نعلم ان العداء هو العلاقه بيننا وبين الشيطان والحرب نتيجه طبيعيه لكل عداء
فاذا تاكد شعورنا بالحرب القائمه بيننا وبين الشيطان فان هذا بالطبع
سيعمق احساسنا بقيام العداء
ولكى لايكون شعورنا بتلك الحرب ضعيفا او سطحيا فاننا سنبدا بصوره قتاليه
لتلك العلاقه لان القتال فيه من الضراوه والعنف ما يعمق الاحساس بتلك الحرب فى ضمير المسلم وبهذا نعطى للعداء والحرب بيننا وبين الشيطان احساس اليقظه والانتباه والحذر
واذا اخذت الحرب التى بينناوبين الشيطان هذه الصوره القتاليه رايناهاامامنا حقيقه
لها كل صفات ووسائل وتقاليدالحرب المعروفه لنا فى واقعنا البشرى
فالشياطين:هم(جنود)ابليس:سواء كانو من الجن او الانس والله سبحانه يقول:
(فكبكبوا فيها هم والغاوون.وجنود ابليس اجمعون)(الشعراء:94؛95)
والعلاقه بين ابليس وجنوده:علاقة ولاء وطاعه؛وهما اول الضرورات التنظيميه فى
اى حرب:والله تعالى يقول:(الذين امنو يقاتلون فى سبيل الله والذين كفروا يقاتلون فى سبيل الطاغوت فقاتلوا اولياء الشيطان ان كيد الشيطان كان ضعيفا)(النساء:76)
وبهذا الولاء تكون الحزبية:(استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر اللة اولئك
حزب الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون)(المجادلة:19)
وحينما ينطلق هؤلاء الجنود لاضلال الناس: يخرجون فى سرايا بدليل قول
رسول اللة(صلى للةعليةوسلم)(ان لابليس كرسيا فوق الماء يبعث سراياة فيفتنون الناس
فاعظمهم مكانة اعظمهم فتنة)(1).اخرجة مسلم
ولعلنا نلاحظ ان كون الكرسى فوق الماء تحقيق لاهم
تقاليد الحروب؛وهى انشاء مركز القيادة بعيدا عن واقع القتال:ليتحقق لهذة
القيادة التركيز والنظرة الشاملة
ولهؤلاءالجنود(الخيل)وهى اداة اساسية فى الحروب وفى هذا يقول اللة سبحانة:
(واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم فى
الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا)(الاسراء:64)
وفى هذه الحرب (السهام) وهى كذالك اهم اداة الحروب؛والنى صلى الله عليه وسلم يقول
(النظرة سهم من سهام ابليس يصيب بها قلب المؤمن)اخرجه الامام احمد فى المسندبسند ضعيف
والعلنا نلاحظ ان هذه السهام تصيب وان اصابيها قاتله؛لانهاتصيب القلوب؛
ولانها بتوجيه القائد نفسه اذ ان الرسول صلى الله عليه وسلم اضاف السهام الى ابليس نفسه فقال:(من سهام ابليس).
