كلام في الحـب والسيـاسة ..
رسائلُ عشقٍ لا تقف في وجهها المعابر !!..
كانت جملةً في كلامٍ كثير ،، لكنها أصابت مقتل ،، منذ أن سَمعتُها ::كلام في الحب والسياسة ..
ترى إلى أي " قبلة عشقٍ" سأولي قلبي ؟!!
لم تمض لحظات حتى توقفت بوصلة قلبي إلى الشمال تماماً .. حيث يقبعُ العشق هناك ،، والبحر
هناك والقدس والشهادة هناك ،، لكن كيف سأكتب ،، ومن ذا الذي سيتولى إيصال رسائلي ؟!!
حينها تذكرتُ إيماني بقول مصطفى صادق الرافعي :: (( ليس في الحب مسافات, فالمتحابان دائماً
في فكرة , وإن كان أحدهما في المشرق والآخر في المغرب ))
نعم صحيح !!.. لم يتوقف الحب يوماً بطول المسافات ،، ولا ببعدِ الأمكنة .. وأنا عالمية العشق من
مكة ينطلق عشقي إلى غزة هاشم ليتفرع ويتفرع .. يتعدى الزمان والمكان ..كل الحدود والسدود
تتهاوى عنده دون أن توقف لحظة واحدة مدَّهُ الهادر المنطلق من يابسةِ مكة حتى بحر غزةَ
الهائج !!..
أنا والوطـن واحد .. كذلك الشاعر الذي لم يبنى له وطـن فصيَّر الأماني موطنا .. أُشبهه كثيراً الفرق
فقط يكمن في الشعر والعشق .. شاعرٌ هو وأنا عاشقة .. تاهت بيَ الأوطان ..
فصيَّرتُ الدنيا كلها لي موطنا .. في كل بقعةِ انتصار أبني وطناً .. كل أوطاني كما تقول غادة
السمان ::(( بعيدة كالذكرى وقريبة كسواد بؤبؤ العين ،، أحترف حبها ،، والحزن رايتي ،، والشوق
مهنتي )) .
هي رحلة عشقٍ طويلة جداً ،، تبدأ من مكة لأتوقف اليوم في هذه الرسائل .. مسافرةً أحطُّ قليلاً في
غزة .. ومن ثم أرحل كباقي العابرين ..
بوصلة القلب توقفت وجرى حبرُ القلم .. فمضيتُ أكتبُ إليهم أكتب إلى غزة وروحها ،،
بحرها ،، ومرابطيها صغارهم وكبارهم .. أولئك الرابضونَ على حدودِ الفجر منتظرين أن تجودَ
عليهم الصباحاتُ ببعضٍ من نور .. وكثيرٍ من انتصار .. ورائحةُ جنة ..
ها أنا أكتبها .. أعطَّرُها .. وألقي بها للريح .. ليتلقَّفها قلبُ .. فتقرأها وتوصلها
إليهم ::
كلما هممتُ بالكتابة إليكم ،، أتذكر قول الله تعالى ::
(( فاصبروا وصابروا ورابطوا إن الله مع الصابرين )) ..
فـأنشد مع الرافعي وأقول ::
ألا ليت لي قلبين : قلبٌ يحبكم ".." مريضٌ , وقلبٌ بعد ذاكَ طبيبي
فوالله إن الحُـب خيـر محاسنـي ".." ووالله إن الحُب شـر عيوبــي
وأتذكر :: حين كنتُ في السادسة من عمري باغتني الغروب وأنا ألهو برمال شاطئ البحر الميت
لصغري لم يثرني منظرُ احتضارِ الشمس في أحضان البحر .. بقدر ما أثارتني تلك الأضواءُ التي
تنبهتُ إليها فجأة .. تلك التي سطعت في الضفةِ الأخرى من البحر .. ليعلن لي من هم حولي أنْ هذه
هي " القدس " قد ازدانت وازيَّنت بأضوائها .. ولتثبت للعالم أن النور يولدُ كل يومٍ من رحم الليالي
الداجيات .. حينها لم أعلم أنني أنا الأخرى قد رحلتُ يومها مخلفةً ورائي على الشاطئ : قلباً وبعضاً
ومني وكثيراً من حنين !!..
ما علمتُ إلا بعد أربعة عشر عاماً أن البحر في إحدى حالاتِ مدِّه وجزره .. أخذَ ما تركته
هناك وأوصله إلى حيثُ أهوى ..
