بسم الله الرحمن الرحيم
الأحبة في الله حفظكم الله ورعاكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرة تلك الأحاديث العامة والفتاوى التي وردت في حب الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، تلك الأقوال التي نسمعها في حب رسول الله عليه صلوات ربي وسلامه. تلك التي توقفت عندها ولم يلج في داخلي غير سؤال واحد، لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ سؤال لم أطرحه على نفسي بصفة مباشرة، بل طرحته على مسمعي وقد جعلت نفسي في موقع من يقول ولا يجب أن نزيد في حبه. ولذلك سألت ذات السؤال. فوجدت نفسي أمام كم هائل من المسببات التي تجعلنا لا نحبه فحسب، بل نجعل أنفسنا جميعاً فداء له صلوات الله عليه وسلامه، ولكي لا نطيل، فلنا من ذلك البحر خمس قطرات نسترجعها سوياً، ونرى منها إن كان حبنا له صلى الله عليه وسلم حق وبالقدر المطلوب أم لا، فمن تلك القطرات الخمس
القطرة الأولى
عندما أنزل الله تعالى قوله الحق (ولسوف يعطيك ربك فترضى) بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال (والله لا أرضى وواحد من أمتي في النار). صلوات ربي عليك يا حبيبي يا رسول الله. لم يقل، لا أرضى إلا يقل، لا أرضى إلا وأنا في الفردوس الأعلى، إنما قال، لا أرضى وواحد من أمتي في النار. فأي رحمة هذه بقلبك يا رسول الله. أي حب منك لنا يا رسول الله. أي هدية عظيمة أهدانا الله إياك يا رسول الله
القطرة الثانية
جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، فنادى وقال (أحبابي .. أحبابي) فقال الصحابة الأجلاء رضي الله عنهم، ألسنا أحبابك يا رسول الله، فقال لهم صلى الله عليه وسلم (أنتم أصحابي، إنما أحبابي قوم آمنوا بي ولم يسمعوني، وأحبوني ولم يروني) وإنما هؤلاء القوم نحن أيها الأخوة والأخوات. آمنا به ولم نسمعه، وأحببناه ولم نراه، فوالله إنما نحن من قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكيف بنا يحبنا حبيب الله فلا نحبه! كيف بنا وهو الذي ينادينا بأحبته فلا نحبه! كيف بنا نتعس بحب الدنيا وننسى حبه صلى الله عليه وسلم ونحن أحباب الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى
القطرة الثالثة
أوردت الأحاديث الشريفة الصحيحة، أن البشر كافة مسلمين ومشركين وكفرة، يأتون يوم القيامة يستشفعون بآدم عليه السلام فيقول نفسي نفسي، ثم بنوح ثم وثم وثم وثم وكل يقول نفسي نفسي، وكل خائف من غضب الله، ذلك الغضب الذي لم يغضب الله قبله ولا بعده قط، غضب يجعل الجبال ترتعد والبحار تجف، ثم يأتون الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، فيقف عليه أعطر سلام وصلاة قائلاً (أنا لها، أنا لها)، ويذهب لله تعالى تحت العرش، يذهب للغضب الإلهي الذي لم يكن ولن يكون مثله، يقترب من رب العزة والجلال بكل ذلك الغضب، ليسجد تحت العرش، وليفتدي بنفسه كل الخلق إنساً وجناً، مسلمين وكفار، يقترب من الله تعالى وهو بكامل غضبه، ليسجد بين يديه مفتدياً الكل بنفسه، ويدعو ويدعو ويدعو إلى أن يهدأ الغضب الإلهي وينادى به، إرفع رأسك وسل تعط وأشفع تشفع. أي نبي عظيم هذا؟أي خلق رحيم هذا؟ أي رحمة مهداة إلينا هذه؟ يفتدي بنفسه الخلائق كلها ويقترب من الله بكل غضبه ليشفع للجميع بأن يبدأبالحساب.
