ماذا لو اعتقلت وأنا مع زوجتي وابني ....
بعد القرار الذي اتخذته حركة حماس ليلة الخميس السابع من سبتمبر بمنع الاجتماعات لأكثر من اثنان وهو سابقة غريبة عن القوانين التي عشنا تحت حكمها منذ الاحتلال وقوانينه الصهيونية ، أو المرحلة التي تلت وهي السلطة الوطنية ، وما شدني لتجاوز كل المشاهد التي نقلتها كاميرات الصحافة يوم الجمعة الثامن من سبتمبر واللعبة التي شهدتها شوارع غزة منذ ساعات الصباح وهي أشبه بلعبة أفلام الكرتون بين القط والفأر حيث كانت الملاحقات والهرولة فيما بين القوة التنفيذية والشباب تدور من شارع لشارع ، ومن حارة لحارة أعادت لي المشاهد التي عشتها في حواري المخيم في الانتفاضة الأولي عندما كنا شباب صغار السن ونجد بملاحقة الجندي الصهيوني لنا متعة ونحن نهرول أمامه ونصرخ فيه ( بِيعه بِيعه) وهو هتاف استفزازي يعني بيع سلاحك وفق ما تعلمناه من أن البندقية هي شرف الجندي وكرامته ، متناسين أو غير آبهين بالمصير الذي كان ينتظرنا لو وقعنا بأيدي جندي صهيوني .
تجاوزت جميع المشاهد التي كنت أشعر إنها تجري في أحدي عواصم الأنظمة البوليسية أو الديكتاتورية الشمولية التي كانت تسلخ الجلد ، وتدمي البدن بهراوتها ضد كل من يقول لا لبوليسيتها وقمعها وديكتاتوريتها .
رغم كل هذه المشاهد والصور إلا أن أمر أخر قفز لذهني عصر يوم الجمعة الثامن من سبتمبر وهو سؤال ماذا سيحدث لي لو اصطحبت زوجتي وابني أو بنتي مثلا وخرجت لزيارة الأهل أو التجول بمكان ما هل أكون حينها خارقاً للقانون ، وعليه أتعرض للعقاب والاعتقال ؟! ومن ثم أصبح قد مارست التحريض وخرق القانون ومشارك بالفلتان الأمني ، وماذا لو اصطحبت أصدقائي وذهبنا لأي مكان كمجموعة أكثر من خمس أفراد هل مصيرنا الاعتقال والتوقيع على تعهد مالي بقيمة أربع آلاف دينار أردني حتى يتم الإفراج عنا ، ويدون في الملفات أنه تم اعتقالي وأنا أمارس الفلتان الأمني لتسجل في صحيفة السوابق الخاصة بي وربما عليها في المستقبل أجد نفسي ممنوعا من الوظيفة واستكمال التعليم والسفر ... الخ من أمور الحياة التي لها علاقة بصحيفة السوابق وحسن السير والسلوك ، ولما لا وأنا غير ملتزم بقوانين وأنظمة بلدي ومشارك في الفلتان الأمني .
هذا القرار ومشهد الهراوة التي كانت تسقط على جماجم المصلين أعادتني لعدة سنوات سابقة حينما ثارت عواطفنا ولعنا النظام المصري الذي هاجمت عصاه المتمثلة بالأمن المركزي جماجم لاجئي السودان المحتجين على أوضاعهم المعيشية في مصر ، وهي نفس العصا التي كنا نشاهدها ونتضامن مع الشعوب المقهورة المضطهدة ، ونفتخر بأن العصا التي تهوي علي جماجمنا كفلسطينيين والتي يشاهدها العالم وهي تكسر جماجمنا وعظامنا هي عصا المجرم رابين التي هوت علي أبداننا بقانون تكسير العظام ، ولكن ماذا سنقول للعالم اليوم وعصا رابين أصبحت عصا بيد فلسطيني يهوي بها علي جماجم فلسطيني آخر والسبب ... الصلاة في العراء... إن عرف السبب بطل العجب وحتى راهن اللحظة لا أعرف هل قانون منع الاجتماعات والتجمهر لأكثر من أثنين لا زال ساري المفعول ، وللحقيقة قررت أن لا أخرج من بيتي سوي وحيداً ليس خوفاً أو رعباً ولكن لأنني بصراحة لا أملك مبلغ الأربع آلاف دينار فمن أين سألتزم بدفعها ، وحينها سأكون ملزما لتحويلها باتفاقية لدين طويل الأجل سيرثه ابني عني ويقوم بتسديده للحكومة بعدما ييسر له الله الرزق ....
أستغفرك ربي إني كنت من الظالمين ...
