توفيق رباحي
10/06/2008
في العادة لا أتوقف طويلا عند الصحافي الاستاذ محمد حسنين هيكل وحكاياته بقناة الجزيرة مساء كل خميس.
قد أكون مخطئا، لكنني لا أدري لماذا أشعر بأنه يقول كلاما غريبا عني لا أفهمه، وبأنني أجد صعوبة في وضع تسلسل لما يقول والخروج بنتيجة واضحة من كلامه.
هذا ناهيك عن شكل البرنامج المتمثل في مونولوغ.. رجل يحكي كلاما عن قصص ووقائع شهدها وحده أو مع آخرين لم يبق منهم كثيرون علي قيد الحياة، وأخري أثبتت أكثر من جهة انها غير دقيقة أو جاء من يطعن فيها، وآخرها اتهامه الملك الراحل الحسن الثاني بالتواطؤ في خطف طائرة قادة الثورة الجزائرية علي يد سلاح الجو الفرنسي في خريف 1956. (لا أطعن في مصداقية الرجل، إنما أشعر برغبة في القول ان انسانا يتحدث طيلة 50 أو 60 ساعة علي مدار السنة، لا بد ان يخطئ أو ينسي أو تخونه الدقة يوما).
لكن اختلف الأمر معي في الحلقة الأخيرة الخميس الماضي. لقد توقفت عندها. كانت الحلقة في بدايتها وكأن هيكل يتحدث بشيء من العتب عن أناس ربما لاحظوا عليه انه غرق في الماضي، فكان يحاول اثبات العكس بالقول ان الماضي هو اداة استشراف المستقبل، وكلام من هذا القبيل.
الي هنا كان الكلام جميلا، وإن متقطعا كالعادة، لكن فيه شيء من الذاتية الصادقة والدفاع عن النفس لا أعتقد ان الاستاذ هيكل اضطر لها من قبل. ثم بسرعة انتقل الي الحديث عن الأيام التي غيّرت تاريخنا والتي يجب ان نتوقف عندها .
حاولت ان استذكر التاريخ فعرفت ان اليوم كان الخميس 5 حزيران (يونيو). وحاولت استذكار شيئ من التاريخ وربطه بما يقول الاستاذ هيكل، فلم أجد غير ذكري نكسة 1967 والتي غيّرت فعلا حياة العرب ومستقبلهم.
ثم سألت نفسي كيف يمكن ان تكون هزيمة 1967 أياما مجيدة أو مصدر فخر وقد اتفق القاصي والداني علي انها نكسة. هي فعلا غيّرت تاريخ العرب ومستقبلهم، لكن الي درك عميق، وان يقال انها أيام مجيدة، فهذا كلام يجب الوقوف عنده، خصوصا إذا صدر عن رجل من قامة هيكل.
بعد صبر غير طويل فهمت ان الاستاذ هيكل هنا يتحدث عن العدوان الثلاثي علي مصر في 1956، وان الحلقة مسجلة للتزامن (أو تزامنت) مع ذكراه السابقة أو اللاحقة.
لماذا تبث الجزيرة حلقة عن سياق ووقائع معينة في سياق آخر مختلف تماما بشكل يقود الي تغليط المشاهد؟
هو استهتار. ربما إفلاس. وقد يكون عبثا من نوع مشّي حالك ، كما يقول الشوام. لا يحتاج برنامج مع هيكل الي ضرب آخر تحت الحزام، فهو فيه (أو لديه) ما يكفيه من نقاط الضعف.
لا اؤمن كثيرا بنظرية المؤامرة، وإلا كنت قلت ان الذي قرر برمجة حلقة عن العدوان الثلاثي في ذكري نكسة حزيران (يونيو) يريد، بقصد أو بحسن نية، الاساءة لهيكل وإضافة طعنة أخري لطعنات كثيرة يتلقاها برنامجه منذ بدايته.
أقل ما يمكن ان يقال عن حلقة الخميس الماضي من مشاهد وفيّ (أنا لست وفيّا) للاستاذ هيكل وللقناة، هو: إما ان الأول يعيش خارج الزمن، وإما ان الثانية تبث أي شيء لمجرد ملء الفراغ.
