تعيش غزة عقاباً جماعياً ، بل إبادة وحشية لا ماء ولا غذاء ، ولا كهرباء ، وحصار ظالم منع وصول الأغذية والوقود والتجهيزات الأساسية ، سَجن مليون ونصف داخل أسوارٍ هي في حقيقتها سجن وسجانون مدججون على أبوابه ، ومعابر مغلقة ، قتل وقصف يومي نال كل الأعمار والأجناس ، واقعٌ من الصعب أن يحتمله إنسان على وجه الأرض . وحصار أوعزهم " الكيلو من الطحين" ، ومعابر مغلقة ، وحياة يومية بلا كهرباء ولا ماء ولا وقود ، ليحكموا على المليون ونصف النسمة بالقتل البطيء !!
مشكلتنا في فلسطين ليست في صاروخ يطلق أو حكومة تنتخب أو مغتصبة تفكك أو معبر يفتح أو شاحنة تدخل أو كهرباء تقطع .... لكنها مسيرة احتلال بغيض وظلم عانى منه الفلسطينيون طوال أثر من 70 عاما وما هذه الأرقام إلا هي نتاج تلك المسيرة الظالمة والتي وصلت هذا الشعب ليستجدي الكيلو من الطحين وكيس الخبز لهدف الإذلال والمهانة وكسر الإرادة والتنازل عن كل الثوابت ، لخض ذلك وزير الدفاع أيهود باراك بتبريره سلوكيات وممارسات وإجراءات الاحتلال بقوله :" إسرائيل تعلمت أنه ليس ثمة سبيل لتحقيق النصر بالاحتلال وإن الطريق الوحيد هو اختيار شدة المهانة " !!
غزة الحاضر ... وأرقام مخيفة
مساحتها 363 كم2 ( 1.3 % من مساحة فلسطين ) ، سيطر اليهود منذ 1967 إلى الانسحاب منها في عام 2005م على 43 % من مساحتها وأقاموا 19مغتصبة منها الاستيطانية المدينة ومنها الزراعية ومنها الصناعية ومنها العسكرية ومنها نقاط المراقبة توزعت كل 20 كم2 في المتوسط ، وكان عدد المغتصبين في غزة يترواح ما بين 3800 إلى 8000 مغتصب ، كان يقوم بحماية المغتصبات ما يقارب من 30000 إلى 35000 جندي يهودي .
الكثافة السكانية في قطاع غزة هي الأعلى في العالم " 54000 شخص " في كم2 الواحد . ويعيش معظم سكان غزة وعددهم 1.4 مليون 70-80% تحت خط الفقر - 2 دولار يومياً - ونتيجة لحالة الفقر عادت من جديد العربات التي يجرها الحمير !!
وإليك أخي القارئ أرقام وألام نسردها لكم لنعي حجم المأساة التي يعاني منها إخواننا في القطاع :
· 70 % من أهالي قطاع غزة هم لاجئون يعيشون في تسعة مخيمات .
· 70 % يعيشون تحت خط الفقر ( 2 دولار يوميا ) .
· متوسط دخل الفرد اليهودي يصل إلى 30 ضعف دخل الفرد الفلسطيني .
· يسمح لليهودي باستخدام 2400 م2 من المياه سنويا بينما يسمح للفلسطيني استخدام 50 م3 = من المياه سنويا أي 48 ضعف الفلسطيني
· في غزة أكبر سجن في العالم مساحة ، ويضم أكبر عدد من السجناء في التاريخ ويعيش أهلها ثقافة السجن والسجناء .
· يدخل إلى قطاع غزة في الفترة الأخيرة 8 أصناف فقط من الطعام .
· 75 % إلى 85 % من سكان غزة يعتمدون على مؤسسات المساعدات الإنسانية .
· 96 % من المصانع تم إغلاقها .
· 67 ألف عامل في الصناعة فقدوا إعمالهم .
· 30 % من المتاجر أغلقت أبوابها .
· 65 % من المتاجر خفضت أعمالها .
· 100 % من مصانع النسيج أغلقت أبوابها .
· 600 ألف عامل ينضمون إلى العاطلين عن العمل .
الحصار ... وسخرية قادة اليهود !!
