صحراء الندم..
خرجت ليلا من بيتي الكائن في قلب مدينة القاهرة..متجها الى أطرافها..متجها الي صحراء محيطة بها..
كانت ليلة قد ارتدت الرداء الأسود و تنزهت عن اي زينة من قمر و نجوم..
حاولت كل جهدي ألا يراني أحد,أسير بخطوات سريعة حاملا في يدي صندوق خشبي كبير و فأس معلقة به,و حاملا في الأخرى مصباحاً
كان الخوف يدب في قلبي بين الحين و الأخر,أستغربه تارة و أنكره أخرى.و كل ما في رأسي ان ادفن الصندوق الذي معى للأبد
أكملت سيري في الصحراء حتى توارت أضواء المدينة من خلفى.
هنا توقفت ساكناً,ووضعت المصباح جانباً, رفعت فأسي عالياً أضرب به الأرض و كأني انتقم منها,أزيح الرمال لأشق طريقا الى باطنها.
حفرت قرابة متر و نصف المتر الى ان ضربت فأسي شيئا صلبا في طريقها.
تملكني خوف ما كان لي ان أنكره هذه المرة,مرت الافكار في رأسي كقطار سريع مر على وجهتة ولكنه لم يتوقف أبدا.الى ان استقرت فكرة واحدة في رأسي,ماذا لو كانت جثة أحد ما..يالحظي العاثر..من بين كل هذة الصحراء لا احفر الا هنا..
القيت بفأسي جانباً,و نزلت على الأرض جاثياً, مستخدما يدي للرمال مبعداً وكاني أحتضن أرضا كنت انتقم منها منذ قليل..
اتحسس الرمال في طريقى الى المجهول,توقفت للحظة و فكرت في الرحيل..لكن الفضول ما كان ليسمح لراحة البال أن تحل بي..لذا أكملت الى أن ظهرت ملامح الشئ امامي..انها ليست جثة..انه صندوق خشبي آخر,عاد ذلك القطار يمر في رأسي مرة اخرى.قررت أن آخذ الصندوق معي,ووضعت صندوقي مكانه و أهلت عليه الرمال,و عدت مسرعا الى بيتي.
ما ان وصلت البيت حتى أخرجت أدواتي و بدأت في محاولاتي لفتح الصندوق,الى أن نجحت فأضائت الحجرة كلها بلون الذهب,و جلست انا فاتحا فمى كردة فعل لما وقعت عليه عيني,انه ذهب,الصندوق كان ممتلئا عن اخره بالذهب,أبهذة السرعة؟؟؟!!!!
يا ليتني ذهبت لأدفن صندوقي منذ زمن,اخيرا ابتسمت لي الدنيا,الآن فقط سأفعل ما اريد.
و بالفعل رتبت كل شئ لبيع كل ما كان في الصندوق دفعة واحدة,أردت ان اسافر بلا عودة.
و في اليوم المحدد كنت بالصندوق أمام التاجر واضعاً,مد هو يده اليه فاتحاً,و أخذ مما فيه يقربه الى عينه متفحصاً,نظر الى ضاحكاً و بلسانه قائلاً "اشتري منك كل ما في هذا الصندوق مقابل 100 جنيه"
ضحكت انا الآخر و قلت له.."بالتأكيد انك تقول هذا مازحاً"
قال لا و ربي ان هذا الا نحاساً فاخراً..خُيّل اليك أنه ذهباً لأن الصانع كان في الصنع متقناً,علَّهُ أراد أن يكون لك خادعاً !!
دارت بي الدنيا..لم أعد أميز وِجهة,الشمال صار جنوباً و الشرق أمسى غرباً. عاد ذلك القطار مرة اخرى ليصدم راسي كما لم يصدمها من قبل.تركت التاجر مسرعا أسير في اتجاه محدد لا أحيد عنه,كأن شئ ما يجذبني ليرمي بي في أحضان صحراء الندم.لم أكن أفكر الا في شئ واحد. انه صندوقي,صندوقي الذي دفنت بيدي,أردت أن أستعيده ولا أفرط فيه أبدا..انه أغلى من اي ذهب.
و ما ان وصلت اليه أخذت أحفر باحثا عنه,قضيت اليوم كله أبحث عنه لكن بلا جدوى.ارتميت على الارض لا ارى لي مستقبلاً.توقف ذلك القطار في رأسي أخيرا,ولكنه توقف في مدينة الندم.
نشرت الصحف لاحقا...
"عُثِر على صندوق مميز من نوعه في صحراء على أطراف مدينة القاهرة,اذ احتوي هذا الصندوق على كنز من الذهب الخالص اختلف علماء الآثار في تحديد الحقبة الزمنية التابع لها,قال البعض منهم ان هذا الكنز قديم قدم الانسان,بل و أكد البعض أن هابيل بن آدم كان قد غرس هذا الكنز في باطن الأرض قبل أن يُقتل على يد أخيه".
