كلمة بمناسبة عيد الفطر السعيد
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ...ونشهد أن لا إله إلا الله رب السموات والأرضين ...ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين ...اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
فإن للعيد في الإسلام معنى خاصا ، ومظاهر خاصة ، فالعيد عند المسلمين تعبير عن الشكر لله تعالى على أن وفقهم لأداء عبادته ، وإلتزام طاعته ، قال تعالى " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " وشكر الله تعالى لا يكون باللسان فقط ، وإنما يكون بإمتثال أوامره وإجتناب نواهيه ، وأثر ذلك وثمرته إنما يكون لصالح العبد ، ولصالح المجتمع ، قال تعالى " فقلت أستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا " .
ومن أهم الطاعات التي هي مظهر من مظاهر شكر لله تعالى ، التي يجب أن نحرص عليها هو إصلاح ذات البـين .
ونبدأ أولا من المجتمع الصغير ، مجتمع الأسرة الصغيرة ، أسرة البيت والأقارب ...
أيها الأخوة الكرام ، يقول رسولكم الكريم صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم ، فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، قال : نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى ، قال : فذلك لك " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إقرأوا إن شئتم (( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم )). متفق عليه . وقال صلى الله عليه وسلم " تفتح أبواب الجنة يوم الأثنين والخميس ،ن فيغفر لكل عبد لايشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا ، أنظروا هذين حتى يصطلحا " رواه مسلم .
ثم ننتقل منه إلى مجتمع أكبر ، هو مجتمع الوطن الواحد ، فمن الأهمية بالمكان الكبير ، إصلاح ذات البين ، بين أفراد هذا المجتمع ، وجمع أفراده على الحب والتعاون ، ولما في رسولنا أسوة حسنة ، فأول ما بدأ به من عمله في المدينة المنورة بعد بناء المسجد ، المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، ليبني دولته على أساس متين من الحب والتعاون بينهم .
أيها الأخوة الكرام ، إن هناك أناسا يتربصون بنا الدوائر ، قال الله تعالى " وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم " يريدون زعزعة أمن هذا البلد وشق صفوف أبنائه ، ليسهل عليهم إفتراسهم منفردين ...قال الشاعر :
تأبى الرماح إذا أجتمعن تكسرا وإذا أفترقن تكسرت أحادا
ولكن ولله الحمد والمنة ، نرى أن الله تعالى دائما يريد كيد أمثال هؤلاء إلى نحورهم وما نزيد المحن هذا الشعب إلا تمسكا وتكاتفا ...ولذا يجب أن نحرص على وحدة صفنا ، وإجتماع كلمتنا ، وإلتفافنا حول قيادتنا الشرعية (( إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية )) .
ثم ننتقل إلى مجتمع أكبر من مجتمع الوطن ، ألا وهو مجتمع الأمة العربية ، هذا المجتمع الذي يتعرض لكل أنواع الحرب ، السرية والعلنية ، لأن عدونا يعلم أن العرب هم مادة الإسلام ، وحملة رسالته ، لذلك يحاول العدو دائما أن يفرق صفوف أبناء هذه الأمة ، وأن يولد بين أبنائها الحقد والكراهية .. فمن واجب ولاة الأمر أن يسعوا حثيثا لتوحيد الصف والكلمة ، وفي إتخاذ أسباب الوحدة الصادقة ... ومن واجبنا أن تسعى أيضا لتحقيق قوله تعالى " وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " كهدف لجمع شمل جميع الأمة الإسلامية .
أيها الأخوة المؤمنون الصادقون ، إن من واجبنا أن نأخذ على أيدي السفهاء منا ، حتى لا يوردوا هذه الأمة مورد الهلاك ، وحتى نبلغ بالسفينة بر الأمان .
إن الذين يتبعون شهواتهم ، لا ينظرون إلا بمنظار ضيق ، ولا يرضون أحدا إلا أهواءهم ، وإذا تركناهم وما يشتهون أوردونا موارد العطب والهلاك .. والواجب على العقلاء من هذه الأمة أن يسعوا في إيصال الجميع إلى بر السلامة والأخذ على أيدي السفهاء .
بسم الله الرحمن الرحيم " يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " .
ومن مظاهر شكر نعمة الله تعالى مساعدة إخواننا المحتاجين في كل مكان ، والأقربون أولى بالمعروف . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والمهلكات وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة " .. واليوم ولله الحمد والمنة بفضل الله تعالى ، ثم بجهود المخلصين في هذا البلد ، قد كثرت أبواب الخير المفتوحة للراغبين في ولوجها ، فلا ينبغي لأحد أن يتوانى عن عمل الخير ...قال رسولنا الكريم " أتقوا النار ولو بشق تمرة " ، ومن أبواب الخير الماتحة ، بل من الواجبات المؤكدة لقوله صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " مساعدة إخواننا المنكوبين .