الضائقة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة أصبحت مادة للسخرية والنكات من المسؤولين اليهود ، فحين تجولت نائبة وزير الداخلية النائبة "روحاما ابراهام" في محيط قطاع غزة في بداية الحصار عام 2006م ، وعندما سمعت بأنه في أعقاب إغلاق المعابر لقطاع غزة في وجه البضائع ارتفع سعر كيلو غرام السكر إلى 6 "شيكل"، بينما كيلو غرام التوت الأرضي يبلغ سعره شيكل واحد فقط ، قالت ابراهام بسخرية : "إذا لم يكن هناك سكر، فليصنعوا المربى".
نقلت الخبر أكثر من صحيفة يهودية ، وتساءل بعض كتابهم إلى أي درجة إنعدمت الحساسية والشعور تجاه حاجات الفلسطينيين في غزة ، وكيف أن تلك المقولة أعادت إلى الأذهان عبارة زوجة ملك فرنسا لويس السادس عشر التي قالت لأبناء شعبها الجائعين : " إذا لم يكن لديكم الخبز ، فكلوا الكعك". وفي النهاية أعدم الشعب الفرنسي "انطوانيت" بالمقصلة لكرهه إياها.
ومن طرائف التصريحات التي نشرتها الصحافة العبرية كذلك ما قاله "دوف فايسغلاس" في لقاء لقيادة حزب كديما : " سنجعل الفلسطينيون يضعفون دون أن يموتوا " فانفجر المشاركون ضحكا !!
وآخرها ما قاله أيهود أولمرت بعدما قطع الوقود عن غزة : " وليمشي جميع السكان في غزة على أرجلهم ، ولا يستعملون السيارات"!!
وتساءل بعض كتاب اليهود !! لماذا تحرص القيادة اليهودية على إفهام الشعب الفلسطيني أن الحصول على الطعام يلزمه العودة إلى رشده والقبول بكل ما تريده القيادة اليهودية لا قيادتهم الفلسطينية المنتخبة ؟!
شهادة التأريخ.
سنتين من الحصار سيسجلها التاريخ كما سجل في صفحاته إضراب 1936م والذي استمر ستة أشهر احتجاجا على السياسة البريطانية في تهويد فلسطين والعمل على تمكين العصابات اليهودية وتجهيزها لاحتلال فلسطين .
نريد من مؤرخينا أن يأرخو لمرحلة الحصار بكل تفاصيلها وأبعادها ومواقف الآخرين منها ، وأن لا تقتصر على الصفحات السوداء في تسجيل تلك المرحلة ، فهناك جوانب مضاءة كثيرة لا بد من تسليط الضوء عليها ، فقضية فلسطين لا نريد أن نختزلها بحصار فرض عليها ، وجاري العمل على فكه !!
وبعد هذا هل فعلا سيزول الحصار ؟ و هل سيرى أهل فلسطين النور من جديد ، وستنتهي معاناتهم وآلامهم ، وسيقف اليهود وآلتهم العسكرية عن ممارسة هواياتهم اليومية من قتل وتدمير ؟!!
أي سلام يدعون ؟!
الممارسات التي يقوم بها الاحتلال في إغلاق القطاع وتجويعه هي حرب حياة أو موت ، ولا تقل في خطورتها عن جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، والتدمير الشامل . والمطلوب من المجتمع الدولي الخروج عن صمته، والقيام بواجباته الأخلاقية والقانونية تجاه السكان المدنيين في القطاع ، وتوفير حاجاتهم الأساسية ، والحماية الدولية لهم ولممتلكاتهم ، والعمل على تحريرهم من سجن يعد هو الأكبر في التاريخ من حيث المساحة وعدد المسجونين ، وأن لا تترك بواباته خاضعة لتصرف السجان ليقتل ويجوع ويدمر .
هذا ما أرادته القيادة اليهودية لجعل الوضع هو الأخطر منذ قيام الكيان الغاصب ، ليعيش الفلسطينيون على أرضهم مناخ السجن وثقافة السجن ، والمطلوب منهم هو توزيع المصالح والأدوار داخل هذا السجن من خلال الهدنة وإجراء بعض الانتخابات !! وإدخال الطعام إلى السجن هو الأداة التأديبية لمن بداخله !! فأية تسوية ، وأية تهدئة ستكون عندما يسجن شعب بأكمله وعلى أرضه ؟ وتسور أرضه ويقتطع جُلها ؟! ثم يجوع ويحرم من رغيف الخبز ، لكسر إرادته وكرامته .
