ذكرى ميلاد السيد الرئيس ياسر عرفات بعيد ميلاده الثالث والسبعين. أمضى 40 سنة منها في قيادة الشعب الفلسطيني. الولايات المتحدة وإسرائيل تحاولان التخلص منه، إلا أن الشعب الفلسطينيي ما زال متمسكا به كرئيسا شرعيا للشعل الفلسطيني والسلطة الفلسطينية...
وعلى الرغم من السنوات المتعاقبة، والتجاهل الإسرائيلي والقطيعة مع الولايات المتحدة التي قررت تبديله، يتبين أن عرفات ما زال يحظى بتأييد الشعب الفلسطيني، تماماً مثلما كان الوضع قبل 10، 20 أو 30 عاما.
وقال نبيل عمرو، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، وأحد أكثر المقريبن من عرفات، والذي يرافقه منذ سنوات الـ 80 في بيروت: "لحسن حظ الرئيس عرفات إن المطالبة بتبديله أتت من الولايات المتحدة وإسرائيل، وهذا الأمر يقوي مركز عرفات في المجتمع الفلسطيني" .
ويقول نبيل عمرو الذي أشغل حتى قبل عدة شهور منصب وزير الشؤون البرلمانية في المجلس الوزارى الفلسطيني، "يحظى عرفات اليوم بثلاثة أمور شرعيه: شرعية التاريخ، وشرعية الثورة، وشرعية صناديق الاقتراع في الانتخابات".
ويقدر عمرو أنه وعلى الرغم من مركز الرئيس عرفات القوي، فمن المتوقع أن تقف أمام الرئيس الفلسطيني عدة مشاكل في سنة عمره السابعة والآربعين، "في جوهر ذلك، الحقيقية أنه لم يميز بأن عصر القائد المطلق قد تغير وأن ثقافة الثورة تختلف عن ثقافة بناء الدولة".
وقال عمرو على عرفات أن يستوعب أن العالم قد تغير خلال السنوات الأخيرة وأن السياسية تدار بواسطة حسابات مختلفة من التي تعود عليها، وهو يحتاج إلى إطار عمل مؤسساتي منظم، وأقل لإطار يرتكز على رجل واحد- أي عليه".
ويوافق محلل فلسطيني، والذي يرافق عرفات منذ أيام لبنان مع أقوال عمرو حول مساوئ عرفات وتأثيراتها السلبية على بناء الدولة الفلسطينية، ولكنه يعتقد أن لعرفات هناك إيجابية واحدة كبيرة وهي، شارون.
ويقول المحلل: "لحسن حظ عرفات، في الجانب الإسرائيلي هناك شخص إسمه شارون"، ويضيف، "في حرب لبنان عزز شارون مركز عرفات كقائد لا اعتراض عليه للثورة الفلسطينية ووضعه على الطريق التي حملته في نهاية الأمر للعودة إلى المناطق الفلسطينية. وحدث نفس الأمر الآن، وخصوصاً عندما زادت حالة الغليان في المجتمع الفلسطيني بسبب الفساد في السلطة الفلسطينية، حيث جاءت مطالبة شارون بتغيير عرفات، وعاد مركز عرفات ليكون قويا مثلما لم يكن لفترة طويلة من الوقت".
ويقول المحلل، إن عرفات وعلى الرغم من الفساد الذي أحاطه نتيجة تصرف الرجال المحيطين به، لم يعاني ولا مرة بشكل شخصي من وصمة الرجل "الفاسد". "الأقوال التي مصدرها في إسرائيل حول فساده وحول أن الشعب الفلسطيني غير راض عنه، جوهرها بالأساس في رغبات الإسرائيليين، الذين حاولوا خلال طول سيرة حياته المهنية التخلص منه ولم ينجحوا في ذلك. الإسرائيليون يفهمون أنه من السهل أن يتم إخضاع الفلسطينيين إذا اختفى عرفات، ولذلك فهم دائماً يتحدثون عن ضعف مركزه. صحيح أن هناك عددا من المسؤولين الفلسطينيين الكبار يعتقدون أن وجود عرفات يعيق تقدم مراكزهم الشخصية، لكن نرى ان هؤلاء الفلسطينيين والإسرائليين، الذين يعللون سبب المطلب لتغيير الرئيس، يفشلون في تعجيل ذلك. ولذلك لا يجرؤ أي شخص على الوقوف أمامه".
ويلخص المحلل ويقول: "ليس لدي أدنى شك، أنه إذا لم تتغلب عليه صحته، وإذا أراد هو ذلك، فسوف يبدل عرفات شارون ورؤساء حكومة آخرين من بعده، وسيبقى مركزه كما هو".