ولأن البينَ حائلٌ دون الوصال منذُ ستين عاماً .. فقد كنتُ كما الغريق تماماً .. أتشبثُ بقشةٍ
أغدو وأروح .. أحنُّ إليهمُ وأسأل عنهمُ شوقاً وهمُ معي !!..
لا أتركُ خبراً عنهم إلا سمعته .. ولا أرى " أبا العبد " يؤمهم .. أو نسوة غزة "شقائق الرجال"
يهززن بوابات المعابر ،، لتسقط منها كرامات العرب وأشباه الرجال الذين ينظرون وينتظرون
صرخة "صلاحٍ" نائم .. لم يستيقظ حتى اليوم !!..
كل هذا والنار تستعر في قلبي :: يا ليتني كنتُ معهم فأفوز فوزاً عظيماً !!..
حتى ابتسامات الأطفال تغفو معي وهم يتوسدون التراب وقلوب أمهاتهم الثكالى !!..
فأشم المسك إذ يرشح من أجسادهم الغضَّـة .. وإذ يُضمخها عبق الجنـة
المتـنزِّل من السماواتِ العلى ..
كنتُ دائماً ما أضبط قلبي متلبساً بتهمةُ النبض على وقعهم ::
} "ف ل س ط ي ن" - "ق د س" - "غ ز ة "{
كل ذلك كان في نوتةٍ موسيقيةٍ مرتبة .. أغدو على إِثرها جذلى بتلك الأغاني .. لأُصدر حكماً ببراءة
قلبي إلا من تهمة الشوق إليهم .. وعقوبة هذا الإعدام شوقاً حتى الموت !!..
يا أهل غزة : أنتم فرحي .. انتصاراتكم .. صمودكم .. حتى شهدائكم فرحي ..
رسائلي التي أكتبها وأنا أعلم أنها ستصل دون أن تتنجسَ بيدِ صهيوني واحد ..
ها هي صافرةُ قلبي تُعلنُ لي أنَّ كل رسائلي قد وصلت وبسلامٍ أيضاً ..
فـها هي " غزه" ترد بقلمٍ ثـائر لتقول ::
(( ومن قال يا أراكة أنك لست معنا ، فنحن نسمع نبض قلبك كما نسمع نبض قلوب ملايين البشر
وهي تهتف للقدس والأقصى وتتشوق للصلاة في باحته كما نتشوق نحن ، لا نختلف كثيرا فجميعنا لا
يستطيع الوصول مع اختلاف المسافات ،لكن السدود واحدة .
في حضرة القلوب الهاتفة يصعب عليّ أن أتكلم بالسياسة رغم أني لا أعرف إلا الحديث فيها ، ففي
غزة لا نتنفس إلا قرارات سياسية تمنع الدواء وتقلص الغاز وتغلق المعابر وتحجز الآلاف من
المرضى ليصارعوا مرضهم وحدهم ، في كل شيء أهل غزة وحيدون حتى في مرضهم ، و موتهم
كذلك في صبرهم وجلدهم ، فقد رسمت غزة ملامح مختلفة لا يستطيع أي فنان حتى تلوينها توشحت
بألم وسواد تخرج منه نقاط نور تبدد سواده فغزة رغم الحصار زادت عزة ورغم الألم عاشت
واستمرت قاومت بكل ما أوتيت من قوة فانتصر طفلها وهو يعد للعام الدراسي الجديد وانتصرت
حكومتها وهي تهيئ الأجواء وتسيّر الوزارات وتقدم الخدمات، وان كان قلب غزة مكسور بتخلي
القريب عنها،وان كان ما يزيد جرحها ويعمق ألمها أن يشارك بعض الأخوة في تعميق جرحها إلا
أنني أطمئنك أن رسائل الشعوب تصل وتلامس قلوب الغزيين فيرتشفون منها الحب المقدس
ويستشعرون وحدة الدم والعقيدة ،رسائل حبكم تصل وتشد الأزر وتبعث الحياة في النفوس لتزداد
صبرا
ولا أخفيك أن رسائلكم هذه تعلمنا الحديث في الحب بعد أن أدمنا السياسة وعجزنا عن الحديث في
غيرها ))
فلكم من غزة كل الحب ..
