[center]فادي عزام
11/06/2008
ربط أي برنامج حواري تلفزيوني باسم مقدمه، له ما يبرره عادة، وغالبا ما يكون المقدم صاحب خصوصية ما، تطبع روح البرنامج، أو له ثقل معرفي، فني، طبي أو إعلامي يؤهله ليستضيف ضيوفا يطرحون قضايا محددة في زمن محدد. مثل أوبرا، دكتور فيل، أو برنامج عارضة الأزياء (تارا)، فكل واحد من هؤلاء المقدمين له خصوصية تتضح عندما يستضيفون نفس الضيف لنجد أنه ضيف مختلف وفي كل مرة نجد الضيف يتم توجيهه لخدمة البرنامج، ولا يتم تكييف البرنامج لخدمة الضيف، أو لخدمة المقدم لينال رضي الإدارة عنه، ونصيبا من كعكة الإعلان.
التلفزيون العربي، أعطانا أمثلة علي ربط برنامج ما، باسم مقدمه، وهو ربط موفق مثل ما تبثه الجزيرة (مع هيكل) لِما للرجل من خبرة لا تخفي علي أحد، حتي علي من يتهمه بالتخريف والثرثرة، لا يستضيف هيكل به أحدا سوي ذاكرته الإعجازية، يحاور بها التاريخ ويستخلص منه عبره الخاصة ويربطها بمشاهدته الآنية.
بالمقابل نري في تلفزيون دبي إفراطا في التهليل للمقدمين، وتفخيمهم والترويج لهم علي أنهم يمتازون بفرادة لا يملكها احد غيرهم، فنجد أربعة برامج مرتبطة بأسماء أصحابها، تقوم علي استضافة الضيوف ومحاورتهم.
أولها برنامج مع نشوي للإعلامية نشوي الرويني في محاولة خلق مواز علي طريقة أوبرا، ولكن يفضحها في كثير من الأوقات الارتجال غير الموفق وزاوية التناول لمواضيعها، فهي وإن تشابهت مع أوبرا بالسمنة، فهي تفتقد لهوية تحسم أمر برنامجها، فإما أن تخدم به توجهات تلفزيون دبي في بحثه عن هوية عربية عامة، بدأت ملامحها بالتشكل بعد فترة طويلة من الاضطراب أو أن يخدم تلفزيون دبي توجه برنامجها ويتركه علي حاله.
ثلاثة برامج حوارية أخري علي شاشة تلفزيون دبي، اثنان منها متشابهان حتي الاستنساخ، فواحد يسمي نلتقي مع بروين تستضيف الشاعرة البحرينية فيه وجوها فنية وثقافية، تحاورهم عن طفولتهم وشبابهم وأعمالهم الآنية، والمستقبلية وتعيد طرح الأسئلة التي تطرحها عليهم الصحف والمجلات، والثاني يستضيف نفس النوع اسمه موعد في الخيران مع ميساء مغربي، تقدمه الممثلة المغربية تحت رعاية شركة عقارية اسمها الخيران. السؤال هو: هل يكفي أن تكون المقدمة معروفة في عالم الثقافة أو ناجحة لحد ما في عالم التمثيل حتي يلصق برنامج باسمها؟ ما هي الفرادة والخصوصية لجعل البرنامج ينتمي إلي شخص ما، وغالبا ما يستضيف وجوها وأسماء تفوقه معرفة وثقافة وخبرة؟ من الطبيعي أن تجعلنا ثقافة الدكتورة بروين نرتاح لإطلالتها وهدوئها، ورزانة حضورها تعطي عمقا لما تطرح، وأيضا وإن لم تكون موفقة في استضافة معظم ضيوفها إلا إن معظمهم جديرون بالكلام في زمن الثرثرة وغالبا ما تتجاهلهم المحطات التلفزيونية.
وهذا الأمر ينطبق أيضا علي برنامج حوار هاني يقدمه الروائي السعودي هاني نقشبندي، فربط البرنامج باسمه، ليس له ما يبرره ولا يلخص ويعطي تصورا عن محتوي الأحاديث التي يجريها. فأربعة برامج يقدمها روائي وشاعرة وممثلة وإعلامية مرتبطة بالاسم تدعونا لتساؤل عن خصخصة البرامج وما لها من تأثير سلبي حتي علي المقدمين أنفسهم.
