إعـــــــلان

تقليص

قوانين منتديات أحلى قلب

قوانين خاصة بالتسجيل
  • [ يمنع ] التسجيل بأسماء مخلة للآداب أو مخالفة للدين الإسلامي أو مكررة أو لشخصيات معروفة.
  • [ يمنع ] وضع صور النساء والصور الشخصية وإن كانت في تصاميم أو عروض فلاش.
  • [ يمنع ] وضع روابط لايميلات الأعضاء.
  • [ يمنع ] وضع أرقام الهواتف والجوالات.
  • [ يمنع ] وضع روابط الأغاني أو الموسيقى في المنتدى .
  • [ يمنع ] التجريح في المواضيع أو الردود لأي عضو ولو كان لغرض المزح.
  • [ يمنع ] كتابة إي كلمات غير لائقة ومخلة للآداب.
  • [ يمنع ] نشر عناوين أو وصلات وروابط لمواقع فاضحة أو صور أو رسائل خاصة لا تتناسب مــع الآداب العامة.
  • [ يمنع ] الإعــلان في المنتدى عن أي منتج أو موقع دون الرجوع للإدارة.

شروط المشاركة
  • [ تنويه ]الإلتزام بتعاليم الشريعة الاسلامية ومنهج "اهل السنة والجماعة" في جميع مواضيع المنتدى وعلى جميع الإخوة أن يتقوا الله فيما يكتبون متذكرين قول المولى عز وجل ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
    وأن يكون هدف الجميع هو قول الله سبحانه وتعالى (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت).
  • [ يمنع ] الكتابة عما حرم الله عز وجل وسنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم .
  • [ يمنع ] التعرض لكل ما يسىء للديانات السماوية أي كانت أو ما يسيء لسياسات الدول .
  • [ يمنع ] عرض الإيميلات في المواضيع والردود .
  • [ يمنع ] التدخل في شؤون إدارة الموقع سواء في قراراتها أو صلاحيتها أو طريقة سياستها .
  • [ يمنع ] الإستهزاء بالمشرفين أو الإدارة بمجملها .
  • [ يمنع ] التعرض لأي شخص بالإهانة أو الإيذاء أو التشهير أو كتابة ما يتعارض مع القوانين المتعارف عليها .
  • [ يمنع ] التسجيل في المنتديات لهدف طرح إعلانات لمواقع أو منتديات أخرى .
  • [ يمنع ] طرح أي شكوى ضد أي مشرف أو عضو علناً ، و في حال كان لا بد من الشكوى .. راسل المدير العام من خلال رسالة خاصة .
  • [ يمنع ] استخدام الرسائل الخاصة لتبادل الكلام المخل للآداب مثل طلب التعارف بين الشباب و الفتيات أو الغزل وإن إكتشفت الإدارة مثل هذه الرسائل سوف يتم إيقاف عضوية كل من المُرسِل والمُرسَل إليه ما لم يتم إبلاغ المدير العام من قبل المُرسَل إليه والرسائل الخاصة وضعت للفائدة فقط .
  • [ يجب ] احترام الرأي الآخر وعدم التهجم على الأعضاء بأسلوب غير لائق.
  • عند كتابة موضوع جديد يرجى الابتعاد عن الرموز والمد الغير ضروري مثل اأآإزيــــآء هنـــديـــه كـــيـــوووت ~ يجب أن تكون أزياء هندية كيوت
  • يرجى عند نقل موضوع من منتدى آخر تغيير صيغة العنوان وتغيير محتوى الأسطر الأولى من الموضوع

ضوابط استخدام التواقيع
  • [ يمنع ] وضع الموسيقى والأغاني أو أي ملفات صوتية مثل ملفات الفلاش أو أي صور لا تتناسب مع الذوق العام.
  • [ يجب ] أن تراعي حجم التوقيع , العرض لا يتجاوز 550 بكسل والارتفاع لا يتجاوز 500 بكسل .
  • [ يمنع ] أن لا يحتوي التوقيع على صورة شخصية أو رقم جوال أو تلفون أو عناوين بريدية أو عناوين مواقع ومنتديات.
  • [ يمنع ] منعاً باتاً إستخدام الصور السياسية بالتواقيع , ومن يقوم بإضافة توقيع لشخصية سياسية سيتم حذف التوقيع من قبل الإدارة للمرة الأولى وإذا تمت إعادته مرة أخرى سيتم طرد العضو من المنتدى .

الصورة الرمزية للأعضاء
  • [ يمنع ] صور النساء المخلة بالأدب .
  • [ يمنع ] الصور الشخصية .

مراقبة المشاركات
  • [ يحق ] للمشرف التعديل على أي موضوع مخالف .
  • [ يحق ] للمشرف نقل أي موضوع إلى قسم أخر يُعنى به الموضوع .
  • [ يحق ] للإداريين نقل أي موضوع من منتدى ليس من إشرافه لأي منتدى أخر إن كان المشرف المختص متغيب .
  • [ يحق ] للمشرف حذف أي موضوع ( بنقلة للأرشيف ) دون الرجوع لصاحب الموضوع إن كان الموضوع مخالف كلياً لقوانين المنتدى .
  • [ يحق ] للمشرف إنـذار أي عضو مخالف وإن تكررت الإنذارات يخاطب المدير العام لعمل اللازم .

ملاحظات عامة
  • [ يمنع ] كتابة مواضيع تختص بالوداع أو ترك المنتدى وعلى من يرغب في ذلك مخاطبة الإدارة وإبداء الأسباب.
  • [ تنويه ] يحق للمدير العام التعديل على كل القوانين في أي وقت.
  • [ تنويه ] يحق للمدير العام إستثناء بعض الحالات الواجب طردها من المنتدى .

تم التحديث بتاريخ 19\09\2010
شاهد أكثر
شاهد أقل

!!! ][ شخصياتـ فيـ ذاكرة الأعضآآء ][ !!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    رد: !!! ][ شخصياتـ فيـ ذاكرة الأعضآآء ][ !!!


    \\



    سطوع نجمه:

    كانت مواهب أحمد ياسين الخطابية قد بدأت تظهر بقوة، ومعها بدأ نجمه يلمع وسط دعاة غزة، الأمر الذي لفت إليه أنظار المخابرات المصرية العاملة هناك، فقررت عام 1965 اعتقاله ضمن حملة الاعتقالات التي شهدتها الساحة السياسية المصرية التي استهدفت كل من سبق اعتقاله من جماعة الإخوان المسلمين عام 1954.

    وظل ياسين حبيس الزنزانة الانفرادية قرابة شهر، ثم أُفرج عنه بعد أن أثبتت التحقيقات عدم وجود علاقة تنظيمية بينه وبين الإخوان.

    وقد تركت فترة الاعتقال في نفس ياسين آثارا مهمة لخصها بقوله: "إنها عمقت في نفسه كراهية الظلم، وأكدت (فترة الاعتقال) أن شرعية أي سلطة تقوم على العدل وإيمانها بحق الإنسان في الحياة بحرية".

    بعد هزيمة 1967 التي احتلت فيها إسرائيل كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة استمر الشيخ أحمد ياسين في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل، وفي الوقت نفسه نشط في جمع التبرعات ومعاونة أسر الشهداء والمعتقلين، ثم عمل بعد ذلك رئيسا للمجمع الإسلامي في غزة.

    وكان الشيخ أحمد ياسين يعتنق أفكار جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر على يد الإمام حسن البنا عام 1928، والتي تدعو إلى فهم الإسلام فهما صحيحا، والشمول في تطبيقه في شتى مناحي الحياة.

    وقد أزعج النشاط الدعوي للشيخ أحمد ياسين السلطات الإسرائيلية فاعتقلته مرة ثانية عام 1982، ووجهت إليه تهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة، وأصدرت عليه حكما بالسجن 13 عاما، لكنها عادت وأطلقت سراحه عام 1985 في إطار عملية لتبادل الأسرى بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "القيادة العامة".

    اتفق الشيخ أحمد ياسين عام 1987 مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي الذين يعتنقون أفكار الإخوان المسلمين في قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي بغية تحرير فلسطين، أطلقوا عليه اسم "حركة المقاومة الإسلامية" المعروفة اختصارا باسم "حماس".

    وكان للشيخ ياسين دور مهم في الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت آنذاك، والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد.

    مع تصاعد أعمال الانتفاضة بدأت السلطات الإسرائيلية التفكير في وسيلة لإيقاف نشاط الشيخ أحمد ياسين، فقامت في أغسطس 1988 بمداهمة منزله وتفتيشه وهددته بالنفي إلى لبنان.