ومن هنا فإن الحكومات العربية والإسلامية مطالبة اليوم بأداء واجبها في نصرة الشعب الفلسطيني وعونه، وفك ذلك الحصار الشديد المفروض عليه؛ بتقديم كل وسائل الدعم المادي والاقتصادي والسياسي وعدم الخضوع لتلك الإملاءات والتهديدات الظالمة الجائرة. وعلى الشعوب الإسلامية في العالم أن تقدم مزيد من الدعم والمآزرة لإخوانهم، وليحذر المسلمون جميعاً في العالم من أن يكونوا سبباً في التخذيل أو التواني أو النكوص عن دعم فلسطين والمصلحين فيها فنصرة الشعب الفلسطيني هي نصرة لأرض المسلمين .
واجبنا نحو إخواننا في فلسطين
وفي ظل هذه الأزمات التي تمر على إخواننا في فلسطين أهم ما نحتاج إليه نحن جميعا في هذا العصر الذي كثرت فيه المصائب وتعددت أوجهها ، الصبر لأنه عادة الأنبياء والمتقين، وحلية أولياء الله المخلصين، فالصبر ليس حالة جبن أو يأس أو ذل ، بل الصبر حبس النفس عن الوقوع في سخط الله تعالى وتحمل الأمور بحزم وتدبر, والصابرون يوفون أجورهم بغير حساب : "أُوْلَـئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَـٰماً" [الفرقان:75]، وقال تعالى عن أهل الجنة: "سَلَـٰمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ" [الرعد:24]، فهو المحك الرئيس ، لصدق العبد في صبره، واحتسابه مصيبته عند الله. وقال سبحانه مُصَبِّرًا وواعِدًا بالحسنى : " ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون ".
ولنبشر جميعا بنصر الله تعالى ، إذا حققنا العبودية لله سبحانه ، حينها يصبح الحجر والشجر جند من جنود الله تعالى ، ويكون التمكين للمسلمين في الأرض " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي أرتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ، يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فؤلئك هم الفاسقون"
ونوصي أنفسنا وإخواننا على أرض فلسطين بما وَصَّى به الله عباده المؤمنين في خاتمة سورة آل عمران حيث قال : " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " .
ما المطلوب منا ؟
وقفة أمتنا الإسلامية والعربية مع قضية فلسطين وشعبها مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى... فالحصار اشتد والاعتداءات في ازدياد والآلام تتفاقم والمعانة ليس لها حدود ...
لابد أن نكسر الحصار المفروض للتجويع والإذلال، ولا نمانع أن وصفونا بالإرهاب ... فليتبرع كل منا للشعب المسلم المحاصر ، ولنساهم جميعا في إيصال المال للأيتام الذين انقطعت عنهم الكفالات الشهرية بسبب قطع سبل إيصال الأموال إلى فلسطين وبنوكها ، فالآلاف منهم ينتظرون إيصال مخصصاتهم ، أرامل وأسر متعففة ومرضى وطلبة انقطعوا عن جامعاتهم ومعاهدهم ، وبعضهم في السنوات الأخيرة ، يأملون أن يرفع الحصار عن الحوالات لإيصال مخصصاتهم الشهرية من المؤسسات الخيرية والتطوعية .
مطلوب منا وقفة مع البنوك العربية التي تمنع تحويل الأموال والمبالغ للشعب الفلسطيني ومؤسساته الخيرية، والتي ساهمت بحصار الشعب الفلسطيني بعد أن خضعت للضغوط واستجابت للأوامر حتى لا تتهم بمساندة الإرهاب !!! أليس لنا الحق كأمة إسلامية وشعوب ترى المعاناة - على الهواء مباشرة - في وضع تلك البنوك في القائمة السوداء، ولنحاسبها حول انهزامها في أول مواجهة ؟!!
ومطلوب منا كذلك أن نعي المؤامرات التي تدور حول فلسطين وشعبها ، وأن نعرف ما وراء تلك الأحداث ، وكيف سخر الإعلام الغربي وغيره لتبرير الحصار وسياسة القتل البطيء للمسلمين في الأرض التي باركها الله للعالمين وفضلها لتكون مقام الطائفة المنصورة إلى آخر الزمان .
ومطلوب منا أيضاً أن نعرف أسباب النصر على أعدائنا ، وأن لا نضخم قوتهم ونردد مقولاتهم بأن جيشهم لا يقهر ، فقد بان حالهم وهم أجبن خلق الله تعالى ، وأكثرهم رعباً وخوفاً إن كانت هناك مواجهة وحرب حقيقية والتي لم تحصل بشكل شامل إلى الآن !!
