عن بريـدة الأسلمي - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر ". [رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم] (4)
نص الحديث واضح جلي. ومعناه واضح جلي، وحكم تارك الصلاة فيه حاسم فصل. فما هي الحاجة إلى تأويل الحديث الشريف تأويلاً يغري ضعفاء النفوس بترك الصلاة. وهنالك أحاديث أخرى وآثار أخرى كذلك:
فعن جابر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ". [رواه الخمسة إلا البخاري] (5)
وفي رواية الترمذي: " بين الكفر والإيمان ترك الصلاة " (6)
وقال عبد الله بن شقيق: " كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة ". [رواه الترمذي] (7)
ومع وضوح هذه النصوص وتواتر رواية بعضها وصحتها كلها، ومع ذلك فقد اختلف بعض أئمة الإسلام في تأويل هذه الأحاديث وتطبيق حكمها. فقال بعضهم: ذلك الحكم للمستحل للترك. وحملها آخرون بأن معنى الكفر المقصود أن تارك الصلاة فعل فعل الكافرين، وأنه عمل عملاً يؤول به إلى الكفر.
لذلك نجد من خلال الآيات الكريمة أن التخلف عن الصلاة ليس من صفات المؤمنين، وإنما هو من صفات الذين يتبعون
الشهوات فيضيعون الصلاة:
(فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّاً) [مريم: 59]
ويوم القيامة يكون مصير تاركي الصلاة مصيراً مؤلماً خطيراً:
(كل نفس بما كسبت رهينة. إلا أصحاب اليمين. في جنات يتساءلون. عن المجرمين. ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين) [المدثر: 38-43]
وأما المنافقون فإنهم يقومون إلى الصلاة وهم كسالى: (إن المنافقين يُخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كُسالى يُراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً) [النساء: 142]
إذا كان القيام للصلاة بكسل هو صفة المنافقين، فما هو حال من يترك الصلاة كلية مدعياً أنه تركها كسلاً؟ !
وتتوالى أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبين كذلك منزلة الصلاة العظيمة في الإسلام، ودورها في تغذية الإيمان وطهارة الإنسان، وحمايته من الفواحش والفتن. وحسبنا هنا أن نقدم قبسات من الأحاديث الشريفة، بالإضافة إلى ما سبق من الآيات الكريمة، وعلى المسلم أن يعود إلى منهاج الله ليتدبر آيات وأحاديث أكثر:
عن أبي المليح قال: كنا مع بريدة - رضي الله عنه - في غزوة في يوم ذي غيم فقال: بكروا بصلاة العصر، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من ترك العصر فقد حبط عمله " [أخرجه البخاري والنسائي]
وعن ابن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من فاتته العصر فكأنما وتر أهله وماله " [رواه الشيخان وأبو داود والترمذي]
هذا حال من فاتته صلاة العصر ولم يتعمد تركها، فكيف يكون حال من يترك الصلاة كلها لا يرجعه إليها نصح ولا تذكير؟!
وعن أبي قتادة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله - عز وجل -: إني افترضت على أمتك خمس صلوات وعهدت عندي عهداً أنه من جاء يحافظ عليهن لوقتهن أدخلته الجنة، ومن لم يحافظ عليهن فلا عهد له عندي ". [رواه أبو داود]
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قـال: " أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى عليه من درنه شيء؟ ! " قالوا: لا يبقى من درنه شيء. قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا ". [رواه الشيخان والترمذي والنسائي]
ولا بد أن نذكر أن هذه الأحاديث الشريفة لا تعني أنها تدعو المسلم إلى الصلاة وإلى ترك ما عداها من التكاليف الربانيّة. إنها تعني أنه من يحافظ على هذه الصلوات بشروطها وضوءاً وطهارة وأحكاماً وخشوعاً، فإن الله يهدي قلبه ليمتنع عن الفواحش، وليقبل على سائر التكاليف، وسائر الشعائر، وتلاوة القرآن وتدبره ودراسته، وليقبل على الدعوة إلى الله ورسوله، وإلى سائر الأهداف الربانية الثابتة.
ولم يكن التحذير من القيام إلى الصلاة بكسل فحسب، ولا من تخلف عن صلاة العصر أو العشاء أو الفجر، وإنما كان التحذير الشديد لمن تخلف عن صلاة الجماعة:
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد ناساً في بعض الصلوات، فقال: " لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس ثم أخالف إلى رجال يتخلفـون عنها، فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم، ولو علم أحدهم أنه يجد عظماً سميناً لشهدها ". [رواه الخمسة]
وفي رواية أخرى:
" إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً. ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ".
