*** عرفنا كيف أن الأستاذ ضياء عبد الرحمن تزوج من غادة العريبى الذى يكن أخوها نور الملازم أول
فى الأمن الوطنى ، ورأينا كيف أن نور لمح ببصره نهى وأعجب بها وكان لب اهتمامه هو أن يتزوجها
فلننطلق سريعا إل تلك السطور المولعة بالشوق ونقرأ أحداث الفصل الثالث من القصة الرائعة ((( نهى
والحقيقة المرة )))
الفصل الثالث
سأل الأستاذ ضياء بتلقائية ما هي الحكاية يا نور ؟
رد عليه : بصراحة لأول مرة في حياتي يتملكني شعور إعجاب لكن لا أريد التسرع ولدي سؤال أخير. هل
هي مرتبطة ؟ قال زوج أخته : لا أعتقد , في هذه اللحظة سمع صوت غادة ينادي عليهما : تفضلوا من أجل
مشاركتنا في أكل بعض الحلويات بينما نور قد بادر بالهمس بعبارة امتنان وشكر إلى الأستاذ ضياء
وجلس نور معهم وهو شارد الذهن
يفكر بقوة والفرحة قد ملأت قلبه والابتسام قد أضاء وجهه ويتساءل بينه وبين نفسه مستحيل أيتحقق
الحلم الذي انتظره منذ سنين بعدما بلغ منذ يومين الثامن والعشرون من عمره حتى أن باقي أفراد
الأسرة لاحظوا أنه مشغول الفكر وحاولت أخته قدر المستطاع أن تجعله متنبه ليشاركهم التهام الحلوى
وبالفعل كانت لحظة جميلة قضيت وقد تم فيها مباركة العروسين في مدة لا تتجاوز ثلاثة أرباع الساعة ثم
بعد ذلك إستأذن الكل وهم يتمنون للعروسين السعادة والهناء وقبل ذلك رضي المولى عز وجل وعندما
وصل نور ووالديه إلى البيت قال لهما : أنا أريد أن أحدثكما بأمر هام .
قالا: دعنا نجلس أولاً ثم أحكي ما يبدو لك. قال : بصراحة أريد أن أتزوج ولقد رأيت عروساً أعجبتني كثيراً :
قال والده يا بني لا تتسرع أنت تعرف عيون الناس والحسد مذكور في القرآن سوف يقولون : الحاج خلف
زوج إبنته وإبنه في أسبوع واحد أنا من رأيي أن تصبر قليلاً قال نور : ما رأيك يا أمي ؟ قالت : ليس المهم
أن تعجبك العروس المهم أخلاقها وطباعها وتعليمها وماذا عن أسرتها ثم بعد ذلك يأتي الإعجاب والقبول .
قال : نِعمّ الرأي يا أمي ويكفي يا أمي أن أقول لكما أنها من أسرة طيبة وكانت إحدى تلميذات الأستاذ
ضياء وأخشى أن تضيع مني هذه العروس , ولذا أتمنى يا أمي أن تذهبي لرؤيتها اليوم بعد العصر
لتتأكدي بنفسك أن كانت مناسبة لي أم لا وبالمناسبة هي ابنة الأستاذ غانم المفلح مدرس الانجليزي
ومن حي الشابورة وعلى العموم أنا على استعداد لتأجيل الخطوبة إلى الأسبوع القادم وأتجه بعينيه إلى
والده وقال : ما رأيك يا أبي ؟ قال والده : والله يا بني لا أدري ماذا أقول لك وأضاف : أنت تعرف
أنني أتمنى أن الله يسعدك وتفرح دائماً , وعموماً اذهبي يا أم نور اليوم لتتعرفي عليها وخذي معك أختي
خديجة وبالمناسبة خديجة هذه امرأة أرملة عمرها يناهز 49 عاماً ولقد مات زوجها في العراق وترك لها
ابنتها الصغيرة ألاء التي تكون في الصف الخامس الابتدائي وخديجة وإبنتها تعيشان في بيت الحاج
خلف في الشقة التي بأسفل والتي بجوار الدرج وهي الأخت الوحيدة للحاج خلف وبالتالي هو يلبي كل
احتياجاتهما ومتطلباتهما من مصاريف ويسأل عليهما يومياً وكلما سنح له الوقت كان يجلس مع أخته
وإبنتها بينما كل يوم جمعة كان هو وأسرته ينِّزلون طعام الإفطار لها ولابنتها وكان الحاج خلف يطلب من أم
نور بأن يكون طهي طعام غداء كل يوم جمعة عند أخته بعد أن يحضر الأطعمة من السوق سواء كان سمك
أو دجاج ويذهب هو ونور إلى المسجد لصلاة الجمعة وكان يحكي نور لعمته بأنه يسعد هو وغادة أخته
وأمه بالنزول والجلوس معها وكانت ترد عليه : الله يسعدك . لكن الآن غادة تكون في بيت زوجها
والمبشرات تقول أن نهى ربما تكون في نفس منزلة غادة بالنسبة لعمتها أو أكثر من ذلك وبالرجوع للقدر
المحتوم والمحسوم بإذن الله وبديهياً أنه أمر فطن لا يعلمه إلا إنسان على قدر مكانة الفتى الباهي
والمسئول نور والذي يكون محبوباً ويحظى بشعبية في مدينة رفح , يا ترى ما الذي كُتِب له عند الله
سبحانه وتعالى . أهو سعيد أم شقي , أهو فقير أم غني , أهو صحيح البدن وعفي أم به علة أما في ما
يخص نور .