تلفزيون دبي تلفزيون يمتلك كل الإمكانيات ليكون بالفعل تلفزيون الأسرة العربية، وخاصة أن الذي يطلق ويروج منه حاليا هو عبارة: الإعلام بروح دبي، ودبي مدينة تجمع الوافدين العرب من غير تمييز وغير تمنن، ونحن ننتظر من تلفزيونها أن يشبهها في أيامه القادمة.
ملكة جمال الإعلاميات
الكارثة أنها تصدق ذلك.. المشكلة هي أنه لا يوجد من يقول لهم إنها مزحة بلا طعم، إنه تسويق هش لما لا يسوق، إنها كذبة أخري يجترحها أسياد الإعلام الفضائي ومروجو الإعلانات، إنها بدعة تضحك من يتابعها.
المشكلة أنها بعد أن تصدق يبدأ التواطأ بين القبول والتصالح مع الفكرة، ويشحذ صحافيو المجلات الفنية الأقلام ويعلون البيارق متوجين حليمة بولند كملكة جمال الإعلاميات العربية، وبالمناسبة يبدو اللقب كأنه أبدي فلا وصيفة لحليمة، ولا مسابقة أخري تتوج ملكة أخري.
المشكلة بالطبع ليست مع الجمال ولا مع الملكات ولا مع حليمة، فبالنتيجة هي شابة ساذجة قابلة للاستخدام والاستعمال، المشكلة هي مع من يتجرأ علي ترويج هذا الشكل من العناية بالسطح، من خلق قيم جديدة وزجها وسط السوق، أن تكوني جميلة يكفي لأن تجدي فرصة حقيقية للإطلال من الشاشة.
لن يكون مهما ما تقدمينه، أو كيف تقدمينه، أو لمن تقدمينه. المهم أن تصدقي أن بهاء إطلالتك ودلع لثغتك وغنج أنوثتك، كل هذا يمكن أن يصنع منك إعلامية.
بعض الردود تتهمنا بأننا خارج العصر ونريد تفصيل الإعلام علي ذوقنا، ونمارس عليه نوعا من الفذلكات الثقافية، نرد بأنه لسنا ضد أحد ومع الجميع لأن يقولوا ما يريدونه وبالطريقة التي يرونها، لا نريد من المذيعين أن يكونوا ختموا تاريخ الطبري، وقرأوا رأس المال لماركس، ولكن نطالبهم بعدم التذاكي علي المشاهدين، نطالبهم أن يكونوا ابسط وان يطرحوا انفسهم دون ألقاب أو تزويق أو أدعاء، نطالبهم أن يثقفوا أنفسهم بغير ثقافة المجلات الفنية، وإن لم يكن لديهم الجلد والصبر فلا مانع من الأمية الثقافية، فلا احد يلاحظ ذلك وسط الأمية الكبري التي نعيش فيها، ولكن نطالبهم أن لا ينسوا عفويتهم إذا كانت لديهم، ويتواضعوا امام مشاهديهم، وينقلوا الأشياء ببساطة وبلا عبارت وكليشيهات و(مدحيات) جاهزة.
أن تستخدم شابة ساذجة كمانيكان في (فترينات) العرض لدكاكين التلفزيونات العربية، حرية شخصية لن نتدخل بها، ولكن أن يصدق النقاد والصحافيون ومعدو البرامج أن حليمة بولند ملكة جمال المذيعات العرب، وتعامل علي هذا الاساس فهذا أيضا أكبر قليلا من أن يحتمل ويبرر، وخاصة حين يدعي هؤلاء إلي حفلات الكوكتيل، وتصلهم الهدايا، ولن نقول الرشاوي، وتعقد معهم الصفقات كما في (سوق الهال) سوق الخضار الدمشقي الأشهر، حيث البازارات تحدد أسعار الخضار في المدينة كلها.
وأن تقوم روتانا بدفع فواتير فلكية، لتفصيل برنامج (العشرة الأوائل) وتعريبه وتقديمه بنسخة خليجية، فذلك يؤدي إلي إقناع الجمهور بأن للخليج العربي، صفة السبق في الإعلام، والرياضة، والفن، والثقافة، وأن دول الخليج العربي، والسعودية علي وجه الخصوص لم تكتفِ بالسيطرة علي اللحظة الإعلامية الآنية العربية وربما المستقبلية، بل بدأت بخلق تاريخ وماض تليد له الأسبقية في كل مجالات الحياة.
واختيرت حليمة بولند بعد معركة قضائية مع روتانا وصفيت القلوب، وأصبحت تحضر من الكويت إلي دبي أسبوعيا لتصوير الحلقات، معها قبيلة من المزينين والمعطرين والمطيبين والمعلنين.