    وعندما ازدادت عمليات قتل الجنود الإسرائيليين واغتيال العملاء الفلسطينيين قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في 18-5-1989 باعتقاله مع المئات من أعضاء حركة حماس.

    وفي 16-10-1991 أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكما بسجنه مدى الحياة، وجاء في لائحة الاتهام أن هذه التهم بسبب التحريض على اختطاف وقتل جنود إسرائيليين وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.

    حاولت مجموعة فدائية تابعة لكتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحماس- الإفراج عن الشيخ ياسين وبعض المعتقلين المسنين الآخرين، فقامت بخطف جندي إسرائيلي قرب القدس يوم 13-12-1992، وعرضت على إسرائيل مبادلته نظير الإفراج عن هؤلاء المعتقلين، لكن السلطات الإسرائيلية رفضت العرض وقامت بشن هجوم على مكان احتجاز الجندي؛ وهو ما أدى إلى مصرعه ومصرع قائد الوحدة الإسرائيلية المهاجمة ومقتل قائد مجموعة الفدائيين.

    وفي عملية تبادل أخرى في أول أكتوبر عام 1997 جرت بين الأردن وإسرائيل في أعقاب المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان وإلقاء السلطات الأمنية الأردنية القبض على اثنين من عملاء الموساد سلمتهما لإسرائيل مقابل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين.

    **********

    مواقف مرنة:

    وعاد الشيخ ياسين إلى قطاع غزة متبنياً مواقف مرنة تجاه السلطة الفلسطينية، وقد حظي مرارا باحترام رئيس السلطة الفلسطينية وكبار القادة؛ حيث كان دائما من المنادين بالوحدة الوطنية وتحسين العلاقات مع السلطة، ومع ذلك فإنه رفض بشدة مشاركة حركته في الحكومة الفلسطينية التي تشكلت تحت غطاء أوسلو.

    وفي أعقاب إحدى عمليات التفجير القوية التي نفذتها حركة حماس في قطاع غزة في شهر أكتوبر 1998، فرضت السلطة الفلسطينية الإقامة الجبرية على الشيخ أحمد ياسين، وهو القرار الذي عارضه الكثير من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني أنفسهم إلى جانب الشارع الفلسطيني العام.

    وفي شهر مايو عام 1998 قام الشيخ أحمد ياسين بحملة علاقات عامة واسعة لحماس في الخارج؛ حيث قام بجولة واسعة في العديد من الدول العربية والإسلامية ومنها إيران، نجح خلالها في جمع مساعدات معنوية مادية كبيرة للحركة؛ حيث قدرات المساعدات آنذاك بنحو 50 مليون دولار.

    وقد أثارت هذه الجولة إسرائيل آنذاك حيث قامت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية باتخاذ سلسلة قرارات تجاه ما وصفته "بحملة التحريض ضد إسرائيل في الخارج"، التي قام بها الشيخ أحمد ياسين.

    وقالت إسرائيل آنذاك أن الأموال التي جمعها الشيخ ياسين ستخصص للإنفاق على نشاطات وعمليات الجناح العسكري "كتائب القسام" وليس على نشاطات حركة حماس الاجتماعية في الأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع، التي تشمل روضات للأطفال ومراكز طبية ومؤسسات إغاثة خيرية وأخرى تعليمية.
    وقد سارعت إسرائيل إلى رفع شكوى إلى الولايات المتحدة للضغط على الدول العربية بالامتناع عن تقديم المساعدة للحركة، وطالبت شخصيات إسرائيلية آنذاك بمنع الشيخ ياسين من العودة إلى قطاع غزة، ولكنه عاد بعد ذلك بترتيب مع السلطة الفلسطينية.

    وقد أكد الشيخ ياسين مرارا طوال هذه السنوات بأن الدولة الفلسطينية في فلسطين قائمة لا محالة، وأن تحرير فلسطين قادم، وذلك عبر برنامج الجهاد الذي تتبناه الحركة بشكل إستراتيجي.

    وتعرض الشيخ أحمد ياسين في 6-9-2003 لمحاولة اغتيال إسرائيلية حين قصفت مروحيات إسرائيلية شقة في غزة كان يوجد بها الشيخ وكان يرافقه إسماعيل هنية. ولم تكن إصاباته بجروح طفيفة في ذراعه اليمنى بالقاتلة.





    شـ ـفـ ـآفـ ـيـ ـة رـوـوـوح

    [ .. H .. ]


    تعليق


    • #47
      رد: !!! ][ شخصياتـ فيـ ذاكرة الأعضآآء ][ !!!


      \\



      لم يمض على هذا الدرب إلا طلباً للشهادة:

      لم يسلم الشيخ، فقد تعرض هو الآخر، ومعه ثلة من إخوانه لعملية اغتيال فاشلة في شهر حزيران/يونيو الماضي، الأمر الذي استهزأ به الرجل معلناً إنه لم يمض على هذا الدرب إلا طلباً للشهادة التي يخوفونه بها.
      بعد عملية (أسدود) البطولية في (15/3/2004) والتي نفذها مجاهدان خرجا من قطاع غزة، قررت سلطات الاحتلال معاودة استهداف قادة الحركة السياسيين من أجل إضعافها كما ذهب أحد رموزها.
      لدى خروجه من صلاة فجر يوم الاثنين 22/3/2004 هوجمت سيارة الشيخ بثلاثة صواريخ، فاستشهد ومعه ثمانية أشخاص، من بينهم مرافقيه، فكانت الخاتمة التي أحبها عليه رحمة الله.
      استشهد الشيخ بعد أن أتم البناء وأطمأن على روعته وقوته وعنفوانه، وبعد أن صنع الانتصار الذي عرفه العالم أجمع بقرار شارون الفرار من قطاع غزة.
      استشهد الشيخ، لكن المسيرة التي صنعها بجهد وجهاده وروحه ستواصل التقدم حتى تحصد في طريقها الاحتلال البغيض، ولكن الغزاة الأغبياء لا يفقهون.

      { رحمه الله وأدخله فسيح جناته }





      شـ ـفـ ـآفـ ـيـ ـة رـوـوـوح

      [ .. H .. ]


      تعليق


      • #48
        رد: !!! ][ شخصياتـ فيـ ذاكرة الأعضآآء ][ !!!



















        تم بحمد الله وإن شاء الله نكون وفينا وكفينا
        مَلِكَه الروح / نقآء روح ..
        آعشقكِ و آشتآق لكِ يَ القلب النقي..
        /
        سَـجَـٌلِ وٌاَحَـفـِرٌ عـَلِـىٌ جَـِدٌارِكَ يـٌا زِمـٌنِ ..
        انِـا ٌفلسطيني.. مـِهٌـمٌا كـَاِنُ الثـِمٌــنَ

        تعليق


        • #49
          رد: !!! ][ شخصياتـ فيـ ذاكرة الأعضآآء ][ !!!

          بعد المشاورات بيني أنا والأخت أمل الغد

          تم أختيار العضواني

          أماني & نيستا

          للتحدث عن الشاعر الراحل
          محمود درويش

          وبالتوفيق شكرا

          مَلِكَه الروح / نقآء روح ..
          آعشقكِ و آشتآق لكِ يَ القلب النقي..
          /
          سَـجَـٌلِ وٌاَحَـفـِرٌ عـَلِـىٌ جَـِدٌارِكَ يـٌا زِمـٌنِ ..
          انِـا ٌفلسطيني.. مـِهٌـمٌا كـَاِنُ الثـِمٌــنَ

          تعليق


          • #50
            رد: !!! ][ شخصياتـ فيـ ذاكرة الأعضآآء ][ !!!

            واااااااااو مجهود رائع

            يا زهورة & أمول

            رحمكـ الله يا شيخ المجاهدين

            وكل الكلمات لا توفيكـ حقكـ

            فأنت أب ومعلم رباني , لم تلد الأمهات في هذا عصر مثلكـ


            وهادي الصورة كتير أثرت فيه وكنت راح أبكي لما شفتها يا الله ليتنا نعود متوحدين كما كنا






            ونتتظر العضوان أماني & نيستا

            لنرحل مع الشاعر محمود درويش ( رحمه الله )



            يسلمو دياتك خيو أبو حميد على التوقيع النايس


            تعليق


            • #51
              رد: !!! ][ شخصياتـ فيـ ذاكرة الأعضآآء ][ !!!

