غروب على ميناء البحر
في المساء ، ساعة يرحل البحر ، حافياً أمشي صوب البحر ؛ وفي تلك المساحة المتروكة من العراء ، أرقب ذرات الرمل تذوب في الماء ، تقطر مثل حبيبات الماس ... وعند الغروب ترى الصخور الرمادية تلوح في الأفق البعيد ، وينهض ماء البحر على ساق من الشاطيء ، وبين ممرات الصخور ، يتردد الصدى ، وتضيع الموجة ... ينكسر صوتها ؛ وبصمت يذوب وجه الشمس . وببطىء ظلال الغروب تختفي ، والظلمة تلفّ المكان وفي عمق الموج يكون البدء .
في لحظة الغروب هذه .. أشعر بهذا الانفصال الهائل الذي يحدث بين الضياء والظلام وهذا التعاقب المدهش .. أشعر بعظمة البحر وهو يبتلع شمس كاملة في أحشائه ، أتخيّل الصورة بهذه البساطة .. بحر يبتلع شمس وشمس تعيد اللعبة مع كل مساء .. ما الذي يغري الاثنان بهذه اللعبة المتجددة .. لا الشمس حاذرت العودة في موعدها المتفق عليه ، ولا البحر ملّه هذا الاستقبال المتكرر لهذا الكائن الأخطبوط ، استمرت الغواية في لوحة المساء الواحدة ، بوعي منّا أم بغير وعي .. وغداً موعد آخر لتكرار اللعبة .. لعبة الاحتواء والسقوط .
النوارس تنقر بياض الموج ، تتساقط نقطة . نقطة من مياه ماس البحر .. وبصوت تراتيل المساء .. يفيض .. يتدفّق توقاً .. حناناً .. ينجمع .. جماعات ، جماعات ليردد النشيد .. ويركض على الشاطيء في البحث عن وجه اليم .. في السكون .. قبل أن يسرق الليل الأنوار من عمق النجوم .. ليحتمي في ظلال اللحظة الفارغة .. يشكل ملامحه .. يلاحق أضواء لحظات التسلل خارج نطاق اللامعقول .. في زوايا الخوف .. والفراغ واللاشيء .. يفتش عن الرفاهية العاطفية أو الاستكانة داخل جيوب صغيرة من النشوة الضائعة .. ويلعب بالتراب ليعبق الجو والمكان بالظلام .. ويتّشح سواد الليل الذي يتكدّس على ذاكرة الماء .. وذاكرة اللاشعور .. ويرحل البحر نهائياً على الشاطيء .. يطير .. يطير .. عشقاً .. إنتشاء .. ليحتل كل مساحات الحب .. ومساحات الأشياء .. وتبدأ الحركة الخلاّبة للشاطيء ، فينجمع الرمل في راحة الشاطيء ، يرتحل ؛ إنه الرحيل ، الرحيل . هذا البحر الآن ساكناً هادئاً .. رضيعاً مسالماً .. جباراً مكابراُ .. في صبره عمّا بأحشائه .. من يفهم أغنيات البحر .. غير هذه النوارس التي لا ترحل بعيداً عنه .. أدرك الصيادون بعضها .. بادلوه العشق الحب والأساطير حدّ الفناء .. ظلّ خجولاً بأسراره .. كم آلمه سوء الفهم المتكرر .. ظلّ وحيداً .. غنّى جرحه في موجه .. احتوى حبّات رمال شاطئه في صدق كل الأمهات .. فضّل أخيراً النوم على جرحه .. معترفاً بصمته ، أن ذلك قدراً مشتركاً بين جميع الكائنات .
في المساء ، ساعة يرحل البحر ، حافياً أمشي صوب البحر ؛ وفي تلك المساحة المتروكة من العراء ، أرقب ذرات الرمل تذوب في الماء ، تقطر مثل حبيبات الماس ... وعند الغروب ترى الصخور الرمادية تلوح في الأفق البعيد ، وينهض ماء البحر على ساق من الشاطيء ، وبين ممرات الصخور ، يتردد الصدى ، وتضيع الموجة ... ينكسر صوتها ؛ وبصمت يذوب وجه الشمس . وببطىء ظلال الغروب تختفي ، والظلمة تلفّ المكان وفي عمق الموج يكون البدء .
في لحظة الغروب هذه .. أشعر بهذا الانفصال الهائل الذي يحدث بين الضياء والظلام وهذا التعاقب المدهش .. أشعر بعظمة البحر وهو يبتلع شمس كاملة في أحشائه ، أتخيّل الصورة بهذه البساطة .. بحر يبتلع شمس وشمس تعيد اللعبة مع كل مساء .. ما الذي يغري الاثنان بهذه اللعبة المتجددة .. لا الشمس حاذرت العودة في موعدها المتفق عليه ، ولا البحر ملّه هذا الاستقبال المتكرر لهذا الكائن الأخطبوط ، استمرت الغواية في لوحة المساء الواحدة ، بوعي منّا أم بغير وعي .. وغداً موعد آخر لتكرار اللعبة .. لعبة الاحتواء والسقوط .
النوارس تنقر بياض الموج ، تتساقط نقطة . نقطة من مياه ماس البحر .. وبصوت تراتيل المساء .. يفيض .. يتدفّق توقاً .. حناناً .. ينجمع .. جماعات ، جماعات ليردد النشيد .. ويركض على الشاطيء في البحث عن وجه اليم .. في السكون .. قبل أن يسرق الليل الأنوار من عمق النجوم .. ليحتمي في ظلال اللحظة الفارغة .. يشكل ملامحه .. يلاحق أضواء لحظات التسلل خارج نطاق اللامعقول .. في زوايا الخوف .. والفراغ واللاشيء .. يفتش عن الرفاهية العاطفية أو الاستكانة داخل جيوب صغيرة من النشوة الضائعة .. ويلعب بالتراب ليعبق الجو والمكان بالظلام .. ويتّشح سواد الليل الذي يتكدّس على ذاكرة الماء .. وذاكرة اللاشعور .. ويرحل البحر نهائياً على الشاطيء .. يطير .. يطير .. عشقاً .. إنتشاء .. ليحتل كل مساحات الحب .. ومساحات الأشياء .. وتبدأ الحركة الخلاّبة للشاطيء ، فينجمع الرمل في راحة الشاطيء ، يرتحل ؛ إنه الرحيل ، الرحيل . هذا البحر الآن ساكناً هادئاً .. رضيعاً مسالماً .. جباراً مكابراُ .. في صبره عمّا بأحشائه .. من يفهم أغنيات البحر .. غير هذه النوارس التي لا ترحل بعيداً عنه .. أدرك الصيادون بعضها .. بادلوه العشق الحب والأساطير حدّ الفناء .. ظلّ خجولاً بأسراره .. كم آلمه سوء الفهم المتكرر .. ظلّ وحيداً .. غنّى جرحه في موجه .. احتوى حبّات رمال شاطئه في صدق كل الأمهات .. فضّل أخيراً النوم على جرحه .. معترفاً بصمته ، أن ذلك قدراً مشتركاً بين جميع الكائنات .
تعليق