تاريخ ياسر عرفات: من حرب عام 1948 حتى تسلمه السلطة الفلسطينية
المحطة الأولى: ولد عرفات في الرابع من شهر آب/ أغسطس عام 1929.
1947- حارب عرفات إلى جانب المفتي الكبير للقدس ضد إسرائيل.
1948- عرفات ينتقل إلى مصر ويبدأ بدراسته موضوع الهندسة في جامعة القاهرة.
1952- عرفات ينضم للإخوان المسلمين في مصر ويقيم تحاد الطلبة الفلسطينيين، ويترأسه.
1956- عرفات يحارب ضمن إطار الجيش المصري أثناء العدوان الثلاثي. وفي نفس السنة، عرفات ينتقل إلى الكويت، ويقيم شركة للهندسة.
1957- عرفات يؤسس حركة فتح، والحركة تبدأ بمهاجمة أهداف إسرائيلية.
1967- عرفات ينضم لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبعد ذلك بسنة، عرفات يعين رئيسًا لمنظمة التحرير الفلسطينية.
21.3.1968 معركة الكرامة على الحدود بين الأردن وإسرائيل في منطقة غور الأردن. حيث تعتبر هذه المعركة في تاريخ الثورة الفلسطينية كأول مرة تقوم بها قوة عربية بصد والانتصار على إسرائيل بمعركة عسكرية. وكان لهذه المعركة التأثير الكبير على معنويات الفلسطينيين وعلى تطور الإيمان الفلسطيني بأن المقاومة المسلحة قادرة على النجاح وأنه يمكن التغلب على إسرائيل.
وبالإضافة إلى ذلك، الفلسطينيون يبدؤون إدارة شؤونهم وكأنهم أصحاب البيت في الأردن، وكان أحد أهدافهم هو إقصاء الملك حسين وتغيير النظام في الأردن. عرفات ومساعدوه، أبو إياد، صلاح خلف، وأبو جهاد (خليل الوزير)، يقومون بالعمل على ذلك من الجانب الفلسطيني.
أيلول 1970- أحداث "أيلول الأسود"- الجيش الأردني يحارب الفلسطينيين ويقتل حوالي 2000 منهم. عرفات يضطر هو ورجاله ومعظم المقاتلين الفلسطينيين للانتقال إلى لبنان، ويتمركزون بالأساس في جنوب لبنان وفي بيروت. الفلسطينيون يبدؤون بقيادة هجمات شديدة ضد إسرائيل.
1974- الفلسطينيون يخرجون خائبي الأمال من نتائج حرب 1973 وتبدأ أصوات أخرى في منظمة التحرير الفلسطينية بالحديث عن بديل لطريق المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، وتساعد هذه الأصوات عرفات الوصول إلى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
منتصف السبعينيات - تزايد الاتصالات بين رجال منظمة التحرير الفلسطينية وبين ممثلين عن اليسار الإسرائيلي، وخصوصاً مع الحزب الشيوعي ومع ممثلين من اليسار الإسرائيلي "المتطرف". المؤسسة الإسرائيلية الرسمية تعارض الإدعاء بأن هناك أصواتاً جديدة في منظمة التحرير الفلسطينية، والصراع المسلح بين الطرفين يستمر.
1982- حرب لبنان، وفي نهايتها يضطر عرفات لترك "دولة قاعدة" عربية والانتقال إلى تونس. وفي طريق خروجه من بيروت عرفات يعد بأن تكون فلسطين والقدس المحطة القادمة.
15.11.1988- عرفات يعلن في الجزائر عن إقامة دولة فلسطين المستقلة. وفي نفس السنة، عرفات يلقي خطاباً خاصاً يعلن فيه عن إلغاء بند في الميثاق الوطني الفلسطيني الداعي لإبادة دولة إسرائيل.
1989- انتخاب عرفات من قبل المجلس الوطني الفلسطيني كرئيس لدولة فلسطين. وبعد ذلك بفترة قصيرة، عرفات يصاب بجروح في حادثة تحطم طائرته.
1991- عرفات ورجال منظمة التحرير الفلسطينية يرشدون الوفد الفلسطيني لمحادثات مؤتمر مدريد.
1993- عرفات ومن خلال أبو مازن وأبو علاء يديرون اتصالات مع مبعوثي شمعون بيرس، محادثات أوسلوا.
تموز 1994- عرفات يصل إلى مناطق السلطة الفلسطينية. ويحصل على جائزة نوبل للسلام.
20.1.1996- عرفات ينتخب لرئاسة السلطة الفلسطينية، ويحصل على ثقة 88% من الناخبين.
