بسم اللة الرحمن الرحيم
هل التربية لفظ يخص البنت فقط
نواف صديقي الصدوق ومن أقرب الأشخاص إلى نفسي شخص لديه الحد الأدنى من الثقافة هادئ مرح قريب من القلب لأبعد حد لدي معه العديد من النقاط المشتركة وربما لهذا هو صديقي ولكنه يختلف عني في شغفه بالأفلام الأجنبية بينما أنا لا أهتم .... ليلة البارحة كنا نجلس كالعادة سوياً في البيت وكان نواف يضع يديه خلف رأسه في صورة للانسجام بمتابعة الفلم وفجأة وجدتني أساله ودار بيني وبينه حوار كان هو السبب لكتابة هذا الموضوع أنا : نواف أنا : عندي موضوع أريد أناقشك فيه نواف : قول أسمعك أنا : التربية لفظ يطلق على البنت وألا الولد وألا الاثنين نواف : لا لفظ يطلق على الاثنين أنا : كيف يعني ممكن تفسر لي وجهة نظرك نواف : مثلاً أنت رجل محترم ليه لأنك عندما كنت طفلاً صغيراً تلقيت تربية جيده .... فلانه بنت محترمة ليه لأنها تلقت تربية جيدة أن شاء الله يكون جاز لك كلامي .. وعاد للمتابعة أنا : طبعاً جاز لي لكن فيه ناس تقول أن التربية بس للبنت نواف : يا أخي هذولا أما أنهم ما يفهمون أو يفهمون ويتغابون ... وبعددين أتركني أكمل الفلم وبعدها قل اللي تبيه أنا : نواف نواف : يا خير أنا : أسمع وش رأيك أكتب موضوع عن التربية نواف : موضوع عن التربية ... لا تقول تبي تحطه في المنتدى أنا : ما بعد قررت إذا أعجبك أحطه نواف : ويا ترى ويين تبي تحطه في قسم تربية الأطفال مثلاً أنا : ليه المنتدى فيه قسم لتربية الأطفال نواف : ما أدري عنك أنت العضو في المنتدى مهوب أنا وبعدين يا أخي أنت بالذات إذا كتبت عن التربية راح تكتب من منظور يمكن ما يعجب اللي في المنتدى ورح يظنون أنك من عالم ثاني وجاي تبي تبني المدينة الفاضلة ... وش فيك تبتسم أنا : لأني سبق ووضعت نفسي في ها لخانة نواف : أي خانة أنا : خانة أني من عالم ثاني نواف : يعني عارف نفسك ... يضحك .... أنا أقول أنه ما له داعي تجيب لنفسك عوار أنا : زين وش رأيك يكون حواري معك مقدمة الموضوع نواف : لا أنت الليلة ما أنت بصاحي وش دخل حواري معك في الموضوع وش تبي تكتب وقال الراوي نواف يصف التربية أنا : من جد أنا ما أمزح أبي أحط الحوار في مقدمة الموضوع نواف : زين بس أقراءة في الأول
الموضوع
لماذا يرتبط موضوع التربية دائماً بالبنت ويكون الحرص على أخذها جرعات من التربية و مبدأ العيب أكثر من الولد هل لأن البنات هن الحلقة الأضعف من وجهة نظر بعض الأهل فيكون التركيز عليهن في الألفاظ التربوية أم لأنا لا نهتم بتربية الولد والحرص عليه ومساءلته كالبنت وإذا كان هذا المنظور صحيح فكيف نشأنا نحن وهل خرج جيل من الشباب هكذا بدون تربية ؟؟ بالتأكيد – لا- إذن فالتربية تشمل الولد والبنت ونحن نطلق على البنت كلمة متربية كما نطلق على الولد أنه ولد متربي ... فإذا خرجت الأوصاف عن هذه يصبح الأمر داخل في إطار عدم التربية وهو وصف غير محبذ أن يلتصق بأحد سواء فتى أو فتاة ومن منظور شخصي أقول كمثال على الموضوع أنني نشأت في إطار تربية معين كان للوالدة دور كبير في رسمه لنا بحكم غياب الوالد لفترات قد تطول في بعض الأحيان بسبب عمله الذي يتطلب سفره المستمر .... استطاعت هذه الأم أن تزرع فينا وبطريقة بسيطة العديد من المبادئ وتقرنها بموقف معين مثلاً عندما كنا صغاراً ويريد أحدنا التحدث عن زميله أو الأستاذ بطريقة معيبة كانت تقول يابُني لنا عيوب تغنينا عن عيوب الناس فهي أصلت في داخلنا كراهية الغيبة في كل مرة تردد ذلك على مسامعنا دون أن تقول أن ما نفعله غيبة علمتنا أننا عندما نحترم الآخرين نجبرهم على احترامنا وأن احترام الآخرين لنا نابع من احترامنا لأنفسنا ومثلت بأمور بسيطة ولكنها رسخت في عقولنا لسنوات أما والدي كان له دور في تطبيق المثل الذي يقول إذا كبر أبنك خاوية فهو صديق أكثر منه والد فهو يناقش ويأخذ يعطي معنا دون أن يفرض علينا رأيه بل يقنعنا بما يريد .... أعود للموضوع لماذا التركيز على البنت فقط أنا مع الجميع بأن البنت بحاجة لرعاية واهتمام ولكن ليس على حساب تربية الولد وتعليمة الأخلاق كما نعلمها فهما يجب أن يكونا على نفس المستوى دون أن يميل الميزان لأنه إذا مال أصبح التقصير في حق واحد منها على حساب الأخر والمصيبة أن البعض يهمل كلا الطرفين فيخرج جيل بلا ثوابت تربوية يسير عليها ... وربما لهذا السبب نشاهد الآن العديد من الشباب الذين يعكسون حالة من فقدان الهوية فلا هم عرب ولا هم أجانب في صورة غريبة على مجتمعنا منها ما حدث معي منذ فترة وكنت في السوق مع الوالدة والوالدة لا تحب الذهاب للسوق إلا إذا اضطرت ولابد أن يكون أحدنا معها وألا لن تذهب ونحن في طريقنا إلى السيارة سمعتها تقول بلهجتها المحببة : استغفر الله عما يغضب وجهه .. التفت إلى حيث تنظر فإذا شاب ضخم يرتدي الجينز المقطع وقميصه مفتوح قليلاً ويعلق في رقبته خيط أسود فيه مربع صغير أو هكذا ظهر لي ضحكت من الوالدة وفي الطريق وهي تجلس بجانبي قالت لي : وش صار في الدنيا.. قلت : يايمه أكيد ما كان عنده أم مثلك قالت : لا – لأتقول كذا كل الأمهات خير وبركة بس الزمن أقشر ..... أتذكر كلامها الآن وأقول فعلاً الزمن له دور فنحن للأسف كلما تطورنا كلما تأخرنا في مسألة التمسك بالأخلاق وأصبح يطلق على المتمسك بالأخلاق متخلف وهم لا يعلمون أن المتخلف هو من تخلى عن هويته ليتبع غيره دون تقنين لما يأخذ من هذا الغير فهل الغير مثلاً يحاول تقليدنا كما نحاول تقليده ؟؟ لسنا ضد التطور ولكن بعقل وتركيز ... لذلك مسألة المراقبة للأبناء والبنات مستحيلة على المدى الطويل لذلك لابد أن يكون هناك مخزون تربوي جيد يشكل الأرضية الصلبه للبنت أو الولد في المستقبل بحيث لو وضع في أي موقف يصبح لديه تحكم ذاتي بتصرفاته معتمد على الأصل التربوي لديه فتقل مسألة الخطأ مع الوقت وبذلك يكون بعيداً عن السطحية الشائعة هذه الأيام ...
تحيــــــاتى لـــكم
ابـــــوشـــــــــــــــهد
تعليق