وبالطبع كان الله في عون فريق العمل الذي يعمل مع ملكة جمال الإعلاميات العرب، فالملكة ولأنها ملكة، علي الجميع تحمل سوء مزاجها، والامتثال لمطالبها، والانتظار من الساعة العاشرة مساء حتي الثالثة صباحا كي تشرّف علي الاستوديو، فجدول أعمالها مزدحم للغاية، وعلي الجميع تحمل سماكة ظلها، واستعراضها وهي تظهر المجوهرات التي ترتديها، والفستان الذي تلبسه، وتستخدم الضم بدل النصب في معظم الجمل التي تعيدها مرات ومرات لافظة العبارات الإنكليزية بطريقتها الخاصة فيصبح فندق (جول) هو فندق (كوول) وتصبح الأمراض الصعبة النطق في تعداد العشرة الاخطر علي الصحة في العالم أمراضا بالنطق، وتقف وسط الاستوديو بوضعية غرائبية لا نعرف من دربها عليها، وتضع يدا علي خصرها بطريقة مارلين مونرو، بشكل يوضح نوع الساعة التي ترتديها أو تمسك حمالتي البنطال الذي لبسته في حلقة الاثنين الماضي وتشده وكأنها ستقلعه بعد قليل.
كل هذا يجلعنا نتساءل عن دور المخرج ومدي رضاه إذا كان له قرار عما يقدم، أما إذا كان بلا برأي ووجوده من باب رفع العتب و(تكبيس الأزرار علي المِكسر)، فهنيئا لمدير روتانا خليجية تركي شبانية علي هذا الاختيار الموفق لبرنامج ناجح عالميا، ويمكن أن يصبح ناجحا عربيا إذا اخترتم له واحدا من (رعية المذيعين او المذيعات) وخلوا الملكات يتفرغن لشؤون الملكية.
لجنة تحقيق سعودية
لجنة تحقيق سعودية بعد عزف النشيد السوري بدلاً من اللبناني بمباراة لكرة القدم جرت في السعودية.
الخبر كان سيبدو عاديا وبلا قيمة تذكر ولا يستحق أن يكون عنوانا في نشرة أخبار أو مانشيت في صحيفة رسمية، لولا الأجواء العامة الملبدة بالتشنج والانفعال والنوايا المسبقة، خبر مثل هذا يحدث في الملاعب الرياضية في الرياضة التي تقوم علي التوازن والتسامح والروح الرياضية، تفرد له صفحة كاملة في موقع عربي مشهور بلا مهنيته يساهم أيضا في المزيد من الشحن والشحن المضاد.
علي كل كنا نتمني لو أن محرري هذا النوع من الأخبار أشاروا من باب المعلومة فقط إلي أن ملحني النشيد الوطني السوري ـ حماة الديار ـ هما الأخوان فليفل اللبنانيان، وهذا يعني أن مهندس الصوت ربما كان يعرف هذه المعلومة فالتبس عليه الأمر وأخطأ، والأهم من هذا، نرجو أن لا تكون جنسيته سورية وحينها لا نستغرب أن تتشكل لجنة دولية للتحقيق في الحادث.
فلاش
ما زالت قناة (الحقيقة) ـ صاحبها العشّاب محمد راشد عيد الهاشمي ـ تبيع الوهم والرقي للناس وتجارتها بازدهار، وضحاياها يرتفعون وأدواتها الدعائية تتطور بشكل أكبر، وحجم التضليل الذي تمارسه بات يتسع ويصل حتي إلي أطباء وصيادلة وشريحة مؤثرة تظهر علي شاشتها لتتحدث ليس عن أعشاب (صاحب القناة شخصيا) بل عن الطب البديل والعلاج بالأعشاب، ويقوم المونتاج بتجيير الأحاديث إلي دعاية مجانية لعلاج السرطان والإيدز بزيت الزيتون وحبة البركة، وأشرطة كاسيتات للرقي الشرعية التي يسجلها الطبيب الشيخ المعجزة كلها خدمة لأمة المسلمين التي بعث الله لها الطبيب الشيخ العالم الحكيم صاحب السيارة رولز رويز الخمرية التي تحمل رقم واحد في مسقط، ليشفي ناسها من الأمراض المستعصية التي عجز الغرب الكافر عن إيجاد العلاج لها بمقابل مادي زهيد لا يتجاوز 200 دولار.. كل طلبية، وكل مرض بدو علي الاقل 4 طلبيات.. يا بلاش!
