صفعات القدر المميتة تتوالى علي..
تدمي الفؤاد وتحيله رمادا..
ويصبح كورقة الخريف المفتتة بين يدي..
أشهدها في كفي كالقتيل الذي غادرته الروح بعد خناقه..
ولا أستطيع أن أنبس ببنت شفة..
تتحدر الدمعة ساقطة من مقلتي ..
لتجري على خدي تخفف من حرارة الدم بين عروقي..
ترسم علامة من علامات اليأس وتخربش هموما جديدة على برشامة عمري الذابل..
وتمضي الأيام وأعيش حياتي ..أتغصص مراري..
أموت من همي ..
أتلاشى من ضياعي..
وأهيم في عالم ضعفي وتشتتي ..
حتى إذا أمسيت لألقي رأسي على الوسادة ..
لأفكر في إراحة ذلك الرأس المصطخب بالهموم..
تهزمني دموعي ..
تخنقني آهاتي ..
وتبعد الهواء عن صدري آلامي..
أرمي بنفسي على وسادتي ..
بكل يأس ..
بكل احباط ..
بكل ألم..
أبكي ..
وأبكي بحرقة وندم..
وعواطفي الجياشة تتأجج في داخلي..
وأسألة حائرة تتشعشع في مخيلتي..
إلى متى هذا العذاب..؟؟
إلى متى هذه الوحدة..؟؟
غريبة أنا أبكي حظي العاثر..
وحيدة أنا أرجو سحاب الصيف العابر..
متألمة أنا أتجرع سموم زماني الغابر..
وأمضي في حوار مع أشلائي الهامدة..
جثتي الممددة..
حيث غادرت الروح..
واستفشت الجروح..
وتتسارع نبضات قلبي ..
أشعر بحبك لايزال يترعرع في داخلي..
لا يزال يدغدغ مشاعري البريئة..
وهل تبقت مشاعر..؟؟!!
**
أفوق من حزن لحزن أصعب..
أنتقل من هم لهم أقرب..
أذكر بأنني قد فقدتك ..
بأنني قد ابتعدت عنك..
أذكر بأنك قد أصبحت حياتي وعمري..
وبأنني قد أصبحت مجرد ذكرى ..
مجرد فكرة عابرة تمر أو تطرى..
ويتصاعد الدم إلى وجهي ..
يتفجر بين شراييني ..
أشعر بتناقص ذرات الهواء..
باليأس القاتل إلى درجة الإلحاد..
أرغب في الموت ..
في مفارقة الحياة..
وتتسارع نبضات قلبي ..
أتيقن من أنني لا أزال أحبك..
من أنني لم أسكن في يوما قلبك..
وتغادر بي سفينة أحزاني..
تحط على مرفئ غير المرافئ التي عهدتها ..
حزن قطع أوصالي ..
أذاب كبدي..
استتر مشاعري حتى الموت..
حزن ليس كباقي الأحزان..
يمكن أن نقول..
الظهر الذي وضعت الآمال عليه ..
أشعلت شمعة رأيتها في عينيه..
قد انكسر..
تهشم..
وأصبح بقايا..!!
عندها أنهار كليا..
أموت من حزني ..
تتزايد دقات قلبي ..
جنون قاتل يعتري فؤادي الذابل..
وحشرجات الألم تعتصر كبدي المنشعبة من كثر الآلام..
غاب الأمل أيها الزمن..
غادرتني الحياة..
صرت أخاف أن أغمض عيني فأستفيق على شذى حزن جديد..
أو أغفو على وسادتي ..
فأصل إلى هم جديد..
باتت حياتي لعبة يلهو بها القدر ..
ويكسبها الغدر..
تتحكم فيها الألاعيب ..
وأنا تائهة وحيدة ..
أبحث عن سقف آوي إليه في أقسى لحظة ضعفي..
عن حضن أرتمي فيه عند أشد ساعات خزني..
إلى صدر أفرغ غلي عليه في أفضع ثواني حياتي..
وتتهاذى الأفكار في بالي..
وعند آخر عبرة أستفيق..
ألملم جروحي ..
بقايا حروفي..
بهمي ونوحي ..
أقوم من وسادتي ..
أطرح همومي جانبا..
أحاول إشعال شمعة ذائبة..
أروي شجرة ميتة..
أقرأ أوراقا مبعثرة..
وتهيج بي أحزاني ..
همومي ..
وآلامي..
لأعلم انها واقعي ..
لأرضى بنصيبي وحياتي..
لأسلم كفي للقدر ..
وأسير بطريق الهم والكدر..
ومن ثم أعود ثانية لوسادتي..
لهمومي وسهدي كعادتي..
فالهموم قاتلة
والجروح دامية
والأيام آتية لا محالة..!!
تحياتي..
همس الخيال
تعليق