فهو يتمنى أن تتحقق سعادته مع إنسانة خجل أن يسأل عن إسمها وحتى أن الأستاذ ضياء أمتنع عن
ذكره له من تلقاء نفسه وقد أصاب في ذلك
لأن في ذلك خدش للحياء والدين فهو لا يحب أن يذكر أسماء تلميذاته أمام أي شاب غريب لا تربطه بهن
أي علاقة أو صلة حتى لو كان هذا الشاب أخاً له أو أخاً لزوجته .
وقد بدء القلق والتوتر على نور داعياً : يا رب يكون لي نصيب فيها وهنا حاولت الأم أن تُدِخل الابتسام عليه
قائلة له : انزل اخبر عمتك بأني أريدها أن تأتي معي لزيارة ناس ، أمّا أنا فذاهبة لأغير ملابسي لنستعد
للخروج . قال لها : أمرك مجاب يا أمي يا عيوني . وبادرت قائلة : تسلم يا قلبي وأضافت : لا تستعجل
وأنت تنزل على الدرج . في هذه الأثناء كان الحاج خلف قد دخل غرفته ليستريح قليلاً لأنه بعد صلاة العصر
سيذهب إلى المحل الذي يملكه والذي يبيع فيه الأدوات الصحية . وها هي الأم برفقة العمة تخرجان معاً
وتستقلان تاكسي من الشارع الرئيسي من المخيم الغربي إلى الشابورة وكانتا ترتديان ملابس في
منتهى الاحتشام . وبالوصول هناك بمجرد السؤال عن بيت الأستاذ كان هناك شخص ما قد أخبرهما عن
بيته والحقيقة معظم الناس في الحي يعرفونه جيداً . وأخيراً ها هي الأم برفقة العمة قد دخلتا المنزل
وصعدتا على الدرج ثم قامت الأم بالضغط على جرس الباب وسمع صوت نسائي رقيق يقول من الداخل
من بالباب ؟ إنها كانت نهى بنفسها : وكانت لخجل أم نور أن قالت الحاجة : هو هذا بيت الأستاذ غانم . هنا
فتحت نهى الباب موارباً وتطلعت إليهن وقالت : نعم . هذا بيت الأستاذ غانم . وسألت الحاجة: هو موجود
؟
قالت نهى : نعم موجود تفضلوا . قالت الحاجة : يزيد فضلك وجلسن في الصالة معاً وقالت نهى : خير ,
وكان الرد منهن خيراً إن شاء الله .
وفجأة قالت الأم : والدتك ليست موجودة . وكان ردها : والدتي متوفية . هنا تأسفت الأم لتوجيه هذا
السؤال , فقالت نهى : لا تتأسفين لم يحدث أي شيء ، لحظة أخبر والدي، إنه في غرفة مكتبه وأبلغته
نهى بأن امرأتين تريدان مقابلته , قال لها : قدمي لهن الشاي أو العصير حتى يتاح لي فرصة أن أقوم
فيها بتغيير ملابسي . قالت له : حاضر يا والدي وبالفعل خرجت وقالت لهن والدي سيأتي حالاً لحظة
وذهبت لتحضر لهن المشروب وها هي تجلس معهن قليلاً . وإذا بالأم والحاجة تقول كل منهن ما شاء
الله , ما شاء الله . الله يحفظك يا بنتي . وسألتها الأم : هو أنتِ ليس لكِ أخوات أخريات ؟ قالت نهى : لا ,
لكن لي أخ صغير إسمه محسن . وسألتها الحاجة : ما اسمك ؟ قالت : إسمي نهى . قالت الأم : عاشت
الأسامي قالت الحاجة : هل يوجد إمكانية تحضري لي كوب من الماء . قالت : يا خبر بكل ممنونية . في
هذه اللحظة سكبت الحاجة بعض العصير على طرف الكرسي وعلى الأرض بالقرب من قدمها . وعندما
عادت نهى . قالت لها الحاجة : نحن في غاية الأسف العصير إنسكب هنا على الكرسي وعلى الأرض يا
ليتك تحضري قطعة قماش لتجفيفه يا ابنتي . قالت نهى حاضر . وأثناء ما هي بتمسح العصير راقبت الأم
كيف نهى جلست القرفصاء وكيف الحاجة تحسست على شعرها وظهرها وحتى ركبتيها وهي تقول
لنهى : دعيني أساعدك . قالت : يا حاجة هذه حاجة بسيطة قالت الأم : أنتِ مخطوبة يا نهى , قالت : لا ,
وقالت الأم : نحن جئنا اليوم نطلب إيدك لابني نور شاب زى الورد ها يعجبك ما هو رأيك ؟
لمراجعة الفصل الاول
لمراجعة الفصل الثانى
انتظرونا الأربعاء القادم ( الفصل الرابع )
تعليق