بسم الله الرحمن الرحيم
۞ أماكـــــــن تمر بها ۞
فتشم بها رائحه ماضيــــــــــك
فكأنها تعيد الزمن اليك بطقوسه بسويعاته بذكرياته
بأناس قاسموك يوما كل شيء حتى انفاسك
۞ وأماكـــــــن تمر بها ۞
فترى بها ملامح طفولتك
تلمح بها رفاقك الذين كبروا تنقب عن آثار براءتك عليها
تتبع خطوات شقاوتك على ارضها وتبتسم بمرارة
وتردد ((ليتنا لم نكبر))
۞ وأماكـــــــن تمر بها ۞
فتفتح لك دفاترك المغلقه
تستعرض امامك صفحاتك القديمه
تعيد اليك ما القيت به في خزانه الذاكرة معتمدا
وتمنيت مع زحمه الايام ان تنساه وتعلقت بطوق النسيان في بحر
الحياه كالغريق ولم تنسه
۞ وأماكـــــــن تمر بها ۞
فتكشف لك جرحك المستور
ويعتري أمامك جسد الذكرى المغطى برداء النسيـــــان
وتأتي اليك بارواح لوحت لها يوما مودعا
ولوحت لك باكيـــــه
۞ وأماكـــــــن تمر بها ۞
فتطفىء صفحاتك البيضـــــــاء
التي تفننت في زخرفتها وتنقيتها
وتستعرض امامك صفحات سوداء
تفننت في الهروب منها..وحاولت جاهدا مسحها من ذاكرة تاريخك
متناسيا ان ذاكرة الاماكن لاتنسى ابدا
۞ وأماكـــــــن تمر بها ۞
فتناديك طرقاتها فيخيل إليك إنك تسمع أصوات
أصحابها الذين كانوا
تلتفت حولك وخلفك مرتعبا
فلا تلمح سوى بقايا تنبض بروح الامس
وكأنهم ماكانوا
۞ وأماكـــــــن تمر بها ۞
فتتمنى أن تختفـــــي من فوق الأرض وان يتم مسح تضاريســـــها
تماما فعليها فقدت الكثير من نفسك
وعليها نحرت الكثير من قيمك
وعليها كانت البشاعه عنوان لـ إنسانيتك
وعليها كنت انت ليس انت
۞ وأماكـــــــن تمر بها ۞
فتغمض عينيك أمامها ألما
فهذه الأماكـــــــــن كانت يوما تعني لك الكثير
أحتوت احلامك في مهدها كالام
وربتت على حزن أيامك كالوطن
وسترت مشاعرك
ومنحتك الفرح والأمان بلاحـــــــدود
۞ وأماكـــــــن تمر بها ۞
فتشعر بالغصه تتسلل الى اعماقك
وتشعر بالمرارة تستقر في فمك فهنا احببت يوما
وهنا كان لقاؤك الاول يوما
وهنا كان انكسارك الاول يوما
۞ وأماكــــــــن تمر بها ۞
فينحرك المرور بها نحرا
فهنا كنت أجمـــــل
هنا كنت أصغــــر ... هنا كنت أنقـــــى
هنا كنت أصـــدق ... وهنا كنت أطهـــر
فتعود منها محملا بكل الأشيـــــاء
الا نفســــــك ...
تــــ ح ــيتي
ح ـــوريــة البـــــ ح ـــر
تعليق