              فعلاً مجهود راائع

              عن شخصيه أروع

              اوفيتوها حقها

              وتحدثتم عنها بشكل جميل ومتناسق

              يعطيكم ألف عافيه وبأنتظار

              نيستا & اماني

              تعليق


              • #52
                رد: !!! ][ شخصياتـ فيـ ذاكرة الأعضآآء ][ !!!


                هبوووووووش



                يسلمووووووووووو



                على ترشيحناااا


                انا ونستاااااااااااااا


                في هذا الموضوع

                القيم

                انتظروناااااااااااا
                التعديل الأخير تم بواسطة أمانى; 11 - 08 - 2008, 04:51 PM.



                أمــاااانى ,,,


                تعليق


                • #53
                  رد: !!! ][ شخصياتـ فيـ ذاكرة الأعضآآء ][ !!!





                  إلى روح محمود درويش


                  هذه يدك التقطها - هذه روحك سنلتقطها – ان دمروا بيتي – ان قتلوا اولادي – انا صامد

                  هذا هو الموعود قد جاء – بضعة سنتمترات وتابوت – وقلب ارتجف من الدموع المكنونة في حدقات

                  العيون – جسد سيعود الى تراب – ويمتزج بالتراب – وروحك ستبقى تحوم فوقه – وفوق ثرى بيتك

                  المنسي فوق العروش – وفوق بيارات البرتقال والزيتون – وفي انا الزعتر والدحنون – وفي انت

                  الحب والشقاء – وفي كل الارض الممزوجة بحجارة الاطفال وسيول الدماء وانهار الكرامة وحدائق

                  الصمت المعطرة بالورود والاشواك .

                  اشجارك التي كانت تنبت العصافير – ورياحك التي كانت تعصف شرقا وغربا وجنوبا – وقلبك الذي

                  كان ينبض الشعر يمينا وشمالا – ومتاهات الفضاء الشعرية التي حدثتنا عنها – ما نسيها الشهداء ولن

                  ينساها من سيستشهدون .

                  حفلاتك للوداع الرسمي للشعر والنثر الذي كان يسكن قلبك – وحفلاتك الشعرية في استقبال الموت

                  والانتصار عليه – وانت مؤمن بالشهاده – وقلبك الذي ابى الموت عدة مرات وانت برفقة كلمات

                  الحب وكلمات الوطن – كل ذلك سيبقى في صدور الابطال وفي رومانسيات موسيقى الثوار وفي

                  الحان من يعزف العود والقيثار – فداء للوطن .



                  رحمك الله يا محمود درويش

                  يااااا شااااااعر الوطن

                  حبيت أنقل هذه الرسالة التى كتبهاا


                  أحد الشعراء


                  في يوم رحيل درويش


                  ارى اليوم في اعين الشعراء غيوما تهطل مطرا....

                  سألت نفسي قائلا : لعل هناك امر في توقيت الفصول ....

                  حاورني الزمان وهو يجيبني لقد جفت الاقلام ولم يعد هنالك حبرا ....

                  قلت في نفسي هي قصة ... هي بكاء ام ضحكة.....

                  ما بي اليوم : اني ارى الطرقات مبتلة من كثرة الامطار.....

                  حتما ان الغيوم تمطر عند الجميع لكنها لا تعني خيرا......

                  ما بها تلك الغيوم تزداد احمرارا .......

                  ما بها تلك الغيوم تزداد هطولا ......

                  سألت الزمان بعد ان اجابني....

                  ما قصة الاقلام التي جفت وتوقيت الفصول التي عن مسار توقيتها انحرفت ........

                  قال لي الزمان : اصمت ان الكلام قد مات .......

                  قلت في نفسي متسائلا : اماتت العبارات ام الكلمات ......

                  سألت الزمان : ايموت الكلام وانا احاورك بالكلام .......

                  قال لي والغيوم تمطر من عينيه .......

                  لقد مات سيد الكلام .......

                  سألت نفسي مرة اخرى هي قصة .....

                  طرحت السؤال على الزمان متطفلا مرة اخرى .....

                  اجبني .. ولا تحيرني بفلسفة الكلام ......

                  قال لي مجيبا لقد ماتت فلسفة الكلام ......

                  قلت للزمان غاضبا مابك تخاطبي جناس على طباق ......

                  حاول الزمان والحزن على وجهه شاحبا ان يجيبني .. لم يستطع......

                  قلت له : لقد اغرقتني هطولا وقتلتني بكثافة الاحزان ......

                  قال لي : لا تعتب على الزمان بمحاورات الكلام ......

                  الم تسمع : لقد مات سيد الكلام .......

                  احتضنت الزمان باكيا ......

                  حينها ايقنت ان سيد الكلام قد مات ......


                  نبذه عن حياة الشاعر الفلسطيني محمود درويش رحمه الله:



                  محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثلاث بنات ، ولد عام 1941 في قرية البروة ( قرية فلسطينية مدمرة ، يقوم مكانها اليوم قرية احيهود ، تقع 12.5 كم شرق ساحل سهل عكا) ، وفي عام 1948 لجأ الى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا الى فلسطين وبقي في قرية دير الاسد (شمال بلدة مجد كروم في الجليل) لفترة قصيرة استقر بعدها في قرية الجديدة (شمال غرب قريته الام -البروة-).


                  تعليمه:


                  اكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الاسد متخفيا ، فقد كان تخشى ان يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2 كم شمالي الجديدة).




                  حيــــــاته:

                  انضم محمود درويش الى الحزب الشيوعي في اسرائيل ، وبعد انهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي اصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر .



                  لم يسلم من مضايقات الاحتلال ، حيث اعتقل اكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق باقواله ونشاطاته السياسية ، حتى عام 1972 حيث نزح الى مصر وانتقل بعدها الى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الحتجاجا على اتفاق اوسلو.



                  شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل ، واقام في باريس قبل عودته الى وطنه حيث انه دخل الى اسرائيل بتصريح لزيارة امه ، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض اعضاء الكنيست الاسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك.



                  وحصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها:جائزة لوتس عام 1969.


                  جائزة البحر المتوسط عام 1980.

                  درع الثورة الفلسطينية عام 1981.

                  لوحة اوروبا للشعر عام 1981.

                  جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982.

                  جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983.


                  شعــــــره :

                  يُعد محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينة ، ومر شعره بعدة مراحل .



                  بعض مؤلفاته :



                  عصافير بلا اجنحة (شعر).

                  اوراق الزيتون (شعر).

                  عاشق من فلسطين (شعر).

                  آخر الليل (شعر).

                  مطر ناعم في خريف بعيد (شعر).

                  يوميات الحزن العادي (خواطر وقصص).

                  يوميات جرح فلسطيني (شعر).

                  حبيبتي تنهض من نومها (شعر).

                  محاولة رقم 7 (شعر).

                  احبك أو لا احبك (شعر).

                  مديح الظل العالي (شعر).

                  هي اغنية ... هي اغنية (شعر).

                  لا تعتذر عما فعلت (شعر).

                  عرائس.

                  العصافير تموت في الجليل.

                  تلك صوتها وهذا انتحار العاشق.

                  حصار لمدائح البحر (شعر).

                  شيء عن الوطن (شعر).

                  وداعا ايها الحرب وداعا ايها السلم (مقالات).


                  ** بطـــــاقة هويــــــة **

                  سجل
                  أنا عربي
                  ورقم بطاقتي خمسون ألفْ
                  وأطفالي ثمانيةٌ
                  وتاسعهم سيأتي بعد صيفْ
                  فهل تغضبْ

                  سجل
                  أنا عربي
                  وأعمل مع رفاق الكدح في محجرْ
                  وأطفالي ثمانيةٌ
                  أسل لهم رغيف الخبزِ
                  والأثواب والدفترْ
                  من الصخرِ
                  ولا أتوسل الصدقات من بابكْ
                  ولا أصغرْ
                  أمام بلاطِ أعتابك
                  فهل تغضبْ

                  *

                  سجل
                  أنا عربي
                  اسمٌ بلا لقبِ
                  صبورٌ في بلادٍ كل ما فيها
                  يعيض بفورة الغضبِ
                  جذوري
                  قبل ميلاد الزمان رستْ
                  وقبل تفتح الحقبِ
                  وقبل السرْوِ والزيتونْ
                  وقبل ترعرع العشبِ
                  أبي من أسرة المحراث
                  لا من سادةٍ نُجُبِ
                  وجدي كان فلاحاً
                  بلا حسبٍ ولا نسبِ
                  يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتبِ
                  وبيتي كوخ ناطورٍ
                  من الأعواد والقصبِ
                  فهل ترضيك منزلتي
                  انا اسمٌ بلا لقبِ