قس دون تشبيه أو تمثيل، أن رئيسك في العمل غاضب من الجميع، فهل تجرأ أن تدخل إليه! أو أن أمير منطقتك غاضب وبكل غضبه، فهل تجرأأن تقترب منه لتطلب منه أمراً ما؟ أو أن رئيس بلدك أو ملك دولتك في كامل غضبه، فهل كنت ممن يقوى أن يقترب منه؟ فكيف بغضب الله جل وعلا! وكيف بمخلوق يقترب من ذلك الغضب، غضب ملك الملوك ليفتدي بنفسه الخلائق يرجو ربه الشفاعة والبدء بالحساب
القطرة الرابعة
أوردت الأحاديث الشريفة، أن أعمال المرء منا تعرض على المتوفى من والديه مرة في الأسبوع، فإن وجدا خيراً حمدا الله، وإن وجدا غير ذلك غضبا على إبنهما أو إبنتهمها. ولكن وبذات الوقت، أوردت الأحاديث الشريفة أن أعمال الأمة كلها تعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين في الأسبوع، وهنا يقول صلى الله عليه وسلم (فإن وجدت خيراً حمدت الله، وإن وجدت غير ذلك إستغفرت لكم). فأي نبي عظيم رحيم بنا هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم. تعرض أعمال الأبناء على أبويه وقد يكونون خمساً أو عشراً أو مائة، ولكن أعمال الأمة كلها تعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتعرض أعمال الأبناء مرة في الأسبوع، بينما تعرض الأعمال على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتان في الأسبوع. ويغضب الأب والأم على أبنائهم إن لم يجدا خيراً، مقابلإستغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا في ذلك. فهل كانت الآباء والأمهات أرحم علينا أم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
القطرة الخامسة
أوردت الأحاديث الشريفة في بعث الخلق، أن أول من يبعث يوم القيامة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فماذا يكون أول قول يخرج من فاهه الشريف عليه صلوات الله وسلامه؟ إنما ينادي صلى الله عليه وسلم ويكون أول قوله، (أمتي .. أمتي .. ماذا جرى في أمتي؟) لا يشغل باله صلى الله عليه وسلم غير أمته، ماذا جرى في أمته، لا يبعث فيقول أين إبنتي، أين زوجتي، أين أبي وأمي، إنما قوله صلى الله عليه وسلم، أمتي .. أمتي .. ماذا جرى في أمتي. لا يشغل باله ولا تفكيره غير أمته، ولا يقلقه غير هذه الأمة التي بعث إليها، ماذا جرى بها؟ هل هي في خير أم شر؟ إلى أين
وصلت؟ ماذا يقلقها؟ ماذا حدث بها؟ أمتي أمتي ماذا جرى في أمتي
أقسم بالله أننا لو أردنا أن نحصي الأسباب التي تدفع بنا لمحبته صلى الله عليه وسلم لكان لزاماً علينا أن نكتب كتب يعجز عن حملها العشرات، ولكنني أردت أن أضع بين يدي أشقائي وشقيقاتي في الله، هذه القطرات
الخمس، نفكر بها، نتأملها، نبحث بين سطورها، لنرى إن كان حق لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحب أم لا؟ إن كنا أحببناه بالقدر المطلوب أم لا؟
اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على عبدك وحبيبك رسول الهدى محمد بن عبد الله خاتم أنبيائك ورسلك الرحمة المهداة، صلاة وسلاما دائمين لا تعدولا ترد بالقدر الذي أمرت به بقولك الحق (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وعلى آله وصحبه وسلم
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الأحبة في الله حفظكم الله ورعاكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرة تلك الأحاديث العامة والفتاوى التي وردت في حب الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، تلك الأقوال التي نسمعها في حب رسول الله عليه صلوات ربي وسلامه. تلك التي توقفت عندها ولم يلج في داخلي غير سؤال واحد، لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ سؤال لم أطرحه على نفسي بصفة مباشرة، بل طرحته على مسمعي وقد جعلت نفسي في موقع من يقول ولا يجب أن نزيد في حبه. ولذلك سألت ذات السؤال. فوجدت نفسي أمام كم هائل من المسببات التي تجعلنا لا نحبه فحسب، بل نجعل أنفسنا جميعاً فداء له صلوات الله عليه وسلامه، ولكي لا نطيل، فلنا من ذلك البحر خمس قطرات نسترجعها سوياً، ونرى منها إن كان حبنا له صلى الله عليه وسلم حق وبالقدر المطلوب أم لا، فمن تلك القطرات الخمس
القطرة الأولى
عندما أنزل الله تعالى قوله الحق (ولسوف يعطيك ربك فترضى) بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال (والله لا أرضى وواحد من أمتي في النار). صلوات ربي عليك يا حبيبي يا رسول الله. لم يقل، لا أرضى إلا يقل، لا أرضى إلا وأنا في الفردوس الأعلى، إنما قال، لا أرضى وواحد من أمتي في النار. فأي رحمة هذه بقلبك يا رسول الله. أي حب منك لنا يا رسول الله. أي هدية عظيمة أهدانا الله إياك يا رسول الله
القطرة الثانية
جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، فنادى وقال (أحبابي .. أحبابي) فقال الصحابة الأجلاء رضي الله عنهم، ألسنا أحبابك يا رسول الله، فقال لهم صلى الله عليه وسلم (أنتم أصحابي، إنما أحبابي قوم آمنوا بي ولم يسمعوني، وأحبوني ولم يروني) وإنما هؤلاء القوم نحن أيها الأخوة والأخوات. آمنا به ولم نسمعه، وأحببناه ولم نراه، فوالله إنما نحن من قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكيف بنا يحبنا حبيب الله فلا نحبه! كيف بنا وهو الذي ينادينا بأحبته فلا نحبه! كيف بنا نتعس بحب الدنيا وننسى حبه صلى الله عليه وسلم ونحن أحباب الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى
القطرة الثالثة
أوردت الأحاديث الشريفة الصحيحة، أن البشر كافة مسلمين ومشركين وكفرة، يأتون يوم القيامة يستشفعون بآدم عليه السلام فيقول نفسي نفسي، ثم بنوح ثم وثم وثم وثم وكل يقول نفسي نفسي، وكل خائف من غضب الله، ذلك الغضب الذي لم يغضب الله قبله ولا بعده قط، غضب يجعل الجبال ترتعد والبحار تجف، ثم يأتون الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، فيقف عليه أعطر سلام وصلاة قائلاً (أنا لها، أنا لها)، ويذهب لله تعالى تحت العرش، يذهب للغضب الإلهي الذي لم يكن ولن يكون مثله، يقترب من رب العزة والجلال بكل ذلك الغضب، ليسجد تحت العرش، وليفتدي بنفسه كل الخلق إنساً وجناً، مسلمين وكفار، يقترب من الله تعالى وهو بكامل غضبه، ليسجد بين يديه مفتدياً الكل بنفسه، ويدعو ويدعو ويدعو إلى أن يهدأ الغضب الإلهي وينادى به، إرفع رأسك وسل تعط وأشفع تشفع. أي نبي عظيم هذا؟أي خلق رحيم هذا؟ أي رحمة مهداة إلينا هذه؟ يفتدي بنفسه الخلائق كلها ويقترب من الله بكل غضبه ليشفع للجميع بأن يبدأبالحساب.
