السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يحكى أنه كان ضفدع يقفز بين أوراق الأشجار الطافية بعد أن أغرق ماء النهر بفيضانه الأرض حوله فلمح الضفدع عقرباً يقف حائراً على أحد الصخور والماء يحيط به من كل جانب.
قال العقرب للضفدع: 'ياصاحبى ألا تعمل معروفاً وتحملنى على ظهرك لتعبر بى إل اليابس فإنى لا أجيد العوم'.
ابتسم الضفدع ساخراً وقال: 'كيف أحملك على ظهرى أيها العقرب وأنت من طباعك اللسع'.
قال العقرب فى جدية: 'أنا ألسعك!! كيف وأنت تحملنى على ظهرك فإذا قرصتك مت فى حينك وغرقت وغرقت معك'.
تردد الضفدع قليلاً وقال للعقرب: 'كلامك معقول ولكنى أخاف أن تنسى وعدك'.
قال العقرب: 'كيف أنسى ياصديقى!! إن كنت سأنسى المعروف فهل أنسى أنى معرض للموت ؟!! هل أعرض نفسى للموت بسبب لسعة ؟!!!'
بدت القناعة على الضفدع بسبب لهجة العقرب الصادقة فاقترب منه فقفز العقرب على ظهره وسار الضفدع فى النهر يتبادل الحديث الهادئ مع العقرب الساكن على ظهره وفى وسط النهر.
تحركت أطراف العقرب فى قلق وتوجس الضفدع شراً فقال للعقرب فى ريبة: 'ماذا بك ياصديقى ؟!!'
قال العقرب فى ترد وقلق: 'لا أدرى ياصديقى شئ تحرك فى صدرى'
.
زاد الضفدع من سرعته عوماً وقفزاً في الماء وإذا به يستشعر لسعة قوية فى ظهره فتخور قواه بعد أن سرى سم العقرب في جسده وبينما يبتلع الماء جسديهما نظر الضفدع إلى العقرب فى أسى وهو يبتلع الماء ليغرق
فقال العقرب فى حزن شديد: 'اعذرني .. الطبع غلاب ياصاحبى ...!!!'
أيقنت فعلااااا ان الطبع غلاب مهما تظاهر الإنسان عكس طبعه لا بد يوما يسقط القناع ويظهر على حقيقته
وكما قال الشاعر :
وكل أمرىء راجع يوما لشيمته ***وإن تخلق أخلاقا الى حين
تعليق