                  *

                  سجل
                  أنا عربي
                  ولون الشعر فحْميٌّ
                  ولون العين بنيِّ
                  وميزاتي: على رأسي عقالٌ فوق كوفيهْ
                  وكفي صلبة كالصخرِ
                  تخمش من يلامسها
                  وعنواني: أنا من قريةٍ عزْلاءَ... منسيهْ
                  شوارعها بلا أسماءْ
                  وكل رجالها في الحقل والمحجرْ
                  فهل تغضبْ
                  سجل أنا عربي
                  سلَبْتَ كروم أجدادي
                  وأرضاً كنت أفلحها
                  أنا وجميع أولادي
                  ولم تترك لنا ولكل أحفادي
                  سوى هذي الصخورِ... فهل ستأخذها حكومتكم كما قيلا
                  إذن
                  سجل برأس الصفحة الأولى
                  أنا لا أكره الناسَ
                  ولا أسطو على أحدٍ
                  ولكني إذا ما جعتُ
                  آكل لحم مغتصبي
                  حذار حذارِ من جوعي
                  ومن غضبي

                  يلااااااااا نيستااااااااااااا كمل


                  واااااااااااءء





                  أمــاااانى ,,,


                  تعليق


                  • #54
                    رد: !!! ][ شخصياتـ فيـ ذاكرة الأعضآآء ][ !!!





                    لماذا غيبك الموت يا درويش،


                    لماذا لم تخبرنا ان سترحل
                    وستكون تلك الايام على مسارح بيت لحم ورام الله وفي الاراضي المحتلة عام 48 هي كلمات وحفلات الوداع، لماذا لم يقل لنا احد انك سترحل قريبا.

                    لم تكتمل فرحتنا بعد، ولم تشاركنا الفرحة بالطابع البريدية الذي اصدرته الحكومة الفلسطينية والي يحمل صورتك، ولكن لعلك فرحت قبل رحيلك، ولعلك تمنيت ان تشاركنا الفرحة مرات ومرات على ارض فلسطين.

                    كم هي حزينة فلسطين الان، وكم يلتف الحزب والسواد عكا حبيبتك وقريتك المهجرة البروة، والتي هجرت منها قصرا عام 48 تحت دوي القنابل والمدافع.



                    محمود درويش... في حضرة الغياب

                    رحل عنا محمود درويش يوم السبت 9 آب 2008 بعد 67 عاما من حياة دأب ينتقل فيها من قمة إلى أخرى أعلى منها، دون كلل أو ملل. كان إنسانا جميلا، قبل أن يكون متنبي عصرنا الحديث، يرى ما لا نراه، في الحياة والسياسة وحتى في الناس، ويعبر عن كل هذه الأمور بلغة وكأنها وجدت ليكتبها. وحين قرر أن يخوض غمار هذه العملية الجراحية الأخيرة اعتقدنا أنه سيهزم الموت، كما هزمه في مرات سابقة، لكنه، بعينه الثاقبة، رأى على ما يبدو شبحه "قادما من بعيد".
                    أراد أن يفاجئ الموت بدلا من أن يفاجئه الأخير بانفجار "القنبلة الموقوتة" التي كانت عبارة عن شريانه المعطوب. كان مستعدا كعادته، وتركنا نحن وراءه كي "نربي الأمل".


                    "بقية حياة"
                    إذا قيل لي: ستموتُ هنا في المساء
                    فماذا ستفعل في ما تبقَّى من الوقتِ؟
                    ـ أنظرُ في ساعة اليد/
                    أشربُ كأسَ عصيرٍ،
                    وأَقضم تُفَّاحَةً،
                    وأطيلُ التأمُّلَ في نَمْلَةٍ وَجَدَتْ رزقها،
                    ثم أنظر في ساعة اليدِ/
                    ما زال ثمَّة وقتٌ لأحلق ذقني
                    وأَغطس في الماء/ أهجس:
                    "لا بُدَّ من زينة للكتابة/
                    فليكن الثوبُ أزرق"/
                    أجْلِسُ حتى الظهيرة حيّاً إلى مكتبي
                    لا أرى أَثر اللون في الكلمات،
                    بياضٌ، بياضٌ، بياضٌ...
                    أُعِدُّ غدائي الأخير
                    أَصبُّ النبيذ بكأسين: لي
                    ولمن سوف يأتي بلا موعد،
                    ثم آخذ قَيْلُولَةً بين حُلْمَينْ/
                    لكنّ صوت شخيري سيوقظني...
                    ثم أَنظر في ساعة اليد:
                    ما زال ثمّةَ وَقْتٌ لأقرأ/
                    أقرأ فصلاً لدانتي ونصْفَ مُعَلَّقَةٍ
                    وأرى كيف تذهب مني حياتي
                    إلى الآخرين، ولا أتساءل عَمَّنْ
                    سيملأ نقصانها
                    ـ هكذا ؟
                    ـ هكذا ، هكذا
                    ـ ثم ماذا ؟
                    ـ أمشّط شَعْري، وأرمي القصيدة...
                    هذي القصيدة في سلة المهملات
                    وألبس أحدث قمصان إيطاليا،
                    وأُشَيّع نفسي بحاشيةٍ من كمنجات إسبانيا
                    ثم أمشي إلى المقبرةْ !


                    نيرون مات ، ولم تمت روما ...
                    بعينيها تقاتل !
                    وحبوب سنبلة تجف
                    ستملأ الوادي سنابل ..!


                    هنا اتوقف لكن ليس طويلاا

                    تعليق


                    • #55
                      رد: !!! ][ شخصياتـ فيـ ذاكرة الأعضآآء ][ !!!


                      شخصيات لن تمحى الأيام ولا السنون
                      ذكراهم
                      ستبقى فحوى خطوطهم راسخة كالجبال
                      وسينقش بعبير الورد حروف اساميهم
                      رحماك ربي
                      ارحمهم واعفو عنهم
                      وعطر بسرد نا لهم مسراهم
                      رائعة تلك الفكرة هبوش
                      سلمتِ ودمت
                      خالص ودى


                      تعليق


                      • #56
                        رد: !!! ][ شخصياتـ فيـ ذاكرة الأعضآآء ][ !!!

                        عندما نقابل شخصيات

                        عظيمة


                        تأبي الانهزام


                        لا نستطيع الكلام


                        بل نلتزم الصمت


                        ولكن لنوفيهم حقهم لا بد من


                        تخليد ذكراهم


                        اعترافااا بفضلهم



                        محمود درويش.

                        فن وثقاااااااااافة

                        . سيرة الشاعر الذاهبة دائما نحو سيرة فلسطين



                        يغيب درويش مثل الفراشة التي كان "أثرها" آخر الأعمال التي تركها لأمته ولشعبه ولأصدقائه وللملايين من قرائه ومحبيه ، رحل كما الفراشة ، مودعا قضيته ، وقد أودعها مثل أعز وأغلى الأمانات في قلوب الملايين من قرائه ومحبيه ، وكان الشاعر سبق له وان اجرى عمليتين في القلب سنة 1984 و,1998 وكانت العملية الاخيرة وراء ولادة قصيدته المطولة "جدارية" التي يقول فيها "هزمتك يا موت ، الفنون الجميلة جميعها هزمتك". ومما جاء فيها أيضا: "سوف أكون ما سأصيرُ في الفلك الأخيرً. وكلُّ شيء أبيضُ ، البحرُ المعلَّق فوق سقف غمامة بيضاءَ. واللا شيء أبيضُ في سماء المُطلق البيضاء. كُنتُ ، ولم أكُن. فأنا وحيد في نواحي هذه الأبديّة البيضاء. جئتُ قُبيَل ميعادي: فلم يظهر ملاك واحد ليقول لي"ماذا فعلتَ ، هناك ، في الدنيا؟".

