أولا:مقدمة
1. وهذا المبحث من مباحث علوم القرآن مهم جدا لعلاقته بالتفسير والفهم لآيات الكتاب العزيز وأحكامه،لأنه لا يعتمد على فهم قسم من القرآن نزل لأسباب معينة، إجابة لسؤال،آو بيانا لحكم يتعلق بحادثة من الحوادث التي وقعت في حياة النبي عليه الصلاة والسلام.
2. وتقسم القرآن إزاء هذا الموضوع إلى قسمين:
القسم الأول :
قسم نزل ابتدءا، أي بدون سبب من الأسباب، وموضوع هذا القسم غالبا: الحديث في الأمم الغابرة وما حل بها أو عن وصف الجنة والنار.
القسم الثاني:
قسم نزل عقب حادثة أو سؤال، ومعظم موضوعات هذا القسم:التشريع والأحكام والأخلاق.
ثانيا:حكمة ارتباط الآيات بأسباب النزول :
إن معظم الآيات المرتبطة بأسباب النزول إنما كان في التشريع والأحكام والأخلاق والهدف منها:
التدرج في تحويل حياة الناس إلى الأنضار وهذا يتم إلى الأقوم.
والقرآن في هذا سلك طريقا تربويا مؤثرا حين قدم للناس أحكامه وتوجيهاته الأخلاقية متصلة بالوقائع والأحداث أو جوابا للأسئلة وحلا للإشكالات،حتى تمتزج الأحكام مع الوقائع وتغرس الأخلاق في تربة التطبيق العملي فور نزولها،ويكون ذلك ادعى لحفظها وبيان قيمتها.
ثالثا:أمثلة لأسباب النزول :
1) اخرج الحاكم والترميذي عن عائشة- رضي الله عنها- انه جاء عبد الله بن أم كلثوم –وهو ضرير- فقال يا رسول الله:أرشدني،وعند النبي صلى الله عليه وسلم بعض عظماء المشركين،فجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) يعرض عنه ويقبل على الآخرين فنزل قوله تعالى: " عبس وتولى ،أن جاءه الأعمى ،وما يدريك لعله يزكى " صدق الله العظيم.
2) وكذلك حين سأل اليهود الرسول (صلى الله عليه وسلم)،حدثنا عن الروح فنزل قوله تعالى: " قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ".
3) واخرج الحاكم والترميذي عن ا مسلمة - رضي الله عنها-:أنها قالت : يا رسول الله، لا اسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء فانزل الله تعالى: " فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل من ذكر وأنثى بعضكم من بعض،............... " صدق الله العظيم.
رابعا: أهمية معرفة أسباب النزول :
تظهر أهمية معرفة أسباب النزول في توضيح معاني الآيات،ومعرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم،كما أن هناك أبحاثا في أصول الفقه استندت على معرفة أسباب النزول او افادت منها مثل (خصوص السبب) و (عموم اللفظ).
قال الواحدي في كتابه(أسباب نزول القرآن) إلى أن: « أسباب النزول أو في ما يجب الوقوف عليه، وأول ما تصرف العناية إليه،لامتناع معرفة تفسير الآية وقصد سبيلها دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها ».
-وقال ابن دقيق العيد: « بيان سبب النزول عن طريق قوي في فهم معاني القرآن ».
- وقال ابن تيمية « معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية،فان العلم بالسبب يورث العلم المسبب ».
مثال للدلالة على أهمية العلم بأسباب النزول:
المثال الأول :
قوله تعالى: " ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله،إن الله واسع عليم " صدق الله العظيم إذ قد يفهم من الآية أن يتوجه المصلي في صلاته إلى أي جهة يشاء وانه لا يجب عليه أن يولي وجهه شطر المسجد الحرام،ويستوي في ذلك المسافر والمقيم ولكن عندما نعرف سبب النزول لهذه الآية يظهر لنا أنها تقتصر على أحوال معينة.
روي عن ابن عمر - رضي الله عنه- ما إنها نزلت في صلاة المسافر النفل على الراحة أينما توجهت.
المثال الثاني :
قوله تعالى: " إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما " صدق الله العظيم.
السعي بين الصفا والمروة جزء من شعائر الحج واجب الآداء ولكن عبارة (لا جناح) لا تفيد الوجوب .
وهذا الإشكال يزال إذا عرفنا سبب نزولها وهو أن المسلمين كانوا يتحرجون من السعي لان هذا كان من عمل الجاهلية.
خامسا: اهتمام العلماء بالكتابة في أسباب النزول :
اهتم العلماء الباحثون في علوم القرآن بمعرفة سبب النزول ولمسو اشد الحاجة إليه في تفسير القرآن فافرده جماعة منهم بالكتابة والتأليف من أشهرهم:
*المحدث علي بن المديني شيخ الإمام البخاري.
*الحافظ ابن حجر العسقلاني.