وها نحن أولاء نرى النكبات تتوالى على إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، ومن واجبنا تجاه ديننا وإخواننا أن نمد إليهم أيدي العون وبقدر إستطاعتنا عسى الله أن يدفع عنا وعنهم كل سوء وبلا
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ...ونشهد أن لا إله إلا الله رب السموات والأرضين ...ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين ...اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
فإن للعيد في الإسلام معنى خاصا ، ومظاهر خاصة ، فالعيد عند المسلمين تعبير عن الشكر لله تعالى على أن وفقهم لأداء عبادته ، وإلتزام طاعته ، قال تعالى " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " وشكر الله تعالى لا يكون باللسان فقط ، وإنما يكون بإمتثال أوامره وإجتناب نواهيه ، وأثر ذلك وثمرته إنما يكون لصالح العبد ، ولصالح المجتمع ، قال تعالى " فقلت أستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا " .
ومن أهم الطاعات التي هي مظهر من مظاهر شكر لله تعالى ، التي يجب أن نحرص عليها هو إصلاح ذات البـين .
ونبدأ أولا من المجتمع الصغير ، مجتمع الأسرة الصغيرة ، أسرة البيت والأقارب ...
أيها الأخوة الكرام ، يقول رسولكم الكريم صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم ، فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، قال : نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى ، قال : فذلك لك " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إقرأوا إن شئتم (( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم )). متفق عليه . وقال صلى الله عليه وسلم " تفتح أبواب الجنة يوم الأثنين والخميس ،ن فيغفر لكل عبد لايشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا ، أنظروا هذين حتى يصطلحا " رواه مسلم .
ثم ننتقل منه إلى مجتمع أكبر ، هو مجتمع الوطن الواحد ، فمن الأهمية بالمكان الكبير ، إصلاح ذات البين ، بين أفراد هذا المجتمع ، وجمع أفراده على الحب والتعاون ، ولما في رسولنا أسوة حسنة ، فأول ما بدأ به من عمله في المدينة المنورة بعد بناء المسجد ، المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، ليبني دولته على أساس متين من الحب والتعاون بينهم .
أيها الأخوة الكرام ، إن هناك أناسا يتربصون بنا الدوائر ، قال الله تعالى " وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم " يريدون زعزعة أمن هذا البلد وشق صفوف أبنائه ، ليسهل عليهم إفتراسهم منفردين ...قال الشاعر :
تأبى الرماح إذا أجتمعن تكسرا وإذا أفترقن تكسرت أحادا
ولكن ولله الحمد والمنة ، نرى أن الله تعالى دائما يريد كيد أمثال هؤلاء إلى نحورهم وما نزيد المحن هذا الشعب إلا تمسكا وتكاتفا ...ولذا يجب أن نحرص على وحدة صفنا ، وإجتماع كلمتنا ، وإلتفافنا حول قيادتنا الشرعية (( إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية )) .
ثم ننتقل إلى مجتمع أكبر من مجتمع الوطن ، ألا وهو مجتمع الأمة العربية ، هذا المجتمع الذي يتعرض لكل أنواع الحرب ، السرية والعلنية ، لأن عدونا يعلم أن العرب هم مادة الإسلام ، وحملة رسالته ، لذلك يحاول العدو دائما أن يفرق صفوف أبناء هذه الأمة ، وأن يولد بين أبنائها الحقد والكراهية .. فمن واجب ولاة الأمر أن يسعوا حثيثا لتوحيد الصف والكلمة ، وفي إتخاذ أسباب الوحدة الصادقة ... ومن واجبنا أن تسعى أيضا لتحقيق قوله تعالى " وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " كهدف لجمع شمل جميع الأمة الإسلامية .
أيها الأخوة المؤمنون الصادقون ، إن من واجبنا أن نأخذ على أيدي السفهاء منا ، حتى لا يوردوا هذه الأمة مورد الهلاك ، وحتى نبلغ بالسفينة بر الأمان .
إن الذين يتبعون شهواتهم ، لا ينظرون إلا بمنظار ضيق ، ولا يرضون أحدا إلا أهواءهم ، وإذا تركناهم وما يشتهون أوردونا موارد العطب والهلاك .. والواجب على العقلاء من هذه الأمة أن يسعوا في إيصال الجميع إلى بر السلامة والأخذ على أيدي السفهاء .
بسم الله الرحمن الرحيم " يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " .
ومن مظاهر شكر نعمة الله تعالى مساعدة إخواننا المحتاجين في كل مكان ، والأقربون أولى بالمعروف . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والمهلكات وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة " .. واليوم ولله الحمد والمنة بفضل الله تعالى ، ثم بجهود المخلصين في هذا البلد ، قد كثرت أبواب الخير المفتوحة للراغبين في ولوجها ، فلا ينبغي لأحد أن يتوانى عن عمل الخير ...قال رسولنا الكريم " أتقوا النار ولو بشق تمرة " ، ومن أبواب الخير الماتحة ، بل من الواجبات المؤكدة لقوله صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " مساعدة إخواننا المنكوبين .
وها نحن أولاء نرى النكبات تتوالى على إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، ومن واجبنا تجاه ديننا وإخواننا أن نمد إليهم أيدي العون وبقدر إستطاعتنا عسى الله أن يدفع عنا وعنهم كل سوء وبلا
تعليق