                        وفعل درويش كل ما من شأنه أن يجعله نجما متألقا في سماء الشعر العربي. وقدم لقضيته الفلسطينية ما لم يقدمه شاعر عربي آخر. وظلت كلماته تهز الإسرائيليين وتخيفهم في العمق وتجرح ، بسكين الحقيقة ، غبار أساطيرهم وتبدد ملح فضتهم. وكانت قصيدته الشهيرة "أيها المارون بين الكلمات العابرة" قد أثارت هزة عنيفة في مختلف أركان المجتمع الصهيوني في إسرائيل ، ويقول درويش في هذه القصيدة: "أيها المارون بين الكلمات العابرة احملوا أسماءكم وانصرفوا واسحبوا ساعاتكم من وقتنا ، وانصرفوا وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة وخذوا ما شئتم من صور ، كي تعرفوا انكم لن تعرفوا كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء. أيها المارون بين الكلمات العابرة منكم السيف - ومنا دمنا منكم الفولاذ والنار - ومنا لحمنا منكم دبابة أخرى - ومنا حجر منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر وعلينا ما عليكم من سماء وهواء فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا وادخلوا حفل عشاء راقص.. وانصرفوا وعلينا ، نحن ، أن نحرس ورد الشهداء وعلينا ، نحن ، أن نحيا كما نحن نشاء أيها المارون بين الكلمات العابرة كالغبار المر مروا أينما شئتم ولكن لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة فلنا في أرضنا ما نعمل ولنا قمح نربيه ونسقيه ندى أجسادنا ولنا ما ليس يرضيكم هنا حجر.. أو خجل فخذوا الماضي ، إذا شئتم إلى سوق التحف وأعيدوا الهيكل العظمي للهدهد ، إن شئتم على صحن خزف لنا ما ليس يرضيكم ، لنا المستقبل ولنا في أرضنا ما نعمل".

                        ويجمع نقاد ومثقفون من كل أرجاء الوطن العربي على ان قصائد درويش منحت المقاومة ضد الوجود الصهيوني في فلسطين سلاحا لا يبلى من العزيمة على الثبات بعدالة القضية الفلسطينية ، والدفاع عن قدسيتها ، وذلك الى الحد الذي جعل نياط قلوب مئات الملايين تنشد الى قضيته. وعندما كان درويش منفيا كتب قصيدته الشهيرة التي غناها كل العرب مع زياد الرحباني: "أحن الى خبز أمي وقهوة أمي. وتكبر في الطفولة يوما على صدر يومي. وأعشق عمري لأني إذا مت أخجل من دمع أمي". وعندما عاد درويش الى فلسطين مع العائدين في إطار اتفاق السلام ، عاد درويش الى بيته القديم لجده ظلا وأطلالا. ولد درويش في فلسطين في قرية البروة في الجليل الغربي عام 1942 ودمرت قريته عام 1948 واقيم مكانها قرية زراعية يهودية باسم "احي هود" ونشأ وترعرع في قرية الجديدة المجاورة لقريته.

                        وكانت كل قصيدة من قصائد درويش تردد صدى الضمير الفلسطيني من أدنى التفاصيل الى أدناها. وكتب يقول في "قصيدة الأرض": "في شهر آذار ، في سنة الإنتفاضة ، قالت لنا الأرضُ أسرارها الدموية. في شهر آذار مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بنات. وقفن على باب مدرسة إبتدائية ، واشتعلن مع الورد والزعتر البلديّ. افتتحن نشيد التراب. دخلن العناق النهائي - آذار يأتي إلى الأرض من باطن الأرض يأتي ، ومن رقصة الفتيات - البنفسج مال قليلاً ليعبر صوت البنات. العصافيرُ مدّت مناقيرها في اتّجاه النشيد وقلبي. وجرب درويش كل فنون الشعر وطرائقه ، من اجل أن يمسك بغيمة المعنى ، وليرفع سماوات الشعر العربي الحديث الى ما لم ترتفع اليه ، ليس في قصائده النضالية وحدها بل وفي قصائد الحب التي كان واحدا من اكبر فرسانها في الشعر العربي الحديث. ومن احدها بعنوان "الجميلات هن الجميلات" ، يقول درويش: الجميلات هنَّ الجميلاتُ "نقش الكمنجات في الخاصرة"(....) الجميلات هنَّ الكبيراتُ "مانجو مقشرةّ ونبيذّ معتق" الجميلات هنَّ الصغيراتُ "وَعْدُ غدْ وبراعم زنبق" الجميلات ، كلّ الجميلات ، أنت إذا ما اجتمعن ليخترن لي أنبلَ القاتلات".

                        وكان درويش هو الذي كتب نص إعلان الاستقلال الفلسطيني الذي تم إعلانه في الجزائر عام ,1988 وشغل درويش منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر مجلة "الكرمل" ، وتقلبت به المنافي ليقيم في باريس وبيروت وتونس ، قبل ان يعود الى رام الله.

                        وكان درويش في مطلع شبابه عضوا في الحزب الشيوعي الاسرائيلي الذي وجد فيه الكثير من فلسطينيي عام 1948 غطاء سياسيا لنضالاتهم الأولى ضد العنصرية الصهيونية. وعمل في مجلة الجديد وصحيفة الاتحاد ولوحق من اجهزة الامن الاسرائيلية ومن ثم فرضت عليه الاقامة الجبرية ما بين عام 1961 حتى غادر عام ,1972

                        ونال محمود درويش عدة جوائز عالمية تكريما لشعره. منها ، جائزة لوتس عام 1969 ، وجائزة البحر المتوسط عام 1980 ، ودرع الثورة الفلسطينية عام 1981 ، ولوحة أوروبا للشعر عام ,1981 وظل درويش واحدا من أبرز المرشحين العرب لنيل جائزة نوبل للأدب ، إلا ان حظوظه بنيلها ظلت موضع شكوك جديرة بالاعتبار تتعلق بالموقف الإنساني النضالي الذي ظل يغلب على شعره. ولكنه غاب ، مثلما تغيب الفراشة ، تاركنا في قلبنا جرحا ، والقلب مفتوح ، مثلما ظل قلبه مفتوحا على أمل بالحرية: على أمل بالحياة.


                        مختارات لـ محمود درويش :






                        فكِّر بغيرك



                        وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ
                        [لا تَنْسَ قوتَ الحمام]

                        وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ
                        [لا تنس مَنْ يطلبون السلام]

                        وأنتَ تسدد فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ
                        [مَنْ يرضَعُون الغمامٍ]

                        وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ
                        [ لا تنس شعب الخيامْ]

                        وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ
                        [ثمّةَ مَنْ لم يحد حيّزاً للمنام]

                        وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكِّر بغيركَ
                        [مَنْ فقدوا حقَّهم في الكلام]

                        وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك
                        [ قُلْ: ليتني شمعةُ في الظلام ]




                        ---------------------------------------------------------------

                        الآن في المنفى


                        الآن، في المنفى ... نعم في البيتِ،
                        في الستّينَ من عُمْرٍ سريعٍ
                        يُوقدون الشَّمعَ لك
                        فافرح، بأقصى ما استطعتَ من الهدوء،
                        لأنَّ موتاً طائشاً ضلَّ الطريق إليك
                        من فرط الزحام.... وأجّلك
                        قمرٌ فضوليٌّ على الأطلال,
                        يضحك كالغبي
                        فلا تصدِّق أنه يدنو لكي يستقبلك
                        هُوَ في وظيفته القديمة، مثل آذارَ
                        الجديدِ ... أعادَ للأشجار أسماءَ الحنينِ
                        وأهمَلكْ
                        فلتحتفلْ مع أصدقائكَ بانكسار الكأس.
                        في الستين لن تجِدَ الغَدَ الباقي
                        لتحملَهُ على كتِفِ النشيد ... ويحملكْ
                        قُلْ للحياةِ، كما يليقُ بشاعرٍ متمرِّس:
                        سيري ببطء كالإناث الواثقات بسحرهنَّ
                        وكيدهنَّ. لكلِّ واحدةْ نداءُ ما خفيٌّ:
                        هَيْتَ لَكْ / ما أجملَكْ!
                        سيري ببطءٍ، يا حياةُ ، لكي أراك
                        بِكامل النُقصان حولي. كم نسيتُكِ في
                        خضمِّكِ باحثاً عنِّي وعنكِ. وكُلَّما أدركتُ
                        سرَاً منك قُلتِ بقسوةٍ: ما أّجهلَكْ!
                        قُلْ للغياب: نَقَصتني
                        وأنا حضرتُ ... لأُكملَكْ!


                        ---------------------------------------

                        حين تطيل التأمل




                        حين تُطيل التأمُّلَ في وردةٍ
                        جَرَحَت حائطاً، وتقول لنفسكَ:
                        لي أملٌ في الشفاء من الرمل /
                        يخضرُّ قلبُكَ...
                        حين تُرافقُ أُنثى إلى السيرك
                        ذاتَ نهارٍ جميلٍ كأيثونةٍ ....
                        وتحلُّ كضيفٍ على رقصة الخيل /
                        يحمرُّ قلبكَ ...
                        حين تعُدُّ النجومَ وتُخطئُ بعد
                        الثلاثة عشر، وتنعس كالطفل
                        في زُرقة الليلِ /
                        يبيضُّ قلبُكَ ...
                        حين تَسيرُ ولا تجد الحُلْمَ
                        يمشي أمامك كالظلّ /
                        يصفرُّ قلبك ...



