تمر الأيام ... وترحل بنا السنين .... إلى أين ؟ لا ندري لكنّها ترحل دون إختيارنا ...
نبحث عن رفيق ... نتطلع إلى صديق يحمل صفات الإنسانيّة ليقاسمنا هم الرحلة وعناء الرحيل ...
بالأمس كنّا هنا ... وغداً نرحل إلى أين أيتها الليالي ... لا جواب ...
أيها الرفيق لما تخلّيت عنّي .. ؟ لما تناسيت فرحنا الذي تقاسمناه وهمّنا الذي تلاشى بيننا ذات يومٍ كنت
فيه نعم الرفيق الذي تحمل عنّي ما لا أطيق وأحمل عنك غياب الفرح الذي رحل برحيل السنين ...
أين أنت أيها الإنسان ... كيف حار الفكر في البحث عنك وقد كنت تحيا في داخله بلا منازع ...
هل تُنسينا خلافات عابرة ... تضحياتنا ... وهل تُنسينا إختلافاتنا ذكرياتنا العاطرة ... ماذا أصاب نبع
الحنان فينا وكيف أصبح نبعاً للقسوة ولقتل الرفيق عاطفياً ونفسياً ....
أكتب حروفي هذه والحزن يسيطر على قلمي والهم يضرب بخيامه فوق تلالي ويحولها إلى لون من
السواد ... كيف لأ ؟ وقد اصبح الإنسان غريباً بين من أحبهم وأحبوه لمجرد إختلاف في وجهات النظر
كل الوجوة عابسة ... وكل الضمائر يابسة لكلمة لقاء تجمع الأفئدة المهاجرة في مجلسٍ واحد وفي صدرٍ
واحد لعل الإنسانيّة تأخذ مجراها وتعود مياة اللقاء لعروقٍ تحتضر لتنعشها ولتبلل الشفاه الظمأء لحلو
الكلام ... لكلمة سامحني / سامحيني ... ما أجمل ان نلتقي لنتسامح بل ما أعذب أن نقتل الخلاف
في مهده لننتصر بروعتنا الفطريّة على خلافنا الزائف والنابع من كبرياءنا المغلوط وجنوح أنفسنا
الطاهرة عن جادة الطريق ولنبعث الأمل بثغر باسم وخدود ورديّة ندية في وجه كل إختلاف وفي وجه
كل زعل وفي وجه كل خصام ...
رسالة محمّلة بأنواع الحب الأخوي في الله أذكر بها احبابي وأخواني وأخواتي في كل مكان يصلهم
مدادي هذا ... أناشدكم بالله أبتسموا وأحبّوا بعضكم بعضاً ... فالدنيا فانية والأيام راحلة .. ولا يبقى
سوى ذكرى عطرة تصهل في دواخلنا فما أجمل أن تصهل هذه الذكريات بلحن سرمدي تتراقص على
ألحانة طيور الفرح والسعادة وتنحدر على ضفافة دموع الإنتصار التي تغسل عنّا تعب التضحيات
وهمّ التنازلات لنكسب أخاً خانه التعبير أو أختاً غدر بها لسانها لكي نقول للدنيا أننا أكبر بكثير من أن
نختلف وأكبر بكثير من أن نترك بعضنا لمجرد إختلاف كبير أو صغير ...
تعليق