وفى هذه الحرب تقاليد النصر والهزيمه؛ فكما ان المنتصرين فى الحرب يرفعون
راية النصر:فاننا نجدذلك فى حرب الشيطان؛اذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(ما من خارج يخرج من بيته الا ببابه رايتان؛رايه بيد ملك ورايه بيد شيطان؛
فان خرج لما يحب الله عزوجل اتبعه الملك برايته؛فلم يزل تحت راية الملك حتى
يرجع الى بيته؛وان خرج لما يسخط الله اتبعه الشيطان برايته؛فلم يزل تحت راية الشيطان حتى يرجع الى بيته)اخرجه الامام احمد فى المسند نسند حسن
وقوله(من غداالى صلاةالصبح غدا براية الايمان؛ومن غداالى السوق غدا براية ابليس)
اخرجه ابن ماجه بسند ضعيف
وكماترفع الرايه فى موقع الانتصار فانها تبقى مرفوعه فى موقع الاحتلال المستمر
فيقول النبى صلى الله عليه وسلم(لاتكونن ان استطعت اول من يدخل السوق ولا اخر من يخرج منها فانها معركة الشيطان وبها ينصب رايته)رواه مسلم
فدل ذلك على ان الاسواق موقع احتلال الشيطان؛ولذلك يقول النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث اخر:(اشر الاماكن الاسواق)اخرجه مسلم بلفظ(احب البلاد الى الله مساجدها وابغض البلادالى الله اسواقها)
وفى هذه الحرب(العنف والشده)والله سبحانه يقول:(الم تر انا ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم ازا)مريم83)
وفى هذه الحرب (التربص والترصد):لقول النبى صلى الله عليه وسلم(ان الشيطان يحضر احدكم عند كل شئ من شانه)اخرجه مسلم
ثم يكون (الحصار)بعد الترصد:بدليل للايه(قال فبما اغويتنى لاقعدن لهم صراتك المستقيم ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين)الاعراف16؛17) اللهم لك الحمد والشكر
وفى هذه الحرب(الشراك)بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم(اعوذبك من شر نفسى وشر الشيطان وشركه)اخرجه احمد
وفى هذه الحرب (الحراسه المشددة)وهذا ما واجهته الشياطين لما صعدت الى السماء لاستراق السمع فقالوا(وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له هابا رصدا)الجن9؛8)فلا تكون هناك ثغره من خلال فراغ لانها (ملئت)ولا من حارس ضعيف لانها(ملئت حرسا شديدا وشهبا)بل ان مجردالاقتراب من السماء من اى جانب اصبح امرا مستحيلا لانهم:(لايسمعون الى الملاء الاعلى ويقذفون من كل جانب)الصافات8)
ولكن الشياطين فى تلك الحرب لاتياس بل هى تواجه هذا الموقف الخطير بالاسلوب الانتحارى الذى يقدم به الفرد على مهمه معرفة النتيجه فيقول النبى صلى الله عليه وسلم فى الشياطين التى تسترق السمع(ومسترقواالسمع هكذا واحد فوق الاخر_ ووصف سفيان بيده وفرج بين اصابع يده اليمنى نصبها بعضها فوق بعض_فربما ادرك الشهاب المستمع قبل ان يرمى بها الى صاحبه فيحرقه وربما لم يدركه حتى يرمى بها الى الذى يليه)اخرجه البخارى
وفى هذه الحرب يكون (الاسر)وهذاماحدث لما قبض الرسول صلى الله عليه وسلم
على احد الشياطين الذين تسللوا الى المدينه فاخذه واراد ان يربطه فى سارية المسجد؛
كما جاء فى مسند احمد(ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة مكتوبه؛فضم يده فلما صلى قالوا:يا رسول الله!احدث فى الصلاة شئ؟فقال :لا؛الاان الشيطان ارادان يمر بين يدى فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدى؛وايم الله لولا ما سبقنى اليه اخى سليمان لارتبط الى سارية من سوارى المسجد يطيف به ولدان اهل المدينه)
رواه البخارى
ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لابى هريرةعندما اتاه الشيطان وهو يحرس بيت المال:(ماذا فعل اسيرك الليلة)ذكره البخارى معلقا
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (اذا دخل شهر رمضان فتحت ابواب السماء وغلقت ابواب جهنم وسلسلت الشياطين فلا تستطيع ان تصل الى ماكانت تصل اليه فى غيره)متفق عليه وفى روايه (صفدت الشياطين)
وكما يقع الاسر على الشيطان فانه يقع ايضا منه على الانسان ودليل ذلك
