إعـــــــلان

تقليص

قوانين منتديات أحلى قلب

قوانين خاصة بالتسجيل
  • [ يمنع ] التسجيل بأسماء مخلة للآداب أو مخالفة للدين الإسلامي أو مكررة أو لشخصيات معروفة.
  • [ يمنع ] وضع صور النساء والصور الشخصية وإن كانت في تصاميم أو عروض فلاش.
  • [ يمنع ] وضع روابط لايميلات الأعضاء.
  • [ يمنع ] وضع أرقام الهواتف والجوالات.
  • [ يمنع ] وضع روابط الأغاني أو الموسيقى في المنتدى .
  • [ يمنع ] التجريح في المواضيع أو الردود لأي عضو ولو كان لغرض المزح.
  • [ يمنع ] كتابة إي كلمات غير لائقة ومخلة للآداب.
  • [ يمنع ] نشر عناوين أو وصلات وروابط لمواقع فاضحة أو صور أو رسائل خاصة لا تتناسب مــع الآداب العامة.
  • [ يمنع ] الإعــلان في المنتدى عن أي منتج أو موقع دون الرجوع للإدارة.

شروط المشاركة
  • [ تنويه ]الإلتزام بتعاليم الشريعة الاسلامية ومنهج "اهل السنة والجماعة" في جميع مواضيع المنتدى وعلى جميع الإخوة أن يتقوا الله فيما يكتبون متذكرين قول المولى عز وجل ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
    وأن يكون هدف الجميع هو قول الله سبحانه وتعالى (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت).
  • [ يمنع ] الكتابة عما حرم الله عز وجل وسنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم .
  • [ يمنع ] التعرض لكل ما يسىء للديانات السماوية أي كانت أو ما يسيء لسياسات الدول .
  • [ يمنع ] عرض الإيميلات في المواضيع والردود .
  • [ يمنع ] التدخل في شؤون إدارة الموقع سواء في قراراتها أو صلاحيتها أو طريقة سياستها .
  • [ يمنع ] الإستهزاء بالمشرفين أو الإدارة بمجملها .
  • [ يمنع ] التعرض لأي شخص بالإهانة أو الإيذاء أو التشهير أو كتابة ما يتعارض مع القوانين المتعارف عليها .
  • [ يمنع ] التسجيل في المنتديات لهدف طرح إعلانات لمواقع أو منتديات أخرى .
  • [ يمنع ] طرح أي شكوى ضد أي مشرف أو عضو علناً ، و في حال كان لا بد من الشكوى .. راسل المدير العام من خلال رسالة خاصة .
  • [ يمنع ] استخدام الرسائل الخاصة لتبادل الكلام المخل للآداب مثل طلب التعارف بين الشباب و الفتيات أو الغزل وإن إكتشفت الإدارة مثل هذه الرسائل سوف يتم إيقاف عضوية كل من المُرسِل والمُرسَل إليه ما لم يتم إبلاغ المدير العام من قبل المُرسَل إليه والرسائل الخاصة وضعت للفائدة فقط .
  • [ يجب ] احترام الرأي الآخر وعدم التهجم على الأعضاء بأسلوب غير لائق.
  • عند كتابة موضوع جديد يرجى الابتعاد عن الرموز والمد الغير ضروري مثل اأآإزيــــآء هنـــديـــه كـــيـــوووت ~ يجب أن تكون أزياء هندية كيوت
  • يرجى عند نقل موضوع من منتدى آخر تغيير صيغة العنوان وتغيير محتوى الأسطر الأولى من الموضوع

ضوابط استخدام التواقيع
  • [ يمنع ] وضع الموسيقى والأغاني أو أي ملفات صوتية مثل ملفات الفلاش أو أي صور لا تتناسب مع الذوق العام.
  • [ يجب ] أن تراعي حجم التوقيع , العرض لا يتجاوز 550 بكسل والارتفاع لا يتجاوز 500 بكسل .
  • [ يمنع ] أن لا يحتوي التوقيع على صورة شخصية أو رقم جوال أو تلفون أو عناوين بريدية أو عناوين مواقع ومنتديات.
  • [ يمنع ] منعاً باتاً إستخدام الصور السياسية بالتواقيع , ومن يقوم بإضافة توقيع لشخصية سياسية سيتم حذف التوقيع من قبل الإدارة للمرة الأولى وإذا تمت إعادته مرة أخرى سيتم طرد العضو من المنتدى .

الصورة الرمزية للأعضاء
  • [ يمنع ] صور النساء المخلة بالأدب .
  • [ يمنع ] الصور الشخصية .

مراقبة المشاركات
  • [ يحق ] للمشرف التعديل على أي موضوع مخالف .
  • [ يحق ] للمشرف نقل أي موضوع إلى قسم أخر يُعنى به الموضوع .
  • [ يحق ] للإداريين نقل أي موضوع من منتدى ليس من إشرافه لأي منتدى أخر إن كان المشرف المختص متغيب .
  • [ يحق ] للمشرف حذف أي موضوع ( بنقلة للأرشيف ) دون الرجوع لصاحب الموضوع إن كان الموضوع مخالف كلياً لقوانين المنتدى .
  • [ يحق ] للمشرف إنـذار أي عضو مخالف وإن تكررت الإنذارات يخاطب المدير العام لعمل اللازم .

ملاحظات عامة
  • [ يمنع ] كتابة مواضيع تختص بالوداع أو ترك المنتدى وعلى من يرغب في ذلك مخاطبة الإدارة وإبداء الأسباب.
  • [ تنويه ] يحق للمدير العام التعديل على كل القوانين في أي وقت.
  • [ تنويه ] يحق للمدير العام إستثناء بعض الحالات الواجب طردها من المنتدى .

تم التحديث بتاريخ 19\09\2010
شاهد أكثر
شاهد أقل

مقاصد الصيام ..,

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقاصد الصيام ..,




    لا يخفى على كل مؤمن أن الله فرض فرائض رحمة بنا، ولطفا منه، وما من فريضة إلا ولها حكمة ومقصد يعود على الممتثلين بها بالمصالح العاجلة والآجلة.
    لكن قد نغفل عن هذه الحكم السامية والمقاصد العالية في ظل الفتن المحدثة، وفي ظل هذا العصر المشوب بالمغريات المانعة من تحقيق الأغراض التي من أجلها شرع الله الشرائع وسن السنن، ومن ثم يحرم العديد من المسلمين من الانتفاع بجلب المصالح الدنيوية والأخروية، فالدنيا دار زرع والآخرة دار حصاد.
    تذكير بمجموعة من المقاصد التي من أجلها شرع الله الصيام حتى يعود علينا الانقطاع عن المأكل والمشرب بنفع عام وشامل للحياة الفانية والباقية.
    قد يبدو لبعض المسلمين في ظل التغيرات الزمانية والبعد عن دين الله وعن حقيقة شرائع الله أن هذا الصيام ما هو إلا تعذيب للنفس وحرمانها من شهواتها، وحتى إن كانوا من الصائمين كان الصوم مجرد انقطاع عن المأكل والمشرب، أما الانقطاع عن شهوة النظر وما يتبعها فيكاد يغيب في مجتمعاتنا في شهر العبادة، فمظاهر الانحلال والتبعية والعدوانية بادية للعيان لا استتار فيها واستحياء ولا احترام.