مطلوب منا أن نتوحد حول قراراتنا العربية والإسلامية التي تحق الحق وترد الباطل – وما ذلك ببعيد - كما توحد الغرب الأوروبي والأمريكي حول رؤاه ومواقفه وقراراته بكل ما يتعلق بفلسطين وشعبها ، كموقفها من وقف المساعدات على الحكومة الفلسطينية المنتخبة والشعب بأكمله وموقفها من الاعتداءات الصهيونية الظالمة . أليس في استطاعتنا ونحن نملك الكثير أن نقابل تلك القرارات، بمواقف وقرارات مماثلة حتى لا نترك إخواننا في فلسطين يواجهون الحصار والموت البطيء وحدهم ؟!!
ومطلوب منا أن لا نبرر لليهود ممارساتهم بالذرائع التي أرادوا أن يقنعوا العالم بها لإكمال مسيرتهم في ضرب البنية التحية والمؤسسات، وكل مظاهر الحياة على أراضي الضفة والقطاع.
ومطلوب أولا وأخيراً من الشعب الفلسطيني أن يوحد صفوفه ويتمسك بثوابته الشرعية ويدافع عنها ،وينبذُ الخلاف ويقف صفّاً واحداً في مواجهَة الاحتلال والمتغيّرات العالميّة والثبات على نهجِ الوَحدة القائم على الشريعة الإسلامية ؛ الوحدة التي لا يذّل فيها مظلوم، ولا يشقى معها مَحروم، ولا يعبَث في أرضِها باغ، ولا يتلاعب بحقوقِها ظالم .
والمطلوب من المجتمع الدولي الخروج عن صمته، والقيام بواجباته الأخلاقية والقانونية تجاه السكان المدنيين في القطاع والضفة ، وتوفير حاجاتهم الأساسية ، والحماية الدولية لهم ولممتلكاتهم ، والعمل على تحريرهم من سجن يعد هو الأكبر في التاريخ من حيث المساحة وعدد المسجونين ، وأن لا تترك بواباته خاضعة لتصرف السجان ليقتل ويجوع ويدمر .
ومطلوب من الشعوب الإسلامية في العالم أن تقدم مزيد من الدعم والمآزرة لإخوانهم، وليحذر المسلمون جميعاً في العالم من أن يكونوا سبباً في التخذيل أو التواني أو النكوص عن دعم فلسطين والمصلحين فيها فنصرة الشعب الفلسطيني هي نصرة لأرض المسلمين ... والحمد لله رب العالمين .
مشكلتنا في فلسطين ليست في صاروخ يطلق أو حكومة تنتخب أو مغتصبة تفكك أو معبر يفتح أو شاحنة تدخل أو كهرباء تقطع .... لكنها مسيرة احتلال بغيض وظلم عانى منه الفلسطينيون طوال أثر من 70 عاما وما هذه الأرقام إلا هي نتاج تلك المسيرة الظالمة والتي وصلت هذا الشعب ليستجدي الكيلو من الطحين وكيس الخبز لهدف الإذلال والمهانة وكسر الإرادة والتنازل عن كل الثوابت ، لخض ذلك وزير الدفاع أيهود باراك بتبريره سلوكيات وممارسات وإجراءات الاحتلال بقوله :" إسرائيل تعلمت أنه ليس ثمة سبيل لتحقيق النصر بالاحتلال وإن الطريق الوحيد هو اختيار شدة المهانة " !!
غزة الحاضر ... وأرقام مخيفة
مساحتها 363 كم2 ( 1.3 % من مساحة فلسطين ) ، سيطر اليهود منذ 1967 إلى الانسحاب منها في عام 2005م على 43 % من مساحتها وأقاموا 19مغتصبة منها الاستيطانية المدينة ومنها الزراعية ومنها الصناعية ومنها العسكرية ومنها نقاط المراقبة توزعت كل 20 كم2 في المتوسط ، وكان عدد المغتصبين في غزة يترواح ما بين 3800 إلى 8000 مغتصب ، كان يقوم بحماية المغتصبات ما يقارب من 30000 إلى 35000 جندي يهودي .
الكثافة السكانية في قطاع غزة هي الأعلى في العالم " 54000 شخص " في كم2 الواحد . ويعيش معظم سكان غزة وعددهم 1.4 مليون 70-80% تحت خط الفقر - 2 دولار يومياً - ونتيجة لحالة الفقر عادت من جديد العربات التي يجرها الحمير !!