كل الحب لكم :
همس الخيال
رسائلُ عشقٍ لا تقف في وجهها المعابر !!..
كانت جملةً في كلامٍ كثير ،، لكنها أصابت مقتل ،، منذ أن سَمعتُها ::كلام في الحب والسياسة ..
ترى إلى أي " قبلة عشقٍ" سأولي قلبي ؟!!
لم تمض لحظات حتى توقفت بوصلة قلبي إلى الشمال تماماً .. حيث يقبعُ العشق هناك ،، والبحر
هناك والقدس والشهادة هناك ،، لكن كيف سأكتب ،، ومن ذا الذي سيتولى إيصال رسائلي ؟!!
حينها تذكرتُ إيماني بقول مصطفى صادق الرافعي :: (( ليس في الحب مسافات, فالمتحابان دائماً
في فكرة , وإن كان أحدهما في المشرق والآخر في المغرب ))
نعم صحيح !!.. لم يتوقف الحب يوماً بطول المسافات ،، ولا ببعدِ الأمكنة .. وأنا عالمية العشق من
مكة ينطلق عشقي إلى غزة هاشم ليتفرع ويتفرع .. يتعدى الزمان والمكان ..كل الحدود والسدود
تتهاوى عنده دون أن توقف لحظة واحدة مدَّهُ الهادر المنطلق من يابسةِ مكة حتى بحر غزةَ
الهائج !!..
أنا والوطـن واحد .. كذلك الشاعر الذي لم يبنى له وطـن فصيَّر الأماني موطنا .. أُشبهه كثيراً الفرق
فقط يكمن في الشعر والعشق .. شاعرٌ هو وأنا عاشقة .. تاهت بيَ الأوطان ..
فصيَّرتُ الدنيا كلها لي موطنا .. في كل بقعةِ انتصار أبني وطناً .. كل أوطاني كما تقول غادة
السمان ::(( بعيدة كالذكرى وقريبة كسواد بؤبؤ العين ،، أحترف حبها ،، والحزن رايتي ،، والشوق
مهنتي )) .
هي رحلة عشقٍ طويلة جداً ،، تبدأ من مكة لأتوقف اليوم في هذه الرسائل .. مسافرةً أحطُّ قليلاً في
غزة .. ومن ثم أرحل كباقي العابرين ..
بوصلة القلب توقفت وجرى حبرُ القلم .. فمضيتُ أكتبُ إليهم أكتب إلى غزة وروحها ،،
بحرها ،، ومرابطيها صغارهم وكبارهم .. أولئك الرابضونَ على حدودِ الفجر منتظرين أن تجودَ
عليهم الصباحاتُ ببعضٍ من نور .. وكثيرٍ من انتصار .. ورائحةُ جنة ..
ها أنا أكتبها .. أعطَّرُها .. وألقي بها للريح .. ليتلقَّفها قلبُ .. فتقرأها وتوصلها
إليهم ::
كلما هممتُ بالكتابة إليكم ،، أتذكر قول الله تعالى ::
(( فاصبروا وصابروا ورابطوا إن الله مع الصابرين )) ..
فـأنشد مع الرافعي وأقول ::
ألا ليت لي قلبين : قلبٌ يحبكم ".." مريضٌ , وقلبٌ بعد ذاكَ طبيبي
فوالله إن الحُـب خيـر محاسنـي ".." ووالله إن الحُب شـر عيوبــي
وأتذكر :: حين كنتُ في السادسة من عمري باغتني الغروب وأنا ألهو برمال شاطئ البحر الميت
لصغري لم يثرني منظرُ احتضارِ الشمس في أحضان البحر .. بقدر ما أثارتني تلك الأضواءُ التي
تنبهتُ إليها فجأة .. تلك التي سطعت في الضفةِ الأخرى من البحر .. ليعلن لي من هم حولي أنْ هذه
هي " القدس " قد ازدانت وازيَّنت بأضوائها .. ولتثبت للعالم أن النور يولدُ كل يومٍ من رحم الليالي
الداجيات .. حينها لم أعلم أنني أنا الأخرى قد رحلتُ يومها مخلفةً ورائي على الشاطئ : قلباً وبعضاً
ومني وكثيراً من حنين !!..
ما علمتُ إلا بعد أربعة عشر عاماً أن البحر في إحدى حالاتِ مدِّه وجزره .. أخذَ ما تركته
هناك وأوصله إلى حيثُ أهوى ..