    إذن كيف نعيد تحقيق المقاصد السامية للصيام؟
    وكيف يكون صيامنا صحيحا في مظهره وجوهره؟
    وبكلمة جامعة، لماذا نصوم؟
    وما هي مقاصد الصيام الدنيوية والأخروية؟.


    المقاصد الدنيوية:





    - مقصد التقوى ..

    الجواب على هذه الأسئلة نجده بكل يسر في قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)البقرة 184
    حيث علل الله الأمر بالصيام تعليلا ظاهرا وصريحا وهو تحقيق صفة التقوى في نفس الذين آمنوا، ولا شك في أن النداء بوصف الإيمان أولا ، وهو أساس كل خير ومنبع كل فضيلة، وفي ذكر التقوى في الآخر وهو روح الإيمان وسر الفلاح، إرشاد قوي ودلالة قوية واضحة أن نتيجة الصيام الصحيح الكامل هي امتلاك النفس لتقوى الله في السر والعلن، فإن لم يتحقق هذا المقصد كان الصيام مجرد تعب ونصب.


    والتقوى :هي اجتناب ما ليس به بأس مخافة أن يكون به بأس، وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخفه ويحذره وقاية تقيه منه، فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يكون سببا في غضب الله وعقابه، وقاية تقيه منه، يعني ذلك فعل الواجبات وترك المحرمات والشبهات، وأكثر من هذا فعل المندوبات وترك المكروهات.
    قال عمر بن عبد العزيز( ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله وأداء ما افترض عليه)
    وقال الحسن البصري:(ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرا من الحلال مخافة الحرام).
    وقال أيضا:(إن لأهل التقوى علامات: صدق الحديث، الوفاء بالعهد، صلة الرحم، رحمة الضعفاء، قلة الفخر والكبر، بذل المعروف، حسن الخلق، سعة الحلم، اتباع العلم فيما يقرب إلى الله).
    فإذا كان المقصد الأعظم للصيام نص الله عليه بصريح الكلام فإن هناك مقاصد أخرى عظيمة يمكن استنباطها بتتبع جملة من النصوص الشرعية نذكر منها:





    - مقصد الهداية..

    قرن الله تعالى شهر الصيام بالقرآن فقال: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)البقرة183
    فشهر رمضان اختاره الله لينزل ما به يهتدي الناس كل الناس، فهو محطة هداية وطلب الهداية، إنه الشهر الذي يقبل فيه عباد الرحمن على عبادته،
    يقول سعيد النورسي:(لما كان القرآن الكريم قد نزل في شهر رمضان المبارك فلابد من التجرد عن الحاجيات الدنيئة للنفس، ونبذ سفاسف الأمور وترهاتها استعدادا للقيام باستقبال ذلك الخطاب السماوي استقبالا طيبا يليق به، وذلك باستحضار وقت نزوله في هذا الشهر والتشبه بحالات روحانية ملائكية،
    بترك الأكل والشرب، والقيام بتلاوة ذلك القرآن الكريم تلاوة كأن الآيات تتنزل مجددا، والإصغاء إليه بهذا الشعور بخشوع كامل، واستماع إلى ما فيه من الخطاب الإلهي للسمو إلى مقام رفيع، وحالة روحية سامية،
    كأن القارئ يسمعه من الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، بل شد السمع إليه كأنه يسمعه من جبريل عليه السلام، بل من المتكلم الأزلي سبحانه وتعالى، ثم القيام بتبليغ القرآن الكريم وتلاوته للآخرين تبيانا لحكمة من حكم نزوله)
    الشكر ثمرة الحياة وغاية الكائنات ص12 لسعيد النورسي.




    - مقصد الشكر..

    لا شك أن المؤمن إن حرم شيئا ثم ناله كان ذلك مبعثا له لشكر المنعم واعتراف بالعجز والضعف
    يقول سعيد النورسي:(إن الله سبحانه وتعالى قد خلق وجه الأرض مائدة ممتدة عامرة بالنعم التي لا يحصرها العد، وأعدها إعدادا بديعا من حيث لا يحتسبه الإنسان، فهو سبحانه يبين بهذا الوضع، كمال ربوبيته ورحمانيته ورحيميته، بيد أن الإنسان لا يبصر تماما تحت حجاب الغفلة وضمن ستائر الأسباب الحقيقة الباهرة التي يفيدها ويعبر عنها هذا الوضع،
    وقد ينساها.. أما في رمضان المبارك فالمؤمنون يصبحون فورا في حكم جيش منظم، يتقلدون جميعا وشاح العبودية لله،
    ويكونون في وضع متأهب قبيل الإفطار تلبية أمر القادر الأزلي( تفضلوا) إلى مائدة ضيافته الكريمة)
    الشكر ثمرة الحياة ص6 سعيد النورسي فيعرفون أن ذلك الفضل الكبير من الله العظيم فتقبل قلوبهم على ذكره وشكره وامتثال أمره.


    إن صيام رمضان المبارك لهو مفتاح شكر حقيقي خالص وحمد عظيم عام لله سبحانه، ذلك أن أغلب الناس لا يدركون قيمة نعم كثيرة لعدم تعرضهم لقسوة الحرمان،
    فالناس قد خلقهم الله على صور متباينة من حيث المعيشة، ولا جرم أن الأغنياء لا يستطيعون أن يستشعروا شعورا كاملا حالات الفقر الباعثة على الرأفة والرحمة والإحساس
    بالمحرومين، ولا يمكنهم أن يحسوا إحساسا تاما بجوعهم إلا من خلال الجوع المتولد عن الصوم، فأمر الله بالصوم لتعرف الأنفس معنى افتقادها لما به تسعد في الدنيا،
    وتدرك ألم الجوع والفقر وتعلم أنها نعم الله الثمينة التي تستوجب الشكر،
    وأعظم مظهر للشكر هو مد يد المعاونة للمحتاجين وإسداء الإحسان إلى الآخرين.
    وما اختتام شهر رمضان بافتراض زكاة الفطر إلا دليل على الدعوة إلى الجود والكرم.
    فمن مقاصد الصوم إحساس الصائم بعظم نعم الله عليه فهو يمسك عليها مؤقتا أجل الإحساس بقيمتها، ومضار الحرمان منها ومن ثم تلين قلوبهم وجلودهم لذكر الله ،
    وينمو في أنفسهم الإحساس بالمسؤولية التضامنية عندما يتذكر أحوال المحرومين فيرحم الجائع ويكسي العاري.




    - الصوم تزكية ..

