في سكون الليل البهيم
ننطلق نحو البعيد
تسرح بنا الأفكار هنا وهناك
تغوص بنا إلى العميق
لنجد أنفسنا أمام بوابة الذكريات
نسرع بالدخول
نحلق من ذكرى إلى ذكرى
نمتص رحيق أحلى ذكرى
وننزف من أشواك .. أقسى ذكرى
وفي عتمة الليل
حيث يطفو الألم
نـتلاطم مع أمواج الحزن
وقسوة البشر
لتلقي بنا على أبعد شطآن الزمن
لنكشف عن حقائق مرة .. طوى عليها الدهر
فيرتفع منسوب الخوف ويشتد القهر
ويصعد اليأس
ويطفأ الأمل
وهنا !!!
تقف عقارب الزمن
وتحبس الأنفاس
ليبدأ العرض التراجيدي
بعزف انفرادي
تطلقها الآهات ..
آهات ساخنة
ذات طبقات مختلفة
تتراقص على السلم الهمومي
تصعد وتهبط .. حسب درجات الألم
كألسنة اللهب
ثم تبدأ الهمسات
بموال وأنين .. بمصاحبة الآهات
وأوركسترا الصمت الحزين
وهنا !!!
تختلط المشاعر
وتقترب الذكريات
صوت وصورة وشخصيات
لتعلو معها تلك الأصداء ..
ويستمر العرض
فتنضم الصرخات
باعثة أقوى الصيحات
صيحات عذبة حارقة متواصلة
كورال جماعي
آهات .. همسات .. صرخات
تتفنن كل منهن في أداء الدور باتقان
لتخترق جدار الصمت
وتعيق مسار الأمل
وهنا !!!
يبدأ صولو الآهات ثانية
مع إضاءة خافتة
آه وآه وآآآآآآآآآآآآآآهات دافئة قاسية ..
تتغلغل نحو الأعمق
بصوت شجي .. وبكل أسى
تمهيدا لتشريف .. ضيفة المساء
والتي بدورها تطل باستحياء
فتسلط عليها العدسات والأضواء
من جميع الأنحاء
الآنسة دمعة هلت
لتأدية أقوى وآخر مشهد ..
هاهي تؤدي الدور ببراعة
بكل حماس وحرارة
دمعة
دمعة
دمعة
تهل
دون رحمة
لتطفئ ضوء الشمعة
فيسود الصمت لبرهة
ويخيم الظــــلام
"
"
"
"
دموع حارقة
تتخللها آهات ساخنة ساخطة
مع همسات صارخة
وصيحات عالية
تستمر في سريانها
غير مبالية
لتغرقنا في أعمق بحور البؤس واليأس واللوعة
وينتهي العرض بصرخة
وتلك هي النهاية
ولكن ..
مهلا !!!
"
"
"
"
ألمح من بعيد خطوطا متوهجة
قلوب حية نابضة .. تصدح بذكر الله
وبزوغ ضوء
وزحف نور بكل قوة
ونسمة عليلة
وبسمة طفل
وزقزقة عصافير
وتفتح زهور
ورفرفة الفراشات بكل خفة وحرية
حول بحيرة ماسية متلألئة
يجبر سواد الليل على رفع الستار
ترحيبا بشمس النهار
معلنة انتهاء ذلك العرض الكئيب
ليتلاشى شبح اليأس
ويدفن الألم
في قاع محيط النفس
فتبث الحياة في روح البشر من جديد
بفعل سحر الشمس العجيب
ويبعث التفاؤل
ويحيا الأمل
***
أستغرب حقا .. حال الانسان !!!
سهل أن تترجم حزنك بمئات العبارات ..
ولكن من الصعب أن تترجم سعادتك الى كلماتك
حين يعبر الانسان عن حزنه .. أو موقف حزين .. تتزاحم الكلمات والتعابير .. وتحتار أي منها تختار !!!
