اليوم هو الاول من نيسان، كما هو متعارف هو يوم الكذب، والحمد لله ان القمة العربية انهت اعمالها قبل وصوله، وإلا اعتبرنا ما جاء في بيانها الختامي هو في اطار هذه الكذبة البيضاء التي تعودنا على ان لا نمررها دون ان نمارس الكذب بيومه العالمي. البيان الختامي للقمة الذي اعتمد لغة الحوار وسيلة لحل المشكلات بين الاقطار العربية، والغاء كل حالات الاشتباكات الاعلامية والسياسة بينهم، فكيف سيكون الحال اذا بين ابناء القطر الواحد، بالتاكيد اكثر تفاهما وحرصاً، حتى ان رفع وتيرة الصوت سيكون عملاً مشينا ومعيباً لان الاشقاء في الاقطار المجاورة، سيسمعونا، وربما نهدر بعضاً من وقتهم الثمين، للتدخل وفض الاشتباك بين الاخوة. وربما كان فاكهة المؤتمرات العربية، الاشبه بالبريك الاعلاني الذي ينقذنا من رتابة اي مسلسل ممل، واقصد القذافي، محقاً هذه المرة في اشياء مثيرة، وهو الذي طبق على نفسه المثلين اللذين يقولان، مجنون يحكي وعاقل يسمع، واقعد اعوج واحكي جالس، فطالب بأن يكون للعرب دولة واحة للامة الواحدة ذات الرسالة الخالدة، فذكر بان صدام حسين اعدم من الامريكان بعد ان استهلك، ونسي القذافي انه تطوع لتسليم سلاحه النووي؟!!!. ورغم ذلك حكى حقائق كانت عبارة عن تساؤلات بعيدة عن الكذب. وبما ان لغة الحوار هي من سمت فوق كل اللغات، وبما ان القمة انتهت، وتخلص البعض من قيودها، وابتزازاتها، فما المبرر من عدم الانتقال من حالة الدفاع الى الهجوم، وبما ان فلسطين هي القضية المركزية، فلتكن الخطوة الاولى فوق ارضها المباركة، فحصلت معركة احد الجديدة بهجوم الصحابة على وكر الكفار في جامعة الازهر في غزة، فقام المؤمنون بضرب الفتيات، وخلع حجابهن عن رؤوسهن، ولما لا؟ ، ربما يكون تحت الحجاب ما هو ممنوع، ويخل بالالتزامات السرية لشروط الهدنة مع الاحتلال، فنحن ابناء المقاومة، عهدنا على انفسنا ان نلتزم بلغة الحوار ، وسنقطع يد من تقاوم الاحتلال، حتى لو كانوا من ابناء جلدة فريق اوسلو وغيره الذين رأوا في في المفاوضات سلام الشجعان المبني على التفاوض القويالى جانب المقاومة، باعتبار ان السلام يقام مع الاعداء للمصالحة بين الشعوب من اجل حفظ مصالحهم، لا سلام الزعران الذي يقوم على حماية المشاريع الخاصة ولو كانت على حساب الشعوب.. نحن من سعينا بكل قوتنا لانجاح، مبادرة اليمن، والاستفادة من التجربة الاسرائيلية في المفاوضات، بان نعطيها عمراً اطول من عمر التهدئة المطروحة، لذلك اصرينا على بند استئناف الحوار، وتبنته الكلمة الافتتاحية لرئيس المؤتمر بالنص الحرفي، ودعينا الرئيس ابو مازن لزيارتنا في دويلتنا الحمساوية التي تقدمت بطلب الانضمام الى الجامعة العربية، ودول حوض المتوسط باعتبارنا جغرافيا على شاطىء المتوسط. لكن الكرة لم تعد في ملعبنا، بل هي في ملعب ابو مازن الذي يشترط ان نتراجع عن جريمة اختطاف غزة وقتل المئات من ابنائها واعتقال اخرين ، وحظر العمل المقاوم، وتحريم العمل السياسي، واغتيال الديمقراطية والحرية والتعددية السياسة. ورهننا الكيان الانفصالي الجديد بين بعض الاخوة والانسباء، وكأنه يريدنا ان نعارض القمة وتنفيذ قراراتها وتوصياتها الداعية الى تعزيز اواصر وعرى هذه العلاقات. وكأنه لا يكفي ما جلبنا على شعبنا من حصار، ويريد ان نزيد هذه الحصار بتطبيق القرار الوطني المستقل والانفصال عن الامتين حتى يشتد علينا الحصار الجائر. ملاحظة، بما اننا في شهر نيسان فربما تكون هذه الكلمات هي احجية او اكاذيب، او ان الكذبة الكبرى ان اليوم هو يوم الكذب، لان امتنا تعودت ان تكون كل ايامها بعيد عن الحقيقة، اذا كنا لا نريد ان نوصفها بالكذب. وكل كذبة وانتم بخير.
الكاتب : احسان الجمل
تعليق