لا أشاهد البرنامج بانتظام للأسباب الواردة آنفا. فإذا كانت كل حلقات مع هيكل مثل حلقة الخميس، خارج الزمن والسياق، اعتقد انه آن الاوان للتفكير في نوع من التصحيح ليس ضروريا ان يكون من نوع التصحيحات التي كانت تحدث في الأزمنة التي ينتمي الاستاذ هيكل ويحبذ اليوم الرجوع إليها.
الأشعر والأطول
أحاول ان أتخيّل الدنيا بدون منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. ثم أحاول تصوّر نشرات الأخبار في التلفزيونات العربية والعالمية.
هبّ انك الآن تشاهد نشرة أخبار في عالم ليس بخريطته المنطقة المذكورة وشعوبها المسكينة.
حتما، ستشاهد برامج مريحة ومسلية، وتقارير أقل جلبا للاحباط والاكتئاب.
كنتَ ستشاهد برامج من النوعية التي تبثها القناة البريطانية الرابعة (تشانل 4) هذه الأيام عن أكثر الناس اختلافا في العالم.. من الأقصر الي الأطول مرورا بالأكثر شعرا (في الجسم) وصاحب القدم الأكبر.. الخ.
أتابع هذه السلسلة التي يعدها رجل قد ينسحب عليه انه من الأكثر طولا في العالم.
من المفرحات انه لم يتجه بعد الي المنطقة العربية. فقد جرت العادة ان هذه المنطقة هي منطقة جذب للمحققين الغربيين والصحافيين الفريلانس، إذ كلما ضاق العيش بأحدهم في بلده أو وظيفته، أو شعر بالبطالة أو الفراغ، حمل كاميرا واتجه شرقا او جنوبا نحونا، الي فلسطين ولبنان وأخيرا العراق مرورا بالسودان والمغرب ومصر.
هناك يجدون كل شيء، من العادات المثيرة للفضول كختان البنات والأعراس الجماعية والزواج بأكثر من جارية فتفريخ الارهابيين.
اذهب، أيها الصحافي الغربي، بدون فكرة واضحة عمّا تريد ان تفعل وستصادفك، ما ان تصل، مئات الأفكار السياسية والاجتماعية والثقافية الجديدة عن مشاهدك.
غير ان صاحبنا لم يتجه بعد أو لم يجد بعد ما يثير فضوله ويثري برنامجه. الرجل الأقصر في العالم موجود بالقارة الهندية غير بعيد عن منطقة الهيملايا. الرجل صاحب الشعر الأكثر كثافة (أقوي من شعر رأسه حتي يخيّل اليك انه يضع قناعا علي وجهه) مكسيكي يعيش في الولايات المتحدة، لكن لديه منافسة وضغط من آخر يعيش في الصين ويدّعي انه الأول في العالم، وصاحبنا معد البرنامج بينهما تغمره السعادة.
هذا النوع من البرامج (قد نراه يوما مترجما في قنوات عربية، كما جرت العادة) أحادي الاتجاه، دائما من الشمال الي الجنوب: الغربيون هم الأغني وأصحاب البطون الشبعانة، ما يعني اصحاب الرأس الأقدر علي التفكير وعلي السفر جريا وراء هذا النوع من العمل.
إذا كنت يساريا (بالمعني الافتراضي) فقد تشمئز من هذه الفئة من المنتجين والمحققين التلفزيونيين، وتنتابك أفكار رجل من مدينة داخلية بالجزائر أردت تصويره خلال تحقيق صحافي في 1990، لكنه نهرني بدون خجل تفرضه عقدة الريفي الذي يقف أمام رجل المدينة: متصورنيش.. لسنا قردة هنا تتسلون بتصويرنا ثم تنصرفون الي عاصمتكم! (كأنها ليست عاصمته).
شعرت بحرج، لكنني احترمت شدّته، وعندما عدت الي غرفتي بالفندق، سمعت صوتا بداخلي يقول: برافو عليه، إنه علي حق! والدليل انني لا زلت أذكره الي اليوم.
أما إذا كنت ليبراليا (بالمعني الافتراضي أيضا) فقد تري في هذه النوعية من الأعمال إثراء للخزائن التلفزيونية، ومساعدة لك علي زيادة الايمان بأن هذه الدنيا فيها العجب العجاب.