*الإمام جلال الدين السيوطي
1. وهذا المبحث من مباحث علوم القرآن مهم جدا لعلاقته بالتفسير والفهم لآيات الكتاب العزيز وأحكامه،لأنه لا يعتمد على فهم قسم من القرآن نزل لأسباب معينة، إجابة لسؤال،آو بيانا لحكم يتعلق بحادثة من الحوادث التي وقعت في حياة النبي عليه الصلاة والسلام.
2. وتقسم القرآن إزاء هذا الموضوع إلى قسمين:
القسم الأول :
قسم نزل ابتدءا، أي بدون سبب من الأسباب، وموضوع هذا القسم غالبا: الحديث في الأمم الغابرة وما حل بها أو عن وصف الجنة والنار.
القسم الثاني:
قسم نزل عقب حادثة أو سؤال، ومعظم موضوعات هذا القسم:التشريع والأحكام والأخلاق.
ثانيا:حكمة ارتباط الآيات بأسباب النزول :
إن معظم الآيات المرتبطة بأسباب النزول إنما كان في التشريع والأحكام والأخلاق والهدف منها:
التدرج في تحويل حياة الناس إلى الأنضار وهذا يتم إلى الأقوم.
والقرآن في هذا سلك طريقا تربويا مؤثرا حين قدم للناس أحكامه وتوجيهاته الأخلاقية متصلة بالوقائع والأحداث أو جوابا للأسئلة وحلا للإشكالات،حتى تمتزج الأحكام مع الوقائع وتغرس الأخلاق في تربة التطبيق العملي فور نزولها،ويكون ذلك ادعى لحفظها وبيان قيمتها.
ثالثا:أمثلة لأسباب النزول :
1) اخرج الحاكم والترميذي عن عائشة- رضي الله عنها- انه جاء عبد الله بن أم كلثوم –وهو ضرير- فقال يا رسول الله:أرشدني،وعند النبي صلى الله عليه وسلم بعض عظماء المشركين،فجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) يعرض عنه ويقبل على الآخرين فنزل قوله تعالى: " عبس وتولى ،أن جاءه الأعمى ،وما يدريك لعله يزكى " صدق الله العظيم.
2) وكذلك حين سأل اليهود الرسول (صلى الله عليه وسلم)،حدثنا عن الروح فنزل قوله تعالى: " قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ".
3) واخرج الحاكم والترميذي عن ا مسلمة - رضي الله عنها-:أنها قالت : يا رسول الله، لا اسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء فانزل الله تعالى: " فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل من ذكر وأنثى بعضكم من بعض،............... " صدق الله العظيم.
رابعا: أهمية معرفة أسباب النزول :
تظهر أهمية معرفة أسباب النزول في توضيح معاني الآيات،ومعرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم،كما أن هناك أبحاثا في أصول الفقه استندت على معرفة أسباب النزول او افادت منها مثل (خصوص السبب) و (عموم اللفظ).
قال الواحدي في كتابه(أسباب نزول القرآن) إلى أن: « أسباب النزول أو في ما يجب الوقوف عليه، وأول ما تصرف العناية إليه،لامتناع معرفة تفسير الآية وقصد سبيلها دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها ».
-وقال ابن دقيق العيد: « بيان سبب النزول عن طريق قوي في فهم معاني القرآن ».
- وقال ابن تيمية « معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية،فان العلم بالسبب يورث العلم المسبب ».
مثال للدلالة على أهمية العلم بأسباب النزول:
المثال الأول :
قوله تعالى: " ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله،إن الله واسع عليم " صدق الله العظيم إذ قد يفهم من الآية أن يتوجه المصلي في صلاته إلى أي جهة يشاء وانه لا يجب عليه أن يولي وجهه شطر المسجد الحرام،ويستوي في ذلك المسافر والمقيم ولكن عندما نعرف سبب النزول لهذه الآية يظهر لنا أنها تقتصر على أحوال معينة.
روي عن ابن عمر - رضي الله عنه- ما إنها نزلت في صلاة المسافر النفل على الراحة أينما توجهت.
المثال الثاني :
قوله تعالى: " إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما " صدق الله العظيم.
السعي بين الصفا والمروة جزء من شعائر الحج واجب الآداء ولكن عبارة (لا جناح) لا تفيد الوجوب .
وهذا الإشكال يزال إذا عرفنا سبب نزولها وهو أن المسلمين كانوا يتحرجون من السعي لان هذا كان من عمل الجاهلية.
خامسا: اهتمام العلماء بالكتابة في أسباب النزول :
اهتم العلماء الباحثون في علوم القرآن بمعرفة سبب النزول ولمسو اشد الحاجة إليه في تفسير القرآن فافرده جماعة منهم بالكتابة والتأليف من أشهرهم:
*المحدث علي بن المديني شيخ الإمام البخاري.
*الحافظ ابن حجر العسقلاني.
*الإمام جلال الدين السيوطي
تعليق