عاد الزمالك إلى منصات التتويج للمرة الأولى بعد أربع سنوات عجاف، بفوزه بكأس مصر الـ77 عقب تغلبه على إنبي بهدفين لهدف في المباراة النهائية التي جمعت الفريقين يوم الأحد على استاد القاهرة، لم يتخل فيها الفريق البطل عن عادته في حرق أعصاب جماهيره، التي ظلت تشد من أزره حتى نهاية اللقاء، خاصة وأن الفريق لم يقدم العرض المنتظر منه.
سجل للزمالك أسامة حسن لاعب إنبي السابق في الدقيقة 33 من ركلة جزاء، وعمرو زكي في الدقيقة 80، فيما سجل لإنبي محمد يونس في الدقيقة 62.
وخرجت جماهير الزمالك تحتفل بالبطولة الأولى على المستويات المحلية والعربية والإفريقية بعد غياب عن الألقاب لمدة أربع سنوات فشل خلالها عديد من المدربين ومجالس إدارات في إخراج الفريق من كبوته التي تفنن النقاد الرياضيين في تحليل أسبابها دون الوصول إلى حلّ.
وكان الزمالك دخل اللقاء النهائي ولديه آمال كبيرة في الفوز بالكأس للمرة 21 في تاريخه، رغم خسارته في آخر جولتين في الدوري المصري أمام الاتصالات وبتروجيت، وارتدى لاعبو القلعة البيضاء قمصانا داخلية بيضاء تحمل رقم 14 واسم قائد الفريق حازم إمام، لتطالبه بالعدول عن قرار الاعتزال الذي كان قد اتخذه في وقت سابق.
هدف أبيض مفاجئ
وجاءت البداية خطيرة لصالح إنبي، بعدما أضاع أحمد المحمدي فرصة الهدف الأول في الدقيقة الثامنة، حينما نجح في تجاوز دفاع الزمالك، ولكنه سدد الكرة من داخل منطقة الجزاء في الشباك الخارجية لمرمى محمد عبد المنصف، الذي ظل يضرخ في زملائه مطالبا بزيادة التركيز لعدم تكرار مثل تلك الأخطاء الخطيرة.
وساهم لاعب الزمالك محمود عبد الرازق "شيكابالا" في صناعة العديد من الهجمات على مرمى إنبي، إلا أن غياب الدعم الهجومي حال دون إحراز الأهداف، وأهدر نفس اللاعب أولى الفرص الخطيرة لفريقه في الدقيقة 14، عندما استغل مهارته لتجاوز المدافعين، ولكنه سدد كرة مرت من فوق العارضة بمساقة قليلة.
وكررعادل مصطفى محاولاته لتهديد مرمى الزمالك، فسدد بقوة من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 15، إلا أن الكرة اصدمت في قدم المدافع محمود فتح الله لتتحول إلى ركلة ركنية، وبعدها بخمس دقائق رد عمرو زكي سريعا بتسديدة مفاجئة دون تعرضه لأي رقابة، ولكن الكرة مرت بجوار القائم الأيسر إلى خارج الملعب.
ظهر إنبي الأكثر تنظيما في الملعب، مما ساعده على خلق حصار محكم أمام دفاع القلعة البيضاء الذي ساده الارتباك، فأضاع عادل مصطفى وأحمد المحمدين فرصتين خلال ثوان معدودة، بعدما سدد اللاعبان كرتان قويتان تجاه مرمى الزمالك، إلا أن عبد المنصف ودفاعه وقفا في طريق هز الشباك.
وفي عكس اتجاه اللعب احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح الزمالك بعد تعرض جمال حمزة للعرقلة بواسطة حارس مرمى إنبي ليسددها أسامة حسن بنجاح معلنا تقدم الزمالك بهدف نظيف في الدقيقة 33 وسط فرحة كبيرة من الجماهير التي حضرت لتشجيع فريقها أملا في تحقيق البطولة الأولى بعد غياب أربع سنوات.
وكاد شيكابالا أن يحرز الهدف الثاني، مستغلا حالة الصدمة التي تسيطر على لاعبي إنبي بسبب الهدف الذي أصاب مرماهم، ولكن التدخل السريع للمدافعين منع لاعب وسط الزمالك من إتمام محاولة اختراقه للمرمى.
وعاود إنبي السيطرة من جديد، بعدما تماسكت صفوفه، فأضاع أحمد رؤوف فرصة إدراك التعادل، بعدما انحرفت كرته الرأسية إلى خارج المرمى على بعد مسافة قليلة من القائم الأيسر لمرمى الزمالك، وتكرر نفس الموقف مع نفس اللاعب وزميله عادل مصطفى، عندما سددا بقوة في الدقيقة 43، ولكن عبد المنصف واصل تألقه وتصدى لها كالعادة.
ووقف القائم في وجه تسديدة شيكابالا المنفرد تماما بحارس إنبي في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، بعدما نجح في كسر مصيدة التسلل لتضيع أخطر فرص الزمالك لتسجيل الهدف الثاني.
نفس السيناريو
ومع بداية الشوط الثاني ظهر كثير من الإصرار على لاعبي الزمالك من أجل تسجيل هدف ثان يريح أعصابهم، وكاد محمد عبد الله ينجح في تحقيق ذلك في الدقيقة 48، عندما سدد كرة صاروخية على حدود منطقة الجزاء، ولكنها علت العارضة.
وانخفض إيقاع اللعب مع سيطرة شبه كاملة لأنبي الذي ظل يبحث عن ثغرات يمكن من خلالها الوصول لمرمى الزمالك، إلى أن جاءت الدقيقة 62 ليسجل محمد يونس هدف التعادل، بعدما حول الكرة برأسه إلى شباك عبد المنصف، الذي حاول حماية مرماه دون فائدة.
وأطلق علاء عيسى لاعب إنبي تسديدة صاروخية في الدقيقة 73 بشكل مفاجئ، وبعيدا عن تدخل أيّ من المدافعين، إلا أن عبد المنصف قفز عاليا ليحول الكرة إلى ركلة ركنية، منقذا مرماه من الهدف الثاني.
وكرر الزمالك ما فعله في الشوط الأول، فسجل الهدف الثاني في عكس اتجاه اللعب بواسطة عمرو زكي في الدقيقة 80، الذي تلاعب بالمدافعين مخترقا منطقة الجزاء من الجبهة اليسرى لدفاع إنبي ليسدد بعدها كرة أرضية قوية تسكن الشباك من الناحية اليمنى للمرمى.
وحاول إنبي التعديل مكثفا من هجماته على مرمى الزمالك، إلا أن التسرع وعدم الدقة في إنهاء الهجمات بجانب تألق عبد المنصف، حال دون معادلة النتيجة حتى أطلق الحكم صفارته معلنا نهاية اللقاء.
تعليق