وإليك أخي القارئ أرقام وألام نسردها لكم لنعي حجم المأساة التي يعاني منها إخواننا في القطاع :
· 70 % من أهالي قطاع غزة هم لاجئون يعيشون في تسعة مخيمات .
· 70 % يعيشون تحت خط الفقر ( 2 دولار يوميا ) .
· متوسط دخل الفرد اليهودي يصل إلى 30 ضعف دخل الفرد الفلسطيني .
· يسمح لليهودي باستخدام 2400 م2 من المياه سنويا بينما يسمح للفلسطيني استخدام 50 م3 = من المياه سنويا أي 48 ضعف الفلسطيني
· في غزة أكبر سجن في العالم مساحة ، ويضم أكبر عدد من السجناء في التاريخ ويعيش أهلها ثقافة السجن والسجناء .
· يدخل إلى قطاع غزة في الفترة الأخيرة 8 أصناف فقط من الطعام .
· 75 % إلى 85 % من سكان غزة يعتمدون على مؤسسات المساعدات الإنسانية .
· 96 % من المصانع تم إغلاقها .
· 67 ألف عامل في الصناعة فقدوا إعمالهم .
· 30 % من المتاجر أغلقت أبوابها .
· 65 % من المتاجر خفضت أعمالها .
· 100 % من مصانع النسيج أغلقت أبوابها .
· 600 ألف عامل ينضمون إلى العاطلين عن العمل .
الحصار ... وسخرية قادة اليهود !!
الضائقة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة أصبحت مادة للسخرية والنكات من المسؤولين اليهود ، فحين تجولت نائبة وزير الداخلية النائبة "روحاما ابراهام" في محيط قطاع غزة في بداية الحصار عام 2006م ، وعندما سمعت بأنه في أعقاب إغلاق المعابر لقطاع غزة في وجه البضائع ارتفع سعر كيلو غرام السكر إلى 6 "شيكل"، بينما كيلو غرام التوت الأرضي يبلغ سعره شيكل واحد فقط ، قالت ابراهام بسخرية : "إذا لم يكن هناك سكر، فليصنعوا المربى".
نقلت الخبر أكثر من صحيفة يهودية ، وتساءل بعض كتابهم إلى أي درجة إنعدمت الحساسية والشعور تجاه حاجات الفلسطينيين في غزة ، وكيف أن تلك المقولة أعادت إلى الأذهان عبارة زوجة ملك فرنسا لويس السادس عشر التي قالت لأبناء شعبها الجائعين : " إذا لم يكن لديكم الخبز ، فكلوا الكعك". وفي النهاية أعدم الشعب الفرنسي "انطوانيت" بالمقصلة لكرهه إياها.
ومن طرائف التصريحات التي نشرتها الصحافة العبرية كذلك ما قاله "دوف فايسغلاس" في لقاء لقيادة حزب كديما : " سنجعل الفلسطينيون يضعفون دون أن يموتوا " فانفجر المشاركون ضحكا !!
وآخرها ما قاله أيهود أولمرت بعدما قطع الوقود عن غزة : " وليمشي جميع السكان في غزة على أرجلهم ، ولا يستعملون السيارات"!!
وتساءل بعض كتاب اليهود !! لماذا تحرص القيادة اليهودية على إفهام الشعب الفلسطيني أن الحصول على الطعام يلزمه العودة إلى رشده والقبول بكل ما تريده القيادة اليهودية لا قيادتهم الفلسطينية المنتخبة ؟!
شهادة التأريخ.
سنتين من الحصار سيسجلها التاريخ كما سجل في صفحاته إضراب 1936م والذي استمر ستة أشهر احتجاجا على السياسة البريطانية في تهويد فلسطين والعمل على تمكين العصابات اليهودية وتجهيزها لاحتلال فلسطين .
نريد من مؤرخينا أن يأرخو لمرحلة الحصار بكل تفاصيلها وأبعادها ومواقف الآخرين منها ، وأن لا تقتصر على الصفحات السوداء في تسجيل تلك المرحلة ، فهناك جوانب مضاءة كثيرة لا بد من تسليط الضوء عليها ، فقضية فلسطين لا نريد أن نختزلها بحصار فرض عليها ، وجاري العمل على فكه !!