حديث عائشه اذ قالت(حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم نسائه ذات ليله حديثا؛فقالت امراة منهن:يارسول الله كان الحديث حديث خرافة! فقال :اتدرون ما خرافة؟ان خرافة كان رجلا من (عذرة)اسرته الجن فى الجاهليه فمكث فيهم دهرا طويلا ثم ردوه الى الانس فكان يحدث الناس بما راى فيهم من الاعاجيب فقال الناس:حديث خرافة)اخرجه احمد والترمذى_وعذرة قبيلة من قبائل العرب
وفى الحرب فكرة (السحق الشامل)وفى ذلك يقول الله عز وجل فى الحديث القدسى:(انى خلقت عبادى حنفاء كلهم فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم)رواه مسلم
وهذا ما ظنه ابليس(ولقد صدق عليهم ابليس ظنه)(سبا 20)ذلك لان ابليس قال فى البداية:(لاحتنكن ذريته)(الاسراء62)ومعناها:لاستاصلن
وفى هذه الحرب اسلوب (الاغتيال)بدليل قوله صلى الله عليه وسلم (اللهم انى اسالك
العافية فى الدنيا والاخرة اللهم انى اسالك العفووالعافيه فى دينى ودنياى واهلى ومالى اللهم استر عوراتى وامن روعاتى واحفظنى من بين يدى ومن خلفى وعن يمينى وعن شمالى ومن فوقى واعوذ بعظمتك ان اغتال من تحتى)صحيح النسائى وابو داود
وفى ذلك تفسير قول الله على لسان ابليس (ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين)الاعراف17)
وفى هذه الحرب (الحصون)التى يلجااليها الجنود حماية لانفسهم
ففى حديث الاشعرى ان النبى صلى الله عليه وسلم قال(ان الله امريحيى بن زكريا بخمس كلمات ان يعمل بها ويامر بنى اسرائيل ان يعملو بها)فكان منها قال لهم(وامركم ان تذكوروا الله فان مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو فى اثره سراعا حتى اذا اتى على حصن حصين فاحرز نفسه منهم كذلك العبد لايحرز نفسه من الشيطان الا
بذكر الله)صحيح اخرجه الترمذى فى الامثال
وفى هذه الحرب(الجوار) وقد اراد الله سبحانه ان يحفظ عبدا من عباده من ضراوة
تلك الحرب فاجاره من الشيطان بدليل قول ابو الدرداء رضى الله عنه:(لم يكن فيكم الذى اجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم_يعنى عمار بن ياسر رضى الله عنه)اخرجه البخارى فضائل الصحابه
واجارة الله سبحانه وتعالى تؤكد شدة الخطر الذى كان يحيط بهذا العبد حتى اقتضى الامر هذا الجوار الالهى اما الخطر فقد كان وفاة ابيه وامه شهداء ونشاته يتيما منهما وافتقاده منذ بداية عمره حرز الوالدين لابنائهما من الشيطان
والنتيجه النهائيه لهذه الحرب لكى نتعرف على شدة هذه الحرب وضراوتها وكثرة الخسائر فيها فانها اشد من الحروب الذريه والبيلوجيه وكل الحروب
فان الخسائر من كل الف: تسعمائه وتسع وتسعون!!!!!!!!!!!!!!!
ودليل ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل(يقول الله لادم يوم القيامه:يا ادم!ابعث بعث النار؛فيقول:يارب!وما بعث النار؟قال:من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعون فى النار وواحد فى الجنه)متفق عليه
وهذه النتيجة الرهيبة هى تفسيرقول الله عز وجل(ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس وقال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبغلغنا اجلنا الذى اخلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله ان ربك حكيم عليم)الانعام128)
على لسلن ابليس(ولا تجد اكثرهم شاكرين)الاعراف17)
ومما يزيد هذه النتيجه رهبة هو علمنا بان هذا الواحد من الالف الذى نجا0000
لم تتحقق له النجاة الا بفضل الله ورحمته بدليل قول الله عز وجل(يا ايها الذين امنوالاتتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يامر بالفحشاء والمنكرولولافضل الله عليكم ورحمته ما زكامنكم من احد ابدا ولكن الله يزكى من يشاءوالله سميع عليم)النور21)
ومن هنا كانت شدة فرح الله بعباده الناجين منها
بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم(لله اشدفرحابتوبة عبده المؤمن من رجل فى ارض دوية_مهلكه_معه راحلته عليها طعامه وشرابه فنام فاستيقظ وقد ذهبت فطلبها
حتى ادركه العطش ثم قال:ارجع الى مكانى الذى كنت فيه فانام حتى اموت؛فوضع
راسه على ساعده ليموت فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده طعامه وشرابه؛فالله اشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحاته وزاده)البخارى باب الدعوات
وفى روايه: فقال من شدة الفرح(اللهم انت عبدى وانا ربك) اخطا من شدة الفرح
وهذا هو الخطر الذى يفرح الله بالناجين منه كما فرح هذاالرجل الذى ضلت ناقته بل اشد.فالحرب قائمه وانت الهدف فسارع بالتسليح والتحصين لتكون من الناجين
نقل بتصريف بسيط من كتاب
عندماترعى الذءاب الغنم لشيخ رفاعى سرور
فاذا تاكد شعورنا بالحرب القائمه بيننا وبين الشيطان فان هذا بالطبع
سيعمق احساسنا بقيام العداء
ولكى لايكون شعورنا بتلك الحرب ضعيفا او سطحيا فاننا سنبدا بصوره قتاليه
لتلك العلاقه لان القتال فيه من الضراوه والعنف ما يعمق الاحساس بتلك الحرب فى ضمير المسلم وبهذا نعطى للعداء والحرب بيننا وبين الشيطان احساس اليقظه والانتباه والحذر
واذا اخذت الحرب التى بينناوبين الشيطان هذه الصوره القتاليه رايناهاامامنا حقيقه
لها كل صفات ووسائل وتقاليدالحرب المعروفه لنا فى واقعنا البشرى
فالشياطين:هم(جنود)ابليس:سواء كانو من الجن او الانس والله سبحانه يقول:
(فكبكبوا فيها هم والغاوون.وجنود ابليس اجمعون)(الشعراء:94؛95)
والعلاقه بين ابليس وجنوده:علاقة ولاء وطاعه؛وهما اول الضرورات التنظيميه فى
اى حرب:والله تعالى يقول:(الذين امنو يقاتلون فى سبيل الله والذين كفروا يقاتلون فى سبيل الطاغوت فقاتلوا اولياء الشيطان ان كيد الشيطان كان ضعيفا)(النساء:76)
وبهذا الولاء تكون الحزبية:(استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر اللة اولئك
حزب الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون)(المجادلة:19)
وحينما ينطلق هؤلاء الجنود لاضلال الناس: يخرجون فى سرايا بدليل قول
رسول اللة(صلى للةعليةوسلم)(ان لابليس كرسيا فوق الماء يبعث سراياة فيفتنون الناس
فاعظمهم مكانة اعظمهم فتنة)(1).اخرجة مسلم
ولعلنا نلاحظ ان كون الكرسى فوق الماء تحقيق لاهم
تقاليد الحروب؛وهى انشاء مركز القيادة بعيدا عن واقع القتال:ليتحقق لهذة
القيادة التركيز والنظرة الشاملة
ولهؤلاءالجنود(الخيل)وهى اداة اساسية فى الحروب وفى هذا يقول اللة سبحانة:
(واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم فى
الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا)(الاسراء:64)
وفى هذه الحرب (السهام) وهى كذالك اهم اداة الحروب؛والنى صلى الله عليه وسلم يقول
(النظرة سهم من سهام ابليس يصيب بها قلب المؤمن)اخرجه الامام احمد فى المسندبسند ضعيف
والعلنا نلاحظ ان هذه السهام تصيب وان اصابيها قاتله؛لانهاتصيب القلوب؛
ولانها بتوجيه القائد نفسه اذ ان الرسول صلى الله عليه وسلم اضاف السهام الى ابليس نفسه فقال:(من سهام ابليس).
وفى هذه الحرب تقاليد النصر والهزيمه؛ فكما ان المنتصرين فى الحرب يرفعون
راية النصر:فاننا نجدذلك فى حرب الشيطان؛اذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(ما من خارج يخرج من بيته الا ببابه رايتان؛رايه بيد ملك ورايه بيد شيطان؛
فان خرج لما يحب الله عزوجل اتبعه الملك برايته؛فلم يزل تحت راية الملك حتى
يرجع الى بيته؛وان خرج لما يسخط الله اتبعه الشيطان برايته؛فلم يزل تحت راية الشيطان حتى يرجع الى بيته)اخرجه الامام احمد فى المسند نسند حسن
وقوله(من غداالى صلاةالصبح غدا براية الايمان؛ومن غداالى السوق غدا براية ابليس)
اخرجه ابن ماجه بسند ضعيف
وكماترفع الرايه فى موقع الانتصار فانها تبقى مرفوعه فى موقع الاحتلال المستمر
