التسامح
بيّن العلامة الدكتور يوسف القرضاوي أن الحوار بين المسلمين واليهود لا يكون إلا بالسيف حتى تتحرر فلسطين وينتصر المجاهدون في الأراضي المقدسة وما داموا يستخدمون الذبح والمجازر والتدمير والتخريب في كل يوم فلا تجوز محاورتهم أو مجادلتهم، وقال في درس التراويح بالجامع الكبير احمد بن حنبل رحمه الله: لقد ذكر مؤتمر الحوار الاسلامي ـ المسيحي الذي عقد في قطر في العام الماضي أن اليهود سيدعون إلى المؤتمر المقبل فقلت انني سأقاطع هذا المؤتمر لأنه لا يجوز أن يدعى اليهود فقد ظلموا المسلمين وفعلوا بهم الافاعيل فلا حوار بيننا وبينهم والحوار لا يكون إلا بالسيف، واضاف إن الآخرين من الأديان السابقة نحاورهم ويكون الحوار بالتي هي أحسن ونذكر ما بيننا وبينهم من اتفاق ونقف في المواقف المشتركة مستشهدا بذلك باتفاق الازهر والفاتيكان الذي تم في عام 1994 في مؤتمر السكان بالقاهرة، وكان ضد الإباحية والشذوذ الجنسي والاجهاض بإطلاق الأمر وزواج الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وأكد ان الاتفاق لا يضر مع الأديان بشرط الأ يفرط المسلم في دينه وان يتسامح مع المخالفين ويحاور الآخرين بالتي هي احسن، ووصف تسامح الاسلام مع الديانات بقوله: نحن المسلمين أكثر الناس تسامحا مع الديانات والرسالات الاخرى لاننا نعتقد في وحدة الأصول السماوية والكتابية لهذه الاديان وهي الايمان بكل نبي أرسل وبكل كتاب أنزل ولا يصح هذا الايمان إلا بهما، ودلل فضيلته على ذلك بقوله تعالى «ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا» وايضا في سورة النساء 9 آيات نزلت تدافع عن يهودي اتهم بالسرقة ظلما وكان القوم يأتون للرسول صلى الله عليه وسلم بهدف البراءة والنبي يجادل عن هؤلاء حتى نزل قوله تعالى «انا انزلنا عليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله ولا تكن للخائنين خصيما ولا تجادل عن الذين يختانون انفسهم ان الله لا يحب من كان خوانا اثيما».
وحث فضيلته المصلين في درس التراويح على التسامح مع الديانات السابقة، وأن يكون هذا التسامح اسلاميا وهادئا، وليس ثورة وتعنيفا، لقوله تعالى «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم»، مبينا أن المفسرين بينوا كلمة «لذلك» بانها الاختلاف الذي يتحدث عنه الله عز وجل.
وقال: إن الدعوة ضرورية، ونجاحها في استمراريتها فاننا نقوم بالدعوة والهداية على الله، ونقوم بالبلاغ، والحساب على الله، واننا نبذر الحب والبذر والثمار من الرب، لقوله تعالى «إنك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء».
أضاف إن الهداية من الله، ومن يريد له الهداية فهذا هو شأن رب الكون، والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيفما شاء، ومن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا وحرجا.
ودعا المسلمين إلى اتباع التسامح الإسلامي، موضحا انه تسامح مع المخالفين، وهم الذين نعتقد بكفرهم، ولا يؤمنون برسالة محمد، فهم كافرون برسالته، أما المؤمن فمن آمن بكل الرسل والانبياء والكتب السماوية التي نزلت قبل ذلك، وقال: نحن في نظرنا ان اليهود والنصارى كفار، ومع ذلك نتعامل معهم بسماحة ورفق، ونعطي مساحة للتقارب بين الطرفين، موضحا أن اختلاف الناس في الاديان واقع لا محالة وبمشيئة الله، لقوله تعالى «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة» لذلك شاء الله أن يعطي هذا النوع الإرادة والحكمة والعقل مع الارتباط بأمر الله.
وبين أن السبب الثاني في حساب هؤلاء ومدى ما يقدمه الله من عقاب لهم على كفرهم في الدنيا والآخرة، لقوله تعالى «الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة» وهذا ما تعني فيه كلمة «الفصل» ولقوله تعالى «الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير».