وبعد هذا هل فعلا سيزول الحصار ؟ و هل سيرى أهل فلسطين النور من جديد ، وستنتهي معاناتهم وآلامهم ، وسيقف اليهود وآلتهم العسكرية عن ممارسة هواياتهم اليومية من قتل وتدمير ؟!!
أي سلام يدعون ؟!
الممارسات التي يقوم بها الاحتلال في إغلاق القطاع وتجويعه هي حرب حياة أو موت ، ولا تقل في خطورتها عن جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، والتدمير الشامل . والمطلوب من المجتمع الدولي الخروج عن صمته، والقيام بواجباته الأخلاقية والقانونية تجاه السكان المدنيين في القطاع ، وتوفير حاجاتهم الأساسية ، والحماية الدولية لهم ولممتلكاتهم ، والعمل على تحريرهم من سجن يعد هو الأكبر في التاريخ من حيث المساحة وعدد المسجونين ، وأن لا تترك بواباته خاضعة لتصرف السجان ليقتل ويجوع ويدمر .
هذا ما أرادته القيادة اليهودية لجعل الوضع هو الأخطر منذ قيام الكيان الغاصب ، ليعيش الفلسطينيون على أرضهم مناخ السجن وثقافة السجن ، والمطلوب منهم هو توزيع المصالح والأدوار داخل هذا السجن من خلال الهدنة وإجراء بعض الانتخابات !! وإدخال الطعام إلى السجن هو الأداة التأديبية لمن بداخله !! فأية تسوية ، وأية تهدئة ستكون عندما يسجن شعب بأكمله وعلى أرضه ؟ وتسور أرضه ويقتطع جُلها ؟! ثم يجوع ويحرم من رغيف الخبز ، لكسر إرادته وكرامته .
ومن هنا فإن الحكومات العربية والإسلامية مطالبة اليوم بأداء واجبها في نصرة الشعب الفلسطيني وعونه، وفك ذلك الحصار الشديد المفروض عليه؛ بتقديم كل وسائل الدعم المادي والاقتصادي والسياسي وعدم الخضوع لتلك الإملاءات والتهديدات الظالمة الجائرة. وعلى الشعوب الإسلامية في العالم أن تقدم مزيد من الدعم والمآزرة لإخوانهم، وليحذر المسلمون جميعاً في العالم من أن يكونوا سبباً في التخذيل أو التواني أو النكوص عن دعم فلسطين والمصلحين فيها فنصرة الشعب الفلسطيني هي نصرة لأرض المسلمين .
واجبنا نحو إخواننا في فلسطين
وفي ظل هذه الأزمات التي تمر على إخواننا في فلسطين أهم ما نحتاج إليه نحن جميعا في هذا العصر الذي كثرت فيه المصائب وتعددت أوجهها ، الصبر لأنه عادة الأنبياء والمتقين، وحلية أولياء الله المخلصين، فالصبر ليس حالة جبن أو يأس أو ذل ، بل الصبر حبس النفس عن الوقوع في سخط الله تعالى وتحمل الأمور بحزم وتدبر, والصابرون يوفون أجورهم بغير حساب : "أُوْلَـئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَـٰماً" [الفرقان:75]، وقال تعالى عن أهل الجنة: "سَلَـٰمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ" [الرعد:24]، فهو المحك الرئيس ، لصدق العبد في صبره، واحتسابه مصيبته عند الله. وقال سبحانه مُصَبِّرًا وواعِدًا بالحسنى : " ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون ".
ولنبشر جميعا بنصر الله تعالى ، إذا حققنا العبودية لله سبحانه ، حينها يصبح الحجر والشجر جند من جنود الله تعالى ، ويكون التمكين للمسلمين في الأرض " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي أرتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ، يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فؤلئك هم الفاسقون"
ونوصي أنفسنا وإخواننا على أرض فلسطين بما وَصَّى به الله عباده المؤمنين في خاتمة سورة آل عمران حيث قال : " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " .
ما المطلوب منا ؟
وقفة أمتنا الإسلامية والعربية مع قضية فلسطين وشعبها مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى... فالحصار اشتد والاعتداءات في ازدياد والآلام تتفاقم والمعانة ليس لها حدود ...