11/06/2008
ربط أي برنامج حواري تلفزيوني باسم مقدمه، له ما يبرره عادة، وغالبا ما يكون المقدم صاحب خصوصية ما، تطبع روح البرنامج، أو له ثقل معرفي، فني، طبي أو إعلامي يؤهله ليستضيف ضيوفا يطرحون قضايا محددة في زمن محدد. مثل أوبرا، دكتور فيل، أو برنامج عارضة الأزياء (تارا)، فكل واحد من هؤلاء المقدمين له خصوصية تتضح عندما يستضيفون نفس الضيف لنجد أنه ضيف مختلف وفي كل مرة نجد الضيف يتم توجيهه لخدمة البرنامج، ولا يتم تكييف البرنامج لخدمة الضيف، أو لخدمة المقدم لينال رضي الإدارة عنه، ونصيبا من كعكة الإعلان.
التلفزيون العربي، أعطانا أمثلة علي ربط برنامج ما، باسم مقدمه، وهو ربط موفق مثل ما تبثه الجزيرة (مع هيكل) لِما للرجل من خبرة لا تخفي علي أحد، حتي علي من يتهمه بالتخريف والثرثرة، لا يستضيف هيكل به أحدا سوي ذاكرته الإعجازية، يحاور بها التاريخ ويستخلص منه عبره الخاصة ويربطها بمشاهدته الآنية.
بالمقابل نري في تلفزيون دبي إفراطا في التهليل للمقدمين، وتفخيمهم والترويج لهم علي أنهم يمتازون بفرادة لا يملكها احد غيرهم، فنجد أربعة برامج مرتبطة بأسماء أصحابها، تقوم علي استضافة الضيوف ومحاورتهم.
أولها برنامج مع نشوي للإعلامية نشوي الرويني في محاولة خلق مواز علي طريقة أوبرا، ولكن يفضحها في كثير من الأوقات الارتجال غير الموفق وزاوية التناول لمواضيعها، فهي وإن تشابهت مع أوبرا بالسمنة، فهي تفتقد لهوية تحسم أمر برنامجها، فإما أن تخدم به توجهات تلفزيون دبي في بحثه عن هوية عربية عامة، بدأت ملامحها بالتشكل بعد فترة طويلة من الاضطراب أو أن يخدم تلفزيون دبي توجه برنامجها ويتركه علي حاله.
ثلاثة برامج حوارية أخري علي شاشة تلفزيون دبي، اثنان منها متشابهان حتي الاستنساخ، فواحد يسمي نلتقي مع بروين تستضيف الشاعرة البحرينية فيه وجوها فنية وثقافية، تحاورهم عن طفولتهم وشبابهم وأعمالهم الآنية، والمستقبلية وتعيد طرح الأسئلة التي تطرحها عليهم الصحف والمجلات، والثاني يستضيف نفس النوع اسمه موعد في الخيران مع ميساء مغربي، تقدمه الممثلة المغربية تحت رعاية شركة عقارية اسمها الخيران. السؤال هو: هل يكفي أن تكون المقدمة معروفة في عالم الثقافة أو ناجحة لحد ما في عالم التمثيل حتي يلصق برنامج باسمها؟ ما هي الفرادة والخصوصية لجعل البرنامج ينتمي إلي شخص ما، وغالبا ما يستضيف وجوها وأسماء تفوقه معرفة وثقافة وخبرة؟ من الطبيعي أن تجعلنا ثقافة الدكتورة بروين نرتاح لإطلالتها وهدوئها، ورزانة حضورها تعطي عمقا لما تطرح، وأيضا وإن لم تكون موفقة في استضافة معظم ضيوفها إلا إن معظمهم جديرون بالكلام في زمن الثرثرة وغالبا ما تتجاهلهم المحطات التلفزيونية.
وهذا الأمر ينطبق أيضا علي برنامج حوار هاني يقدمه الروائي السعودي هاني نقشبندي، فربط البرنامج باسمه، ليس له ما يبرره ولا يلخص ويعطي تصورا عن محتوي الأحاديث التي يجريها. فأربعة برامج يقدمها روائي وشاعرة وممثلة وإعلامية مرتبطة بالاسم تدعونا لتساؤل عن خصخصة البرامج وما لها من تأثير سلبي حتي علي المقدمين أنفسهم.