    من مقاصد الصوم كذلك تربية النفس وتهذيبها، وتقويم أخلاقها وجعلها تتخلى عن تصرفاتها العشوائية والعدوانية، ففي شهر الصوم يغرس خلق المراقبة وخلق الصبر على الطاعة والصبر عن المعصية،
    فيعمل المؤمنون على تجديد نياتهم وتقوية عزائمهم فيثبتون على نوائب الدهر كلها، ويتلقون التكاليف الشرعية بقوة لا تعرف الضعف وثبات لا تعرف الملل، وإرادة لا تعرف الهزيمة، وإخلاص لا يعرف الرياء.
    يقول السعيد النورسي:( إن النفس الإنسانية تنسى ذاتها بالغفلة، ولا ترى ما في ماهيتها من عجز غير محدود، ومن فقر لا يتناهى، ومن تقصيرات بالغة، بل لاتريد أن ترى هذه الأمور الكامنة في ماهيتها فلا تفكر في غاية ضعفها ومدى تعرضها للزوال ومدى استهداف المصائب لها..
    ومن ثم تنسى خالقها الذي يربيها بكمال الشفقة والرأفة فتهوى في هاوية الأخلاق الرديئة ناسية عاقبة أمرها وعقبى حياتها وحياة أخراها. ولكن صوم رمضان يشعر أشد الناس غفلة وأعتاهم تمردا بضعفهم وعجزهم، فبواسطة الجوع يفكر كل منهم في نفسه...
    ويتذكر مدى ضعفه ومدى حاجته إلى الرحمة الإلهية ورأفتها،
    فيشعر في أعماقه توقا إلى طرق باب المغفرة الربانية بعجز كامل وفقر ظاهر متخليا عن فرعنة النفس متهيئا بذلك لطرق باب الرحمة الإلهية)

    الشكر ثمرة الحياة وغاية الكائنات ص12،
    فتزكو نفسه وتتعود على طاعة أوامر الله واجتناب نواهيه وفي هذا إعلاء للجانب الروحي على الجانب المادي، والصوم لا يكبح جماح شهوة البطن والفرج فقط بل يكبح حتى الشهوات النفسية

    قال صلى الله عليه وسلم ( إذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب وإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم)

    فالصوم الكامل يجعل جميع حواس الإنسان كالعين والأذن والقلب والخيال والفكر على نوع من الصوم، كما تقوم به المعدة، أي تجنيب الحواس تلك من المحرمات والسفاهات وما لا يعنيها من أمور، وسوقها إلى عبودية خاصة لكل منها،
    فيروض لسانه على الصوم من الكذب والغيبة والعبارات النابية ويمنعه عنها ويرطب ذلك اللسان بذكر الله وتلاوة القرآن ، ويغض بصره عن المحرمات، ويسد أذنه عن الكلام البذيء،
    و لا يمد يده إلى حرام ولا يدسها في غش وخداع، ولا تسعى رجله إلى حرام..
    ويجعل سائر حواسه على نوع من الصيام يناسبها.




    - الصوم وقاية ..

    قال صلى الله عليه وسلم :(الصوم جنة) يعني إنه وقاية ،
    فكما يقي من الوقوع في الأثام، ويقي من النار فإنه يقي النفس من الأمراض، إذ أن الإنسان كلما سلكت نفسه سلوكا طليقا في الأكل والشرب يسبب له أضرارا في حياته الشخصية،
    فالصوم يقي من الأمراض الناشئة من امتلاء المعدة وإدخال الطعام على الطعام.
    وغيرها من الأمور التي تكلف المختصون ببيانها علميا وطبيا.


    يتبع ,, ~



    ٱعڜق ريڜۃ
    ٱلـٱلۇانَ ٱڇۇل ڣي ڪل مڪٱن ٱعېڜ في علبۃ ٱلـٱلۇۇٱטּ

    ::




  • #2
    رد: مقاصد الصيام ..,

    المقاصد الأخروية



    جعل الله لكل عمل جزاء مخصوصا معروفا إلا الصيام فإنه أخفى عظيم أجره عنده سبحانه وجعله خاصا به وذلك لأنه العبادة التي لا تظهر للعيان ولا يطلع عليها أحد. ولا يتطرق إليه الرياء، قال صلى الله عليه وسلم:( كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) أخرجه مسلم وأحمد، فإذا كان الجزاء الأعظم للصوم قد استأثر الله بعلمه فإنه قد أظهر لنا بعض ثمراته الأخروية منها:

    - العتق من النار..

    عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا) رواه البخاري ومسلم،
    فمقصد الصيام الأخروي هو العتق من النار عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال صلى الله عليه وسلم:( وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة) رواه الترمذي

    - دخول الريان..

    بل إن الله أعد بابا خاصا في الجنة لا يدخله إلا الصائمون قال صلى الله عليه وسلم:(إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون، فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد) متفق عليه

    - الصيام شفيع..
    قال صلى الله عليه وسلم: ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، يقول القرآن: رب منعته النوم بالليل، فشفعني فيه فيشفعان) رواه البخاري.


    إن الصوم الكامل هو الذي يجعل صاحبه دائم استحضار وجود الله في كل قول يقوله وكل عمل يعمله، وهو الذي يجعل صاحبه ينهل من الكنوز الرمضانية من صلاة وقيام وذكر وصدقة وقراءة قرآن وتوبة ورضا وشكر وصلة للرحم، هو الذي يجعل صاحبه يستحضر البشائر الرمضانية فيتعرض لرحمة الله ومغفرته ونصره وعتقه من النار فهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار فإذا لم تتحقق هذه المقاصد لم يكن للعبد سوى الجوع والعطش.



    ٱعڜق ريڜۃ
    ٱلـٱلۇانَ ٱڇۇل ڣي ڪل مڪٱن ٱعېڜ في علبۃ ٱلـٱلۇۇٱטּ

    ::



    تعليق


    • #3
      رد: مقاصد الصيام ..,

      من أسرار الصيام



      خلق الله عز وجل الناس ليعرفوه ويعبدوه قياما بحق الربوبية والألوهية
      كما قال تعالى في سورة الذاريات الآية 56 ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾ .


      لكن مفهوم العبادة تعرض للتحريف حتى أصبح يطلق فقط على أركان الإسلام، في حين أنه أوسع من ذلك وأشمل وأعمق. إذ يتضمن كل ما يصدر عن المكلف موافقا للشرع، خالصا لوجه الله تعالى
      ﴿ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا﴾ .


      من أعظم هذه العبادات، الصيام حيث نسبه الله عز وجل إلى نفسه نسبة تشريف وتعظيم كما جاء ذلك في الحديث القدسي المتفق عليه كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشهوته من أجلي .


      ولعل الصيام استحق هذا التخصيص بالنسبة إلى الله تعالى لما له من أسرار عظيمة أذكر منها:


      1- أنه يعد الصائم لدرجة التقوى والارتقاء في مدارج السالكين، يقول الإمام ابن القيم:


      وللصوم تأثير عجيب على حفظ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة وحميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها، أفسدتها، واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها، فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها، ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات، فهو من أكبر العون على التقوى
      كما قال الله تعالى ﴿ ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾ .


      2- أنه يزكي النفس ويدربها على كمال العبودية لله تعالى:


      فلو شاء العبد الصائم لأكل وشرب أو جامع امرأته ولم يعلم بذلك أحد، ولكنه ترك ذلك لوجه الله تعالى وحده، وفي هذا جاء الحديث: والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به متفق عليه.