كتب سامي الأخرس
بعد القرار الذي اتخذته حركة حماس ليلة الخميس السابع من سبتمبر بمنع الاجتماعات لأكثر من اثنان وهو سابقة غريبة عن القوانين التي عشنا تحت حكمها منذ الاحتلال وقوانينه الصهيونية ، أو المرحلة التي تلت وهي السلطة الوطنية ، وما شدني لتجاوز كل المشاهد التي نقلتها كاميرات الصحافة يوم الجمعة الثامن من سبتمبر واللعبة التي شهدتها شوارع غزة منذ ساعات الصباح وهي أشبه بلعبة أفلام الكرتون بين القط والفأر حيث كانت الملاحقات والهرولة فيما بين القوة التنفيذية والشباب تدور من شارع لشارع ، ومن حارة لحارة أعادت لي المشاهد التي عشتها في حواري المخيم في الانتفاضة الأولي عندما كنا شباب صغار السن ونجد بملاحقة الجندي الصهيوني لنا متعة ونحن نهرول أمامه ونصرخ فيه ( بِيعه بِيعه) وهو هتاف استفزازي يعني بيع سلاحك وفق ما تعلمناه من أن البندقية هي شرف الجندي وكرامته ، متناسين أو غير آبهين بالمصير الذي كان ينتظرنا لو وقعنا بأيدي جندي صهيوني .
تجاوزت جميع المشاهد التي كنت أشعر إنها تجري في أحدي عواصم الأنظمة البوليسية أو الديكتاتورية الشمولية التي كانت تسلخ الجلد ، وتدمي البدن بهراوتها ضد كل من يقول لا لبوليسيتها وقمعها وديكتاتوريتها .
رغم كل هذه المشاهد والصور إلا أن أمر أخر قفز لذهني عصر يوم الجمعة الثامن من سبتمبر وهو سؤال ماذا سيحدث لي لو اصطحبت زوجتي وابني أو بنتي مثلا وخرجت لزيارة الأهل أو التجول بمكان ما هل أكون حينها خارقاً للقانون ، وعليه أتعرض للعقاب والاعتقال ؟! ومن ثم أصبح قد مارست التحريض وخرق القانون ومشارك بالفلتان الأمني ، وماذا لو اصطحبت أصدقائي وذهبنا لأي مكان كمجموعة أكثر من خمس أفراد هل مصيرنا الاعتقال والتوقيع على تعهد مالي بقيمة أربع آلاف دينار أردني حتى يتم الإفراج عنا ، ويدون في الملفات أنه تم اعتقالي وأنا أمارس الفلتان الأمني لتسجل في صحيفة السوابق الخاصة بي وربما عليها في المستقبل أجد نفسي ممنوعا من الوظيفة واستكمال التعليم والسفر ... الخ من أمور الحياة التي لها علاقة بصحيفة السوابق وحسن السير والسلوك ، ولما لا وأنا غير ملتزم بقوانين وأنظمة بلدي ومشارك في الفلتان الأمني .
هذا القرار ومشهد الهراوة التي كانت تسقط على جماجم المصلين أعادتني لعدة سنوات سابقة حينما ثارت عواطفنا ولعنا النظام المصري الذي هاجمت عصاه المتمثلة بالأمن المركزي جماجم لاجئي السودان المحتجين على أوضاعهم المعيشية في مصر ، وهي نفس العصا التي كنا نشاهدها ونتضامن مع الشعوب المقهورة المضطهدة ، ونفتخر بأن العصا التي تهوي علي جماجمنا كفلسطينيين والتي يشاهدها العالم وهي تكسر جماجمنا وعظامنا هي عصا المجرم رابين التي هوت علي أبداننا بقانون تكسير العظام ، ولكن ماذا سنقول للعالم اليوم وعصا رابين أصبحت عصا بيد فلسطيني يهوي بها علي جماجم فلسطيني آخر والسبب ... الصلاة في العراء... إن عرف السبب بطل العجب وحتى راهن اللحظة لا أعرف هل قانون منع الاجتماعات والتجمهر لأكثر من أثنين لا زال ساري المفعول ، وللحقيقة قررت أن لا أخرج من بيتي سوي وحيداً ليس خوفاً أو رعباً ولكن لأنني بصراحة لا أملك مبلغ الأربع آلاف دينار فمن أين سألتزم بدفعها ، وحينها سأكون ملزما لتحويلها باتفاقية لدين طويل الأجل سيرثه ابني عني ويقوم بتسديده للحكومة بعدما ييسر له الله الرزق ....
أستغفرك ربي إني كنت من الظالمين ...
تعليق