                        ------------------------------------------------------

                        إن مشيت على شارع



                        إن مشيت على شارعٍ لا يؤدي إلى هاوية
                        قُل لمن يجمعون القمامة: شكراً!
                        إن رجعتَ إلى لبيت، حيّاً، كما ترجع القافية
                        بلا خللٍ، قُلْ لنفسك: شكراً!
                        إن توقَّعتَ شيئاً وخانك حدسك،فاذهب غداً
                        لتى أين كُنتَ، وقُلْ للفرائة: شكراً!
                        إن صرخت بكل قواك، ورد عليك الصدى
                        "مَنْ هناك؟" فقل للهويّة: شكراً!
                        إن نظرتَ إلى وردةٍ دون أن توجعكْ
                        وفرحتَ بها، قل لقلبك: شكراً!
                        إن نهضت صباحاً، ولم تجد الآخرين معك
                        يفركون جفونك، قل للبصيرة: شكراً!
                        إن تذكرت حرفاً من اسمك واسم بلادك،
                        كن ولداً طيباً!
                        ليقول لك الربُّ: شكراً!


                        ------------------------------------------------------

                        كمقهى صغير هو الحبّ



                        كمقهى صغير على شارع الغرباء -
                        هو الحبُّ ... يفتح أبوابه للجميع.
                        كمقهى يزيد وينقُصُ وَفْق المُناخ:
                        إذا هَطَلَ المطرُ ازداد رُوّادُهُ،
                        وإذا اعتدل الجو قلُّوا وملُّوا...
                        أنا ههنا - يا غربيةُ - في الركم أجلس
                        [ما لون عينيكِ؟ ما اسمكِ؟ كيف
                        أناديك حين تَمُرِّين بي، وأنا جالس
                        في انتظاركِ؟ ]
                        مقهى صغيرٌ هو الحبُّ. أطلب كأسي
                        نبيذٍ وأشرب نخبي ونخبك. أحمل
                        قبّعتين وشمسية. إنها تمطر الآن.
                        تمطر أكثر من أي يوم، ولا تدخلين.
                        أقول لنفسي أخيراً: لعل التي كنت
                        أنتظرُ انتظَرَتْني ... أو انتظَرتْ رجلاً
                        آخرَ - انتظرتنا ولم تتعرف عليه / عليَّ،
                        وكانت تقول: أنا ههنا في انتظارك.
                        [ما لون عينيكَ؟ أي نبيذْ تحبُّ؟
                        وما اسمكَ؟ كيف أناديك حين
                        تَمُر أمامي]


                        ------------------------------------------------------


                        لا أعرف الشخص الغريب


                        لا أعرف الشخصَ الغريبَ ولا مآثرهُ...
                        رأيتُ جِنازةً فمشيت خلف النعش،
                        مثل الآخرين مطأطئ الرأس احتراماً. لم
                        أجد سبباً لأسأل: مَنْ هُو الشخصُ الغريبُ؟
                        وأين عاش، وكيف مات [ فإن أسباب
                        الوفاة كثيرةٌ من بينها وجع الحياة].
                        سألتُ نفسي: هل يرانا أم يرى
                        عَدَماً ويأسفُ للنهاية؟ كنت أعلم أنه
                        لن يفتح النَّعشَ المُغَطَّى بالبنفسج كي
                        يُودِّعَنا ويشكرنا ويهمسَ بالحقيقة
                        [ ما الحقيقة؟] رُبَّما هُوَ مثلنا في هذه
                        الساعات يطوي ظلَّهُ. لكنَّهُ هُوَ وحده
                        الشخصُ الذي لم يَبْكِ في هذا الصباح،
                        ولم يَرَ الموت المحلِّقَ فوقنا كالصقر...
                        [ فاًحياء هم أَبناءُ عَمِّ الموت، والموتى
                        نيام هادئون وهادئون وهادئون ] ولم
                        أَجد سبباً لأسأل: من هو الشخص
                        الغريب وما اسمه؟ [ لا برق
                        يلمع في اسمه ] والسائرون وراءه
                        عشرون شخصاً ما عداي [ أنا سواي]
                        وتُهْتُ في قلبي على باب الكنيسة:
                        ربما هو كاتبٌ أو عاملٌ أو لاجئٌ
                        أو سارقٌ، أو قاتلٌ ... لا فرق،
                        فالموتى سواسِيَةٌ أمام الموت .. لا يتكلمون
                        وربما لا يحلمون ...
                        وقد تكون جنازةُ الشخصِ الغريب جنازتي
                        لكنَّ أَمراً ما إلهياً يُؤَجِّلُها
                        لأسبابٍ عديدةْ
                        من بينها: خطأ كبير في القصيدة











                        أمــاااانى ,,,


                        تعليق


                        • #57
                          رد: !!! ][ شخصياتـ فيـ ذاكرة الأعضآآء ][ !!!

                          نيستا & اماني
                          كفيتو وفيتو عن الشاعر الراحل
                          يسلموا الكم
                          دمت في رعاية الله

                          تعليق


                          • #58
                            رد: !!! ][ شخصياتـ فيـ ذاكرة الأعضآآء ][ !!!

                            «صرتُ لاجئاً في بلادي وخارجها»

                            عن المنفى ... آخر نص كتبه ولم يُنشر في كتاب





                            آخر إطلالة لمحمود درويش ... في مدينة آرل الفرنسية قبل أسبوعين




                            محمود درويش

                            للمنفى أسماء كثيرة ووجهان، داخليّ وخارجيّ. المنفى الداخلي هو غُرْبَة المرء عن مجتمعه وثقافته، وتأمُلّ عميق في الذات، بسبب اختلاف منظوره عن العالم وعن معنى وجوده عن منظور الآخرين، لذلك يشعر بأنه مختلف وغريب، وهنا، لا تكون للمنفى حدود مكانية. إنّه مقيم في الذات المحرومة من حريتها الشخصية في التفكير والتعبير، بسبب إكراه السّلطة السياسية أو سلطة التقاليد. يحدث هذا في المكان المضادّ، تعريفاً للمنفى. يحدث هذا داخل الوطن.

                            المنفى الخارجيّ هو انفصال المرء عن فضاء مرجعي، عن مكانه الأول وعن جغرافيته العاطفية. إنه انقطاع حادّ في السيرة، وشرخٌ عميق في الإيقاع، هنا، يحمل المنفيّ كُلَّ عناصر تكوينه: الطفولة، والمشاهد الطبيعية، الذاكرة، الذكريات، مرجعيات اللغة، دفاعاً عن خصوصيته وهُويّته، ويأخذ التعبيرُ عن حنينه إلى الوطن شكل الصلاة للمُقدّس. هنا يُطوّر المنفيّ اختلافه عن الآخرين لأنه يخشى الاندماج والنسيان. ويعيش على الهامشِ الواسع بين «هنا» و «هناك» يرى أن أرضه البعيدة هي الصلبة، وأنّ أرض الآخرين غريبة ورخوة.

                            المنفيّ هو اللامُنتَمي بامتياز. لا ينتمي إلى أي مكان خارج ذاكرته الأولى. تصبح الذاكرة بلاداً وهُوية، وتتحوّل محتوياتُ الذاكرة إلى معبودات. وهكذا يضخّم المنفيُّ جماليات بلاده ويُضفي عليها صفات الفردوس المفقود. وحيث ينظر إلى التاريخ بغضب لا يتساءل: هل أنا ابنُ التاريخ، أم ضحيّته فقط؟

                            يحدث ذلك عندما يكون المنفى إجباريّاً، بسبب الحرب أو الكوارث الطبيعية أو الاضطهاد السياسي أو الاحتلال أو التطهير العرقي.

                            وهناك منفى اختياريّ، حيث يبحث المنفيُّ عن شروط حياة أخرى.. عن أفق جديد. أو عن حالة من العزلة والتأمل في الأعالي والأقاصي، واختبار قدرة الذات على المغامرة والخروج من ذاتها إلى المجهول، والانخراط في التجربة الإنسانية، باعتبار الوجود الإنساني كلّه شكلاً من أشكال المنفى، منذ أن عوقبنا نحن أحفاد حواء وآدم بالتاريخ!

