السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-----------------
روى الصحفي محمود الركابي حوارا بينه و بين الأستاذ سيد قطب رحمة الله عليه في منزل سيد قبل اعتقاله ، فيقول الركابي : قلت له الحمد لله على السلامة ما شاء الله صحتك جيدة و لم يبق إلا العروس ، فضحك سيد جيدا ثم قال : أية عروس تقصد ؟ ، قلت : لكلتيهما خلقنا ، ثم تحدثنا قليلا فسألني ، هل لك في تأويل الرؤى ؟ لقد رأيت البارحة كأن ثعبانا أحمر يلف نفسه حولي ثم يقترب ، فاستيقظت من ساعتها و لم أنم ، فقلت : ياسيدي هذه هدية سيقدمها لك أحد المؤمنين ، وهي ملفوفة لفات بخيط أحمر ، وإن شئت أحضرتها لك فخذها واستأنف نومك ، قال لي : و لماذا لا يكون تفسيرها أن أكون أنا الهدية المقدمة للمؤمنين ، فقلت له : أليس بقاء الصالحين أنفع للدعوة الإسلامية ؟ ، فأجابني : ليس دائماً ، بل ربما كان ذهابهم أنفع ! و أنا لا أتعمد التهلكة ، ولكن يجب أن نتعمد الثبات مع علمنا بأن في الثبات التهلكة .
و كان اعتقاله الأول ببداية عام عام 1954 م و الثاني بتاريخ 26/10/1954 م ، و قدم للمحكمة عام 1955 م و حكم عليه بالسجن 15 سنة و توسط وقتها عبدالسلام عارف رئيس العراق حينئذ ، و أفرج عنه بعفو صحي عام 1964 م ، ثم أعيد اعتقاله في 9/8/1965 م و صدر حكم الإعدام عليه عام 21/8/1966 و تم تنفيذ حكم الإعدام فيه ، يقول أحمد رائف وهو أحد الذين سجنوا معه : و في مرة من المرات أخذوني مع بعض الزملاء لنحضر الطعام بالمطبخ و في الطريق سنحت الفرصة للتحدث مع سيد قطب فقلت له : ماذا تنتظر ( يقصد عن كتابة الإسترحام حيث طلب من سيد كتابة استرحام لعبدالناصر ) فابتسم بهدوء وقال ( أنتظر الوفود على ربي ) .
و قد سووم سيد قطب رحمه الله مساومات كثيرة ليتخلى عن دعوته و فكره ، و ليعتذر عن عمله و يتبرأ من تنظيمه ، و استمرت هذه المساومات حتى الليلة الأخيرة من حياته ، واستخدم طغاة مصر أخته حميدة لتضغط عليه ، فقد استدعاها حمزة البسيوني مدير السجن الحربي وقتها ، و أرها حكم الإهدام و التصديق عليه و هي تنقل وتقول :
أراني ( مدير السجن ) حكم الإعدام ثم قال لي : إن الحكومة مستعدة أن تخفف هذا الحكم إن كان شقيقك يجيبنا إلى ما نطلب ، فإن شقيقك خسارة لمصر كلها ، و ليس لك وحدك ، و إنني لست متصورا أن نخسر هذا الشخص بعد ساعات إننا نريد أن ننقذه من الإعدام بأي شكل و أي وسيلة .
إن بضع كلمات يقولها ستخلصه من حكم الإعدام هذا ، و لا أحد يستطيع أن يؤثر عليه إلا أنت ، و نريده أن يقول أن هذه الحركة ( أي الإخوان المسلمون ) كانت على صلة بجهة ما ، وبعد ذلك تنتهي القضية نهائيا و يخرج بعفو صحي ، و عندما طلبت أخته منه ذلك قال : أانت تطلبين ذلك أم هم ، و الله لوكان هذا الكلام صحيحا لقلته ، و لما استطاعت قوة على وجه الأرض أن تمنعني من قوله ، و لكنه لم يحدث و أنا لا أقول كذبا أبدا .، ثم قال لأخته : إنهم لا يستطيعون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ، إن الأعمار بيد الله و هم لا يستطيعون إطالة الأعمار و لا تقصيرها ، كل ذلك بيد الله و الله من ورائهم محيط .
و سأله أحد إخوانه : لماذا كنت صريحا كل الصراحة بالمحكمة التي تملك رقبتك ، فقال : إن التورية لا تجوز في العقيدة و ليس للقائد أن يأخذ بالرخص .
و عندما سمع حكم الإعدام قال : الحمد لله لقد عملت خمسة عشر عاما لنيل الشهادة .
و عندما طلب منه الإعتذار قال : لن أعتذر عن العمل مع الله .
و عندما طلب منه كتابة كلمات يسترحم بها عبدالناصر قال : إن أصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفا واحدا يقر به حكم الطاغية .
و هو القائل : لما أسترحم؟ إن سجنت بحق فأنا أقبل الحق و إن سجنت بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل .
