هدهداتُ الليل على أذن القمر..
والريحُ كالشال الرقيق تلفُهما..
وأزيزُ الصمت من بوابة المارة..
والمشهد المتكرر من ألف عام..
::::
ما زلت أحبو على وجعي ..
ما زلت أركب قافلة السنين..
ما زلت أهربُ مِن ظلام الليل..
حتى لا أرى ضوءَ المساء بعينيك..
:::
كم أُمنيات فارقتني حينها..
كم تمنيت أن أعيش لمرة داخلي..
أن أفارق جسد المساء..
وأنام في حُضني..
:::
والمشهد المتكرر يزحف كالظلال..
يكبر فيني كإنعكاس الماء..
ويختفي وسط الضياء كالمساء..
وأكبر أنا في داخلي..
:::
حين ولدت قبل ألف عام..
حين جثوتُ على رُكب السنين..
حين بكيت الثواني الفاصلة..
بين وجهي والمساء..
:::
لن أختبئ داخلي بعد الآن..
سأقتلني وسط الرياح..
سأهب نفسي للمساء..
وأهرب من جسدي الضئيل..