بإعلان الثورة على النظام الملكي، وبدأ المد القومي بالتنامي بدعم من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وصولا لإعلان الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، الأمر الذي أعطى زخما كبيرا لحركة القوميين العرب، حيث كانت هناك روابط متينة وعلاقة متميزة مع الرئيس عبد الناصر.
تعرض الدكتور حبش للمطاردة والملاحقة ومحاولات الاعتقال من قبل القوى التي قامت بالانفصال عام 1961، ومن القوميين البعثيين الذين استطاعوا استلام السلطة عبر ثورة آذار بسبب الخلافات التي نشبت بينهم وبين الناصريين، الذين قاموا بدورهم (أي الناصريون) بمحاولة انقلاب فاشلة، نتج عنها حملة اعتقالات ومحاكمات واعدامات، وكان حبش ممن أصدر البعثيون بحقهم حكم الإعدام بتهمة المشاركة مع الناصريين بمحاولة الانقلاب الفاشلة.
كانت هذه المرحلة الممتدة من 61-64 من المراحل بالغة الصعوبة والقاسية من نضاله السياسي، إذ تميزت بطابعها السري، نتيجة اشتداد حملات المطاردة والملاحقة لاعتقاله، ترافق ذلك مع بداية حياته الزوجية، ما اضطره عام 1964 للانتقال سرا من دمشق إلى بيروت ومواصلة نضاله من هناك.
وكان لهزيمة 1967 والكارثة الكبرى بسقوط القدس واحتلال ما تبقى من الأراضي الفلسطينية بالغ الأثر في نفس الدكتور حبش، وكان لها أثر كبير أيضا في انحسار المد القومي بشكل عام. كما كانت الهزيمة سببا في التحول الايديولوجي من حركة قوميين عرب إلى حزب ماركسي لينيني دون أن يتعارض هذا التحول مع الانتماء القومي، حيث تم تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1967 وبدأ الإعداد الجدي للكفاح المسلح.
اعتقل عام 1968 في سوريا لمدة عام، ثم نفذت بعدها عملية اختطاف لتهريبه من السجن خطط لها ونفذها الدكتور وديع حداد. وعندما أصبح خارج السجن عام 1969 وجد نفسه أمام انشقاق سياسي تنظيمي.
انتقل إلى الأردن سرا عام 1969، حيث كانت مرحلة المقاومة الفلسطينية في الأردن، التي شهدت الكثير من المصادمات مع الجيش الأردني أدت إلى معارك ضارية في أيلول عام 1970 "أيلول الأسود" وخروج المقاومة الفلسطينية من عمان إلى أحراش جرش. وفي عام 1971 خرج المقاتلون والقيادة إلى لبنان.
في العام 1972 تعرض لنوبة قلبية كادت تودي بحياته. وفي نفس العام استشهد غسان كنفاني على يد الموساد الاسرائيلي، وكان للحادث وقع الصاعقة على الحكيم. وفي العام 1973 دارت معارك طاحنة مع الجيش اللبناني، وفي نفس العام تعرض الدكتور حبش لمحاولة اختطاف حيث قامت اسرائيل بخطف طائرة "ميدل إيست" اللبنانية كان يفترض وجود الحكيم على متنها، لكنه نجا منها بأعجوبة نتيجة لإجراء أمني احترازي اتخذ باللحظات الأخيرة قبل إقلاع الطائرة.
عام 1975 انفجر الوضع في لبنان بين القوى الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية وبين الكتائب والقوى اللبنانية اليمينية المتعاونة مع إسرائيل تحت غطاء حرب أهلية طائفية، انتهت بكارثة أدت إلى دمار البلد واستشهاد أكثر من مائة ألف مواطن.
تعرض الدكتور حبش عام 1980 لنزيف دماغي حاد، ولكنه استطاع أن يتغلب على المرض واستمر على رأس عمله يمارس مهماته كأمين عام للجبهة الشعبية حتى استقالته من الأمانة العامة للجبهة عام 2000.
عام 1982 توجت الحرب اللبنانية بالاجتياح الإسرائيلي للبنان، وتوجهت القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى تونس، أما الدكتور حبش فقد اختار دمشق كمقر جديد له وللجبهة الشعبية.
