لماذا تحب التدخين؟
*هل تسمى الله عندما تشرب الدخان؟ وهل تحمد الله عندما تنتهى من السيجارة أو الشيشة؟
*قال عز وجل (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) الأعراف(157). فهل هناك أخبث من طعام من النار كطعام جهنم؛ لا يُسْمِنُ ولا يُغنى من جوع؟! وهل تسعد: حينما تسعل(تكح) كلما دخنت؟
*هل يوجد طعام أو شراب–غير الدخان- مكتوب عليه أنه: يدمر الصحة ويسبب الوفاة؟ أين عقلك؟!
*لماذا ترفض: تعقيم حقنة استخدمتها أنت- لا أحد غيرك- لتستخدمَها ثانية، ولا تبالى أن تدخن شيشة غير معقمة: استخدمها عشرات غيرك؟! أين عقلك؟!
*تقول: الدخان يهدؤنى! هل النار تطفئُ الغضبَ، أم الوضوء والصلاة وذكر الله؟ قال عز وجل (الَّذِينَ ءَامَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد(28).
*تقول: الدخان يُشعرنى برجولتى! هل تفقد رجولتك فى نهار رمضان؟! وهل تحس بها: حينما تعجز عن إكْمال مباراة أو عندما تصعدَ السلم بصعوبة، وكأنك شيخ: رغم أنك فى العشرين؟!
*تقول: الدخان مكروه وليس حراما! لو أحرقت جنيها، أيقول عاقل: هذا مكروه؟! فكيف بمن يحرق مالَه، بل ويستدين ليحرق مالَ غيره، ويحرق صحته وصحة غيره، ويشجع غيره ليدخنَ!
*لو ابتليت بالسرطان (الموت البطىء)! أتردد: الدخان مكروه وليس حراما؟! قال عز وجل (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) البقرة(195). قال عز وجل (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) النساء(29). ولا تقل: الجو ملوث ويسبب السرطانات. قال عز وجل (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا) التغابن(16). والدخان: تستطيع– بعون الله- تركه.
*أتسعد حينما تكره صيام رمضان بسبب حبك للدخان! ومازلت تصر: أنه مكروه وليس حراما! لو أذن للمغرب فى رمضان وأنت تمسك سيجارة(شيشة)، أتردد: اللهم لك صمت وعلى معصيتك أفطرت! لو كان النبى صلى الله عليه وسلم بيننا: أتقابله بالسيجارة (الشيشة) أم تكسرها؟!
*قال عز وجل (يَا بَنِى ءَادَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) الأعراف(31). وأنت تتعطر بالدخان الذى يؤذى الملائكة والمصلين، ولا يرضى الله!! وقد تدخن بحمامات المسجد! فتؤذى من يدخل بعدك، وتؤذى المتوضئين، وتنتهك حرمة المسجد!
*لو وجدت زوجتك أو بنتك(ابنك) يدخن، أتهدد: الدخان مكروه!
*أنت تدعى أنها من الصغائر، ثم تشرب أكثر من 20 سيجارة، أو أكثر من شيشة فى اليوم! قال صلى الله عليه وسلم ((إيَّاكُمْ ومُحَقِّرَات الذنوب؛ فإنهنَّ يجتمِعْنَ على الرجل: حتى يُهْلِِِِِكْنَهُ)) صحيح الجامع(2687). بل أكد مفتى مصر سابقا: د/ نصر واصل: أن السجائرَ أشدُّ حرمة من الخمر؛ فالخمر تضر بصاحبها فقط، أما السجائر: فتضر بالمدخن ومن حولَه، دون أن يدرىَ، وهذا ثابت علميا (أهرام الأربعاء 29 مارس 2000). وقد حرَّمه علماء كثيرون فى سائر العالم الإسلامى. ولا تقل: إن كان حلالا: فأنا أشربه! وإن كان حراما: فأنا أحرقه! أتجرؤ على هذا حين تقف بين يدى الله؟ فكيف، والله يسمعك ويراك، والملكان يسجلان؟ قال عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ق(18).