تموز 2000 - عرفات، باراك وكلينتون يجتمعون في كامب ديفيد لطرح مقترحات للتسوية الدائمة. عرفات يرفض ما اقترحه باراك والمقبول على كلينتون. ثلاثة أشهر بعد ذلك تندلع الانتفاضة..
وعلى الرغم من السنوات المتعاقبة، والتجاهل الإسرائيلي والقطيعة مع الولايات المتحدة التي قررت تبديله، يتبين أن عرفات ما زال يحظى بتأييد الشعب الفلسطيني، تماماً مثلما كان الوضع قبل 10، 20 أو 30 عاما.
وقال نبيل عمرو، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، وأحد أكثر المقريبن من عرفات، والذي يرافقه منذ سنوات الـ 80 في بيروت: "لحسن حظ الرئيس عرفات إن المطالبة بتبديله أتت من الولايات المتحدة وإسرائيل، وهذا الأمر يقوي مركز عرفات في المجتمع الفلسطيني" .
ويقول نبيل عمرو الذي أشغل حتى قبل عدة شهور منصب وزير الشؤون البرلمانية في المجلس الوزارى الفلسطيني، "يحظى عرفات اليوم بثلاثة أمور شرعيه: شرعية التاريخ، وشرعية الثورة، وشرعية صناديق الاقتراع في الانتخابات".
ويقدر عمرو أنه وعلى الرغم من مركز الرئيس عرفات القوي، فمن المتوقع أن تقف أمام الرئيس الفلسطيني عدة مشاكل في سنة عمره السابعة والآربعين، "في جوهر ذلك، الحقيقية أنه لم يميز بأن عصر القائد المطلق قد تغير وأن ثقافة الثورة تختلف عن ثقافة بناء الدولة".
وقال عمرو على عرفات أن يستوعب أن العالم قد تغير خلال السنوات الأخيرة وأن السياسية تدار بواسطة حسابات مختلفة من التي تعود عليها، وهو يحتاج إلى إطار عمل مؤسساتي منظم، وأقل لإطار يرتكز على رجل واحد- أي عليه".
ويوافق محلل فلسطيني، والذي يرافق عرفات منذ أيام لبنان مع أقوال عمرو حول مساوئ عرفات وتأثيراتها السلبية على بناء الدولة الفلسطينية، ولكنه يعتقد أن لعرفات هناك إيجابية واحدة كبيرة وهي، شارون.
ويقول المحلل: "لحسن حظ عرفات، في الجانب الإسرائيلي هناك شخص إسمه شارون"، ويضيف، "في حرب لبنان عزز شارون مركز عرفات كقائد لا اعتراض عليه للثورة الفلسطينية ووضعه على الطريق التي حملته في نهاية الأمر للعودة إلى المناطق الفلسطينية. وحدث نفس الأمر الآن، وخصوصاً عندما زادت حالة الغليان في المجتمع الفلسطيني بسبب الفساد في السلطة الفلسطينية، حيث جاءت مطالبة شارون بتغيير عرفات، وعاد مركز عرفات ليكون قويا مثلما لم يكن لفترة طويلة من الوقت".
ويقول المحلل، إن عرفات وعلى الرغم من الفساد الذي أحاطه نتيجة تصرف الرجال المحيطين به، لم يعاني ولا مرة بشكل شخصي من وصمة الرجل "الفاسد". "الأقوال التي مصدرها في إسرائيل حول فساده وحول أن الشعب الفلسطيني غير راض عنه، جوهرها بالأساس في رغبات الإسرائيليين، الذين حاولوا خلال طول سيرة حياته المهنية التخلص منه ولم ينجحوا في ذلك. الإسرائيليون يفهمون أنه من السهل أن يتم إخضاع الفلسطينيين إذا اختفى عرفات، ولذلك فهم دائماً يتحدثون عن ضعف مركزه. صحيح أن هناك عددا من المسؤولين الفلسطينيين الكبار يعتقدون أن وجود عرفات يعيق تقدم مراكزهم الشخصية، لكن نرى ان هؤلاء الفلسطينيين والإسرائليين، الذين يعللون سبب المطلب لتغيير الرئيس، يفشلون في تعجيل ذلك. ولذلك لا يجرؤ أي شخص على الوقوف أمامه".
ويلخص المحلل ويقول: "ليس لدي أدنى شك، أنه إذا لم تتغلب عليه صحته، وإذا أراد هو ذلك، فسوف يبدل عرفات شارون ورؤساء حكومة آخرين من بعده، وسيبقى مركزه كما هو".
تاريخ ياسر عرفات: من حرب عام 1948 حتى تسلمه السلطة الفلسطينية
المحطة الأولى: ولد عرفات في الرابع من شهر آب/ أغسطس عام 1929.