تلفزيون دبي تلفزيون يمتلك كل الإمكانيات ليكون بالفعل تلفزيون الأسرة العربية، وخاصة أن الذي يطلق ويروج منه حاليا هو عبارة: الإعلام بروح دبي، ودبي مدينة تجمع الوافدين العرب من غير تمييز وغير تمنن، ونحن ننتظر من تلفزيونها أن يشبهها في أيامه القادمة.
ملكة جمال الإعلاميات
الكارثة أنها تصدق ذلك.. المشكلة هي أنه لا يوجد من يقول لهم إنها مزحة بلا طعم، إنه تسويق هش لما لا يسوق، إنها كذبة أخري يجترحها أسياد الإعلام الفضائي ومروجو الإعلانات، إنها بدعة تضحك من يتابعها.
المشكلة أنها بعد أن تصدق يبدأ التواطأ بين القبول والتصالح مع الفكرة، ويشحذ صحافيو المجلات الفنية الأقلام ويعلون البيارق متوجين حليمة بولند كملكة جمال الإعلاميات العربية، وبالمناسبة يبدو اللقب كأنه أبدي فلا وصيفة لحليمة، ولا مسابقة أخري تتوج ملكة أخري.
المشكلة بالطبع ليست مع الجمال ولا مع الملكات ولا مع حليمة، فبالنتيجة هي شابة ساذجة قابلة للاستخدام والاستعمال، المشكلة هي مع من يتجرأ علي ترويج هذا الشكل من العناية بالسطح، من خلق قيم جديدة وزجها وسط السوق، أن تكوني جميلة يكفي لأن تجدي فرصة حقيقية للإطلال من الشاشة.
لن يكون مهما ما تقدمينه، أو كيف تقدمينه، أو لمن تقدمينه. المهم أن تصدقي أن بهاء إطلالتك ودلع لثغتك وغنج أنوثتك، كل هذا يمكن أن يصنع منك إعلامية.
بعض الردود تتهمنا بأننا خارج العصر ونريد تفصيل الإعلام علي ذوقنا، ونمارس عليه نوعا من الفذلكات الثقافية، نرد بأنه لسنا ضد أحد ومع الجميع لأن يقولوا ما يريدونه وبالطريقة التي يرونها، لا نريد من المذيعين أن يكونوا ختموا تاريخ الطبري، وقرأوا رأس المال لماركس، ولكن نطالبهم بعدم التذاكي علي المشاهدين، نطالبهم أن يكونوا ابسط وان يطرحوا انفسهم دون ألقاب أو تزويق أو أدعاء، نطالبهم أن يثقفوا أنفسهم بغير ثقافة المجلات الفنية، وإن لم يكن لديهم الجلد والصبر فلا مانع من الأمية الثقافية، فلا احد يلاحظ ذلك وسط الأمية الكبري التي نعيش فيها، ولكن نطالبهم أن لا ينسوا عفويتهم إذا كانت لديهم، ويتواضعوا امام مشاهديهم، وينقلوا الأشياء ببساطة وبلا عبارت وكليشيهات و(مدحيات) جاهزة.
أن تستخدم شابة ساذجة كمانيكان في (فترينات) العرض لدكاكين التلفزيونات العربية، حرية شخصية لن نتدخل بها، ولكن أن يصدق النقاد والصحافيون ومعدو البرامج أن حليمة بولند ملكة جمال المذيعات العرب، وتعامل علي هذا الاساس فهذا أيضا أكبر قليلا من أن يحتمل ويبرر، وخاصة حين يدعي هؤلاء إلي حفلات الكوكتيل، وتصلهم الهدايا، ولن نقول الرشاوي، وتعقد معهم الصفقات كما في (سوق الهال) سوق الخضار الدمشقي الأشهر، حيث البازارات تحدد أسعار الخضار في المدينة كلها.
وأن تقوم روتانا بدفع فواتير فلكية، لتفصيل برنامج (العشرة الأوائل) وتعريبه وتقديمه بنسخة خليجية، فذلك يؤدي إلي إقناع الجمهور بأن للخليج العربي، صفة السبق في الإعلام، والرياضة، والفن، والثقافة، وأن دول الخليج العربي، والسعودية علي وجه الخصوص لم تكتفِ بالسيطرة علي اللحظة الإعلامية الآنية العربية وربما المستقبلية، بل بدأت بخلق تاريخ وماض تليد له الأسبقية في كل مجالات الحياة.
واختيرت حليمة بولند بعد معركة قضائية مع روتانا وصفيت القلوب، وأصبحت تحضر من الكويت إلي دبي أسبوعيا لتصوير الحلقات، معها قبيلة من المزينين والمعطرين والمطيبين والمعلنين.
