فى مثل هذا اليوم..أحبت
كان الحب هو ميلاد قلبها الأول، ومثل كل الأطفال الذين يأتون بعد
طول انتظار.. أشعلت له الشموع .. وجففت به الدموع...
كتبت شهادة حضور... وامتدت من أجله ابتسامة سعادة
لم تعرفها قبله..
ومشاعر نابضة.. لم تلمسها الا عنده..
تغيرت كل الأشياء فى عينيها...!
أحبت الشتاء بعد أن كانت تكرهه...
انتظرت الليل بعد أن كانت تخاف منه...
انتصرت على أحزانها بعد أن كانت نقطة ضعفها...
عادت تنظر للمرآة.. لبراءتها.. لأنوثتها.. لسنواتها الصغيرة
لأيامها المقبلة...
بعد أن فقدت الثقة فى كل ما تملك...
والأمل فى كل مالا تملك...
استردت نفسها ...أخيراً فعلت ذلك..
رأت صورتها كما كانت تحلو بها..
فراشة لها أجنحةً ملونة تحلق دون حدود
تنتقل بلا قيود
فراشة...!! وما أكثر حاجتها الى أن تكون فراشة...!
لا يحاسبها أحد اذا ظهر عليها الحب...
ولا تخضع لأجهزة كشف الحب...
عالم مبهج .. تفتح أبوابه بكلمة أحبك
فعندما يأتى الحب...
يرتفع الستار
وتشتعل الأنوار
ويموت المستحيل فى نهر الحياة
نصبح أكثر قوة وصلابة
نتحول الى كائنات عملاقة تكسر القلق وتهزم الاستسلام
وتلغى المسافات..
وحده الحب.. يعيد الينا طعم العمر
وطهارة الاحساس
وطوق النجاة..
مثل زائر غامض..
يأتى بلا موعد
يقتحم بلا توقف
يسيطر بلا تراجع
ولا أحد يعرف ما هو الحب؟
حتى من أحب! ملايين البشر
ملايين الملايين... ولم يصف أحد ما هو الحب..
لا يهــم........
المهم أن نحب..
حتى لو اكتشفنا يوماً أن الحب مدينة من خيالنا نرسمها ونسكنها
وقت الحاجة..
نحولها الى أوهام تنقذنا من الجفاف..
وتحرضنا على الابداع..
وقد فعل فيها الحب .. أكثر مما كانت تحلم به ...
خطفها الى مدن لم تحلم بها..
منحها أسراره ... وفك عنها أسوارها..
علمها كيف تكون اللوحة والألوان...
كيف تطول النجمة السماء..؟
كيف تذيب الحروف ...فتصبح قصيدة..؟
وتبكى .. فتصنع بحراً وسفينة؟
صدقت ... أخيرا
كلام الرواة والروايات .. آمنت بأن الحب أجمل ما منحه الله
لنا..
صاغت من الحب هدايا توزعها على فقراء القلب...
الذين لم يعرفوا الحب الا مشهداً فى فيلم .. أو نكته فى مسرحية
أو موالا فى أغنية...
تحول الحب على يديها الى بريق وحماسة واصرار
لم تتوقف معه عند أرضفة السهر والأررق..
انما سافرت به الى موانىء الاحساس.. والاخلاص...
حررته حتى لا يصبح مجرد لعبة تتسلى بها وقت الليل..
ويتسلى معها عند الألم..
كتب الحب أروع قصصها... وذكرياتها..
ففى مثل هذا اليوم ...أحبت
هى لا تنسى أول قطرة حب انهمرت معلنة بداية الفيضان!!
فى مثل هذا اليوم... بعد شهور من العشق والذوبان
جاء الجفاف.. فانشطر الحب نصفين أخذ كل قلب نصيبه
ورحل.. ودعا بعضهما البعض فى صمت لم يتوقعاه مرة!!
ولأسباب لا نعرفها... افترقا!!
لم تبك ..ولم تتوسل..ولم تناقش أو تحاول..
علمها الحب: الكبرياء
وحتى وهى تنسحب من موقعة حب عظيمة كانت تحلم فيها بالانتصار والاستمرار..
جاءت النهاية كما البداية...دون انتظار
أغرب مافى الأمر . أنه فى لحظة الوداع الحاسمة اخبرها بأن يبقوا كالاصدقاء وأن تطلبه فى أى امر تحتاجه ..
عندما تذكرت ذلك
ابتسمت .. حيث خطر لها عبارة قرأتها فى رواية تقول:
"قد تتحول الصداقة مع الوقت الى حب، أما الحب فمن الجنون أن نختصره الى صداقة.. مهما مر العمر.."
وقد مرت الأيام .. ولازالت تتذكر لحظة دخول الحب قلبها..
وتحتفل بهذا اليوم..
تحتفل بأنها ذاقت الحب ولو لمرة...
ولأننى أعرفها ..أشك فى أنها تستطيع بداية قصة حب أخرى...
لقد جاءها الحب المنتظر... ولما غاب أعلنت عذريتها
واكتفت..
أعربت عن رغبتها فى الاستقرار حبيبة على شاطىء من كتب
على قلبها حرف حبها الأول...
وهكذا ... تنتهى تلك القصة كما ابتدت..
بكلمة واحدة... أسدلت الستائر..
فكانت القصة .. مريرة..
رغم حلاوة الحب والشعور...
وهكذا هى الحياة دووماً !!
تعليق