غريبة هي هذه الحياة ... كنت أتوقع أني أعيش في دنيا صغيرة .. كون محدود بات الشفاء فيه من الكآبة شيء مستحيل...
أرزم حقائبي البسيطة المعدودة .. أهم بالرحيل إلى عالم أخر من جوانب هذا الكون .. عالم أخر حتى لو كان عالم من الضياع ... أهم للمغادرة للمجهول ...
كفاك يا عازف خبثا على نفسكِ
لا تقنع نفسكِ أنك راحل للسياحة
بل لتعترف يا عازف شجن أنك
راحل عن هذا العالم الحزين ... راحل عن دنيا الآلام ، أولا يكفيكِ الأوجاع؟
هممت بالمغادرة ... بالرحيل ... حزمت حقائبي وسدلت شعري الغجري الذي بات في فوضى غريبة الذي أسترسل على كتفي كان أسود اللون يشبه في سواده سواد الليل ...
أناظر من تلك النافذة ..
شمس ساطعة تحاول أن تثبت وجودها على ذلك البرد القارص الذي يلسع برودته جسدي النحيل ...
كان منظر تلك الرمال الشاسعة الذهبية اللون تسطع في ذلك الأفق البعيد ...
تشوبها بعض الحشائش الخضراء اللون التي باتت مرتبة في ألوانها المتناسقة
عالم كبير ..
واسع جدا...
كون شاسع بات في فوضى غريبة...
غريبة هي هذه الحياة .... لوالله غريبة
أيا حزني ؟ لِم كل هذه الأنانية لماذا أستقريت في قلبي الصغير في كياني المحطم وتاركا كل هذا الكون ؟
لوالله يكفيني ألما...
أمعقول أن هذه الحياة والدنيا الشاسعة والرمال المسترسلة على أراضي هذه الدنيا لا تستطيع أن تحمل الحزن المستقر في قلبي؟
ألا تكفي هذه المساحات لحمل الحزن؟
فلترحل بعيدا أيها الحزن ... لتغادر مواطني ...
شعوري الكبير بالضياع ...
إحساسي القاتل بالوحدة ...
فما يستهويني من الحزن لابد أن يستهجنه الفكر والوجدان
فلأخوض الآن في معالم شخصيتي ....
لازلت أود وفي اشتياق لمعرفة العالم الجديد
الذي أصبح يضج في داخلي
لماذا أصبحت حساس أكثر من اللازم؟
أذرف الدمع على وجل....
لِم الجميع سعيد .. وأنا لازلت أنطوي
لابد انه يوجد خلل في شخصيتي
من اللازم أن يخوض شخص في مجهولي القابع في جوفي
ولابد لأحد أن يشاركني همي وآلالامي..
تمنيت لو أمزق كل الحواجز السوداء التي تقف حاجزا دون رغباتي ...
عندما اقرأ وأكتب كنت أجد على السطور المنتظمة عينين ضائعتين في المجهول
فلازلت أنا أغرق في فجوة الضياع
لازال قلبي المتوجع الكسير يعلن توهنه بالدموع المنسابة في سكراتي
وأن وجدت نفسي وحيدة في غرفتي كان كل جدران الغرفة تحولت إلى أحزان تتهمني بالانكسار ...
يكلمني الناس .. يروني صامت ... متبرم ... هادئ ...
بينما في داخلي منفعل في مشاعري
فأقف صامت ... بلا حِراك ... عاجز عن النطق حتى ...
كالبلهاء تماما ....
وجدت نفسي بين شوك بات شوكه يجرحني بقسوة ...
ليس هناك قلب يضمني
ولا صدر حنون يحميني ...
حالة الحزن والهموم تنصب قوتها على حياتي ...
فيخنقني الإحساس وشعوري بالأمل قد انطفأ
فليترك الجميع الحزن إلي ...
أترك أيها الحزن هؤلاء العشاق
يتهنون على أراضي تلك المدينة النوراء
وأترك لي هذه الرمال الشاسعة
والأراضي المقفرة والحشائش المخضرة
لأنها فعلا تكفيني أنا وحزني ...
لازلت أتجول بين أراضيها .. أناظر المكان وأبكي ألما وحسرة ...
يا ليت السماء البحرية اللون تنطبق على هذه الرمال ولتأخذني
بين طياتها فإنه الحل الوحيد للخلاص من هذه الأوجاع
فلا تحاول يا هذا ...
لقد أنكسر قلبي وتفاقمت آلامي ..
وبات من الصعب جراحي دوائها .....
من هنا منكم يريد قراءة ذكرياتي ؟
مذكرات هائمة مجنونة؟
التي دونت فيها مشواري الموجع
والتي كشفت فيها عن نفسي المؤلمة .... ؟؟
من منكم يرغب بذلك ؟
شجن
تعليق