وبالطبع كان الله في عون فريق العمل الذي يعمل مع ملكة جمال الإعلاميات العرب، فالملكة ولأنها ملكة، علي الجميع تحمل سوء مزاجها، والامتثال لمطالبها، والانتظار من الساعة العاشرة مساء حتي الثالثة صباحا كي تشرّف علي الاستوديو، فجدول أعمالها مزدحم للغاية، وعلي الجميع تحمل سماكة ظلها، واستعراضها وهي تظهر المجوهرات التي ترتديها، والفستان الذي تلبسه، وتستخدم الضم بدل النصب في معظم الجمل التي تعيدها مرات ومرات لافظة العبارات الإنكليزية بطريقتها الخاصة فيصبح فندق (جول) هو فندق (كوول) وتصبح الأمراض الصعبة النطق في تعداد العشرة الاخطر علي الصحة في العالم أمراضا بالنطق، وتقف وسط الاستوديو بوضعية غرائبية لا نعرف من دربها عليها، وتضع يدا علي خصرها بطريقة مارلين مونرو، بشكل يوضح نوع الساعة التي ترتديها أو تمسك حمالتي البنطال الذي لبسته في حلقة الاثنين الماضي وتشده وكأنها ستقلعه بعد قليل.
كل هذا يجلعنا نتساءل عن دور المخرج ومدي رضاه إذا كان له قرار عما يقدم، أما إذا كان بلا برأي ووجوده من باب رفع العتب و(تكبيس الأزرار علي المِكسر)، فهنيئا لمدير روتانا خليجية تركي شبانية علي هذا الاختيار الموفق لبرنامج ناجح عالميا، ويمكن أن يصبح ناجحا عربيا إذا اخترتم له واحدا من (رعية المذيعين او المذيعات) وخلوا الملكات يتفرغن لشؤون الملكية.
لجنة تحقيق سعودية
لجنة تحقيق سعودية بعد عزف النشيد السوري بدلاً من اللبناني بمباراة لكرة القدم جرت في السعودية.
الخبر كان سيبدو عاديا وبلا قيمة تذكر ولا يستحق أن يكون عنوانا في نشرة أخبار أو مانشيت في صحيفة رسمية، لولا الأجواء العامة الملبدة بالتشنج والانفعال والنوايا المسبقة، خبر مثل هذا يحدث في الملاعب الرياضية في الرياضة التي تقوم علي التوازن والتسامح والروح الرياضية، تفرد له صفحة كاملة في موقع عربي مشهور بلا مهنيته يساهم أيضا في المزيد من الشحن والشحن المضاد.
علي كل كنا نتمني لو أن محرري هذا النوع من الأخبار أشاروا من باب المعلومة فقط إلي أن ملحني النشيد الوطني السوري ـ حماة الديار ـ هما الأخوان فليفل اللبنانيان، وهذا يعني أن مهندس الصوت ربما كان يعرف هذه المعلومة فالتبس عليه الأمر وأخطأ، والأهم من هذا، نرجو أن لا تكون جنسيته سورية وحينها لا نستغرب أن تتشكل لجنة دولية للتحقيق في الحادث.
فلاش
ما زالت قناة (الحقيقة) ـ صاحبها العشّاب محمد راشد عيد الهاشمي ـ تبيع الوهم والرقي للناس وتجارتها بازدهار، وضحاياها يرتفعون وأدواتها الدعائية تتطور بشكل أكبر، وحجم التضليل الذي تمارسه بات يتسع ويصل حتي إلي أطباء وصيادلة وشريحة مؤثرة تظهر علي شاشتها لتتحدث ليس عن أعشاب (صاحب القناة شخصيا) بل عن الطب البديل والعلاج بالأعشاب، ويقوم المونتاج بتجيير الأحاديث إلي دعاية مجانية لعلاج السرطان والإيدز بزيت الزيتون وحبة البركة، وأشرطة كاسيتات للرقي الشرعية التي يسجلها الطبيب الشيخ المعجزة كلها خدمة لأمة المسلمين التي بعث الله لها الطبيب الشيخ العالم الحكيم صاحب السيارة رولز رويز الخمرية التي تحمل رقم واحد في مسقط، ليشفي ناسها من الأمراض المستعصية التي عجز الغرب الكافر عن إيجاد العلاج لها بمقابل مادي زهيد لا يتجاوز 200 دولار.. كل طلبية، وكل مرض بدو علي الاقل 4 طلبيات.. يا بلاش!
تعليق