      3- أنه يكسر شهوات النفوس ويقطع أسباب الاسترقاق والتعبد للأشياء:


      فالعباد لو داموا على أغراضهم لا سترقتهم الأشياء واستعبدتهم وقطعتهم عن الله كل القطع
      قال الإمام القصيري في كتابهشعب الإيمان: فالصوم يقطع أسباب التعبد لغير الله ويورث الحرية من الرق للشهوات والشبهات
      لأن المراد من الإنسان أن يكون مالكا للأشياء وخليفة فيها لا أن تكون مالكة له لأنه خليفة لله في ملكه،
      فإذا استغرق في أغراضه وملكته فقد أقلب الحكمة وصير الفاعل مفعولا والأعلى أسفل
      كما قال الله تعالى: ﴿ أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين﴾ .


      وقد علم الله تعالى أن رمضان في قطع ذلك -أي أسباب التعبد لله لغير الله- إذا صامه الصائمون كما يجب، ولذلك ورد في الخبر:


      إذا سلم رمضان سلمت السنة كلها.
      ومن زاد زادت حريته ما لم يخرج إلى ضرر بالنفس والعقل بل الكمال المحض في حق الإنسان أن يملك الأشياء ولا تملكه ويسترقها بالخلافة ولا تسترقه فيتناول الشهوات في أوقاتها ويضعها في أماكنها، وهذا هو وصف الربوبية يتصرف في ملكه بالتدبير ولا يشغله بل يملكه كل الملك ويقهره كل القهرص 137.


      4- إنه يشعر الصائم بنعمة الله تعالى عليه:


      فإن إلف النعم يفقد الإحساس بقيمتها، ولا يعرف مقدار النعمة إلا عند فقدها، وبضدها تتميز الأشياء،
      وهذا ما أشير إليه في حديث رواه أحمد والترمذي،
      قال فيه صلى الله عليه وسلم: عرض على ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا، فقلت: لا يارب، ولكني أشبع يوما، وأجوع يوما، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك .


      5- إنه مناسبة لقهر عدو الله:


      فإن وسيلة الشيطان لعنه الله الشهوات، وإنما تقوى الشهوات بالأكل والشرب،
      ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع متفق عليه.
      قال الإمام الغزالي في الإحياء: فلما كان الصوم على الخصوص قمعا للشيطان وسدا لمسالكه وتضييقا لمجاريه استحق التخصيص بالنسبة إلى الله عز وجل، ففي قمع عدو الله نصرة لله سبحانه، وناصر الله تعالى موقوف على النصرة له،
      قال الله تعالى: ﴿ إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم﴾ .


      فالبداية بالجهد من العبد والجزاء بالهداية من الله عز وجل،
      ولذلك قال الله تعالى: ﴿ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا﴾ .


      ويضيف الغزالي: .. فالشهوات مرتع الشياطين، ومرعاهم فما دامت مخصبة لم ينقطع ترددهم ما داموا يترددون لم ينكشف للعبد جلال الله سبحانه وكان محجوبا عن لقائه،
      وقال صلى الله عليه وسلم: لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماوات أخرجه الإمام أحمد.


      وفي هذا الوجه صار الصوم باب العبادة وصار جنة(المجلد الأول ص 274).
      وأختم الحديث عن أسرار الصوم بكلمة جامعة للدكتور يوسف القرضاوي قال فيها:


      والحق أن صيام رمضان مدرسة متميزة، يفتحها الإسلام كل عام للتربية العملية على أعظم القيم-وأرفع المعاني، فمن اغتنمها وتعرض لنفحات ربه فيها فأحسن الصيام كما أمره الله، ثم أحسن القيام
      كما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
      فقد نجح في الامتحان وخرج من هذا الموسم العظيم رابح التجارة، مبارك الصفقة،
      وأي ربح أعظم من نيل المغفرة والعتق من النار؟
      روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه،
      ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه متفق عليه. من كتاب تيسير الفقه فقه الصيام ص 16.



      ٱعڜق ريڜۃ
      ٱلـٱلۇانَ ٱڇۇل ڣي ڪل مڪٱن ٱعېڜ في علبۃ ٱلـٱلۇۇٱטּ

      ::



      تعليق


      • #4
        رد: مقاصد الصيام ..,

        من فطر صائما…



        أخي، أختي .....


        هل تطمع في أن يكتب لك أجر صائم؟
        هل ترغب في محو كل ذنوبك مهما كثرت، بل وعتق رقبتك من النار؟
        هل تريد أن تستغفر لك ملائكة الرحمان؟
        هل ترغب في أن تصلي عليك الملائكة في شهر رمضان، ويصلي عليك جبريل عليه السلام ليلة القدر؟


        نعم،
        بإمكانك أن تفوز بكل ذلك وأكثر إن أنت قمت بعمل بسيط لا يكلفك كثيرا:
        إن فطرت صائما أو صائمة.

        ولنستمع لبشرى الرسول صلى الله عليه وسلم لمن فطر صائما في الأحاديث التالية:


        روى الترمذي والنسائي وابن ماجة، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما،
        أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من فطر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء.


        وفي رواية: من غير أن ينقص من أجره شيء.


        وروى ابن حبان في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من فطر صائما يعني في رمضان كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبة من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء،
        قالوا: يا رسول الله، ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم،
        فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعطي الله لمن فطر صائما على تمرة، أو شربة ماء، أو مذقة لبن.


        وروى الترمذي واللفظ له، وابن ماجة، وابن خزيمة وابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عمارة الأنصارية رضي الله عنها فقدمت إليه طعاما فقال: كلي، فقالت: إني صائمة،
        فقال: إن الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أكل عنده حتى يفرغوا وربما قال حتى يشبعوا.


        وفي رواية لابن ماجة أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن الصائم تسبح عظامه وتستغفر له الملائكة ما أكل عنده.


        وروى الطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من فطر صائما على طعام وشراب من حلال صلت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان، وصلى عليه جبريل ليلة القدر.


        صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
        إنها غنيمة وأي غنيمة يغتنمها كل ذي عقل رشيد وفهم سديد.

        -من فطر صائما..


        عمل بسيط لا يكلف كبير جهد، ولا كثير مال، ولا طويل وقت، وهو عند الله عز وجل عظيم.


        عمل يحقق به المرء ما لا يحققه بغيره من الأعمال العظام.


        صورة مثيرة ومشهد رائع لتكافل اجتماعي سامي لصائم يفطر عند أخيه، فينظر الله عز وجل إليهما نظر القبول والرضى، ويكتب لهما معا أجر الصيام، ويجعل لمن استضاف وأطعم المغفرة والعتق من النار،
        وصلاة الملائكة وجبريل عليه السلام.



        ولهذا أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم الصائم المستضاف إلى أدب سامي وهو أن يدعو لمن استضافه
        وأفطره بدعاء نبوي جميل وهو:
        أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامك الأبرار وصلت عليكم الملائكة رواه أبو داود.

        -من فطر صائما..