بصراحة، أيا كان صفك، أليست هذه البرامج أفضل من برامج السياسة والهمّ والغمّ الذي يصلنا من المنطقة العربية عبر شاشاتها؟
دكتور آخر!
تعززت عصابة منتحلي الصفات والمكانات والشهادات بالفضائيات العربية بزميل آخر انتحل صفة دكتور بينما يشكك الذين يعرفونه في أن يكون دخل الجامعة يوما.
هو زعيم البولحية الذين خانوا لحيتهم ومريديهم في بلد يتوسط المغرب العربي. المعروف عن ماضيه انه احترف الرقية ومطاردة الجن، لكن قناة ما أنا بقارئ قدمته لزبائنها في برنامج حواري نهاية الاسبوع الماضي بصفة دكتور ، فصدّق صاحبكم انه فعلا كذلك فظل مستمتعا بالوصف ولم يصحح لمخاطبيه.
مبروك علي نصابي الفكر ودكاترة الفضائيات هذه الاضافة الجديدة.
تذويب اتم
أين اختفت اتم (الاذاعة والتلفزة المغربية)؟ كأنما أذابوها ووزعوا بقاياها علي الرابعة و الرياضية و السادسة وهلمّ جرا. أريد اتم يا محسنين، دلوني علي موقعها ان كانت لا تزال موجودة، فمنذ ذهبت أصبحت عندي عقدة المطر (عفوا عقدة دوزيم ).
جزاء عند ربكم
الأسبوع الماضي احتفي التلفزيون الجزائري بمؤتمر كبير حول الجالية الجزائرية بالخارج . والجمعة الماضي احتفت التلفزيونات المغربية بمؤتمر مماثل عن الجالية المغربية بالخارج .
في المؤتمرين سمع الناس كلاما سياسيا ـ تلفزيونيا معسولا عن الكفاءات المهاجرة وكيف ستعود كلها عن بكرة أبيها لخدمة الوطن.
يا ناس، كفي نفاقا.. إنسوا الكفاءات التي في الخارج، يا سيدي استقطبوا التي في الداخل كي لا تهرب للخارج ولكم جزاء عند ربكم ترزقون.
كاتب من اسرة القدس العربي
qpt2
10/06/2008
في العادة لا أتوقف طويلا عند الصحافي الاستاذ محمد حسنين هيكل وحكاياته بقناة الجزيرة مساء كل خميس.
قد أكون مخطئا، لكنني لا أدري لماذا أشعر بأنه يقول كلاما غريبا عني لا أفهمه، وبأنني أجد صعوبة في وضع تسلسل لما يقول والخروج بنتيجة واضحة من كلامه.
هذا ناهيك عن شكل البرنامج المتمثل في مونولوغ.. رجل يحكي كلاما عن قصص ووقائع شهدها وحده أو مع آخرين لم يبق منهم كثيرون علي قيد الحياة، وأخري أثبتت أكثر من جهة انها غير دقيقة أو جاء من يطعن فيها، وآخرها اتهامه الملك الراحل الحسن الثاني بالتواطؤ في خطف طائرة قادة الثورة الجزائرية علي يد سلاح الجو الفرنسي في خريف 1956. (لا أطعن في مصداقية الرجل، إنما أشعر برغبة في القول ان انسانا يتحدث طيلة 50 أو 60 ساعة علي مدار السنة، لا بد ان يخطئ أو ينسي أو تخونه الدقة يوما).
لكن اختلف الأمر معي في الحلقة الأخيرة الخميس الماضي. لقد توقفت عندها. كانت الحلقة في بدايتها وكأن هيكل يتحدث بشيء من العتب عن أناس ربما لاحظوا عليه انه غرق في الماضي، فكان يحاول اثبات العكس بالقول ان الماضي هو اداة استشراف المستقبل، وكلام من هذا القبيل.
الي هنا كان الكلام جميلا، وإن متقطعا كالعادة، لكن فيه شيء من الذاتية الصادقة والدفاع عن النفس لا أعتقد ان الاستاذ هيكل اضطر لها من قبل. ثم بسرعة انتقل الي الحديث عن الأيام التي غيّرت تاريخنا والتي يجب ان نتوقف عندها .