*هل تدخينك علانية يجعلك مجاهرا بالذنب؟ قال صلى الله عليه وسلم ((كل أُمَّتِى مُعَافَى إلا المُجَاهِرين)) البخارى(6069)، مسلم(2990). هل تقول لكل من يراك: اشهد بأنى عاص لله تعالى؟!
*كيف تنفق على الدخان، بينما تصارع؛ لتنفقَ على أهلك! أو يصارع أبوك لينفقَ عليك! وهل تكون إجابتك: عندما يسألك الله عن عدم التصدق على الفقراء واليتامى والجار الجائع: لقد أنفقت ما زاد: فى الدخان! توكل على الله وأقلع عن هذه الخبائث.
*تقول: أدخن منذ40 سنة، فماذا يفيد الآن؟ أتريد أن تصارعَ الأمراض باقى عمرك، ويمرض بدخانك من حولك، وتشجع غيرك أن يدخنَ! فكم ذنبا بسبب سيجارة(شيشة) واحدة؟ بل سينتقم اللهُ منك! قال صلى الله عليه وسلم ((من ضار(مسلما) أضر الله به)) صحيح ابن ماجه للألبانى(1897). أم تريد أن تتوبَ: فتسعد بمغفرة الله، ويسعد بك من حولك، وقد تشجع مدخنا ليقلعَ عنه. قال صلى الله عليه وسلم ((إنك لن تَدَعَ شيئا اتقاءَ اللهِ تبارك وتعالى: إلا آتَاكَ الله خيرا منه)) أحمد
(5/78)، (5/79) وصححه الأرنؤوط. إن صحت توبتك: سيبدل الله ذنوب تدخينك حسنات. قال عز وجل (إِلا مَنْ تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا) الفرقان(70). أسأل اللهَ أن تكونَ منهم. إن أعطاك أحد سيجارة (شيشة)، وخشيت أن تضعف وتدخن، فقل: إنى صائم؛ فالصيام: الكف عما حرم الله. واترك المكان؛ لتتقىَ خطرَ التدخين السلبى.
*استبدل رفقة الدخان: برفقة المساجد؛ قال عز وجل (الأخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ) الزخرف(67). ابكِ فى كل صلاة، وحبذا لو دعوت قبل الفجر: أن يتوبَ الله عليك من الدخان. ولا تقل: سأجربْ الدعاء؛ قال صلى الله عليه وسلم ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن اللهَ لا يستجيب دعاء: من قلبٍ غافلٍ لاهٍ)) صحيح الجامع(245). ولا تتعجل الإجابة؛ قال صلى الله عليه وسلم ((يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت فلم يُستجب لى )) البخارى(6340)، مسلم
(2735)، ألِحْ الدعاء؛ قال صلى الله عليه وسلم ((إن الله تعالى حَيىٌِّ كريمٌ يستحى إذا رفع الرجل إليه يديه: أن يَرُدَّهما صِفرا خائبتين)) صحيح الجامع(1757). وداوم الصيام والسواك.
*تناول بعد الإفطار: عصير (ليمون- برتقال- جزر)، أكثر من الفاكهة والخضروات الطازجة واللبان، قلل الشاى والقهوة، لا تتناول طعاما دسما فى الأيام الخمسة الأولى لترك الدخان؛ لتقلل الرغبة للتدخين، أكثر من شرب الماء واللبن ومارس الجرى؛ لتنقى الجسم من النيكوتين. ابتعد عما يغضبك فى أول أيام ترك الدخان، إن غضبت: فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم وتوضأ، وسارع بالسواك بفمك، غيرْ هيئتك: إن كنت قائما فاجلس، إن كنت جالسا فاضطجع (استلق على ظهرك). استغفر الله، اتل واستمع للقرآن؛ قال عز وجل (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد(28). لا تدخن على فراغ بطن؛ فقد مات عاطف لهذا السبب (الأهرام العربى23 نوفمبر2002).
اللهم تب على كل مدخن
تعليق