        عمل إنساني يؤسس به المسلم دعائم المجتمع الإسلامي الراقي بوضع لبنات التعارف
        والتآلف، والصلة والتراحم، والرعاية والتعاون على البر والتقوى، والتكافل الاجتماعي.

        -من فطر صائما..



        إذ أن له بعدا دنيويا في بناء المجتمع الحضاري المسلم، فإن له بعدا أعمق وأسمى، إنه البعد الأخروي، إذ بالإطعام تتحقق معاني التحاب في الله، والتزاور في الله، والتواصل في الله، والتناصح في الله..

        وهذه الأمور إذ توطد علاقتنا بالخلق فإنها توثق علاقتنا بالخالق عز وجل الذي أوجب على نفسه محبة المتحابين فيه، المتزاورين فيه، المتواصلين فيه، المتناصحين فيه.


        وأي مقام أعظم من المقام الذي ادخره الله تعالى للمتحابين فيه يوم القيامة والذي وصفه لنا في
        الحديث الذي رواه أبو داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانتهم من الله، قالوا: يا رسول الله تخبرنا من هم؟
        قال: هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها،
        فو الله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس،
        وقرأ الآية (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).


        إن هذا الفضل ليدفعنا دفعا لاغتنام هذا العمل، وأن نسعى بقلوب منشرحة محبة وأيدي معطاءة سخية لقبول من زارنا، وإفطار من ورد علينا من الصائمين خصوصا،
        وأن نكمل هذا العمل بما يجمله من آداب وأخلاق ولباقة يلتزم بها كل من المضيف والمضاف.
        ولله الحمد من قبل ومن بعد.



        ٱعڜق ريڜۃ
        ٱلـٱلۇانَ ٱڇۇل ڣي ڪل مڪٱن ٱعېڜ في علبۃ ٱلـٱلۇۇٱטּ

        ::



        تعليق


        • #5
          رد: مقاصد الصيام ..,

          ما شاء الله

          موضوع جميل ورائع والله

          مشكور كثير اخي نور

          بارك الله فيك وجزاك خيرا


          كل الاحترام والتقدير








          لك في صمتي كلام !!

          ،



          تعليق


          • #6
            رد: مقاصد الصيام ..,

            الصوم:


            نصف الصبر وربع الإيمان


            أن أهم سلاح لجهاد النفس ومعالجتها هو الصبر، أبو الفضائل وأمها، وباب معية الله ومحبته، قال تعالى: (إن الله مع الصابرين) سورة البقرة: الآية 249 ، (والله يحب الصابرين) سورة آل عمران الآية 146.

            فالصبر قوة، وهو من صفات الرجال أهل الإيمان ولإحسان والكمال.
            * فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل*
            الأستاذ عبد السلام ياسين. كتاب الإحسان.

            ويضيف أبو حامد الغزالي رحمه الله منسقا وجامعا:


            [الصبر ربع الإيمان بمقتضى قوله صلى الله عليه وسلم الصوم نصف الصبر.
            وبمقتضى قوله صلى الله عليه وسلم الصبر نصف الإيمان]
            كتاب في علوم الدين.





            والصوم باب العبادات:




            قال رسول الله صلى الله عليه وسلم




            (لكل شيء باب وباب العبادة الصوم)



            فلسمو مكانة الصوم ومنزلته أنسبه الله جل شأنه إلى نفسه حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

            ( كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فانه لي وأنا اجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك )رواه مسلم وهذا لفظه.





            فجدير بنا أن يكون إقبالنا على الصيام و صيام رمضان المبارك على الابواب من حيث كونه لله، محبة وشوقا والله عند حسن ظن عبده به فليظن به ما يشاء.



            ٱعڜق ريڜۃ
            ٱلـٱلۇانَ ٱڇۇل ڣي ڪل مڪٱن ٱعېڜ في علبۃ ٱلـٱلۇۇٱטּ

            ::



            تعليق


            • #7
              رد: مقاصد الصيام ..,

              الصوم مدرسة الإحسان


              قال الله تعالى: ﴿ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾


              -المتقي قطعا..

              وتقوى الله عز وجل في النص هي العلة المقتضية للحكم،
              لأنه منصوص عليها تصريحا، وهي اتقاء سخطه واستحضار رقابته،
              لأنه سبحانه أهل لأن يخشى ويهاب، ويجل ويعظم في صدور عباده، ﴿ هو أهل التقوى وأهل المغفرة﴾

              وحقيقتها أنه إذا أراد مسلم أن يقدم على خطيئة ما، أو زين له الشيطان هفوة من الهفوات أو هنة من الهنات، ثم استحضر رقابة الإله وصفات كبريائه وعظمته، فضلا عن جماله وجلاله، ثم أبى التوحل في خضخاض المحظور، فذاك هو المتقي قطعا.

              قال ابن مسعود:

              في قوله تعالى: ﴿ اتقوا الله حق تقاته﴾ : هي أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر،

              وكما قال طلق ابن حبيب:

              التقوى هي أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله .

              وهذا الاستحياء الجميل من الله، والخوف العظيم من الجليل سبحانه، مرتبة سامقة في الدين ومنزلة راقية فيه& إنها مرتبة الإحسان العالية التي عرفها المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

              وهي عزيزة نادرة كالكبريت الأحمر

              كما قال الإمام الشافعي:


              أعز الأشياء ثلاثة: الجود من قلة، والورع في خلوة، وكلمة حق عند من يرجى أو يخاف ، ويعضده حديث أبي طفيل مرفوعا بسند صحيح: استحي من الله استحياء رجل ذي هيبة من أهلك

              وكما قال الحارث المحاسبي:

              المراقبة علم القلب بقرب الرب .

              والمقصود هاهنا أن الصوم مدرسة لاستشراف منزلة الإحسان، وإجلال الله في نفوس عباده، فكم من مختل بالطيبات وأصناف للطعام، ولكنه يأبى الاقتراب منها
              ورعا من الله، أو ذوقها استحياء منه سبحانه،

              ناشدا قول ابن السماك:

              يا مدمن الذنب أما تستحيي والله في الخلوة ثانيكا
              غرك من بك إمهاله وستره طول مساويكا


              ولاشك أن هذه التقوى إذا سرت في شرايين المجتمع ومؤسساته كلها في رمضان وغيره من الشهور، ستستأصل جذور الفساد كلها سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، بل سيصبح المجتمع ملائكيا لأن جميع أفراده في مراقبة ومشاهدة للخالق سبحانه، فلا اجتثاث إذن لهذا الارتكاس العام في حمأة الفتنة الدنسة، والانغماس الكلي في المستنقع الآسن من لدن كثير من أهل البغي والفساد من المسلمين جريا وراء النزغات واللذات الهابطة إلا بتربية إحسانية مدارها على الصوم.