                            وهناك أدباء اختاروا المنفى لتكون المسافة بينهم وبين ماضيهم مرآةً لرؤية أوضح لأنفسهم وأمكنتهم. وهناك أُدباء، اختاروا المنفى اللغويّ بحثاً عن حضور أكبر في ثقافات اللغات الأكثر انتشاراً.. أو للانتقام من السيّد بلغته السائدة.

                            وهناك أدباء لم يجدوا مكاناً أفضل من المنفى للدمج بين غربتهم الذاتية وغربة الإنسان المعاصر، فاخترعوا المنفى للتعبير عن الضياع البشري. وأقنعونا أيضاً بأن أدب المنفى عابر للحدود الثقافية، وقادر على صهر التجربة الإنسانية في بوتقة واحدة تعبيراً عن تفاعل الثقافات. ودفعونا الى التساؤل من جديد عن مفهوم «الأدب الوطني» وعن مفهوم «الأدب العالمي» في آن واحد. هؤلاء الأدباء ألغوا الحدود، وانتصروا على خطر المنفى، وأثروا هُويتهم الثقافية بتعدُّديّة المكونات.

                            لكن، إذا كان الحظّ قد حالف مواهب هؤلاء الأدباء، ووفر لهم طريقة لتطوير التجارب الأدبية الإنسانية، فإن الأمر لا ينطبق على جميع المنفيّين، فليسوا كلّهم كتاباً.

                            لذلك، ليس من حقّ الكاتب أن ينسى البؤس والآلام والكوارث التي يعيش فيها الملايين من اللاجئين والمنفيّين والمُهجّرين والمشرّدين، المحرومين من حق العودة إلى بلادهم من ناحية، والمحرومين من حقوق المواطنة في البلدان التي يُقيمون فيها، من ناحية أخرى. إنهم بَشَرٌ عائمون مُهمّشون، مُقْتَلعون... لا يستطيعون النظر إلى أمام، لأنّ المستقبل يُخيفهم. ولا يستطيعون العودة إلى وراء لأن الماضي يبتعد. إنهم يدورون حول حاضرهم دون أن يجدوه، في ضواحي البؤس الخالية من الرحمة والأمل.

                            وفي حالتنا الفلسطينية، تعرّضت أكثرية الشعب الفلسطيني إلى جريمة الاقتلاع والتهجير والنفي منذ ستين عاماً. ما زال الملايين من اللاجئين يعيشون في مخيمات المنافي والدياسبورا، محرومين من شروط الحياة الأولية ومن الحقوق المدنية، ومحرومين من حق العودة. وعندما تُدمّرُ مخيماتهم، وهذا ما يحدث في كل حرب صغيرة أو كبيرة، يبحثون عن مُخَيّم مُؤقت في انتظار العودة لا إلى الوطن.. بل إلى مُخيّم سابقٍ أو لاحق.

                            ومن المفارقات المأسوية، أن الكثيرين من الفلسطينيين الذين يعيشون في بلادهم الأصلية، ما زالوا يعيشون في مخيمات لاجئين، لأنهم صاروا لاجئين في بلادهم بعدما هُدّمت قراهم وصودرت أراضيهم، وأقيمت عليها مستوطنات إسرائيلية. إنهم مرشحون لأن يكونوا هنوداً حمراً من طراز جديد. يُطلّون على حياتهم التي يحياها الآخرون، على ماضيهم الجالس أمامهم دون أن يتمكنوا من زيارته لذرف بعض الدموع أو لتبادل الغناء الحزين. هنا، يصبح المنفى في الوطن أقسى وأشدّ سادية.

                            الاحتلال منفى. يبدأ منفى الفلسطيني منذ الصباح الباكر: منذ أن يفتح النافذة حواجز عسكرية. جنود. ومستوطنات.

                            والحدود منفى. فلم تعرف أرض صغيرة أخرى مثل هذا العدد الهائل من الحدود بين الفرد ومحيطه. حدود ثابتة وحدود متنقلة بين خطوتين. حدود حمولة على شاحنات أو على سيارات جيب. حدود بين القرية والقرية. وأحياناً بين الشارع والشارع. وهي دائماً حدود بين الإنسان وحقه في أن يحيا حياة عادية. حدود تجعل الحياة الطبيعية مُعجزةً يومية. والجدار منفى. جدار لا يفصل الفلسطينيين عن الإسرائيليين.. بل يفصل الفلسطينيين عن الفلسطينيين وعن أرضهم. جدار لا يفصل بين التاريخ والخرافة.. بل يوحّدهما بامتياز.

                            غياب الحرية منفى، وغياب السلام منفى. ليس المنفى دائماً طريقاً أو سفراً. إنّه انسدادُ الأفق بالضباب الكثيف. فلا شيء يُبشّرنا بأن الأمل ليس داءً لن نشفى منه. نحن نُولَدُ في منفى، ويولد فينا المنفى. ولا يُعَزّينا أن يُقال إن أرض البشر كُلّها منفى، لكي نضع منفانا في مَقُولةٍ أدبية.

                            منذ طفولتي عشتُ تجربة المنفى في الوطن، وعشت تجربة المنفى الخارجي. وصرت لاجئاً في بلادي وخارجها. وعشت تجربة السجن. السجن أيضاً منفى. في المنفى الداخلي حاولتُ أن أحرّر نفسي بالكلمات. وفي المنفى الخارجي حاولتُ أن أحقّق عودتي بالكلمات. صارت الكلمات طريقاً وجسراً، وربما مكان إقامة. وحين عُدْتُ، مجازاً، كان المنفى الخارجي يختلط مع المنفى الداخلي، لا لأنه صار جزءاً من تكويني الشعري، بل لأنه كان كذلك واقعيّاً.

                            لم تكن المسافة بين المنفى الداخليّ والخارجيّ مرْئيّة تماماً. في المنفى الخارجي أدركت كم أنا قريب من البعيد.. كم أن «هنا» هي «هناك»، وكم أن «هناك» هي «هنا». لم يعد أيُّ شيء عامّاً من فرط ما يمسُّ الشخصي. ولم أعرف أيّنا هو المهاجر: نحن أم الوطن. لأن الوطن فينا، بتفاصيل مشهده الطبيعي، تتطوّر صورته بمفهوم نقيضه المنفى. من هنا، سَيُفَسّر كل شيء بضدّه. وستحلّ القصيدةُ محلّ الواقع. ستحاول أن تلملم شظايا المكان. وستمنحني اللغة القدرة على إعادة تشكيل عالمي وعلى محاولة ترويض المنفى. وهكذا، كلما طال منفى الشاعر توطدت إقامته في اللغة، وصارت وطنه المجازيّ... صارت وسيلته وجوهره معاً، وصارت بيته الذي يدافع عنه به.

                            الابتعاد عن الوطن، بوصفه منبَع الإلهام وطفولة اللغة، قد يُدمّر الشاعر. فهذا الابتعاد هو امتحان عسير للقدرة على اختراع ألفَةٍ مع مكان جديد، واختراع صداقة مع حياة لسنا مُؤهّلين لها، والمشي على شوارع لا نعرفها، والتكيّف مع مناخ مختلف، والسُّكنى في حيّ لا تربطنا فيها علاقة ببائع الخبز والصيدلية والمطعم ومغسلة الثياب. وباختصار، هو تدريب الذات على أن تولد من نفسها بلا مساعدة، وأن تستعدّ لمواجهة الموت وحدها. ولكن، إذا لم يُدمّرْكَ المنفى ستصبح أقوى، لأنك استخدمت طاقاتك القصوى وحريتك الداخلية لا لتأتلف أو لتجد مساواةً ما، بل لتصالح نفسك، ولتتفوّق عليها وعلى الخسارة. وعندها، قد يسألك أحدٌ ما: لولا المنفى، هل كُنْتُ سأستمع إليك؟ لن تعرفَ كيف تُجيب. وقد تقول: لولا تلك الأرض التي وُلِدْتُ عليها ومنها، هل كنتُ ما أنا عليه اليوم؟ هل كُنْتَ ستسألُني؟

                            للمنفى أسماء كثيرة، ومصائرُ مُدمّرة قد لا ينجو منها إلا بعض الأفراد الذين لا يُشكّلون القاعدة. أما أنا، فقد احتلّني الوطن في المنفى. واحتلّني المنفى في الوطن.. ولم يعودا واضحين في ضباب المعنى. لكني أعرف أني لن أكون فرداً حراً إلا إذا تحرَّرَت بلادي. وعندما تتحرَّر بلادي، لن أخجل من تقديم بعض كلمات الشكر للمنفى.