حاولت ان استذكر التاريخ فعرفت ان اليوم كان الخميس 5 حزيران (يونيو). وحاولت استذكار شيئ من التاريخ وربطه بما يقول الاستاذ هيكل، فلم أجد غير ذكري نكسة 1967 والتي غيّرت فعلا حياة العرب ومستقبلهم.
ثم سألت نفسي كيف يمكن ان تكون هزيمة 1967 أياما مجيدة أو مصدر فخر وقد اتفق القاصي والداني علي انها نكسة. هي فعلا غيّرت تاريخ العرب ومستقبلهم، لكن الي درك عميق، وان يقال انها أيام مجيدة، فهذا كلام يجب الوقوف عنده، خصوصا إذا صدر عن رجل من قامة هيكل.
بعد صبر غير طويل فهمت ان الاستاذ هيكل هنا يتحدث عن العدوان الثلاثي علي مصر في 1956، وان الحلقة مسجلة للتزامن (أو تزامنت) مع ذكراه السابقة أو اللاحقة.
لماذا تبث الجزيرة حلقة عن سياق ووقائع معينة في سياق آخر مختلف تماما بشكل يقود الي تغليط المشاهد؟
هو استهتار. ربما إفلاس. وقد يكون عبثا من نوع مشّي حالك ، كما يقول الشوام. لا يحتاج برنامج مع هيكل الي ضرب آخر تحت الحزام، فهو فيه (أو لديه) ما يكفيه من نقاط الضعف.
لا اؤمن كثيرا بنظرية المؤامرة، وإلا كنت قلت ان الذي قرر برمجة حلقة عن العدوان الثلاثي في ذكري نكسة حزيران (يونيو) يريد، بقصد أو بحسن نية، الاساءة لهيكل وإضافة طعنة أخري لطعنات كثيرة يتلقاها برنامجه منذ بدايته.
أقل ما يمكن ان يقال عن حلقة الخميس الماضي من مشاهد وفيّ (أنا لست وفيّا) للاستاذ هيكل وللقناة، هو: إما ان الأول يعيش خارج الزمن، وإما ان الثانية تبث أي شيء لمجرد ملء الفراغ.
لا أشاهد البرنامج بانتظام للأسباب الواردة آنفا. فإذا كانت كل حلقات مع هيكل مثل حلقة الخميس، خارج الزمن والسياق، اعتقد انه آن الاوان للتفكير في نوع من التصحيح ليس ضروريا ان يكون من نوع التصحيحات التي كانت تحدث في الأزمنة التي ينتمي الاستاذ هيكل ويحبذ اليوم الرجوع إليها.
الأشعر والأطول
أحاول ان أتخيّل الدنيا بدون منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. ثم أحاول تصوّر نشرات الأخبار في التلفزيونات العربية والعالمية.
هبّ انك الآن تشاهد نشرة أخبار في عالم ليس بخريطته المنطقة المذكورة وشعوبها المسكينة.
حتما، ستشاهد برامج مريحة ومسلية، وتقارير أقل جلبا للاحباط والاكتئاب.
كنتَ ستشاهد برامج من النوعية التي تبثها القناة البريطانية الرابعة (تشانل 4) هذه الأيام عن أكثر الناس اختلافا في العالم.. من الأقصر الي الأطول مرورا بالأكثر شعرا (في الجسم) وصاحب القدم الأكبر.. الخ.
أتابع هذه السلسلة التي يعدها رجل قد ينسحب عليه انه من الأكثر طولا في العالم.
من المفرحات انه لم يتجه بعد الي المنطقة العربية. فقد جرت العادة ان هذه المنطقة هي منطقة جذب للمحققين الغربيين والصحافيين الفريلانس، إذ كلما ضاق العيش بأحدهم في بلده أو وظيفته، أو شعر بالبطالة أو الفراغ، حمل كاميرا واتجه شرقا او جنوبا نحونا، الي فلسطين ولبنان وأخيرا العراق مرورا بالسودان والمغرب ومصر.
هناك يجدون كل شيء، من العادات المثيرة للفضول كختان البنات والأعراس الجماعية والزواج بأكثر من جارية فتفريخ الارهابيين.
اذهب، أيها الصحافي الغربي، بدون فكرة واضحة عمّا تريد ان تفعل وستصادفك، ما ان تصل، مئات الأفكار السياسية والاجتماعية والثقافية الجديدة عن مشاهدك.