              ٱعڜق ريڜۃ
              ٱلـٱلۇانَ ٱڇۇل ڣي ڪل مڪٱن ٱعېڜ في علبۃ ٱلـٱلۇۇٱטּ

              ::



              تعليق


              • #8
                رد: مقاصد الصيام ..,

                الصوم مدرسة الحرية


                وذلك أن الإنسان مكرم على باقي الكائنات والأشياء،
                فكان ضرورة أن يملكها ولا تملكه، وتكون خادمة له لا خادما لها والصوم عند التحقيق تحطيم لأغلال الشهوات ودوافع الأكل والشراب فهو قطع لأسباب الاسترقاق والتعبد لغير الله تعالى،
                وانعتاق من أسر الأشياء التي تملك أرباب الحظوظ والشهوات وفي هذا عبرة لمن سار جاهدا في تحصيل حظوظه ومصالحه العاجلة،
                وهو لا يدري أنه قن لها، تملكه وتستعبده،
                بل إنه مزايل لحقيقة الخلافة في الأرض،
                إذ الخليفة لله عز وجل لا تملكه الأشياء لكن إذا استغرق في حظوظه فقد أقلب الحكمة،
                وصير الفاعل مفعولا،
                قال تعالى: ﴿ أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين﴾ ،
                فإما عبادة للإله سبحانه، وإما دينونة للهوى:
                ﴿ أفمن اتخذ إلهه هواه﴾ .



                والمقصود :
                أن مدرسة الصوم تورث الحرية من الرق للهوى،
                ليكون الإنسان عبدا لواحد أحد، لا عبدا للشركاء والآلهة المتعددة التي هي قاصمة لقلبه، ساعية لتمزيقه إذا هام بها حبا


                فإن زاد في الصوم زادت حريته، ما لم يخرج إلى ضرر بالنفس والعقل، بل الكمال المحض في حق الإنسان أن يملك الأشياء ولا تملكه، ويسترقها بالخلافة ولا تسترقه،
                إنه إعلان لحرية الإنسان في هذا الشهر المبارك، فلله الشكر على بركة الصوم وفضائله.



                ٱعڜق ريڜۃ
                ٱلـٱلۇانَ ٱڇۇل ڣي ڪل مڪٱن ٱعېڜ في علبۃ ٱلـٱلۇۇٱטּ

                ::



                تعليق


                • #9
                  رد: مقاصد الصيام ..,

                  الصوم مدرسة لتكريم الإنسان


                  وذلك أنه إذا صام الإنسان، صفت روحه، ورق قلبه، وقوي
                  فهمه، وانكسرت نفسه، وضعف سلطان الغضب والهوى،
                  فأصبحت الروح راجحة عن نوازع الجسد



                  هذه الروح عند التأمل هي سبب تكريم الإنسان لا محالة، قال سبحانه:
                  ﴿ فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين﴾ ،


                  في هذا الشهر المبارك


                  تجد الروح جاذبة الإنسان إلى أصلها ومنبعها، مذكرة إياه بمنصبه ومركزه وغايته ومهمته، والعالم الذي انتقل منه بسبب الأكل -أكل تفاحة-!
                  فترى اللبيب غير راض عن ثقل المادة، ميالا إلى صفاء روحه وخفة معدته، مدركا أنه ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن ،
                  و أن المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء



                  مقتفيا أثر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ما شبع من طعام ثلاثة أيام حتى قبض ، ونهج صحابته الكرام الذين جاعوا كثيرا وتقللوا من اللذات،
                  لأن الله لا يختار لنبيه ولا لصحابته إلا أكمل الأحوال وأفضلها، بخلاف من ضعف سلطان روحه، واسترسل في اقتناص شهواته، ورتع فيها رتع البهائم السائمة،
                  فجن بها جنونا عظيما وانصرفت همته وذكاؤه إلى التفنن في ألوان الأطعمة والإكثار منها والتهامها وانهضامها،
                  ثم التهيئ لوجبة أخرى قادمة حتى أصبح الإنسان الغربي خصوصا وهو في أوج مدنيته وارتقائه الحضاري،
                  كحمار طاحون لا يدور إلا بين المطبخ والمرحاض!
                  قال سبحانه: ﴿ والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام، والنار مثوى لهم﴾ .



                  وما أجمل الإعلان الماركسي

                  لحقوق الإنسان الذي زعم بأن مطالب الإنسان الأساسية هي الطعام والشراب والمسكن والجنس!
                  وهي مطالب للجسد لا غير، فإذا انحصرت هذه الرؤية الشوهاء للإنسان في مجتمع ما،
                  صار مجتمع البهائم فقط أو مجتمع الأشياء، وحقا إن الإنسان الذي أسجد الله له ملائكته، وكرمه على باقي الكائنات عاش تشييئا فضيعا في هذه المجتمعات،
                  وظلما ساحقا لإنسانيته بإهدار جانب الروح فيه، فترى المسكين مسوقا إلى طاحونة الإنتاج قصرا لتوفير المطالب البهيمية!
                  ليقضي حياته في شقاء دائم، وأرق مستديم، وقلق عميم، وعقد نفسية،
                  لأن المذاهب المادية الأرضية أزالت أنفس ما في الإنسان، والجوهر الذي به تميز عن باقي الكائنات،
                  وهو جانب الروح الطليقة التي تخف بالصوم في هذا الشهر المبارك.



                  ٱعڜق ريڜۃ
                  ٱلـٱلۇانَ ٱڇۇل ڣي ڪل مڪٱن ٱعېڜ في علبۃ ٱلـٱلۇۇٱטּ

                  ::



                  تعليق


                  • #10
                    رد: مقاصد الصيام ..,

                    الصوم مدرسة للاتصاف بوصف إلهي



                    وذلك أن الصوم من أوصاف الربوبية، لا يتصف به على الكمال غيره سبحانه كما قال عز وجل: ﴿ وهو يطعم ولا يطعم﴾ ،
                    وكما ورد في الحديث الصحيح: (الصوم لي وأنا أجزي به) ،

                    أي لا متصف به إلا الله، لأنه الغني عن الكل أبد الآبدين، ودهر الداهرين، والمنزه عن جميع الأعراض والشهوات أزلا وأبدا،

                    ولا يتصف بهذا إلا الله، ومن سواه لابد له من أكل أو عرض، ملكا كان أو غيره،
                    لأن الملائكة طعامهم التسبيح وشرابهم المحبة الخالصة والمعارف الصافية

                    ولما كان الصوم وصفا إلهيا فهو من أصعب الأشياء على النفوس،

                    لأنه على خلاف ما جبل عليه الناس من مادة تستلزم الإطعام،

                    ومن تم فمن صام فقد اتصف بتلك الصفة على قدر طاقة الإنسان،

                    وقف عن تحصيل حظوظ النفس بل استغنى بالصوم عنها
                    كما قال صلى الله عليه وسلم: (ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس. )



                    ٱعڜق ريڜۃ
                    ٱلـٱلۇانَ ٱڇۇل ڣي ڪل مڪٱن ٱعېڜ في علبۃ ٱلـٱلۇۇٱטּ

                    ::