لابد أن نكسر الحصار المفروض للتجويع والإذلال، ولا نمانع أن وصفونا بالإرهاب ... فليتبرع كل منا للشعب المسلم المحاصر ، ولنساهم جميعا في إيصال المال للأيتام الذين انقطعت عنهم الكفالات الشهرية بسبب قطع سبل إيصال الأموال إلى فلسطين وبنوكها ، فالآلاف منهم ينتظرون إيصال مخصصاتهم ، أرامل وأسر متعففة ومرضى وطلبة انقطعوا عن جامعاتهم ومعاهدهم ، وبعضهم في السنوات الأخيرة ، يأملون أن يرفع الحصار عن الحوالات لإيصال مخصصاتهم الشهرية من المؤسسات الخيرية والتطوعية .
مطلوب منا وقفة مع البنوك العربية التي تمنع تحويل الأموال والمبالغ للشعب الفلسطيني ومؤسساته الخيرية، والتي ساهمت بحصار الشعب الفلسطيني بعد أن خضعت للضغوط واستجابت للأوامر حتى لا تتهم بمساندة الإرهاب !!! أليس لنا الحق كأمة إسلامية وشعوب ترى المعاناة - على الهواء مباشرة - في وضع تلك البنوك في القائمة السوداء، ولنحاسبها حول انهزامها في أول مواجهة ؟!!
ومطلوب منا كذلك أن نعي المؤامرات التي تدور حول فلسطين وشعبها ، وأن نعرف ما وراء تلك الأحداث ، وكيف سخر الإعلام الغربي وغيره لتبرير الحصار وسياسة القتل البطيء للمسلمين في الأرض التي باركها الله للعالمين وفضلها لتكون مقام الطائفة المنصورة إلى آخر الزمان .
ومطلوب منا أيضاً أن نعرف أسباب النصر على أعدائنا ، وأن لا نضخم قوتهم ونردد مقولاتهم بأن جيشهم لا يقهر ، فقد بان حالهم وهم أجبن خلق الله تعالى ، وأكثرهم رعباً وخوفاً إن كانت هناك مواجهة وحرب حقيقية والتي لم تحصل بشكل شامل إلى الآن !!
مطلوب منا أن نتوحد حول قراراتنا العربية والإسلامية التي تحق الحق وترد الباطل – وما ذلك ببعيد - كما توحد الغرب الأوروبي والأمريكي حول رؤاه ومواقفه وقراراته بكل ما يتعلق بفلسطين وشعبها ، كموقفها من وقف المساعدات على الحكومة الفلسطينية المنتخبة والشعب بأكمله وموقفها من الاعتداءات الصهيونية الظالمة . أليس في استطاعتنا ونحن نملك الكثير أن نقابل تلك القرارات، بمواقف وقرارات مماثلة حتى لا نترك إخواننا في فلسطين يواجهون الحصار والموت البطيء وحدهم ؟!!
ومطلوب منا أن لا نبرر لليهود ممارساتهم بالذرائع التي أرادوا أن يقنعوا العالم بها لإكمال مسيرتهم في ضرب البنية التحية والمؤسسات، وكل مظاهر الحياة على أراضي الضفة والقطاع.
ومطلوب أولا وأخيراً من الشعب الفلسطيني أن يوحد صفوفه ويتمسك بثوابته الشرعية ويدافع عنها ،وينبذُ الخلاف ويقف صفّاً واحداً في مواجهَة الاحتلال والمتغيّرات العالميّة والثبات على نهجِ الوَحدة القائم على الشريعة الإسلامية ؛ الوحدة التي لا يذّل فيها مظلوم، ولا يشقى معها مَحروم، ولا يعبَث في أرضِها باغ، ولا يتلاعب بحقوقِها ظالم .
والمطلوب من المجتمع الدولي الخروج عن صمته، والقيام بواجباته الأخلاقية والقانونية تجاه السكان المدنيين في القطاع والضفة ، وتوفير حاجاتهم الأساسية ، والحماية الدولية لهم ولممتلكاتهم ، والعمل على تحريرهم من سجن يعد هو الأكبر في التاريخ من حيث المساحة وعدد المسجونين ، وأن لا تترك بواباته خاضعة لتصرف السجان ليقتل ويجوع ويدمر .
ومطلوب من الشعوب الإسلامية في العالم أن تقدم مزيد من الدعم والمآزرة لإخوانهم، وليحذر المسلمون جميعاً في العالم من أن يكونوا سبباً في التخذيل أو التواني أو النكوص عن دعم فلسطين والمصلحين فيها فنصرة الشعب الفلسطيني هي نصرة لأرض المسلمين ... والحمد لله رب العالمين .
تعليق