وكان فضيلة الشيخ د.القرضاوي قد تناول في درس التراويح أفضال السور «حم» و«غافر» و«فصلت» و«الشورى» و«الزخرف» و«الجاثية» و«الأحقاف» وهي السور المكية التي بدأت بـ «حم» والتي تطرق إليها القلب البشري وتدق على أوتاره، وتذكره بلقاء ربه وحسابه، وأيضا الذين عصوا رسل الله، وأعرضوا عن وحي الله بمصائر المؤمنين، ووعدهم الجنات والرضوان، وهذا مجمل ومضمون السور المكية، وقال: إن الآيات تحدثت عن الوحي، وطريقة نزوله على رسول الله وتبليغه لكلمات ربه، والوسيلة سواء مباشرة أو خفية في الوصول الى رسله، فمنهم من يلهمه أو يقذف الروع في قلبه، أو يراه في منامه، أو رؤيا الأنبياء وقد يكون من وراء حجاب، ويكلمه الله مثلما حدث مع موسى عليه السلام، حتى سماه الناس «موسى الكليم»، وفسر الدكتور القرضاوي معنى الوحي، بأنه وفق توضيح العلماء بأنه خفي وجلي، فالخفي هو الذي يأتي به الروح والروع، ولا يستطيع الإنسان أن يمنعه، أما الوحي الجلي فهو نزول جبريل بهيئته على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
واستشهد بقوله تعالى «نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين»، كما أن العلماء أوضحوا أن السنة من الوحي (الخفي) والقرآن من الوحي الجلي وعرج فضيلته إلى الحديث عن قوله تعالى «شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليه وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه»، بأن الله يكفر كل الخطايا إلا ديون العباد المالية.
وحذر من أكل حقوق العباد، وأنها شديدة العقاب، فلا يغفر الله بها لا حجة ولا عمرة ولا صلاة ولا صيام أو قيام، مستشهدا بحديث شريف للرسول صلى الله عليه وسلم سئل فيه: «يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي، قال: نعم، وبعد أن مشى الرجل خطوات أدركه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: إلا الدين، فقد أخبرني بها جبريل آنفا».
وبذلك جاءت الاجابة مطلقة وشافية، وأن الدين لا يكفره لا صلاح ولا صلاة ولا عمرة أو حجة، وإياك أن تموت وعليك درهم واحد لعبد من عباد الله.
جنين القسام
بيّن العلامة الدكتور يوسف القرضاوي أن الحوار بين المسلمين واليهود لا يكون إلا بالسيف حتى تتحرر فلسطين وينتصر المجاهدون في الأراضي المقدسة وما داموا يستخدمون الذبح والمجازر والتدمير والتخريب في كل يوم فلا تجوز محاورتهم أو مجادلتهم، وقال في درس التراويح بالجامع الكبير احمد بن حنبل رحمه الله: لقد ذكر مؤتمر الحوار الاسلامي ـ المسيحي الذي عقد في قطر في العام الماضي أن اليهود سيدعون إلى المؤتمر المقبل فقلت انني سأقاطع هذا المؤتمر لأنه لا يجوز أن يدعى اليهود فقد ظلموا المسلمين وفعلوا بهم الافاعيل فلا حوار بيننا وبينهم والحوار لا يكون إلا بالسيف، واضاف إن الآخرين من الأديان السابقة نحاورهم ويكون الحوار بالتي هي أحسن ونذكر ما بيننا وبينهم من اتفاق ونقف في المواقف المشتركة مستشهدا بذلك باتفاق الازهر والفاتيكان الذي تم في عام 1994 في مؤتمر السكان بالقاهرة، وكان ضد الإباحية والشذوذ الجنسي والاجهاض بإطلاق الأمر وزواج الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وأكد ان الاتفاق لا يضر مع الأديان بشرط الأ يفرط المسلم في دينه وان يتسامح مع المخالفين ويحاور الآخرين بالتي هي احسن، ووصف تسامح الاسلام مع الديانات بقوله: نحن المسلمين أكثر الناس تسامحا مع الديانات والرسالات الاخرى لاننا نعتقد في وحدة الأصول السماوية والكتابية لهذه الاديان وهي الايمان بكل نبي أرسل وبكل كتاب أنزل ولا يصح هذا الايمان إلا بهما، ودلل فضيلته على ذلك بقوله تعالى «ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا» وايضا في سورة النساء 9 آيات نزلت تدافع عن يهودي اتهم بالسرقة ظلما وكان القوم يأتون للرسول صلى الله عليه وسلم بهدف البراءة والنبي يجادل عن هؤلاء حتى نزل قوله تعالى «انا انزلنا عليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله ولا تكن للخائنين خصيما ولا تجادل عن الذين يختانون انفسهم ان الله لا يحب من كان خوانا اثيما».
