إلى أنثى ..
تغيب ردحا من العمر
تعيث الإخضرار في بساتين الروح
وعيني تشتاق لإحتضانها في زحمة البصر
تتراءى محملة بضجيج العطر... حين عودة
إلى أنثى ... يسيل لعابها في فمي عمداً
فتعرج كلماتي إليها صهيلا في مساء ٍ
كان مقداره ألف نبض
إلى أنثى ... ترتبني من بعثرتي وتنفخ في
صدري سحر الكلام لأقولني بلغة
لا يفهمها إلاهــــا
إلى أنثى خُلقت لـ مساء إستثنائي
لا يسع إلا لها / بها
إلى أنثى تعرف كيف تذوب ببطء فوق شفتي
وتغريني كـ قطعة سكر فوق سرير فمي
إلى أنثى ترتمي في سماء الأذن ... لحنا شهيا
وتنصهر في نشوتي لذة لا تقاوم
إلى أنثى تدعوني لإحتسائها كـ رشفة لعطش سرمدي
وتدركني ... حينما أتبعثر فوق شفتيها
إلى أنثى تدرك متى تمطرني شوقا دون أن أنهمر
وأكتظ بأنفاسها ساعة عطر
إليها ... أقول
مبعثر ٌ ... مع أوراقي في خريف لم يحن
أتجاذب مع نفسي وآوي إلى كهف صمتي
لأحتوي تناثر أنفاسي
أحاول أن ألملم ما أستطيع من ذاتي
بعيدا عن عجزي أمامها ... فأشيد صرحا من العزلة
أدخله بأجزائي ... عابثا بوقاري المهرق
أزور غرف أحلامي وأطوف بأرجائها باحثا عن ملامحي
أطيل المكوث خارج وعيي
لأنسج من زفيري نبضا ... ومن شهيقي خفقة
لمعالم قلب لم تعبث به الشجون
كنت أخشى شبح الإفتراس من عزلتي
وأخاف أن تسكنني قنافذ الوحدة فتغرز
في أحلامي ... أشواكها
كم كنت هلعاً لمجرد التفكير بالوجع
أهز رأسي ثم أتمتم ... أنا بعيد عني ... هنا
تستحضرني أحاسيسي
فـ يبللني غيابها ويتمدد بداخلي الشوق
يأخذ بتلابيب عزلتي ويهز مشاعري
أحاول التملص من قبضته والهروب
إلى أروقة وحدتي
فأسقط لاهثا فوق تراب هزيمتي
فـ أتشهق بـ آه طرية وأسترد بعضي
لأتناول بعدها أحباري الملونة
وأرسم حلما ً ... فـ تعلوني رجفة
تراوغ شفتيّ
ثم .... تسقط
وتستقر فوق عشب صدري
تتسلل عبر مسامات جلدي
لتحتضن قلبي ثم تنعشه ...
وتخلقني نبضا ... فأعبر من خلال بوحي
إلى إخضرار لم أعهده
أستفيق داخل حلمي
على فراشة تتقن العبث بإشتعالي
تهزم جيوش شهوتي وتحتلني
تنتشر في جسدي
تترك آثار خطواتها في بهو قلبي
هي بعضها عندي
تجوب شوارع لهفتي بإرتيابها
فـ أهمس فوق شفتيها
هنا ... دفئي / شهوتي
فـ خذي أصابعي لنهديك
وجرجري أشواقي فوق صدرك
أدخلي ما بين ظفري ولحمي
وتسربي إلى همس أناملي
وكوني حاسة لمسي ...
لأحتضنك ساعة إشتهائي
وأرتشف عطرك / إشتياقي
أغوص معي / بها
حاملا فوضويتي في جيبي
و تنضج فوق أشجار عقلي
تربكني بظمأها ... وجيوش رغبتي لا تعرف الإرتواء
أفض بكارة هذياني أمامها فتستقبلني بفيض حروفها
ثم نقطف من سماءنا فواكه النور
ونزرعها بوسائد اللقاء
ونمشط ضفيرة الليل فوق مضجعنا
لـ نلثم ثغر المساء
وتغمز ساعتي الحائطية معلنة
الثانية بعد منتصف الحلم
فتجمع جنونها على عجل ثم تغادرني حبلى
وتحمل في أحشائها
جنين إسمه " الإرتياب "
تتركني مجددا ... أجس آثارها بحواسي
وتختفي خلف ذاكرتي
أنتظرها ... ثم أنتظرها
ويستطيل زمن التوق إليها حتى يلامس
جرحا قد تركته مغروسا بعمقي
كيف لا أبكي غيابها
والمواعيد تساقطت شهبا
في صحوة جفن ..؟
ثم ... يسكبني الألم
رجلا بلا هي
لأجدني في بعثرتي ... لم أزل
تعليق