أما في حالة الفرح .. تختفي جميع الحروف والكلمات .. فتحسه عاجزا عن التعبير .. ويكتفي بجملة مختصرة ألا وهي
" أعجز عن وصف مدى سعادتي "
ننطلق نحو البعيد
تسرح بنا الأفكار هنا وهناك
تغوص بنا إلى العميق
لنجد أنفسنا أمام بوابة الذكريات
نسرع بالدخول
نحلق من ذكرى إلى ذكرى
نمتص رحيق أحلى ذكرى
وننزف من أشواك .. أقسى ذكرى
وفي عتمة الليل
حيث يطفو الألم
نـتلاطم مع أمواج الحزن
وقسوة البشر
لتلقي بنا على أبعد شطآن الزمن
لنكشف عن حقائق مرة .. طوى عليها الدهر
فيرتفع منسوب الخوف ويشتد القهر
ويصعد اليأس
ويطفأ الأمل
وهنا !!!
تقف عقارب الزمن
وتحبس الأنفاس
ليبدأ العرض التراجيدي
بعزف انفرادي
تطلقها الآهات ..
آهات ساخنة
ذات طبقات مختلفة
تتراقص على السلم الهمومي
تصعد وتهبط .. حسب درجات الألم
كألسنة اللهب
ثم تبدأ الهمسات
بموال وأنين .. بمصاحبة الآهات
وأوركسترا الصمت الحزين
وهنا !!!
تختلط المشاعر
وتقترب الذكريات
صوت وصورة وشخصيات
لتعلو معها تلك الأصداء ..
ويستمر العرض
فتنضم الصرخات
باعثة أقوى الصيحات
صيحات عذبة حارقة متواصلة
كورال جماعي
آهات .. همسات .. صرخات
تتفنن كل منهن في أداء الدور باتقان
لتخترق جدار الصمت
وتعيق مسار الأمل
وهنا !!!
يبدأ صولو الآهات ثانية
مع إضاءة خافتة
آه وآه وآآآآآآآآآآآآآآهات دافئة قاسية ..
تتغلغل نحو الأعمق
بصوت شجي .. وبكل أسى
تمهيدا لتشريف .. ضيفة المساء
والتي بدورها تطل باستحياء
فتسلط عليها العدسات والأضواء
من جميع الأنحاء
الآنسة دمعة هلت
لتأدية أقوى وآخر مشهد ..
هاهي تؤدي الدور ببراعة
بكل حماس وحرارة
دمعة
دمعة
دمعة
تهل
دون رحمة
لتطفئ ضوء الشمعة
فيسود الصمت لبرهة
ويخيم الظــــلام
"
"
"
"
دموع حارقة
تتخللها آهات ساخنة ساخطة
مع همسات صارخة
وصيحات عالية
تستمر في سريانها
غير مبالية
لتغرقنا في أعمق بحور البؤس واليأس واللوعة
وينتهي العرض بصرخة
وتلك هي النهاية
ولكن ..
مهلا !!!
"
"
"
"
ألمح من بعيد خطوطا متوهجة
قلوب حية نابضة .. تصدح بذكر الله
وبزوغ ضوء
وزحف نور بكل قوة
ونسمة عليلة
وبسمة طفل
وزقزقة عصافير
وتفتح زهور
ورفرفة الفراشات بكل خفة وحرية
حول بحيرة ماسية متلألئة
يجبر سواد الليل على رفع الستار
ترحيبا بشمس النهار
معلنة انتهاء ذلك العرض الكئيب
ليتلاشى شبح اليأس
ويدفن الألم
في قاع محيط النفس
فتبث الحياة في روح البشر من جديد
بفعل سحر الشمس العجيب
ويبعث التفاؤل
ويحيا الأمل
***
أستغرب حقا .. حال الانسان !!!
سهل أن تترجم حزنك بمئات العبارات ..
ولكن من الصعب أن تترجم سعادتك الى كلماتك
حين يعبر الانسان عن حزنه .. أو موقف حزين .. تتزاحم الكلمات والتعابير .. وتحتار أي منها تختار !!!
أما في حالة الفرح .. تختفي جميع الحروف والكلمات .. فتحسه عاجزا عن التعبير .. ويكتفي بجملة مختصرة ألا وهي
" أعجز عن وصف مدى سعادتي "
تعليق