قس دون تشبيه أو تمثيل، أن رئيسك في العمل غاضب من الجميع، فهل تجرأ أن تدخل إليه! أو أن أمير منطقتك غاضب وبكل غضبه، فهل تجرأأن تقترب منه لتطلب منه أمراً ما؟ أو أن رئيس بلدك أو ملك دولتك في كامل غضبه، فهل كنت ممن يقوى أن يقترب منه؟ فكيف بغضب الله جل وعلا! وكيف بمخلوق يقترب من ذلك الغضب، غضب ملك الملوك ليفتدي بنفسه الخلائق يرجو ربه الشفاعة والبدء بالحساب
القطرة الرابعة
أوردت الأحاديث الشريفة، أن أعمال المرء منا تعرض على المتوفى من والديه مرة في الأسبوع، فإن وجدا خيراً حمدا الله، وإن وجدا غير ذلك غضبا على إبنهما أو إبنتهمها. ولكن وبذات الوقت، أوردت الأحاديث الشريفة أن أعمال الأمة كلها تعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين في الأسبوع، وهنا يقول صلى الله عليه وسلم (فإن وجدت خيراً حمدت الله، وإن وجدت غير ذلك إستغفرت لكم). فأي نبي عظيم رحيم بنا هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم. تعرض أعمال الأبناء على أبويه وقد يكونون خمساً أو عشراً أو مائة، ولكن أعمال الأمة كلها تعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتعرض أعمال الأبناء مرة في الأسبوع، بينما تعرض الأعمال على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتان في الأسبوع. ويغضب الأب والأم على أبنائهم إن لم يجدا خيراً، مقابلإستغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا في ذلك. فهل كانت الآباء والأمهات أرحم علينا أم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
القطرة الخامسة
أوردت الأحاديث الشريفة في بعث الخلق، أن أول من يبعث يوم القيامة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فماذا يكون أول قول يخرج من فاهه الشريف عليه صلوات الله وسلامه؟ إنما ينادي صلى الله عليه وسلم ويكون أول قوله، (أمتي .. أمتي .. ماذا جرى في أمتي؟) لا يشغل باله صلى الله عليه وسلم غير أمته، ماذا جرى في أمته، لا يبعث فيقول أين إبنتي، أين زوجتي، أين أبي وأمي، إنما قوله صلى الله عليه وسلم، أمتي .. أمتي .. ماذا جرى في أمتي. لا يشغل باله ولا تفكيره غير أمته، ولا يقلقه غير هذه الأمة التي بعث إليها، ماذا جرى بها؟ هل هي في خير أم شر؟ إلى أين
وصلت؟ ماذا يقلقها؟ ماذا حدث بها؟ أمتي أمتي ماذا جرى في أمتي
أقسم بالله أننا لو أردنا أن نحصي الأسباب التي تدفع بنا لمحبته صلى الله عليه وسلم لكان لزاماً علينا أن نكتب كتب يعجز عن حملها العشرات، ولكنني أردت أن أضع بين يدي أشقائي وشقيقاتي في الله، هذه القطرات
الخمس، نفكر بها، نتأملها، نبحث بين سطورها، لنرى إن كان حق لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحب أم لا؟ إن كنا أحببناه بالقدر المطلوب أم لا؟
اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على عبدك وحبيبك رسول الهدى محمد بن عبد الله خاتم أنبيائك ورسلك الرحمة المهداة، صلاة وسلاما دائمين لا تعدولا ترد بالقدر الذي أمرت به بقولك الحق (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وعلى آله وصحبه وسلم
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
تعليق