غير ان صاحبنا لم يتجه بعد أو لم يجد بعد ما يثير فضوله ويثري برنامجه. الرجل الأقصر في العالم موجود بالقارة الهندية غير بعيد عن منطقة الهيملايا. الرجل صاحب الشعر الأكثر كثافة (أقوي من شعر رأسه حتي يخيّل اليك انه يضع قناعا علي وجهه) مكسيكي يعيش في الولايات المتحدة، لكن لديه منافسة وضغط من آخر يعيش في الصين ويدّعي انه الأول في العالم، وصاحبنا معد البرنامج بينهما تغمره السعادة.
هذا النوع من البرامج (قد نراه يوما مترجما في قنوات عربية، كما جرت العادة) أحادي الاتجاه، دائما من الشمال الي الجنوب: الغربيون هم الأغني وأصحاب البطون الشبعانة، ما يعني اصحاب الرأس الأقدر علي التفكير وعلي السفر جريا وراء هذا النوع من العمل.
إذا كنت يساريا (بالمعني الافتراضي) فقد تشمئز من هذه الفئة من المنتجين والمحققين التلفزيونيين، وتنتابك أفكار رجل من مدينة داخلية بالجزائر أردت تصويره خلال تحقيق صحافي في 1990، لكنه نهرني بدون خجل تفرضه عقدة الريفي الذي يقف أمام رجل المدينة: متصورنيش.. لسنا قردة هنا تتسلون بتصويرنا ثم تنصرفون الي عاصمتكم! (كأنها ليست عاصمته).
شعرت بحرج، لكنني احترمت شدّته، وعندما عدت الي غرفتي بالفندق، سمعت صوتا بداخلي يقول: برافو عليه، إنه علي حق! والدليل انني لا زلت أذكره الي اليوم.
أما إذا كنت ليبراليا (بالمعني الافتراضي أيضا) فقد تري في هذه النوعية من الأعمال إثراء للخزائن التلفزيونية، ومساعدة لك علي زيادة الايمان بأن هذه الدنيا فيها العجب العجاب.
بصراحة، أيا كان صفك، أليست هذه البرامج أفضل من برامج السياسة والهمّ والغمّ الذي يصلنا من المنطقة العربية عبر شاشاتها؟
دكتور آخر!
تعززت عصابة منتحلي الصفات والمكانات والشهادات بالفضائيات العربية بزميل آخر انتحل صفة دكتور بينما يشكك الذين يعرفونه في أن يكون دخل الجامعة يوما.
هو زعيم البولحية الذين خانوا لحيتهم ومريديهم في بلد يتوسط المغرب العربي. المعروف عن ماضيه انه احترف الرقية ومطاردة الجن، لكن قناة ما أنا بقارئ قدمته لزبائنها في برنامج حواري نهاية الاسبوع الماضي بصفة دكتور ، فصدّق صاحبكم انه فعلا كذلك فظل مستمتعا بالوصف ولم يصحح لمخاطبيه.
مبروك علي نصابي الفكر ودكاترة الفضائيات هذه الاضافة الجديدة.
تذويب اتم
أين اختفت اتم (الاذاعة والتلفزة المغربية)؟ كأنما أذابوها ووزعوا بقاياها علي الرابعة و الرياضية و السادسة وهلمّ جرا. أريد اتم يا محسنين، دلوني علي موقعها ان كانت لا تزال موجودة، فمنذ ذهبت أصبحت عندي عقدة المطر (عفوا عقدة دوزيم ).
جزاء عند ربكم
الأسبوع الماضي احتفي التلفزيون الجزائري بمؤتمر كبير حول الجالية الجزائرية بالخارج . والجمعة الماضي احتفت التلفزيونات المغربية بمؤتمر مماثل عن الجالية المغربية بالخارج .
في المؤتمرين سمع الناس كلاما سياسيا ـ تلفزيونيا معسولا عن الكفاءات المهاجرة وكيف ستعود كلها عن بكرة أبيها لخدمة الوطن.
يا ناس، كفي نفاقا.. إنسوا الكفاءات التي في الخارج، يا سيدي استقطبوا التي في الداخل كي لا تهرب للخارج ولكم جزاء عند ربكم ترزقون.
كاتب من اسرة القدس العربي
qpt2
تعليق