                    تعليق


                    • #11
                      رد: مقاصد الصيام ..,

                      الصوم مدرسة للسلام العالمي


                      قلنا بأن الإنسان جسد وروح، وإذا تغلبت الطبيعة الجسدية على طبيعة الروح، وملكت زمامه وتحكمت فيه،
                      أنشأت أسدا هصورا، وضرغاما مروعا،
                      لا هم له سوى مصالحه المادية وإرضاء شهواته البدنية،
                      لا يعرف لذلك حدا ولا نصابا،
                      فلا يكفيه ما عنده من خيرات بل هو متوجس خائف حتى يؤمن احتياطاته خوفا من نفاذ الزاد& فإذا هدد في مصالحه،
                      أو وجد عقبة تحول بينه وبين ضالته المنشودة، أقام حروبا مروعة، واقترف جرائم بشعة،
                      ومظالم مخزية في حق إخوانه وبني جنسه، وما تاريخ الحروب الإنساني إلا قصة الجشع الفردي،
                      والاستكبار في الأرض،
                      لكن مدرسة الصوم تغيث الإنسانية الحائرة المهددة بالمادية الطاغية،
                      وتفتح مغاليق القلوب الغافلة المجهدة لتنفي عنها طغيان الشهوات وقسوة المعدات،

                      بل إن دور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ورثتهم الكمل:



                      إنما هو تهيئ الإنسان إلى الكمال المطلوب الذي هيئ له وهو الولاية، وإكمال المهمة التي أهبط لها في الأرض وهي الخلافة، وتربيته على نشر الرحمة، والسلام الحقيقي، والتآلف بين البشر بكبح جماح الشهوات المادية، ليكون الناس كلهم عبيدا لله اختيارا كما أنهم عبيد لله اضطرارا.



                      ٱعڜق ريڜۃ
                      ٱلـٱلۇانَ ٱڇۇل ڣي ڪل مڪٱن ٱعېڜ في علبۃ ٱلـٱلۇۇٱטּ

                      ::



                      تعليق


                      • #12
                        رد: مقاصد الصيام ..,

                        الصوم مدرسة الإذن والأدب


                        هو تربية على النظام وضبط الأوقات،
                        فليست الأمور في الكون سائبة مرسلة لا ضابط لها ولا مقيد،
                        بل المسببات مرتبطة بأسبابها، والصائم لن يقرب عرضا أو غرضا رغم الكلل والضنى والمشاق التي يشعر بها إلا من بعد أن يأذن الله له بالإفطار عند الغروب،
                        وهذا التقييد الزمني إشارة لأهمية الوقت وعظم نفاسته، فلا صوم إلا في وقت محدد وموعد معين،
                        وهو أدب مع الله، إذ ينتظر إذنه سبحانه في الإفطار، وينضبط بما حدد الله له من سنن،
                        وقد يتابع هذا الأدب فيشمل الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ لا يقدم شيئا ولا يؤخره إلا بإذنه عليه الصلاة والسلام:
                        ﴿ إنما المومنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه، إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يومنون بالله ورسوله، فإذا استأذنوك لبعض شأنهم، فأذن لمن شئت منهم، واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم﴾،
                        ويشمل كذلك الأدب مع ورثته الكمل الذي يقتضي احتراما لإذنهم في شؤون عرفوا دقائقها، واستولوا على الأمد في دخائلها، فلا ولوج لتلك الأبواب إلا بإذنهم فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم.



                        وإذا لم تر الهلال بليل فسلم لأناس رأوه بالإبصار



                        ٱعڜق ريڜۃ
                        ٱلـٱلۇانَ ٱڇۇل ڣي ڪل مڪٱن ٱعېڜ في علبۃ ٱلـٱلۇۇٱטּ

                        ::



                        تعليق


                        • #13
                          رد: مقاصد الصيام ..,

                          الصيام في حياة الفرد والجماعة

                          لم يشرع الله الصوم تعذيبا للبشر وانتقاما منهم، بل فرضه لأسرار عليا، وحكم بالغة. وعلينا أن نتأمل حكمة الله من وراء هذا الجوع والعطش.
                          وأن ندرك سره تعالى في الصوم حتى نؤديه كما أراده سبحانه.

                          -الآثار النفسية للصوم..

                          تتمثل في كونه مدرسة إيمانية عملية تزكي النفس وتمدها بطاقة نفسية كبيرة تقوي صلة الصائم بربه، وتصفي روحه بشكل يجعله طيعا للخير مبتعدا عن الشر؛ ذلك أن الإنسان عندما ينوي الصوم يعرف أنه يقبل على الله بهذه الطاعة التي هي سر خفي بينه وبين مولاه، فيظل نهاره خاشعا موصول القلب بالله سبحانه وتعالى.. ويقبل بنفس واعية على تلمس أسباب الخير المفضية إلى رضاه وثوابه الجزيل سبحانه.

                          أنه يلتزم العفة في كل شيء لأن صومه يذكره دائما برقابة الله عليه، ويدفعه للإقبال علىتنفيذ أوامره والابتعاد عما نهى عنه.

                          فقد فرض الله الصيام ليتحرر الإنسان من سلطان غرائزه، وينطلق من سجن جسده، ويتغلب على نزعات شهوته، ويتحكم في مظاهر حيوانيته، ويتشبه بالملائكة.

                          والصوم هو العبادة التي يتحقق فيها الإخلاص المجرد لله، يستحضر فيه الإنسان الصائم رقابة الله عليه لأنه أمانة بين المخلوق وربه، لا يطلع عليه إلا هو سبحانه.

                          لهذا كان الصوم ثوابه عظيم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي حكاية عن ربه:

                          (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به.)

                          والصوم في الإسلام ليس المقصود منه الجوع والعطش لذاتهما، بل ما يتبع ذلك من كسر للشهوة، وإطفاء لثائرة الغضب والطيش ..
                          إنه وسيلة لغاية أسمى وأكبر هي تقوى الله كما قال سبحانه:

                          (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) (البقرة، 183).



                          ٱعڜق ريڜۃ
                          ٱلـٱلۇانَ ٱڇۇل ڣي ڪل مڪٱن ٱعېڜ في علبۃ ٱلـٱلۇۇٱטּ

                          ::



                          تعليق


                          • #14
                            رد: مقاصد الصيام ..,

                            حقيقة الصيام

                            أنه مدرسة سلوكية تربي النفوس على التقوى وعلى طاعة الله سبحانه، فإذا لم يحصل للصائم شيء من ذلك لم يبال الله بصومه ..
                            وإذا وجدت صائما لم يرتفع به الصوم عما يشينه، ولم ينهه عن الابتعاد عن إيذاء الناس بالقول أو بالعمل، فاعلم أنه غير صائم على الحقيقة وأن ليس له من صومه إلا الجوع والعطش، لأن الصوم لم تتشربه نفسه بعد.

                            عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

                            قال النبي صلى الله عليه وسلم:

                            (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.)

                            وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال:

                            قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

                            قال الله عز وجل:

                            (الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم.)

                            وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

                            قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

                            (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر.)




                            قال الإمام الغزالي عن صوم الصالحين الذي تتحقق فيه ثمرة الصوم المرجوة




                            إنه كف الجوارح عن الآثام وتمامه بستة أمور:

                            الأول:

                            غض البصر وكفه عن الاتساع في النظر إلى كل ما يذم ويكره ..