رحمك الله يا أستاذ سيد قطب و حشرك مع الأنبياء و الصدقين و الشهداء آمين آمين يا رب العالمين
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
-----------------
روى الصحفي محمود الركابي حوارا بينه و بين الأستاذ سيد قطب رحمة الله عليه في منزل سيد قبل اعتقاله ، فيقول الركابي : قلت له الحمد لله على السلامة ما شاء الله صحتك جيدة و لم يبق إلا العروس ، فضحك سيد جيدا ثم قال : أية عروس تقصد ؟ ، قلت : لكلتيهما خلقنا ، ثم تحدثنا قليلا فسألني ، هل لك في تأويل الرؤى ؟ لقد رأيت البارحة كأن ثعبانا أحمر يلف نفسه حولي ثم يقترب ، فاستيقظت من ساعتها و لم أنم ، فقلت : ياسيدي هذه هدية سيقدمها لك أحد المؤمنين ، وهي ملفوفة لفات بخيط أحمر ، وإن شئت أحضرتها لك فخذها واستأنف نومك ، قال لي : و لماذا لا يكون تفسيرها أن أكون أنا الهدية المقدمة للمؤمنين ، فقلت له : أليس بقاء الصالحين أنفع للدعوة الإسلامية ؟ ، فأجابني : ليس دائماً ، بل ربما كان ذهابهم أنفع ! و أنا لا أتعمد التهلكة ، ولكن يجب أن نتعمد الثبات مع علمنا بأن في الثبات التهلكة .
و كان اعتقاله الأول ببداية عام عام 1954 م و الثاني بتاريخ 26/10/1954 م ، و قدم للمحكمة عام 1955 م و حكم عليه بالسجن 15 سنة و توسط وقتها عبدالسلام عارف رئيس العراق حينئذ ، و أفرج عنه بعفو صحي عام 1964 م ، ثم أعيد اعتقاله في 9/8/1965 م و صدر حكم الإعدام عليه عام 21/8/1966 و تم تنفيذ حكم الإعدام فيه ، يقول أحمد رائف وهو أحد الذين سجنوا معه : و في مرة من المرات أخذوني مع بعض الزملاء لنحضر الطعام بالمطبخ و في الطريق سنحت الفرصة للتحدث مع سيد قطب فقلت له : ماذا تنتظر ( يقصد عن كتابة الإسترحام حيث طلب من سيد كتابة استرحام لعبدالناصر ) فابتسم بهدوء وقال ( أنتظر الوفود على ربي ) .
و قد سووم سيد قطب رحمه الله مساومات كثيرة ليتخلى عن دعوته و فكره ، و ليعتذر عن عمله و يتبرأ من تنظيمه ، و استمرت هذه المساومات حتى الليلة الأخيرة من حياته ، واستخدم طغاة مصر أخته حميدة لتضغط عليه ، فقد استدعاها حمزة البسيوني مدير السجن الحربي وقتها ، و أرها حكم الإهدام و التصديق عليه و هي تنقل وتقول :
أراني ( مدير السجن ) حكم الإعدام ثم قال لي : إن الحكومة مستعدة أن تخفف هذا الحكم إن كان شقيقك يجيبنا إلى ما نطلب ، فإن شقيقك خسارة لمصر كلها ، و ليس لك وحدك ، و إنني لست متصورا أن نخسر هذا الشخص بعد ساعات إننا نريد أن ننقذه من الإعدام بأي شكل و أي وسيلة .
إن بضع كلمات يقولها ستخلصه من حكم الإعدام هذا ، و لا أحد يستطيع أن يؤثر عليه إلا أنت ، و نريده أن يقول أن هذه الحركة ( أي الإخوان المسلمون ) كانت على صلة بجهة ما ، وبعد ذلك تنتهي القضية نهائيا و يخرج بعفو صحي ، و عندما طلبت أخته منه ذلك قال : أانت تطلبين ذلك أم هم ، و الله لوكان هذا الكلام صحيحا لقلته ، و لما استطاعت قوة على وجه الأرض أن تمنعني من قوله ، و لكنه لم يحدث و أنا لا أقول كذبا أبدا .، ثم قال لأخته : إنهم لا يستطيعون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ، إن الأعمار بيد الله و هم لا يستطيعون إطالة الأعمار و لا تقصيرها ، كل ذلك بيد الله و الله من ورائهم محيط .
و سأله أحد إخوانه : لماذا كنت صريحا كل الصراحة بالمحكمة التي تملك رقبتك ، فقال : إن التورية لا تجوز في العقيدة و ليس للقائد أن يأخذ بالرخص .
و عندما سمع حكم الإعدام قال : الحمد لله لقد عملت خمسة عشر عاما لنيل الشهادة .
و عندما طلب منه الإعتذار قال : لن أعتذر عن العمل مع الله .
و عندما طلب منه كتابة كلمات يسترحم بها عبدالناصر قال : إن أصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفا واحدا يقر به حكم الطاغية .
و هو القائل : لما أسترحم؟ إن سجنت بحق فأنا أقبل الحق و إن سجنت بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل .
رحمك الله يا أستاذ سيد قطب و حشرك مع الأنبياء و الصدقين و الشهداء آمين آمين يا رب العالمين
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
تعليق