اخواني الكرام...
يظن البعض أن موقف مصر المخزي حول الأحداث الأخيرة هو موقف كل المصريين وأنهم باعوا قضية فلسطين!
هذا الكلام إن دل على شئ فإنما يدل على جهل المتحدث بحال ما يحدث في مصر
بداية نقول أننا كلنا عرب ومسلمون نسأل الله النصر لإخواننا في فلسطين ونحن معهم
نطالب حكومتنا بفتح معبر رفح واستقبال كل الفلسطيين وتوفير حياة طيبة لهم في بلدنا لأن الحقيقة ليست هناك حدود بيننا وبين إخواننا في فلسطين أو في أي دولة أخرى وإنما هذه الحدود ما وضعها إلا الإستعمار وقد عمل اليهود ومن ورائهم على محو معنى "الدولة العربية الكبرى" من أذهان العرب, وللأسف حال أمتنا وشعوبنا الآن يقر ويعترف أنهم نجحوا في ذلك فأصبح من العرب من يهاجمون مصر ويقولون يجب أن يفعل المصريون كذا وكذا ولماذا فعل المصريون هذا وذاك ؟ ونسوا أنهم أيضا مقصرين في حق إخوانهم نسوا أن الجهاد في سبيل الله هو فرض على كل مسلم في هذه الأوقات.
والسؤال هو: لماذا مصر ؟
نعم, لماذا مصر هي فقط التي يجب أن تحارب ولماذا يجب على المصريين دون غيرهم أن يدخلوا الحرب ولماذا يجب أن يعاني المصريين فقط من ويلات الحروب ؟؟!
ليس معنى هذا الكلام أننا لا نريد الجهاد ولكن يجب أن يشعر كل فرد عربي مسلم أنه يجب عليه الجهاد كما يجب على غيره
يجب على كل واحد أن لا يحمل غيره مسئولية تقصيره وتقاعصه عن نصرة دينه.
ويجب أن نعلم جميعا أننا مسئولين أمام الله سبحانه وتعالى عن كل قطرة دم تراق في أرض فلسطين أو العراق أو الشيشان.
القضية بيننا وبين عدونا ليست قضية أرض وحدود وإنما هي قضية عقيدة ووجود.
والله لو تركنا لهم كل شبر يريدونه ما سلمنا من إيذائهم وما تركونا نهنأ بعيش ولطاردونا حتى آخر الأرض, قال الله تعالى " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير"
فهاهو كلام ربنا سبحانه وتعالى يقول لنا بكل وضوح أن مايسمى بالسلام ليس منه أي فائدة وما وجد هذا السلام إلا ليختبئ وراءه الجبناء الذين لا يخافون إلا على مقاعدهم ومناصبهم الزائفة
هاهو قرآن ربنا يحذرنا من اتباع اليهود والنصارى وغيرهم بعد أن علمنا أنهم لا ولن يريدوا بنا خيراً أبدا
إخواني المصريين والعرب في كل مكان لا تسمعوا إلى التصريحات الكاذبة فلقد سئمنا مثل هذه الكلمات الضعيفة التي ما خرجت إلا من أفواه قد شبعت من دم شعوبها لا تلتفت يا أخي إلى التصريحات الرسمية التي تخرج لنا من الحكومات العميلة فإن تاريخ تلك الحكومات أثبت أنهم عاجزون عن المواجهة وعاجزون على أن يوفروا لنا حياة كريمة.
ولقد طالعنا عميل إسرائيل الرافضي حسن نصر الله بأقاويل هي وإن صدق فيها إلا أن كلامه حق أريد به باطل ففي ظل المحنة يخرج لنا هذا الرافضي ليحشد الناس ضد مصر خرج ليهيج النفوس ويزيد من حدة التوتر والإختلاف بين أبناء الأمة وهو الذي صوره إعلامنا الغبي على أنه البطل الذي دافع عن لبنان ونحن نتسائل كم يهودي مات في حرب لبنان الأخيرة ؟؟
اسألوا اللبنانيين أنفسهم من أهل السنة ماذا فعل بهم حزب الله في لبنان.
إن هؤلاء الحكام والمسئولين الصغار رضوا بالذل والخضوع لهؤلاء الخنازير رضوا أن يجعلونا لعبة في يد بني صهيون ولا حول ولا قوة إلا بالله
إخواني الكرام...
إنني مصرية مسلمة أعيش في بلدي منذ أن ولدت ما رأيت في حياتي أبدا من باع قضية فلسطين كما يظن بعض إخواننا العرب ولكن الشعب ليس هو الحكومة والحكومة لا تعبر عن حقيقة رأي شعب مصر بل إنهم أضعف وأجبن من أن يحققوا مطالب شعبنا في مصر
إن إخوانكم في مصر في حالة حزن وألم شديد لما يحدث لأهليهم في غزة وفي كل مكان ويطالبون أن يفتح المعبر ويستقبلوا إخوانهم الفلسطينيين على أرضهم لأنها في الحقيقة هي أرض العرب كما أن فلسطين وسوريا ولبنان والعراق والسعودية وغيرها هي أرض لكل العرب
فلا تيسروا الطريق أمام اليهود بزيادة الخلاف بيننا ولنجعل اليهود الحمقى يرون فينا قوة حقيقية ولنريهم أن خطتهم اللعينة لبث جذور الفرقة بين العرب والمسلمين هي خطة فاشلة وأننا كما قال ربنا في كتابه الكريم "إنما المؤمنون إخوة".
أتمنى من إخواننا العرب والمصريين على حد سواء أننا بدلا من أن يلوم بعضنا البعض ويحمل أحدنا المسئولية للآخر فليقم كل واحد منا ويرى فيم هو مقصر وليجعل حياته لله, انظر ماذا يجب عليك أن تفعله في هذه الأوقات العصيبة, ولنجعل توجيه اللوم والعتاب إلى وقت يعيش فيه أهلنا في فلسطين والعراق وغيرها في أمن وسلام.
فإنه لا يعقل أبدا أن نقعد لنقول أن كان يجب أن يفعل فلان كذا وفلان كذا ونترك أهلنا يموتون ونحن في الواقع متفرجين.
لنجعل لأنفسنا دورا إيجابيا حتى ولو بالكلمات حتى ييسر الله لنا طريقا للجهاد وطريقا لرضوانه
وفي النهاية أرجوا أن ندعوا جميعا لإخواننا بالنجاة مما هم فيه ولا نتهاون بالدعاء فإنه الآن سلاحنا الوحيد كما أننا مأمورين به في كل وقت وحين وقد قال ربنا في كتابه "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم" وقال أيضا " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبو لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون"
هذا وبالله التوفيق
تعليق