                            والثاني:

                            حفظ اللسان عن الهذيان والكذب والغيبة والنميمة والفحش والجفاء والخصومة والمراء

                            الثالث:

                            كف السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه لأن كل ما حرم قوله حرم الإصغاء إليه

                            الرابع:

                            كف بقية الجوارح عن الآثام من اليد والرجل عن المكاره، وكف البطن عن الشبهات وقت الإفطار ..

                            الخامس:

                            أن لا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار بحيث يمتلئ جوفه ..

                            السادس:

                            أن يكون قلبه بعد الإفطار معلقا مضطربا بين الخوف والرجاء، إذ ليس يدري أيقبل صومه فهو من المقربين أو يرد عليه فهو من الممقوتين.




                            ٱعڜق ريڜۃ
                            ٱلـٱلۇانَ ٱڇۇل ڣي ڪل مڪٱن ٱعېڜ في علبۃ ٱلـٱلۇۇٱטּ

                            ::



                            تعليق


                            • #15
                              رد: مقاصد الصيام ..,

                              الصوم المطلوب


                              هو صوم عن الآثام والمعاصي، صوم يقرب إلى الله ويحقق صفاء النفس وطهارة القلب.


                              إنه صوم يمد الروح بالشفافية والصفاء والإشراق والقرب من الله.



                              فيصير الإنسان الصائم ملائكي الطبع، نوراني الخواطر، رباني السلوك يذوق حلاوة العبادة،
                              ويحس مباهج الورع ولذته ويشعر أنه قريب من ربه،


                              ولذلك يقول الله تعالى مباشرة بعد أن أمر المؤمنين بالصيام:
                              (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان،
                              فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )(البقرة، 186).


                              فكأن انتظام الآيات على هذا الترتيب:


                              الصوم ثم القرب من الله ينبه الإنسان إلى أنه إذا أتقن صومه فقد تهيأ لمناجاة ربه.


                              ويذكر القرآن أن الله لما أراد مكالمة موسى هيأه لهذا المقام الرفيع بأن أمره بصيام أربعين يوما،


                              فقال تعالى: (واعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة) (الأعراف: 142).


                              فلما تهيأت نفس موسى لخطاب ربه وتحمل أنواره وذلك بالصيام-
                              أفاض الله عليه أنواره الربانية وكلمه بلا واسطة:



                              قال أي الله سبحانه-( يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالتي وبكلامي،
                              فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين )(الأعراف، 144).


                              من هنا يتبين سر ارتباط صوم رمضان بنزول الوحي الإلهي على سيدنا محمد عليه السلام.


                              فقد قال الله سبحانه: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس) (البقرة، 185).


                              ولذلك كان شهر رمضان


                              شهر تلاوة القرآن،
                              وشهر العبادة التي بواسطتها يطهر الإنسان نفسه من فاحش القول وسيء الأفعال،
                              وينال بذلك رضى الله وغفرانه.


                              فالصيام الصحيح هو نقطة تحول في سلوك الإنسان،
                              به يتطهر من الذنوب، وبه يلتزم طاعة الله والقربى منه.



                              ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
                              من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
                              .
                              وإذا كان الصيام هكذا عبادة نفسية تقوي الصلة بالله فهو أيضا عمل نفسي إرادي يقوي إرادة الإنسان ويدفعه للتحكم في غرائزه وميوله كما يربيه على الصبر


                              ذلك أن الصائم يحرم نفسه من أقوى الغرائز الطبيعية:



                              غريزة الطعام والشراب وغريزة الجنس امتثالا لأمر الله.
                              فهو يجوع وأمامه شهي الغذاء،
                              ويعطش وبين يديه بارد الماء، ويعف وبجانبه زوجه، لا رقيب عليه في ذلك إلا ربه، ولا سلطان إلا
                              ضميره، ولا يسنده إلا إرادته القوية الواعية.



                              ولا ريب أنه بهذا الحرمان يحصل له ألم ومشقة، فهو يمتنع عن مشتهياته وضروراته بإرادته ويتحمل ألم
                              الحرمان طوال شهر رمضان، مراقبا ربه


                              فيحصل له من تكرار هذه المجاهدة للنفس:


                              ملكة المراقبة والإخلاص لله والحياء منه من أن يراه حيث نهاه.


                              فأي مدرسة تقوم بتربية الإرادة الإنسانية وتعليم الصبر الجميل كمدرسة الصيام، التي يفتحها الإسلام
                              إجباريا للمسلمين في رمضان، وتطوعا في غير رمضان؟!


                              وقد وضع عالم نفساني ألماني اسمه جيهاردت كتابا في تقوية الإرادة أثبت فيه أن الصوم هو الوسيلة
                              الفعالة لغلبة سلطان الروح على الجسد، فيعيش الإنسان مالكا زمام نفسه لا أسير ميوله المادية.


                              فالصيام إذن كفيل بأن يخلق فينا قوة الإرادة، هذه الأخيرة التي تعودنا على الانضباط النابع من داخل الذات
                              وليس من خارجها، وبالتالي نتغلب على الأهواء والميول الضارة.


                              ونستطيع أن نقول بعد هذا بأن




                              الصيام والإمساك في رمضان عن المشتهيات وضبط النفس عن متطلباتها والصمود أمام هذه المتطلبات بحزم وعزم وإصرار من فجر كل يوم إلى غروب شمسه، ومن أول يوم في رمضان إلى آخر يوم فيه،
                              لهو نوع من التدريب على الانضباط الذاتي وامتحان قاس لعزيمة الإنسان وقوة إرادته ومبلغ استعداده
                              للصمود والتضحية من أجل عقيدته ومبادئه وأهدافه العليا وغاياته السامية.


                              ورمضان حين نصومه إيمانا واحتسابا يعبئ القوى النفسية للإنسان، ويعوده على تحمل المشاق،
                              فيصبح سيد نفسه وأقدر على الصبر تلقائيا على المكاره وأهوال الحياة، ويصبح الصبر خلقا أصيلا في نفسه ومن تم: فالصيام تدريب على تحمل جهد من نوع خاص، جهد ضبط النفس، وكبح جماحها ..
                              الصيام بدوره شبه بالتجنيد، تجنيد الجسد والروح،
                              ترويضا للإنسان على تحمل صراع الحياة وتوقعا لما قد يضطره إلى الإمساك الإجباري.



                              إن للصوم من التأثير على سلوك الإنسان بما يخلقه فيه من صبر على تحمل المشاق
                              ما يجعله وسيلة قوية وفعالة لترويض الإرادة على الصمود أمام نوازع الشهوات ومغريات الحياة ..
                              وما أكثر الذين تركوا التدخين والخمر والعادات السيئة عقب صيام هذا الشهر على الرغم من إدمانهم
                              الطويل على ذلك واعتقادهم استحالة التخلص من شر هذه المضار..



                              ٱعڜق ريڜۃ
                              ٱلـٱلۇانَ ٱڇۇل ڣي ڪل مڪٱن ٱعېڜ في علبۃ ٱلـٱلۇۇٱטּ

                              ::



                              تعليق

                              يعمل...
                              X