خرجت ليلا من بيتي الكائن في قلب مدينة القاهرة..متجها الى أطرافها..متجها الي صحراء محيطة بها..
كانت ليلة قد ارتدت الرداء الأسود و تنزهت عن اي زينة من قمر و نجوم..
حاولت كل جهدي ألا يراني أحد,أسير بخطوات سريعة حاملا في يدي صندوق خشبي كبير و فأس معلقة به,و حاملا في الأخرى مصباحاً
كان الخوف يدب في قلبي بين الحين و الأخر,أستغربه تارة و أنكره أخرى.و كل ما في رأسي ان ادفن الصندوق الذي معى للأبد
أكملت سيري في الصحراء حتى توارت أضواء المدينة من خلفى.
هنا توقفت ساكناً,ووضعت المصباح جانباً, رفعت فأسي عالياً أضرب به الأرض و كأني انتقم منها,أزيح الرمال لأشق طريقا الى باطنها.
حفرت قرابة متر و نصف المتر الى ان ضربت فأسي شيئا صلبا في طريقها.
تملكني خوف ما كان لي ان أنكره هذه المرة,مرت الافكار في رأسي كقطار سريع مر على وجهتة ولكنه لم يتوقف أبدا.الى ان استقرت فكرة واحدة في رأسي,ماذا لو كانت جثة أحد ما..يالحظي العاثر..من بين كل هذة الصحراء لا احفر الا هنا..
القيت بفأسي جانباً,و نزلت على الأرض جاثياً, مستخدما يدي للرمال مبعداً وكاني أحتضن أرضا كنت انتقم منها منذ قليل..
اتحسس الرمال في طريقى الى المجهول,توقفت للحظة و فكرت في الرحيل..لكن الفضول ما كان ليسمح لراحة البال أن تحل بي..لذا أكملت الى أن ظهرت ملامح الشئ امامي..انها ليست جثة..انه صندوق خشبي آخر,عاد ذلك القطار يمر في رأسي مرة اخرى.قررت أن آخذ الصندوق معي,ووضعت صندوقي مكانه و أهلت عليه الرمال,و عدت مسرعا الى بيتي.
ما ان وصلت البيت حتى أخرجت أدواتي و بدأت في محاولاتي لفتح الصندوق,الى أن نجحت فأضائت الحجرة كلها بلون الذهب,و جلست انا فاتحا فمى كردة فعل لما وقعت عليه عيني,انه ذهب,الصندوق كان ممتلئا عن اخره بالذهب,أبهذة السرعة؟؟؟!!!!
يا ليتني ذهبت لأدفن صندوقي منذ زمن,اخيرا ابتسمت لي الدنيا,الآن فقط سأفعل ما اريد.
و بالفعل رتبت كل شئ لبيع كل ما كان في الصندوق دفعة واحدة,أردت ان اسافر بلا عودة.
و في اليوم المحدد كنت بالصندوق أمام التاجر واضعاً,مد هو يده اليه فاتحاً,و أخذ مما فيه يقربه الى عينه متفحصاً,نظر الى ضاحكاً و بلسانه قائلاً "اشتري منك كل ما في هذا الصندوق مقابل 100 جنيه"
ضحكت انا الآخر و قلت له.."بالتأكيد انك تقول هذا مازحاً"
قال لا و ربي ان هذا الا نحاساً فاخراً..خُيّل اليك أنه ذهباً لأن الصانع كان في الصنع متقناً,علَّهُ أراد أن يكون لك خادعاً !!
دارت بي الدنيا..لم أعد أميز وِجهة,الشمال صار جنوباً و الشرق أمسى غرباً. عاد ذلك القطار مرة اخرى ليصدم راسي كما لم يصدمها من قبل.تركت التاجر مسرعا أسير في اتجاه محدد لا أحيد عنه,كأن شئ ما يجذبني ليرمي بي في أحضان صحراء الندم.لم أكن أفكر الا في شئ واحد. انه صندوقي,صندوقي الذي دفنت بيدي,أردت أن أستعيده ولا أفرط فيه أبدا..انه أغلى من اي ذهب.
و ما ان وصلت اليه أخذت أحفر باحثا عنه,قضيت اليوم كله أبحث عنه لكن بلا جدوى.ارتميت على الارض لا ارى لي مستقبلاً.توقف ذلك القطار في رأسي أخيرا,ولكنه توقف في مدينة الندم.
نشرت الصحف لاحقا...
"عُثِر على صندوق مميز من نوعه في صحراء على أطراف مدينة القاهرة,اذ احتوي هذا الصندوق على كنز من الذهب الخالص اختلف علماء الآثار في تحديد الحقبة الزمنية التابع لها,قال البعض منهم ان هذا الكنز قديم قدم الانسان,بل و أكد البعض أن هابيل بن آدم كان قد غرس هذا الكنز في باطن الأرض قبل أن يُقتل على يد أخيه".
تعليق