وعن الذين يتخلفون عن صلاة الجمعة: فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم) [رواه أحمد ومسلم]
إذا كان هذا هو حال من يتخلف عن صلاة واحدة أو أكثر، كالعشائين أو العصر أو الجمعة، فكيف يكون حال تارك الصلاة كلها، يدعي كل يوم أعذاراً من كسل، أو أن الصلاة بينه وبين ربه فلا يتدخل بشأنها أحد، أو أنه تكفيه الشهادتان ولا حاجة به إلى الصلاة، وأعذار واهية أخرى.
http://www.islamselect.com/mat/17838
نص الحديث واضح جلي. ومعناه واضح جلي، وحكم تارك الصلاة فيه حاسم فصل. فما هي الحاجة إلى تأويل الحديث الشريف تأويلاً يغري ضعفاء النفوس بترك الصلاة. وهنالك أحاديث أخرى وآثار أخرى كذلك:
فعن جابر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ". [رواه الخمسة إلا البخاري] (5)
وفي رواية الترمذي: " بين الكفر والإيمان ترك الصلاة " (6)
وقال عبد الله بن شقيق: " كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة ". [رواه الترمذي] (7)
ومع وضوح هذه النصوص وتواتر رواية بعضها وصحتها كلها، ومع ذلك فقد اختلف بعض أئمة الإسلام في تأويل هذه الأحاديث وتطبيق حكمها. فقال بعضهم: ذلك الحكم للمستحل للترك. وحملها آخرون بأن معنى الكفر المقصود أن تارك الصلاة فعل فعل الكافرين، وأنه عمل عملاً يؤول به إلى الكفر.
لذلك نجد من خلال الآيات الكريمة أن التخلف عن الصلاة ليس من صفات المؤمنين، وإنما هو من صفات الذين يتبعون
الشهوات فيضيعون الصلاة:
(فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّاً) [مريم: 59]
ويوم القيامة يكون مصير تاركي الصلاة مصيراً مؤلماً خطيراً:
(كل نفس بما كسبت رهينة. إلا أصحاب اليمين. في جنات يتساءلون. عن المجرمين. ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين) [المدثر: 38-43]
وأما المنافقون فإنهم يقومون إلى الصلاة وهم كسالى: (إن المنافقين يُخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كُسالى يُراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً) [النساء: 142]
إذا كان القيام للصلاة بكسل هو صفة المنافقين، فما هو حال من يترك الصلاة كلية مدعياً أنه تركها كسلاً؟ !
وتتوالى أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبين كذلك منزلة الصلاة العظيمة في الإسلام، ودورها في تغذية الإيمان وطهارة الإنسان، وحمايته من الفواحش والفتن. وحسبنا هنا أن نقدم قبسات من الأحاديث الشريفة، بالإضافة إلى ما سبق من الآيات الكريمة، وعلى المسلم أن يعود إلى منهاج الله ليتدبر آيات وأحاديث أكثر:
عن أبي المليح قال: كنا مع بريدة - رضي الله عنه - في غزوة في يوم ذي غيم فقال: بكروا بصلاة العصر، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من ترك العصر فقد حبط عمله " [أخرجه البخاري والنسائي]
وعن ابن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من فاتته العصر فكأنما وتر أهله وماله " [رواه الشيخان وأبو داود والترمذي]
هذا حال من فاتته صلاة العصر ولم يتعمد تركها، فكيف يكون حال من يترك الصلاة كلها لا يرجعه إليها نصح ولا تذكير؟!
وعن أبي قتادة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله - عز وجل -: إني افترضت على أمتك خمس صلوات وعهدت عندي عهداً أنه من جاء يحافظ عليهن لوقتهن أدخلته الجنة، ومن لم يحافظ عليهن فلا عهد له عندي ". [رواه أبو داود]
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قـال: " أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى عليه من درنه شيء؟ ! " قالوا: لا يبقى من درنه شيء. قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا ". [رواه الشيخان والترمذي والنسائي]
ولا بد أن نذكر أن هذه الأحاديث الشريفة لا تعني أنها تدعو المسلم إلى الصلاة وإلى ترك ما عداها من التكاليف الربانيّة. إنها تعني أنه من يحافظ على هذه الصلوات بشروطها وضوءاً وطهارة وأحكاماً وخشوعاً، فإن الله يهدي قلبه ليمتنع عن الفواحش، وليقبل على سائر التكاليف، وسائر الشعائر، وتلاوة القرآن وتدبره ودراسته، وليقبل على الدعوة إلى الله ورسوله، وإلى سائر الأهداف الربانية الثابتة.
ولم يكن التحذير من القيام إلى الصلاة بكسل فحسب، ولا من تخلف عن صلاة العصر أو العشاء أو الفجر، وإنما كان التحذير الشديد لمن تخلف عن صلاة الجماعة:
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد ناساً في بعض الصلوات، فقال: " لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس ثم أخالف إلى رجال يتخلفـون عنها، فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم، ولو علم أحدهم أنه يجد عظماً سميناً لشهدها ". [رواه الخمسة]
وفي رواية أخرى:
" إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً. ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ".
وعن الذين يتخلفون عن صلاة الجمعة: فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم) [رواه أحمد ومسلم]
إذا كان هذا هو حال من يتخلف عن صلاة واحدة أو أكثر، كالعشائين أو العصر أو الجمعة، فكيف يكون حال تارك الصلاة كلها، يدعي كل يوم أعذاراً من كسل، أو أن الصلاة بينه وبين ربه فلا يتدخل بشأنها أحد، أو أنه تكفيه الشهادتان ولا حاجة به إلى الصلاة، وأعذار واهية أخرى.
http://www.islamselect.com/mat/17838
تعليق