في عام 1983 عقد المجلس الوطني بعد الخروج من بيروت دورته السادسة عشرة في الجزائر، كان للحكيم فيه كلمة تاريخية أعلن فيها الإصرار على استمرار المقاومة بشتى الوسائل.
في عام 1986 تعرض لمحاولة اختطاف ثانية عندما أقدمت إسرائيل على خطف الطائرة الليبية الخاصة التي كان على متنها من دمشق إلى ليبيا، وكان من المفترض أن يعود على نفس الطائرة، لكنه أجل سفره في اللحظات الأخيرة فنجا بأعجوبة.
عام 1987 اندلعت الانتفاضة الأولى داخل فلسطين ما جعل الدكتور حبش يجند كل طاقاته لدعمها ومساندتها، وكان له دور بارز في إدارتها.
عاد إلى عمان عام 1990 بعد غياب عشرين عاما للمشاركة في المؤتمر الشعبي لمساندة العراق أثناء حرب الخليج التدميرية.
عام 1992 توجه إلى فرنسا للعلاج بعد موافقة الحكومة الفرنسية، لكن سرعان ما تحولت زيارة العلاج إلى قضية سياسية كبيرة. فقد تم احتجازه من قبل القوات الخاصة "بمكافحة الإرهاب" تحت ضغط اللوبي الصهيوني حيث احتشد الآلاف من اليهود في ساحة المستشفى. وطلبت إسرائيل من فرنسا تسليمه لها، بينما أرادت الحكومة الفرنسية تحويله للقضاء بتهمة "الإرهاب". إلا أنه غادر فرنسا وفشلت كل هذه المحاولات فشلا ذريعا، وذلك بسبب الضغوط الشعبية العربية وبعض الأنظمة الرسمية، خاصة دور الجزائر ، حيث توجهت طائرة رئاسية جزائرية إلى فرنسا من أجل تأمين عودته وضمان سلامته.
جورج حبش... حكيم الثورة ومفكرها
شكل مع زملائه ومنهم الشهيد وديع حداد مجموعة عمل طلابي، حتى تم تشكيل (كتائب الفداء العربي) التي كان جل عملها ضرب المصالح الانجليزية والصهيونية والعملاء المتعاونين معهما.. ولكنها لم تحقق طموحات ورغبات هذا الثائر، فبدأ يفكر بكيان سياسي يسعى لتحرير فلسطين، فكان تأسيس (حركة القوميين العرب) التي شكلت نواة للعديد من الحركات القومية العربية، ولعبت دورا مؤثرا في تأجيج المشاعر الوطنية لدي الشعوب العربية. وفي كانون الأول من العام 1967 أسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع مصطفى الزبري "أبو علي" وآخرين وظل أمينا عاما لها حتى العام 2000، حيث ترك موقعه ليخلفه فيه أبو علي مصطفى الذي اغتالته قوات الاحتلال في رام الله.
جورج حبش .. أبو عمار .. ولقب "حكيم الثورة"
أمضى الحكيم مسيرة نضالية طويلة وشاقة، لم تخل من التناقضات والاختلافات على الصعيد الداخلي، خاصة مع الشهيد ياسر عرفات الذي أطلق عليه لقب حكيم الثورة لما يتمتع به من فكر وقدرة على التحليل العلمي والسياسي، وعطاء كفاحي بطولي، اختلفا كثيرا، وتناقضا كثيرا، ولكنهما لم يتناحرا، بل جمعتهما فلسطين الوطن، ورغم ذلك كان الحكيم هو الشاهد على عقد زواج الشهيد ياسر عرفات، تجسيدا على ان الاختلاف السياسي لا يعني تناحرا عقائديا أو سياسيا. اختلفا لكنهما لم يتناحرا، وهذا ما ميز القائد الراحل حبش الذي لم يشرع البندقية سوى لصدر العدو متجاوزا أية تناقضات داخلية.
كما مثل هذا القائد عشقه للوطن والثورة في سياق رده على مناقشة اتفاق السلام مع اسرائيل الذي قال عنه الشهيد ياسر عرفات "إن هذا الاتفاق هو الممكن" فرد عليه حبش "إن الثورة الفلسطينية قامت لتحقق المستحيل لا الممكن" .
وكان حبش يعاني منذ سنوات من المرض وقد اختار الاردن مقرا له.
تعليق