مِن خُرمِ الإبرةِ
أرَى الدنيا
كجبالِ الحزنِ
المُمتدةِ عبرَالأوطان
ومخالبُ غربٍ همجية
غُرست في جسدِ الصبيان
وانتشَرت في بلدي حثالة
َزرَعتْ ظلماً
هَتكتْ عِرضاً
نشَرت قهراً
داسَتْ حقِ الإنْسان
كالمَرضِ المُزمنِ قدْ جائَتْ
تَسحقُ افئدةً مرْوية
تنْطقُ باللغةِ العبرية
تتقنُ لوحاتِ الحِرمان
حتى أصْبح شَعبِي شتاتاً
ما بينَ غريبٍ منفيٍ
أو حتّى جريحٍ مرميٍ
والباقي خلفَ القضبان
ما عادَ في القلبِ مكان
لجرعاتٍ من ألَم أكثَر
فالشّعبُ قدْ عانى كثيراً
مِن شُربِ الحزنِ والمرْمر
فليسَ هناكَ أشدُّ عذاباً
من عيشً في ظلَّ الغربةِ
والصمتُ العَربيُّ المُزمن
قد سحقَ بقلبِي الأشْجان
فكيفَ يطيبُ العيشُ بيومٍ
والأقصى بَيدِ السَّجان
وكيفَ يطيبُ العَيشُ لدينا
وضميرُ الامة ِقدْ هان؟
الشاعر :عبد الرحمن أبوشندي
تعليق