ولأن البينَ حائلٌ دون الوصال منذُ ستين عاماً .. فقد كنتُ كما الغريق تماماً .. أتشبثُ بقشةٍ
أغدو وأروح .. أحنُّ إليهمُ وأسأل عنهمُ شوقاً وهمُ معي !!..
لا أتركُ خبراً عنهم إلا سمعته .. ولا أرى " أبا العبد " يؤمهم .. أو نسوة غزة "شقائق الرجال"
يهززن بوابات المعابر ،، لتسقط منها كرامات العرب وأشباه الرجال الذين ينظرون وينتظرون
صرخة "صلاحٍ" نائم .. لم يستيقظ حتى اليوم !!..
كل هذا والنار تستعر في قلبي :: يا ليتني كنتُ معهم فأفوز فوزاً عظيماً !!..
حتى ابتسامات الأطفال تغفو معي وهم يتوسدون التراب وقلوب أمهاتهم الثكالى !!..
فأشم المسك إذ يرشح من أجسادهم الغضَّـة .. وإذ يُضمخها عبق الجنـة
المتـنزِّل من السماواتِ العلى ..
كنتُ دائماً ما أضبط قلبي متلبساً بتهمةُ النبض على وقعهم ::
} "ف ل س ط ي ن" - "ق د س" - "غ ز ة "{
كل ذلك كان في نوتةٍ موسيقيةٍ مرتبة .. أغدو على إِثرها جذلى بتلك الأغاني .. لأُصدر حكماً ببراءة
قلبي إلا من تهمة الشوق إليهم .. وعقوبة هذا الإعدام شوقاً حتى الموت !!..
يا أهل غزة : أنتم فرحي .. انتصاراتكم .. صمودكم .. حتى شهدائكم فرحي ..
رسائلي التي أكتبها وأنا أعلم أنها ستصل دون أن تتنجسَ بيدِ صهيوني واحد ..
ها هي صافرةُ قلبي تُعلنُ لي أنَّ كل رسائلي قد وصلت وبسلامٍ أيضاً ..
فـها هي " غزه" ترد بقلمٍ ثـائر لتقول ::
(( ومن قال يا أراكة أنك لست معنا ، فنحن نسمع نبض قلبك كما نسمع نبض قلوب ملايين البشر
وهي تهتف للقدس والأقصى وتتشوق للصلاة في باحته كما نتشوق نحن ، لا نختلف كثيرا فجميعنا لا
يستطيع الوصول مع اختلاف المسافات ،لكن السدود واحدة .
في حضرة القلوب الهاتفة يصعب عليّ أن أتكلم بالسياسة رغم أني لا أعرف إلا الحديث فيها ، ففي
غزة لا نتنفس إلا قرارات سياسية تمنع الدواء وتقلص الغاز وتغلق المعابر وتحجز الآلاف من
المرضى ليصارعوا مرضهم وحدهم ، في كل شيء أهل غزة وحيدون حتى في مرضهم ، و موتهم
كذلك في صبرهم وجلدهم ، فقد رسمت غزة ملامح مختلفة لا يستطيع أي فنان حتى تلوينها توشحت
بألم وسواد تخرج منه نقاط نور تبدد سواده فغزة رغم الحصار زادت عزة ورغم الألم عاشت
واستمرت قاومت بكل ما أوتيت من قوة فانتصر طفلها وهو يعد للعام الدراسي الجديد وانتصرت
حكومتها وهي تهيئ الأجواء وتسيّر الوزارات وتقدم الخدمات، وان كان قلب غزة مكسور بتخلي
القريب عنها،وان كان ما يزيد جرحها ويعمق ألمها أن يشارك بعض الأخوة في تعميق جرحها إلا
أنني أطمئنك أن رسائل الشعوب تصل وتلامس قلوب الغزيين فيرتشفون منها الحب المقدس
ويستشعرون وحدة الدم والعقيدة ،رسائل حبكم تصل وتشد الأزر وتبعث الحياة في النفوس لتزداد
صبرا
ولا أخفيك أن رسائلكم هذه تعلمنا الحديث في الحب بعد أن أدمنا السياسة وعجزنا عن الحديث في
غيرها ))
فلكم من غزة كل الحب ..
كل الحب لكم :
همس الخيال
تعليق