فيقول النبى صلى الله عليه وسلم(لاتكونن ان استطعت اول من يدخل السوق ولا اخر من يخرج منها فانها معركة الشيطان وبها ينصب رايته)رواه مسلم
فدل ذلك على ان الاسواق موقع احتلال الشيطان؛ولذلك يقول النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث اخر:(اشر الاماكن الاسواق)اخرجه مسلم بلفظ(احب البلاد الى الله مساجدها وابغض البلادالى الله اسواقها)
وفى هذه الحرب(العنف والشده)والله سبحانه يقول:(الم تر انا ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم ازا)مريم83)
وفى هذه الحرب (التربص والترصد):لقول النبى صلى الله عليه وسلم(ان الشيطان يحضر احدكم عند كل شئ من شانه)اخرجه مسلم
ثم يكون (الحصار)بعد الترصد:بدليل للايه(قال فبما اغويتنى لاقعدن لهم صراتك المستقيم ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين)الاعراف16؛17) اللهم لك الحمد والشكر
وفى هذه الحرب(الشراك)بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم(اعوذبك من شر نفسى وشر الشيطان وشركه)اخرجه احمد
وفى هذه الحرب (الحراسه المشددة)وهذا ما واجهته الشياطين لما صعدت الى السماء لاستراق السمع فقالوا(وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له هابا رصدا)الجن9؛8)فلا تكون هناك ثغره من خلال فراغ لانها (ملئت)ولا من حارس ضعيف لانها(ملئت حرسا شديدا وشهبا)بل ان مجردالاقتراب من السماء من اى جانب اصبح امرا مستحيلا لانهم:(لايسمعون الى الملاء الاعلى ويقذفون من كل جانب)الصافات8)
ولكن الشياطين فى تلك الحرب لاتياس بل هى تواجه هذا الموقف الخطير بالاسلوب الانتحارى الذى يقدم به الفرد على مهمه معرفة النتيجه فيقول النبى صلى الله عليه وسلم فى الشياطين التى تسترق السمع(ومسترقواالسمع هكذا واحد فوق الاخر_ ووصف سفيان بيده وفرج بين اصابع يده اليمنى نصبها بعضها فوق بعض_فربما ادرك الشهاب المستمع قبل ان يرمى بها الى صاحبه فيحرقه وربما لم يدركه حتى يرمى بها الى الذى يليه)اخرجه البخارى
وفى هذه الحرب يكون (الاسر)وهذاماحدث لما قبض الرسول صلى الله عليه وسلم
على احد الشياطين الذين تسللوا الى المدينه فاخذه واراد ان يربطه فى سارية المسجد؛
كما جاء فى مسند احمد(ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة مكتوبه؛فضم يده فلما صلى قالوا:يا رسول الله!احدث فى الصلاة شئ؟فقال :لا؛الاان الشيطان ارادان يمر بين يدى فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدى؛وايم الله لولا ما سبقنى اليه اخى سليمان لارتبط الى سارية من سوارى المسجد يطيف به ولدان اهل المدينه)
رواه البخارى
ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لابى هريرةعندما اتاه الشيطان وهو يحرس بيت المال:(ماذا فعل اسيرك الليلة)ذكره البخارى معلقا
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (اذا دخل شهر رمضان فتحت ابواب السماء وغلقت ابواب جهنم وسلسلت الشياطين فلا تستطيع ان تصل الى ماكانت تصل اليه فى غيره)متفق عليه وفى روايه (صفدت الشياطين)
وكما يقع الاسر على الشيطان فانه يقع ايضا منه على الانسان ودليل ذلك
حديث عائشه اذ قالت(حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم نسائه ذات ليله حديثا؛فقالت امراة منهن:يارسول الله كان الحديث حديث خرافة! فقال :اتدرون ما خرافة؟ان خرافة كان رجلا من (عذرة)اسرته الجن فى الجاهليه فمكث فيهم دهرا طويلا ثم ردوه الى الانس فكان يحدث الناس بما راى فيهم من الاعاجيب فقال الناس:حديث خرافة)اخرجه احمد والترمذى_وعذرة قبيلة من قبائل العرب
وفى الحرب فكرة (السحق الشامل)وفى ذلك يقول الله عز وجل فى الحديث القدسى:(انى خلقت عبادى حنفاء كلهم فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم)رواه مسلم
وهذا ما ظنه ابليس(ولقد صدق عليهم ابليس ظنه)(سبا 20)ذلك لان ابليس قال فى البداية:(لاحتنكن ذريته)(الاسراء62)ومعناها:لاستاصلن
