[


مشروع ترحيل" فلسطيني 48 "أم خطوة نحو" إسقاط " مفعولا حق العودة

لماذا و في مثل هذا التوقيت بالذات ، تصرّح وزيرة خارجية حكومةالكيان الصهيوني ، بضرورة ترحيل الفلسطينين الموجودين داخل " الخط الأخضر " أو ما أصطلح على تسميتهم ب "عرب "48 الى مناطق الدولة الفلسطينية بعد قيامها ، بذريعة أن تؤم الدولة الفلسطينية كل الفلسطينين . وهي تصريحات متناغمة مع تصريحات بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود ومتطرفين اسرائيليين آخرين والذين لا يعلنون رفضهم التفاوض مع الفلسطينيين حول القضايا الرئيسية التي تهم الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس فحسب بل ان سياستهم تشجع المستوطنين على الامعان في الاعتداء على الفلسطينيين لطردهم من القدس.
ما الذي يبرر مثل هكذا موقف ظل مكبوتا منذ معاهدات السلم ،أوسلو و مدريد . هل أن وزيرة الخارجية الصهيونية تريد أن تبرهن أنها إمرأة قوية و صلبة ، قادرة على القيادة ، و على مزيد التنكيل بالفلسطينين ، لم يكتف الصهاينة بحصار غزة و حرمان أهلها من حق الحياة ككل البشر ، والإعتداءات التي يمارسها المستوطنون في حق الفلسطينين. كل ذلك غير كاف بالنسبة لوزيرة خارجية الكيان الغاشم ، فهي تنوي طرد الفلسطينين من ديارهم و ترحيلهم من أرضهم لتستبيحها أجهزة الأمن و المخابرات العسكرية الصهيونية . لماذا يحدث كل هذا الأمر الفضيع أمام مرأى و مسمع العالم بأسره ، و كل العرب . في زمن تحتفل فيه الإنسانية بذكرى 60 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أي إعلان عالمي للحقوق ؟ و الشعب الفلسطيني يسلب كل يوم من حقوقه الشرعية و الوطن العربي يقف صامتا ، لا يحرك ساكنا أمام هذه الإنتهاكات المتواصلة لحقوق الفلسطينيين العزل . الاحصائيات الفلسطينية واحصائيات المنظمات الدولية المعنية تشير إلى وجود أكثر من أحد عشر ألف فلسطيني في سجون الاحتلال وإلى أن ثمانمئة ألف فلسطيني تعرضوا للاعتقال، هذا فضلا عن سياسات القتل والتهجير والحصار والتجويع في قطاع غزة التي ترقى إلى مستوى الجريمة ضد الانسانية وجرائم الحرب والابادة الجماعية لتتجاوز جرائم التعذيب وغيرها ممّا هو منصوص عليه في الاعلان العالمي.إن الغرض من مثل هذا التصريح هو إعادة إحياء نكبة 1948 من جديد ، يبدو أن الكيان الصهيوني لا يزال يراوده الحلم في أن يقوم بتحيين "وعد بلفور " المشؤوم . هنالك نوايا مبيتة وإستراتييجيات يرسمها اللوبي الصهيوني بمباركة أمريكية ، أساسها "تهويد" فلسطين بكاملها و إسقاط حق العودة ، هنالك مراوغة رهيبة ضمن هذا التصريح الجهنمي ، حيث تلاعب بالخطاب ، بوضع شرط جديد لقيام دويلة فلسطينية مجزأة ما بين الضفة و غزة ، و هذا الشرط يتمثل في تهجير الفلسطييين من ديارهم.
إن الهدف الاستراتيجي "لإسرائيل"، هو الاستيلاء على كامل الأرض الفلسطينية من البحر إلى النهر ، لتحويلها إلى" وطن قومي لليهود". و هذه الإستراتيجية تستوجب في منظور الصهاينة طرد نحو مليون ومائتي ألف فلسطيني يعيشون في أرضهم داخل الخط الأخضر، مقابل تخلى الكيان الصهيوني عن عدد من المستوطنات اليهودية التي أقاموها في الضفة الغربية والانسحاب من أجزاء منها. لكن نكبة العام 48 و في منظور المقاومة لن تتكرر، فالعرب في الداخل المحتل سيبقون متشبثين بأرضهم وأن مسألة التهجيرغيرواردة. و إن الهاجس الديمغرافي الذي يخيف الصهاينة سيظل أمرا ثابتا ، لقد فشلت أكثر من أجندة إسرائيلية – أمريكية ، و إنتهى عصر بوش و إنتهت معه و عوده بالأمن لإسرائيل و إنهاء المقاومة . لكن رغم فشل هذه الإستراتيجيات ، فإن الطموح الصهيوني في إغتصاب الأرض ليس له حدود ، فها هو يعاوده الحنين ، لإلغاء حق العودة ، و الظفر بكل الأرض , لكن المقاومة المتحصنة و التي كذبت من قبل وعود بوش و طموحاته ، والتي حطمت كل أحلام أولمرت ، ستواصل على نفس النهج وفاءا للشهداء ، و سترمي عرض الحائط بطموحات ليفني ، و ستكشف المقاومة أنها هي الأقوم ، و أن الذين يخشون "جيش إسرائيل " و يرهبون منه ، هم لامحالة قلة لن تقدر على الوقوف في وجه المقاومة الجريئة بكل فصائلها .