1947- حارب عرفات إلى جانب المفتي الكبير للقدس ضد إسرائيل.
1948- عرفات ينتقل إلى مصر ويبدأ بدراسته موضوع الهندسة في جامعة القاهرة.
1952- عرفات ينضم للإخوان المسلمين في مصر ويقيم تحاد الطلبة الفلسطينيين، ويترأسه.
1956- عرفات يحارب ضمن إطار الجيش المصري أثناء العدوان الثلاثي. وفي نفس السنة، عرفات ينتقل إلى الكويت، ويقيم شركة للهندسة.
1957- عرفات يؤسس حركة فتح، والحركة تبدأ بمهاجمة أهداف إسرائيلية.
1967- عرفات ينضم لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبعد ذلك بسنة، عرفات يعين رئيسًا لمنظمة التحرير الفلسطينية.
21.3.1968 معركة الكرامة على الحدود بين الأردن وإسرائيل في منطقة غور الأردن. حيث تعتبر هذه المعركة في تاريخ الثورة الفلسطينية كأول مرة تقوم بها قوة عربية بصد والانتصار على إسرائيل بمعركة عسكرية. وكان لهذه المعركة التأثير الكبير على معنويات الفلسطينيين وعلى تطور الإيمان الفلسطيني بأن المقاومة المسلحة قادرة على النجاح وأنه يمكن التغلب على إسرائيل.
وبالإضافة إلى ذلك، الفلسطينيون يبدؤون إدارة شؤونهم وكأنهم أصحاب البيت في الأردن، وكان أحد أهدافهم هو إقصاء الملك حسين وتغيير النظام في الأردن. عرفات ومساعدوه، أبو إياد، صلاح خلف، وأبو جهاد (خليل الوزير)، يقومون بالعمل على ذلك من الجانب الفلسطيني.
أيلول 1970- أحداث "أيلول الأسود"- الجيش الأردني يحارب الفلسطينيين ويقتل حوالي 2000 منهم. عرفات يضطر هو ورجاله ومعظم المقاتلين الفلسطينيين للانتقال إلى لبنان، ويتمركزون بالأساس في جنوب لبنان وفي بيروت. الفلسطينيون يبدؤون بقيادة هجمات شديدة ضد إسرائيل.
1974- الفلسطينيون يخرجون خائبي الأمال من نتائج حرب 1973 وتبدأ أصوات أخرى في منظمة التحرير الفلسطينية بالحديث عن بديل لطريق المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، وتساعد هذه الأصوات عرفات الوصول إلى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
منتصف السبعينيات - تزايد الاتصالات بين رجال منظمة التحرير الفلسطينية وبين ممثلين عن اليسار الإسرائيلي، وخصوصاً مع الحزب الشيوعي ومع ممثلين من اليسار الإسرائيلي "المتطرف". المؤسسة الإسرائيلية الرسمية تعارض الإدعاء بأن هناك أصواتاً جديدة في منظمة التحرير الفلسطينية، والصراع المسلح بين الطرفين يستمر.
1982- حرب لبنان، وفي نهايتها يضطر عرفات لترك "دولة قاعدة" عربية والانتقال إلى تونس. وفي طريق خروجه من بيروت عرفات يعد بأن تكون فلسطين والقدس المحطة القادمة.
15.11.1988- عرفات يعلن في الجزائر عن إقامة دولة فلسطين المستقلة. وفي نفس السنة، عرفات يلقي خطاباً خاصاً يعلن فيه عن إلغاء بند في الميثاق الوطني الفلسطيني الداعي لإبادة دولة إسرائيل.
1989- انتخاب عرفات من قبل المجلس الوطني الفلسطيني كرئيس لدولة فلسطين. وبعد ذلك بفترة قصيرة، عرفات يصاب بجروح في حادثة تحطم طائرته.
1991- عرفات ورجال منظمة التحرير الفلسطينية يرشدون الوفد الفلسطيني لمحادثات مؤتمر مدريد.
1993- عرفات ومن خلال أبو مازن وأبو علاء يديرون اتصالات مع مبعوثي شمعون بيرس، محادثات أوسلوا.
تموز 1994- عرفات يصل إلى مناطق السلطة الفلسطينية. ويحصل على جائزة نوبل للسلام.
20.1.1996- عرفات ينتخب لرئاسة السلطة الفلسطينية، ويحصل على ثقة 88% من الناخبين.
تموز 2000 - عرفات، باراك وكلينتون يجتمعون في كامب ديفيد لطرح مقترحات للتسوية الدائمة. عرفات يرفض ما اقترحه باراك والمقبول على كلينتون. ثلاثة أشهر بعد ذلك تندلع الانتفاضة..