تغلب المنتخب الكرواتي على نظيره النمساوي بهدف دون مقابل في افتتاح مباريات المجموعة الثانية من كأس أمم أوروبا لكرة القدم (يورو 2008) في المباراة التي أقيمت على ملعب إرنست هابل في العاصمة النمساوية فيينا.
شهدت المباراة حضور لافت لآلاف الجماهير الكرواتية في ملعب إرنست هابل بالعاصمة النمساوية فيينا، وجاء هدف المباراة الوحيد في الدقيقة الرابعة من اللقاء عن طريق لاعب الوسط لوكا مودريتش من ركلة جزاء.
ورغم الهزيمة قدم أصحاب الأرض أداءا مشرفاً خاصة في الشوط الثاني من اللقاء الي هاجموا فيه بضراوة من أجل تعديل النتيجة ولكن خط دفاع الضيوف وحارس مرماهم ستيبي بليتيكوسا كانا دائماً في الموعد ونجحا في الحفاظ على شباك مرماهم نظيفة ليهديا المنتخب الكرواتي أول ثلاث نقاط له في البطولة.
كانت تشكيلة المدرب الكرواتي سلافن بيليتش بحسب التوقعات ولم يلاحظ فيها سوى غياب الخبير داريو سيميتش مدافع ميلان الإيطالي، في حين كان أبرز ما في تشكيلة المدرب النمساوي جوزيف هيكرزبرغر هو اعتماده على الحارس يورغن ماتشو بدلاً من ألكس مانينغر، وتفضيله المهاجم الشاب مارتين هارنيك على المخضرم إيفيتشا فاستيتش الذي بدأ على دكة البدلاء.
وجاءت انطلاقة المباراة غاية في السخونة، فبعد صافرة البداية بأقل من ثلاث دقائق احتسب الحكم الهولندي بيتر فينك ركلة جزاء لصالح المنتخب الكرواتي بسبب عرقلة المدافع النمساوي رينيه أوفهاوسر لمهاجم الضيوف إيفيتشا أوليتش داخل المنطقة، وأعترض لاعبو المنتخب النمساوي كثيراً ولكن دون جدوى، ليتصدى لوكا مودريتش للكرة بنجاح مسجلاً هدف التقدم لبلاده وسط ذهول جماهير صاحب الأرض.
وسيطر الكروات على مجريات هذا الشوط وشكلوا الكثير من الخطورة على المرمى النمساوي خاصة عن طريق المهاجمين أوليتش وملادين بتريتش وعن طريق الكرات الثابتة التي لعبها داريو سرنا، كما ظهر مودريتش بشكل لاعب في نصف الملعب وساهم كثيراً في استحواذ فريقه على الكرة.
في الوقت نفسه ظهر الدفاع النمساوي بشكل مهزوز وكانت معظم هجمات الفريق خجولة حيث اعتمد على التسديدات من خارج المنطقة التي لم تشكل خطورة تذكر وكانت أبرز محاولاته تسديدة يورغن صوميل في الدقيقة الثامنة التي سيطر عليها الحارس ستيبي بليتيكوسا بسهولة، وتسديدة سباستيان برودل في الدقيقة 18 التي مرت بجوار القائم الأيمن.
وكاد بتريتش أن يضاعف النتيجة للمنتخب الضيف في الدقيقة 35 عندما تلقى تمريرة رائعة من المدافع الأيمن فيدران تشورلوكا داخل المنطقة ولكنه تسديدته من اللمسة الأولى مرت فوق العارضة.
ومع الدقائق الأخيرة للشوط الأول بدأ المنتخب النمساوي في الهجوم وضغط بقوة من أجل تعديل النتيجة ولكن الدفاع الكرواتي وحارس المرمى بليتيكوسا كانا في الموعد وتعاملا بشكل جيد مع جميع المحاولات النمساوية.
وسنحت لأصحاب الأرض فرصة ثمينة لتعديل النتيجة قبل نهاية الشوط الأول بثلاث دقائق عندما تلقى المدافع يواكيم شتاندفيست كرة عرضية داخل المنطقة وهو خالي تماماً من الرقابة، ولكنه أرسل الكرة برأسه فوق العارضة.
وواصل المنتخب النمساوي صحوته في بداية الشوط الثاني فهاجم بضرواة وظهر مهاجمه هارنيك بشكل لافت في الناحية اليمنى فاخترق الدفاع الكرواتي أكثر من مرة وأرسل كرات عرضية خطيرة ولكنها لم تجد من يتابعها.
وبعد مرور ربع ساعة من هذا الشوط أجرى المدرب النمساوي تغييراً هجومياً بالدفع بالمخضرم فاستيتش مكان لاعب الوسط صوميل في محاولة منه لتغيير النتيجة، ورد عليه الكرواتي بيليتش بتغيير دفاعي بإنزال داريو كنيزيفيتش بدلاً من نيكو كرانيكار لاعب الوسط.
ودانت السيطرة تماماً بعد ذلك لاصحاب الأرض الذين هاجموا بضراوة من أجل التعديل، فسدد أندرياس إيفانتسيتش كرة قوية في الدقيقة 70 من خارج المنطقة مرت فوق العارضة الكرواتية.
وأجرى المدرب النمساوي تغيير جديد في الدقيقة 71 بدفعه باللاعب أوميت كوركماز بدلاً من رونالد جيركاليو، وظهر تأثير هذا التغيير سريعاً حيث ظهر اللاعب البديل بشكل رائع في الناحية اليسرى وشكل خطورة كبيرة على الدفاع الكرواتي من خلال الكرات العرضية والتسديدات القوية، في الوقت الذي تألق فيه أيضاً هارنيك من الناحية اليمنى.
وكانت أخطر المحاولات النمساوية قبل نهاية اللقاء بخمس دقائق عندما سدد كوركماز كرة قوية من خارج المنطقة أبعدها الحارس بليتيكوسا بصعوبة، كما لعب البديل رومان كيناست كرة قوية برأسه في الوقت بدل الضائع مرت بجوار القائم الأيمن.
وبهذه النتيجة أصبح المنتخب النمساوي في موقف حرج حيث تنتظره مواجهتين صعبتين في هذا الدور الأولى أمام المنتخب البولندي والثانية أمام المنتخب الألماني.
تعليق