وفى هذه الحرب اسلوب (الاغتيال)بدليل قوله صلى الله عليه وسلم (اللهم انى اسالك
العافية فى الدنيا والاخرة اللهم انى اسالك العفووالعافيه فى دينى ودنياى واهلى ومالى اللهم استر عوراتى وامن روعاتى واحفظنى من بين يدى ومن خلفى وعن يمينى وعن شمالى ومن فوقى واعوذ بعظمتك ان اغتال من تحتى)صحيح النسائى وابو داود
وفى ذلك تفسير قول الله على لسان ابليس (ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين)الاعراف17)
وفى هذه الحرب (الحصون)التى يلجااليها الجنود حماية لانفسهم
ففى حديث الاشعرى ان النبى صلى الله عليه وسلم قال(ان الله امريحيى بن زكريا بخمس كلمات ان يعمل بها ويامر بنى اسرائيل ان يعملو بها)فكان منها قال لهم(وامركم ان تذكوروا الله فان مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو فى اثره سراعا حتى اذا اتى على حصن حصين فاحرز نفسه منهم كذلك العبد لايحرز نفسه من الشيطان الا
بذكر الله)صحيح اخرجه الترمذى فى الامثال
وفى هذه الحرب(الجوار) وقد اراد الله سبحانه ان يحفظ عبدا من عباده من ضراوة
تلك الحرب فاجاره من الشيطان بدليل قول ابو الدرداء رضى الله عنه:(لم يكن فيكم الذى اجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم_يعنى عمار بن ياسر رضى الله عنه)اخرجه البخارى فضائل الصحابه
واجارة الله سبحانه وتعالى تؤكد شدة الخطر الذى كان يحيط بهذا العبد حتى اقتضى الامر هذا الجوار الالهى اما الخطر فقد كان وفاة ابيه وامه شهداء ونشاته يتيما منهما وافتقاده منذ بداية عمره حرز الوالدين لابنائهما من الشيطان
والنتيجه النهائيه لهذه الحرب لكى نتعرف على شدة هذه الحرب وضراوتها وكثرة الخسائر فيها فانها اشد من الحروب الذريه والبيلوجيه وكل الحروب
فان الخسائر من كل الف: تسعمائه وتسع وتسعون!!!!!!!!!!!!!!!
ودليل ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل(يقول الله لادم يوم القيامه:يا ادم!ابعث بعث النار؛فيقول:يارب!وما بعث النار؟قال:من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعون فى النار وواحد فى الجنه)متفق عليه
وهذه النتيجة الرهيبة هى تفسيرقول الله عز وجل(ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس وقال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبغلغنا اجلنا الذى اخلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله ان ربك حكيم عليم)الانعام128)
على لسلن ابليس(ولا تجد اكثرهم شاكرين)الاعراف17)
ومما يزيد هذه النتيجه رهبة هو علمنا بان هذا الواحد من الالف الذى نجا0000
لم تتحقق له النجاة الا بفضل الله ورحمته بدليل قول الله عز وجل(يا ايها الذين امنوالاتتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يامر بالفحشاء والمنكرولولافضل الله عليكم ورحمته ما زكامنكم من احد ابدا ولكن الله يزكى من يشاءوالله سميع عليم)النور21)
ومن هنا كانت شدة فرح الله بعباده الناجين منها
بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم(لله اشدفرحابتوبة عبده المؤمن من رجل فى ارض دوية_مهلكه_معه راحلته عليها طعامه وشرابه فنام فاستيقظ وقد ذهبت فطلبها
حتى ادركه العطش ثم قال:ارجع الى مكانى الذى كنت فيه فانام حتى اموت؛فوضع
راسه على ساعده ليموت فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده طعامه وشرابه؛فالله اشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحاته وزاده)البخارى باب الدعوات
وفى روايه: فقال من شدة الفرح(اللهم انت عبدى وانا ربك) اخطا من شدة الفرح
وهذا هو الخطر الذى يفرح الله بالناجين منه كما فرح هذاالرجل الذى ضلت ناقته بل اشد.فالحرب قائمه وانت الهدف فسارع بالتسليح والتحصين لتكون من الناجين
نقل بتصريف بسيط من كتاب
عندماترعى الذءاب الغنم لشيخ رفاعى سرور
تعليق