                            تعليق


                            • #59
                              رد: !!! ][ شخصياتـ فيـ ذاكرة الأعضآآء ][ !!!

                              شخصيه تستحق الوقوف امامها والبدء بقرائه الفاتحه علي روحه الطيبه



                              مشكوره اختي هبوش للمتايعه



                              مشكورين اماني و نيستا

                              تعليق


                              • #60
                                رد: !!! ][ شخصياتـ فيـ ذاكرة الأعضآآء ][ !!!




                                مختارات لـ محمود درويش



                                فكِّر بغيرك




                                وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ
                                [لا تَنْسَ قوتَ الحمام]

                                وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ
                                [لا تنس مَنْ يطلبون السلام]

                                وأنتَ تسدد فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ
                                [مَنْ يرضَعُون الغمامٍ]

                                وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ
                                [ لا تنس شعب الخيامْ]

                                وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ
                                [ثمّةَ مَنْ لم يحد حيّزاً للمنام]

                                وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكِّر بغيركَ
                                [مَنْ فقدوا حقَّهم في الكلام]

                                وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك
                                [ قُلْ: ليتني شمعةُ في الظلام ]




                                ---------------------------------------------------------------

                                الآن في المنفى


                                الآن، في المنفى ... نعم في البيتِ،
                                في الستّينَ من عُمْرٍ سريعٍ
                                يُوقدون الشَّمعَ لك
                                فافرح، بأقصى ما استطعتَ من الهدوء،
                                لأنَّ موتاً طائشاً ضلَّ الطريق إليك
                                من فرط الزحام.... وأجّلك
                                قمرٌ فضوليٌّ على الأطلال,
                                يضحك كالغبي
                                فلا تصدِّق أنه يدنو لكي يستقبلك
                                هُوَ في وظيفته القديمة، مثل آذارَ
                                الجديدِ ... أعادَ للأشجار أسماءَ الحنينِ
                                وأهمَلكْ
                                فلتحتفلْ مع أصدقائكَ بانكسار الكأس.
                                في الستين لن تجِدَ الغَدَ الباقي
                                لتحملَهُ على كتِفِ النشيد ... ويحملكْ
                                قُلْ للحياةِ، كما يليقُ بشاعرٍ متمرِّس:
                                سيري ببطء كالإناث الواثقات بسحرهنَّ
                                وكيدهنَّ. لكلِّ واحدةْ نداءُ ما خفيٌّ:
                                هَيْتَ لَكْ / ما أجملَكْ!
                                سيري ببطءٍ، يا حياةُ ، لكي أراك
                                بِكامل النُقصان حولي. كم نسيتُكِ في
                                خضمِّكِ باحثاً عنِّي وعنكِ. وكُلَّما أدركتُ
                                سرَاً منك قُلتِ بقسوةٍ: ما أّجهلَكْ!
                                قُلْ للغياب: نَقَصتني
                                وأنا حضرتُ ... لأُكملَكْ!


                                ---------------------------------------

                                حين تطيل التأمل



                                حين تُطيل التأمُّلَ في وردةٍ
                                جَرَحَت حائطاً، وتقول لنفسكَ:
                                لي أملٌ في الشفاء من الرمل /
                                يخضرُّ قلبُكَ...
                                حين تُرافقُ أُنثى إلى السيرك
                                ذاتَ نهارٍ جميلٍ كأيثونةٍ ....
                                وتحلُّ كضيفٍ على رقصة الخيل /
                                يحمرُّ قلبكَ ...
                                حين تعُدُّ النجومَ وتُخطئُ بعد
                                الثلاثة عشر، وتنعس كالطفل
                                في زُرقة الليلِ /
                                يبيضُّ قلبُكَ ...
                                حين تَسيرُ ولا تجد الحُلْمَ
                                يمشي أمامك كالظلّ /
                                يصفرُّ قلبك ...



                                ------------------------------------------------------

                                إن مشيت على شارع


                                إن مشيت على شارعٍ لا يؤدي إلى هاوية
                                قُل لمن يجمعون القمامة: شكراً!
                                إن رجعتَ إلى لبيت، حيّاً، كما ترجع القافية
                                بلا خللٍ، قُلْ لنفسك: شكراً!
                                إن توقَّعتَ شيئاً وخانك حدسك،فاذهب غداً
                                لتى أين كُنتَ، وقُلْ للفرائة: شكراً!
                                إن صرخت بكل قواك، ورد عليك الصدى
                                "مَنْ هناك؟" فقل للهويّة: شكراً!
                                إن نظرتَ إلى وردةٍ دون أن توجعكْ
                                وفرحتَ بها، قل لقلبك: شكراً!
                                إن نهضت صباحاً، ولم تجد الآخرين معك
                                يفركون جفونك، قل للبصيرة: شكراً!
                                إن تذكرت حرفاً من اسمك واسم بلادك،
                                كن ولداً طيباً!
                                ليقول لك الربُّ: شكراً!


                                ------------------------------------------------------

                                كمقهى صغير هو الحبّ


                                كمقهى صغير على شارع الغرباء -
                                هو الحبُّ ... يفتح أبوابه للجميع.
                                كمقهى يزيد وينقُصُ وَفْق المُناخ:
                                إذا هَطَلَ المطرُ ازداد رُوّادُهُ،
                                وإذا اعتدل الجو قلُّوا وملُّوا...
                                أنا ههنا - يا غربيةُ - في الركم أجلس
                                [ما لون عينيكِ؟ ما اسمكِ؟ كيف
                                أناديك حين تَمُرِّين بي، وأنا جالس
                                في انتظاركِ؟ ]
                                مقهى صغيرٌ هو الحبُّ. أطلب كأسي
                                نبيذٍ وأشرب نخبي ونخبك. أحمل
                                قبّعتين وشمسية. إنها تمطر الآن.
                                تمطر أكثر من أي يوم، ولا تدخلين.
                                أقول لنفسي أخيراً: لعل التي كنت
                                أنتظرُ انتظَرَتْني ... أو انتظَرتْ رجلاً
                                آخرَ - انتظرتنا ولم تتعرف عليه / عليَّ،
                                وكانت تقول: أنا ههنا في انتظارك.
                                [ما لون عينيكَ؟ أي نبيذْ تحبُّ؟
                                وما اسمكَ؟ كيف أناديك حين
                                تَمُر أمامي]


                                ------------------------------------------------------


                                لا أعرف الشخص الغريب


                                لا أعرف الشخصَ الغريبَ ولا مآثرهُ...
                                رأيتُ جِنازةً فمشيت خلف النعش،
                                مثل الآخرين مطأطئ الرأس احتراماً. لم
                                أجد سبباً لأسأل: مَنْ هُو الشخصُ الغريبُ؟
                                وأين عاش، وكيف مات [ فإن أسباب
                                الوفاة كثيرةٌ من بينها وجع الحياة].
                                سألتُ نفسي: هل يرانا أم يرى
                                عَدَماً ويأسفُ للنهاية؟ كنت أعلم أنه
                                لن يفتح النَّعشَ المُغَطَّى بالبنفسج كي
                                يُودِّعَنا ويشكرنا ويهمسَ بالحقيقة
                                [ ما الحقيقة؟] رُبَّما هُوَ مثلنا في هذه
                                الساعات يطوي ظلَّهُ. لكنَّهُ هُوَ وحده
                                الشخصُ الذي لم يَبْكِ في هذا الصباح،
                                ولم يَرَ الموت المحلِّقَ فوقنا كالصقر...
                                [ فاًحياء هم أَبناءُ عَمِّ الموت، والموتى
                                نيام هادئون وهادئون وهادئون ] ولم
                                أَجد سبباً لأسأل: من هو الشخص
                                الغريب وما اسمه؟ [ لا برق
                                يلمع في اسمه ] والسائرون وراءه
                                عشرون شخصاً ما عداي [ أنا سواي]
                                وتُهْتُ في قلبي على باب الكنيسة:
                                ربما هو كاتبٌ أو عاملٌ أو لاجئٌ
                                أو سارقٌ، أو قاتلٌ ... لا فرق،
                                فالموتى سواسِيَةٌ أمام الموت .. لا يتكلمون
                                وربما لا يحلمون ...
                                وقد تكون جنازةُ الشخصِ الغريب جنازتي
                                لكنَّ أَمراً ما إلهياً يُؤَجِّلُها
                                لأسبابٍ عديدةْ
                                من بينها: خطأ كبير في القصيدة

                                تعليق

                                يعمل...
                                X