اخواني وأخواتي في الله :
، اما بعد
والله يا اخواني أخترت سطوري هذه اليوم لأذكر نفسي وإياكم عن أحبتنا واخواننا في الله
دعواتكم
اليست الامة كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ؟!
والله يا اخواني لقد غفلت الامة عن حقوق اليتامى وضاعت حقوق الضعفاء في حقوق الاقوياء
وحقوق الفقراء في حقوق الاغنياء وحقوق العلماء في حقوق الجهلاء ..
فكيف لنا ان نكون خير امة اخرجت للناس ؟
والله لا يكون لنا هذا الا بنهوض الامة من كبوتها
فيحمل قوينا ضعيفنا وغنينا فقيرنا وعالمنا جاهلنا
هكذا فقط تتكامل سوعد امتنا وترجع كما كانت ...
اخواني في الله :
اتذكرون قول حبيب الله صلى الله عليه وسلم :
"كيف يقدس الله امة لا يأخذ ضعيفها حقه من قويها وهو غير متعتع "
كيف ؟ كيف ؟
اليتيم يا اخواني لا يجد له معينا الا الله عزوجل
فقد حرم الاب الرحيم الذي يحنو عليه
ويمسح دمعته
ويشبع جوعه
(( لله در اطفالك يا غزة فقد حرموا الآباء والامهات والاخوان والاخوات والعائلة جميعها ))
اصبحوا بلا اب ولا مال ولا بيت ولا غذاء ...
ومن لهم اذن الا الله ؟؟
وكثير من المسلمين الضتهدين في العالم
في كشمير وفي العراق وافغانستان وكسوفو والكثير الكثير ....
كلهم اخوة لنا ضاقت عليهم الدنيا وضاعت حقوقهم وتيتموا ..
فم لهم غير الله ؟؟
لقد قالها الحبيب صلى الله عليه وسلم
" في كل ذات كبد حري أجر )
نعم والله يا اخواني
انه في كل لقمة وكل شربة ماء تقدمها الى ***** الاجر الوفير
فما بالك بلقمة الى فم يتيم يتجرع مرارة اليتم ؟!!
يا اخواني والله ان الله تعالى غفر لإمرأة قدمت الماء في خفها ل*** يلهث من شدة العطش .
فكيف بمن يحمل في كفه شربة ماء لطفل يتيم ؟
اخوتي في الله
يا من اكرمكم الله تعالى بنعمة المال لا تبخلوا على اخوانكم اليتامى
انقذوا يتيما من مرارة الفقر والحرمان ، لأن هذا المال والله سيأخذ بكم الى جنات الخلد ورضوان الرحيم الرحمن
"فإن صدقة السر تطفيء غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر وفعل المعروف يقي مصارع السوء "
لذلك احبتي في الله
علينا بذل جهودنا لإيصال الرحمة الى الايتام لعل الله ان ينفعنا بدعواتهم وشفاعتهم لنا يوم القيامة
فلنسرع الخطا الى هذا الخير ولسان حالنا
(( وعجلت إليك رب لترضى )
فرحمتنا بالأيتام يا اخواني تأتي من رحمة الله عزوجل بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
فقد قال فيه الله عزوجل
( ألم يجدك يتيما فآوى )
فيتمه والله تشريفا في حق كل يتيم الى قيام الساعة .
ثم وصاه الله عزوجل قائلا :
"فأما اليتيم فلا تقهر "
اي لا تقهر اليتيم اي لا تذله وتنهره وتُهنه ولكن أحسن اليه وتلطف به
اخي في الله
كن لليتيم كالأب الرحيم
ووالله ان خير بيت للمسلمين بيت فيه يتيم يُحسن اليه ، وشر البيوت بيت فيه يتيم يُساء اليه ، وأحب عباد الله الى الله تعالى من اصطنع صنعا الى اليتيم او أرمله .
" فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمني * وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن * كلا بل لا تكرمون اليتيم "
فعلى الغني ان يشكر وعلى الفقير ان يصبر
فالمال في كلتا الحالتين على طاعة الله ، فهو الذي يعطي وهو الذي يمنع .
وفي الاية أمر قاطع بإكرام اليتيم .
اخواني في الله
لقد امر الله عزوجل بالاحسان لليتيم في كل زمان ومكان بل وفي جميع الملل والاديان ، واخذ الميثاق على بني اسرائي للإحسان لليتيم
ونحن المسلمين احق والله بان نقوم ونعمل بهذا الميثاق الاخلاقي العظيم الذي وضع دستوره الخالق جل وعلا .
والاحسان الى اليتيم مقترن بعبودية الله جل وعلا
" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين .... "
فهذا والله اكبر تشريف لليتيم واعظم تكريم .
والذي يؤذي اليتيم هو المكذب بالدين يا اخواني
( أرأيت الذي يكذب بالدين )
اي هل تعرف من ينكر الحساب والجزاء بالاخرة ؟
( فذلك الذي يدع اليتيم )
اي الذي يعامله بقسوة ويقهره ويضيع حقوقه .
شكا رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قساوة قلبه
فقال له صلى الله عليه وسلم :
"أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك "
اذن اخواني من يشعر بقسوة القلب فاليحسن الى اليتيم ويمسح على رأسه فيلين قلبه
وترق مشاعره .
ولا ننسى الحديث النبوي الشريف المعروف لنا كلنا
" أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ـ ويشير باسبابة والوسطى ـ وفرج بينهما "
وهل يوجد منزلة في الاخرة افضل من ان تكون بقرب رسول الله ؟ !
يا له من شرف عظيم
(( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ))
من هم ؟؟
والله انهم المخلصين
اي يطعمون الطعام ابتغاء وجه الله مع شهوتهم له وحاجتهم اليه ...
فما هو جزاءهم ؟؟
( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا )
الله .. الله .. يا له من أجر عظيم
اخوتي في الله
" الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله او القائم الليل الصائم النهار "
فالارملة التي توفى عنها زوجها وترك لها اولادا يتامى يتجرعون غصص اليتم فهم احوج ما يكون الى يد حانية تمتد لتمسح جراحاتهم من على صفحات قلوبهم المنكسرة ..
فأين اصحاب العقول وأين المشمرون للفوز بهذا الاجر العظيم وتلك المكانة السامية ؟!!
آخ يا اخواني
لقد قل والله في زماننا المشمرون
فكثرة الايتام وجوعهم في بلادنا كثير كثير ..
وهناك الكثير من الناس من ياكلون اموال اليتامى يا لطيف والله انه لجرم عظيم
بل هو من السبع الموبقات ...
(( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ))
يا له من وعيد ويا له من عقاب
تذكر اخي في الله
ان الذي يراقبك و سيحاسبك هو الذي لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء .
فأتي اليتيم حقه ولا تنقص منه شيئا .
أخواني الاعزاء
هيا بنا جميعا نأخذ بيد أيتامنا اليوم
ففي الآخرة ونحن بأشد الحاجة للحسنات
سيلاقينا هؤلاء اليتامى وسيأخذون بأيدينا الى جنات الخلد قائلين
" ان الله أمرني أن آخذ بيدك الى جنته ومستقر رحمته " .
والله انها الفرحة التي لا توازيها الدنيا بكل ما فيها من زخرف ومتاع
وفي الختام
اسال الله تعالى ان يجزي كل من كفل يتيما خير الجزاء
وان يحفظه في ذريته الى يوم القيامة
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه اجمعين
اختكم الفقيرة الى الله
وردة الاسلام
دعواتكم
تعليق