وحث فضيلته المصلين في درس التراويح على التسامح مع الديانات السابقة، وأن يكون هذا التسامح اسلاميا وهادئا، وليس ثورة وتعنيفا، لقوله تعالى «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم»، مبينا أن المفسرين بينوا كلمة «لذلك» بانها الاختلاف الذي يتحدث عنه الله عز وجل.
وقال: إن الدعوة ضرورية، ونجاحها في استمراريتها فاننا نقوم بالدعوة والهداية على الله، ونقوم بالبلاغ، والحساب على الله، واننا نبذر الحب والبذر والثمار من الرب، لقوله تعالى «إنك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء».
أضاف إن الهداية من الله، ومن يريد له الهداية فهذا هو شأن رب الكون، والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيفما شاء، ومن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا وحرجا.
ودعا المسلمين إلى اتباع التسامح الإسلامي، موضحا انه تسامح مع المخالفين، وهم الذين نعتقد بكفرهم، ولا يؤمنون برسالة محمد، فهم كافرون برسالته، أما المؤمن فمن آمن بكل الرسل والانبياء والكتب السماوية التي نزلت قبل ذلك، وقال: نحن في نظرنا ان اليهود والنصارى كفار، ومع ذلك نتعامل معهم بسماحة ورفق، ونعطي مساحة للتقارب بين الطرفين، موضحا أن اختلاف الناس في الاديان واقع لا محالة وبمشيئة الله، لقوله تعالى «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة» لذلك شاء الله أن يعطي هذا النوع الإرادة والحكمة والعقل مع الارتباط بأمر الله.
وبين أن السبب الثاني في حساب هؤلاء ومدى ما يقدمه الله من عقاب لهم على كفرهم في الدنيا والآخرة، لقوله تعالى «الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة» وهذا ما تعني فيه كلمة «الفصل» ولقوله تعالى «الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير».
وكان فضيلة الشيخ د.القرضاوي قد تناول في درس التراويح أفضال السور «حم» و«غافر» و«فصلت» و«الشورى» و«الزخرف» و«الجاثية» و«الأحقاف» وهي السور المكية التي بدأت بـ «حم» والتي تطرق إليها القلب البشري وتدق على أوتاره، وتذكره بلقاء ربه وحسابه، وأيضا الذين عصوا رسل الله، وأعرضوا عن وحي الله بمصائر المؤمنين، ووعدهم الجنات والرضوان، وهذا مجمل ومضمون السور المكية، وقال: إن الآيات تحدثت عن الوحي، وطريقة نزوله على رسول الله وتبليغه لكلمات ربه، والوسيلة سواء مباشرة أو خفية في الوصول الى رسله، فمنهم من يلهمه أو يقذف الروع في قلبه، أو يراه في منامه، أو رؤيا الأنبياء وقد يكون من وراء حجاب، ويكلمه الله مثلما حدث مع موسى عليه السلام، حتى سماه الناس «موسى الكليم»، وفسر الدكتور القرضاوي معنى الوحي، بأنه وفق توضيح العلماء بأنه خفي وجلي، فالخفي هو الذي يأتي به الروح والروع، ولا يستطيع الإنسان أن يمنعه، أما الوحي الجلي فهو نزول جبريل بهيئته على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
واستشهد بقوله تعالى «نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين»، كما أن العلماء أوضحوا أن السنة من الوحي (الخفي) والقرآن من الوحي الجلي وعرج فضيلته إلى الحديث عن قوله تعالى «شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليه وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه»، بأن الله يكفر كل الخطايا إلا ديون العباد المالية.
وحذر من أكل حقوق العباد، وأنها شديدة العقاب، فلا يغفر الله بها لا حجة ولا عمرة ولا صلاة ولا صيام أو قيام، مستشهدا بحديث شريف للرسول صلى الله عليه وسلم سئل فيه: «يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي، قال: نعم، وبعد أن مشى الرجل خطوات أدركه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: إلا الدين، فقد أخبرني بها جبريل آنفا».
وبذلك جاءت الاجابة مطلقة وشافية، وأن الدين لا يكفره لا صلاح ولا صلاة ولا عمرة أو حجة، وإياك أن تموت وعليك درهم واحد لعبد من عباد الله.
جنين القسام
تعليق